قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون والأخير

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون والأخير

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون والأخير

إنتهت مراسم العزاء التي أقامها أسر ل والدة لارا الراحلة، كانت لارا وكأنها في دنيا أخرى، دنيا اخرى لا تظهر لها أنيابها فتمزق المتبقي من أشلاء مُدمرة!

مر حوالي ثلاثة اسابيع دون احداث جديدة سوى أنها تنام معظم الوقت لتستيقظ باكية ثم تغفو مرة اخرى رغمًا عنها من الإرهاق النفسي والجسدي، وبالطبع كان أسر دائمًا كظلها الخافت لا يفارقها وكأنه درع الأمان لها بعد الان!
وفي يوم عاد أسر من عمله بعد يوم شاق، إتجه إلى غرفة لارا مباشرةً وحمدالله انه لم يتأخر سوى ساعات قليلة في عمله للضرورة...

ولكن شهق مصدومًا وهو يرى لارا تمسك أيد الهون وتكاد تضرب به بطنها بقوة فركض مسرعًا يلتقطه من بين يداها صارخًا فيها بهلع: -أنتِ مجنونة، عايزة تموتي أبنك بأيدك يا لارا؟!
ظلت تهز رأسها نافية وهي تصرخ بهيسترية له في المقابل: -أنت اللي مجنون لو فكرت إني ممكن أخلف بنت او ولد عشان اسيبهم يتعذبوا زي منا متعذبة كدة!

ألقى به على الأرض ليحتضنها بقوة دافسًا رأسها عند صدره لتتعالى شهقاتها الممُزقة لنياط قلبه وهي تخبره: -أنا تعبانة أوي يا أسر، أنا مش عايزة أخلف، لو خلفت هيتعبوا في حياتهم زيي وأنا متمناش كدة لعدوي حتى!

تنهد بقوة ثم سرعان ما كان يرص حروفه المرصعة بالحنان باهتمام على مسامعها: -لية يتحسبيها كدة؟! لية مش بتقولي مثلاً إن ربنا ابتلاكِ كتير فهيعوضك في ابننا اللي أنتِ عايزة تموتيه دا! لية مش بتحسبيها إن دا تكفير ذنوب او يمكن لانك مكنتيش بترجعي لربنا في الخير او الشر؟

ظلت تبكي بين أحضانه هامسة بصوت مبحوح يكاد يسمع: -أنا نفسي أرتاح بقا، لية فرحتي مش بتكمل، لية سعادتي دايما ناقصة، ارجوك يارب كفاااية انا مبقتش قادرة استحمل أكتر والله...!
احتضنها أسر بحنان، ويده تربت على شعرها بتلقائية مرددًا بصوت متألم: -هترتاحي، صدقيني هترتاحي يا لارا، ربنا مابيرضاش بالظلم، وأنتِ اتظلمتي ف حياتك كتير، ومسيره يجي وقت العوض!

سيلين واقفة أمام المرآة في غرفتها تقيس تلك الملابس الجديدة التي أشتراها لها مُهاب ولأول مرة منذ زواجهم!
كان سر سعادته بعد أخر فترة حزن مرت بعد إلقاء القبض على كلاً من فريدة وتهاني...
وكلما تذكرت كانت تحمدالله بامتنان أن الشرطة أتت حينها في الوقت المناسب قبل أن يفعل مُهاب بفريدة ما يندم عليه طيلة عمره..!

طرقات خافتة على الباب يليها دخول مُهاب مباشرة دون اذن لتشهق سيلين في محاولة لإخفاء جسدها الواضحة معالمه الفاتنة من ذلك القميص
فنظرت له وقد كست الحمرة وجنتاها كغزو مُحبب للقلب: -أنت بتدخل كدة على طول؟!
اومأ مؤكدًا بخبث، ثم بدأ يقترب منها ببطئ إلى أن حاوطها من الخلف بتملك، ليهمس لجوار اذنيها: -وحشتيني، وحشتيني اوي.

إلتفتت له وقد رمته بنظرة لوم أخيرة وهي تقول: -امممم، ما أنت كمان وحشتني على فكرة، بس أصبر برضه أنا بحاول أنسى إنك كنت هتعتدي على بنت خالتك، وفي وجودي!
تنهد بقوة وقد أطرق رأسه ارضًا بخزي، شيطان الأنتقام كان على وشك الإنتصار في محط الحياة بأكملها..
ولكن يبقى النور نورًا رغم الضبابية العالية!
أحاط وجهها بيداه العريضة وهو يخبرها بصدق: -أكيد دي مكنتش من رغبتي فيها، بس أنا مكنتش حاسس بنفسي وقتها.

تنهدت وهي تومئ بابتسامة هادئة وحانية، لتجده يسألها مشاكسًا: -مش عايزة تعرفي أنا مبسوط لية؟
نظرت له بفضول: -لية يا مُهاب؟
إتسعت ابتسامته ولم يصدق لسانه وهو يخبرها: -النهاردة كانت أخر جلسة لعلاجي النفسي والدكتور أكدلي إني خلاص بقيت تمام جدا والماضي مش هيأثر عليا زي الاول
إتسعت حدقتا عينيها بعدم تصديق، كيف ومتى، والاهم لمَ؟!
جواب تلك الأسئلة كانت محفورًا داخل نثر عشقه المتمرد يأبى الخضوع حتى الان...

ولكنها وكأنها ادركت لتوها تلك الرابطة المتينة التي لم تقطعها الظروف بينهم، لتهمس له بعدم تصديق: -أنت كنت بتتعالج عشاني يا مُهاب؟
اومأ مؤكدًا بثبات: -عشانك، والاهم عشان مُهاب نفسه، عشان أنا مافضلش تعبان زي ماكنت
سألته بلهفة: -بدأته من امتى ولية مقولتليش؟

-بدأته من اول ما بدأت أحبك حتى لو لسة معترفتش، بدأته من اول ما حسيتك طفلا مينفعش حد يعاملها بخشونة وقسوة زي منا متعود، بدأته من اول ماحسيت إن حبك بدأ يسيطر عليا بطريقة تخوفني اكتر من الماضي!
إرتمت بين أحضانه فجأة وهي تردد دون وعي وكأنه يحصد أستجابة تعويذة عشقه عليها: -أنا بحبك أوي يا مُهاب، لا أنا بعشقك، أنت أكتر راجل حنين وأكتر حد حبيته في الدنيا.

وكأن الطبول اُطرقت داخله مع تلك الكلمات التي خدرت حواسه العقلية ولم تترك سوى رزمة مشاعره الجياشة
فالتصق بها ليرجوها امام شفتاها مباشرةً بلهفة: -قوليها تاني
تشدقت دون تردد: -بحبك، بحبك، بحبك، بح...
وأبتلع هو باقي حروفها بين جوفيها، يأكل شفتاها بسرعة جائعة متلهفة ومشتاقة حد الجنون..
يُشبعها تقبيلاً بتأني وكأنه يستشعر مذاق شفتاها بعد تلك الكلمات العريقة التي ألقتها علي مسامعه...!

دفعها بجسده ببطئ نحو الفراش لتسقط علي الفراش وهو معها يزيل عنها ملابسها بلهفة، إرتعش جسدها رغمًا عنها تأثرًا بلمساته الناعمة لمنحنيات جسدها وتفننه في بث عشقه لها..
ليقترب من اذنيها هامسًا بصوت صادق: -اهدي يا حبيبي مش هأذيكي، استرخي!
وبالفعل بدأت تشنجاتها تستكين رويدًا رويدًا حتى بدت وكأنها تركت جسدها للماء يحركها حسب الاهواء...

وهو كان يحركها وفقًا لرغبته الشديدة وجوعه الطويل لها، كان حنونًا معها للغاية فلم يشعرها بذبذبات الماضي التي شوشت عليهما سابقًا!

بعد مرور أربع شهور...
تحديدًا في منزل حمزة وحنين كان صوت الأغاني تعلو في ارجاء المنزل والجميع يتحدثون جالسين مبتسمين، وبالطبع من ضمنهم أسر ولارا
لارا التي بالطبع لم ولن تنسى والدتها، ولكنها بدت تحاول التأقلم مع النسيان الذي يحاول اسر أن يجعله مرطبًا لجروحها الماضية..
كان أسر يحاوطها بيداه وقد بدأت بطنها تبرز بشكل ملحوظ، فمالت برأسها على كتفه وكأنها تشكره بحنان على مساندته الدائمة لها!

ومُهاب وسيلين ، صغار الحب!
نعم صغار ولكن ليسوا سنًا، وإنما نضجًا وادراكًا لمشاعر لم يكن لها حيز في حياة كلاهما!
عاشا بسلام اخيرًا بعيدًا عن مطاردات ماضي مُهاب او حتى سيلين، منتظرين ومُهللين بطفلتهم القادمة على أحر من الجمر كما يقولون...

اما داخل غرفة حنين وحمزة
ممثلي العشق الحقيقي على وجه الأرض، كانت حنين تقف أمام المرآة مرتدية فستان زفاف ضيق نوعًا ما بسبب بطنها المنتفخة بتوأميها، كانت لا تصدق ما يحدث فظلت تهمس لحمزة مذهولة: -بزمتك عمرك شوفت واحدة هتولد بكرة بتلبس فستان فرح النهاردة، أية الجنان دا ياربي!

قبل رقبتها الظاهرة برقة متابعًا وهو يحيط بطنها المتكورة: -أيوة، أنا حلفت لازم تلبسي فستان الفرح ويتعملك حفلة زيك زي اي بنت، بس تبقي الفرحة فرحتين، فرحتك بولادنا وفرحتك بينا سوا يا حنيني!
استدارت له لتحيط هي وجهه هذه المرة وهي تردد بأعين دامعة من الفرحة: -طب هعشقك اكتر منا بعشقك أية تاني! أنت احلى حاجة ربنا بعتهالي تعويضا عن ماما وبابا الله يرحمهم...

قبل جبينها بحنان، ليغمز لها بطرف عيناه مرددًا بصوت مشاكس: -اي خدعة يا حنيني، عدي الجمايل بقا
ضربته على صدره برفق وهي تهتف بحنق مصطنع بمهارة: -جمايل اية يا بابا، أنت بتسد اللي عليك ليا مش اكتر، أدفع التمن بقااا
ضحك ضحكته الرجولية الجذابة، ليتمهل في تقبيل رقبتها بشوق وهو يهمس: -منا دفعت من بدري يا حنيني، دفعت وبدفع غرامة عشقك!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة