قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

على متن الطائرة المتجهة ل روسيا، كانت حنين تجلس متأبطة ذراع حمزة والابتسامة البشوشة تزين ثغرها الأبيض، سعادة عميقة تُرفرف وسط الآفاق، وأماني عالية تصطدم بسطح الأنتظار!
نظر لها حمزة هامسًا في حنو: -مبسوطة؟
اومأت مؤكدة بحماس جلي: -جدا جدا يا حمزة، ماتتخيلش أنا منشكحة ازاي، انا منشكحة انشكاح لم ينشكحه منشكح في تاريخ المنشكحين!
احتضنها بحنان، بينما تذكرت هي عندما أخبرها بهدوء.

أنا لازم أسافر روسيا في شغل هناك للشركة ولاول مرة فلازم أبقى موجود
وبالطبع روح الأنثى داخلها لم تيأس ولم تترك سلاح -الزن- بل أفترشت في توسلها له بالذهاب معه، إلى أن خضع لرغبتها وبالفعل توجهت معه!

بعد ساعات وصلا الأراضي الروسية بسلام، كانت حنين تتلفت كل حينٍ ومين حولها لتظهر معالم الفرحة والإندهاش معًا على باطنها..
وصلا إلى الفندق المخصص لهم، أستلم حمزة المفتاح واتجهوا نحو الغرفة بهدوء إلى أن دلفا فأخذت حنين تدور بعيناها في أرجاء الغرفة تتفحصها
إلى أن وقعت عيناها على جهاز صغير على الارض.

اتجهت له على الفور ثم وقفت عليه لتبدأ بتحريك قدماها عليه وهي مستندة عليه بهدوء مستريح وقد شقت الابتسامة ثغرها...
دقيقة ووجدت حمزة خلفها تمامًا يقف محيطًا اياها من الخلف ويسير بقدماه على الجهاز مثلها تمامًا، نظرت له بطرف عيناها متأففة: -تؤ، اوعى بقا يا حمزة أنا عايزة أقف لوحدي.

أحتضنها بقوة غامسًا وجهه عند رقبتها وشفتاه تهمس بحرارة: -تؤ تؤ، مش مسموح تبقي لوحدك ابدا، أنا ببقى جمبك كدة، ولو مش عاجبك أرجعك مصر على طول!
رفعت كتفاها بسرعة لتخفي رقبتها قبل أن يقبلها، ولكنه سحبها ببطئ وهي تقف على قدمه برفق متشبثه بعنقه، حتى غامت يداه أسفل التيشرت يتحسس جسدها فصرخت فيه بفزع: -اوعى يا حمزة لا كفاية أنت مش بتبطل!

إلتصق بها يضمها له بقوة، وبصوت هامس قال: -مش بتمالك نفسي لما بتكوني ادامي وفكرة إنك مراتي بترن في وداني
ثم أمسك وجهها بين يداه، ليتابع بكل ذرة تهفو خافقة بأسمها داخله: -أنتِ متخيلة الفترة اللي كنت بحبك فيها وأنتِ بعيدة عني ومش شيفاني أكتر من خال، أنتِ متخيلة؟ني حاولت أقرب من واحدة يمكن اتلهي واستمتع وابطل تفكير فيكِ!

شهقت هي مصدومة، لم تتوقع كل العمق في تلك الملكية التي خُتمت بدماؤه التي استنزفت بكثرة ككبش لعشقها ذاك...
إلى أن أكمل قبل أن يلتهم شفتاها بنهم: -جاية بعد دا كله وعايزاني بعد ما بقيتي مراتي أسيبك، دا أنا هاين عليا أخدك ونفضل على السرير 24 ساعة اهو نوفر وقت!

كان يُقبلها بقوة ملحوظة تشابكت بخيوط الشوق المتسرب، إلى أن ابتعد يلتقط أنفاسه مستطردًا: -كام مرة حلمت بالليلة اللي هتكوني فيها في حضني وفي سريري انا بدون أي خوف
كان يتحدث وهو يتحسس وجنتاها برقة حانية، بينما هي مغمضة العينين مستمتعة بفراشات تطرب العزف فوق راية جوارحها المضطربة بحبه!

ثم تابع وهو يضع يده على بطنها وقد زينت ثغره ابتسامة حالمة: -كام مرة حلمت باليوم اللي هتكوني فيه حامل مني أنا مش من راجل غيري..
وما إن أنتهى حتى همست هي بصدق: -أنا بحبك أوووي يا حمزة
لم يستطع الإنتظار اذ مزق ازرار قميصها الذي لم يتجاوب للمساته المتلهفة..
بينما شفتاه تلتهم شفتاها بجوع متشوق للأكثر حتى حملها بعد ان اسقط ملابسها بلهفة...!

دلفت لارا إلى المستشفى للأطمئنان على والدتها بعد ان اخبرت أسر بأختصار في الهاتف
أنا رايحة ازور ماما
وبالطبع لم يعارض بل اخبرها انه سيأتي بعد قليل، فتحت باب الغرفة وابتسامة حانية للماضي الذي ولاول مرة تشعر انه يتخذ وضع القبول!
ولكن الابتسامة اختفت عندما وجدت الفراش فارغ، تلتفت حولها وحروفها تصرخ بالرعب ؛
-دكتور، يا ممرضة
وبالفعل تقدمت منها الممرضة تسألها بجدية مستفسرة: -أيوة يا أنسة اتفضلي؟

لم تكن تمتلك عقل يرتب الحروف بدقة فخرجت مشعثة وهي تسألها: -فين اللي كانت هنا؟!
تنهدت الممرضة مرددة في خفوت مشفق: -ربنا يصبرك، البقاء لله
سقطت الجملة على أذنيها كسكين يمزق انحاؤوها لأشلاء متفرقة!
أشياء تترحم من الفراق اللعين، تلك اللعنة التي وصمت بجبينها تأبى تركها...
دقيقتان يستعب فيهم العقل ما قيل لتسقط فاقدة الوعي بهمدان ليصطدم جسدها بالأرض بقوة..!

هبت منتصبة وهي تصرخ بجزع مصعوق متذمر على قرار قدر و الله: -اااااااه، مامااااااا
وجدت أسر لجوارها يربت على شعرها بحنان متألم لأجلها هامسًا: -اهدي يا حبيبتي، اهدي يا لارا وادعيلها
ظلت تدفعه عنها مرددة بهذيان: -اوعى أنت كداب ماما محصلهاش حاجة أبعد عني أنا مش عايزاك جمبي سبنييييييييي
صرخت بكلمتها الاخيرة وقد حملت تلك الحروف نوعًا من الكسرات المتتالية حتى أماتت الشعور..

ليحتضنها بقوة وكاد يبكي حزنًا عليها بينما ظلت هي تتابع بهيسترية: -لا ماما محصلهاش حاجة أنت مجنون، هي في غيبوبة بس زي ما كانت وأكيد هتفوق، هي مش هتسبني لوحدي للي يسوى واللي مايسواش يعمل إلى عايزه فيا!
حاول الاقتراب منها متابعًا بتأثر: -أنا جمبك يا لارا، عمري ما هسيب حد يأذيكِ.

نهضت من الفراش تصرخ بجنون وهي تبتعد: -لا انا مش عايزاك أنت انا عايزة امي، ااااااااه يا امي، أنا لية بيحصل فيا كدة يااااااااااااااااااااارب!
حاول احتضانها بقوة عله ينتشل تلك السموم المميتة من بين براثن روحها، حتى ظلت تضربه على صدره وهي تصرخ بهذيان.

ولم يشعر بنفسه سوى وهو يهمس لها كما كانت تفعل والدته دومًا في الصغر: -لية مش بنلجأ لربنا يا لارا؟ لية مش بنشتكي له، قومي نصلي، هو هيداوي، هو بيختبرك عشان ترجعيله، دا حتى اذا احب عبدًا ابتلاه قومي نصلي يا لارا، قومي نصلي يا حبيبتي وندعيلها!

دلف مُهاب مرة اخرى إلى المنزل يصرخ باهتياج بحثًا عن فريدة ووالدتها: -فريييييدة، انتوا فييين
بينما كانت سيلين تركض خلفه وهي تحاول إيقافه بقلق حقيقي: -استنى بس يا مُهاب، ارجوك استنى طب
ولكنه لم يكن ينتبه لها، كان الغضب الحقيقي يتآكل عقله كمرض لم ولن يكتشف له علاج!
إلى ان أتت تهاني على صوته العالي لتسأله ببرود: -أية في أية يا مهاب عايز أية؟!

كان يحدق بها بجمود ثم هتف فجأة وكأنه يبحث عن معارضة الرياح: -أنتم اللي قتلتوا أبويا!
إرتجف جسد فريدة بأكمله وكلماته تدق باب الخطر داخلها، بينما حاولت تهاني النطق بثبات: -أية إلى أنت بتقوله دا! ما أنت عارف من بدري ان ابوك مات بسكتة قلبية..
اقترب منهم ببطئ هامسًا: -بس انا ماحكيتش اي حاجة، والمفروض انكم متعرفوش حاجة عني، عرفتي ازاي انه مات بأزمة يا تهاني؟!

شعرت بالحروف تهرب من بين جوفيها لتتركها في معركة أعلنت خسارتها قبل بدأها حتى، لتبدأ فجأة فريدة في البكاء وهي تخبره باختصار: -والله يا مهاب ما قتلنا حد، أحنا خطفناه مش أكتر وهو مات لوحده!
لم يشعر بنفسه سوى وهو ينقض عليها يكيل لها الصفعات بجنون، طاقة سلبية هائلة تفرجت بين اوردته ترفض الكتمان بعد الان..!
لم يستطع احد أن يفصله عنها، وبدا وكأن عقله قد فر هاربًا ليتركه يتصرف دون تحسب...

ليسحبها فجأة من يدها مرددًا بجنون: -أنا هندمك على أغلى حاجة تملكيها يا فريدة، وامك تعض على صوابعها العشرة!
لم يسمع نداءات سيلين المتكررة له متوجسة: -مهاب استنى لو سمحت، مهاب انا اتصلت بالبوليس سيبها ارجوك عشان ماتندمش!
ولكنه لم يكن بكامل قواه العقلية، كان مصدر العقل مُخدر، ومهوى القلب مجروح بالجزر...
ف بدا ك مُنتقم لا يدرك وسيلة انتقامه!

ذهلت سيلين وهي تسمع صراخ فريدة المرتعد بعدما أغلق مهاب الغرفة عليهما معًا...!

نهضت حنين من الفراش جالسة تتأوه بصوت مسموع وقد تقلصت ملامحها بشكل مقلق، فاقترب حمزة الذي كان يجاورها الفراش متساءلاً بقلق: -مالك يا حنيني؟ أنا وجعتك..!
هزت رأسها نافية وهي تخبره بنبرة مختصرة ؛
-لا بس حسيت بوجع في بطني فجأة..
أحاط وجهها الأبيض بيداه هامسًا بصوت مسموع: -طب نامي وأنا هقوم أطلب دكتور الفندق
هزت رأسها نفيًا بلهفة: -لا لا مش لدرجة دكتور، أنا بقيت كويسة.

تنهد بقوة وعمق، ليسحبها لأحضانه ببطئ وهو يربت على خصلاتها بشرود...
وهي الاخرى كانت أصابعها تعبث بصدره العاري دون أن تشعر، وكأن طرب دقاته أمات تحكم العقل!
فأمسك بيداها وهو يردف مشاكسًا: -وترجع تقولي أنت مابتكتفيش! شوفتي أنا برئ أنتِ اللي بتجريني للرذيلة وانا بحبها.

تعالت ضحكات حنين المرحة على عبثه، لتقترب منه لاول مرة مرددة بجرأة بدأت تدسها وسط لجام نفسها ببطئ: -أنا مش بجرك، أنا بقولها صريحة، أنا بحبك وعايزاك، عايزاك تفضل جمبي على طول!
وضع أصبعه على شفتاها ليغمز لها بطرف عيناه هامسًا وكأنه يخشى فرار حروفه لمسقط الواقع: -اششش، احسن مراتي بتغير عليا جدا وممكن تعمل فيكِ حاجة لو سمعتك بتقولي كدة.

ضحكت حنين بفرح، وأغمضت عيناها فجأة عندما شعرت بأصابع حمزة تسير بحركة دائرية على ظهرها لأخره، فهمست بصوت مبحوح: -حمزة...
همهم وهو يقترب ملتصقًا لها: -امممم؟
تشبثت بعنقه عندما شعرت به يكاد يبتعد ببطئ فأكملت همسها الملتهب: -ماتبعدش، خليك، قرب!
ولم يكن محتاج أكثر لينقض مرة اخرى يلتهمها ببطئ متمهل، شوقه لها لا يقل في كل مرة وكأنه يتزوجها لاول مرة وليس انها تحمل طفليه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة