قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والعشرون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والعشرون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والعشرون

كادت تُصاب بصدمة قلبية تسقطها صريعة الان...!
شعرت بجسدها كله يُجمد تحت تأثير ذلك الرعب، كانت عيناها تبحث عن طوقًا للنجاة، ولكنها بدت كأنها تبحث عن مياة وسط جفاف قاحل!
إنتشل منها الهاتف فجأة، ليشير لها صارخًا بعصبية: -جيتي الحمام عشان تتكلمي بتليفوني يا حنين؟ وحياة امي لاوريكي
إبتلعت ريقها بتوتر، وبكل جهدها حاولت دفن ذلك الرعب وهي تخبره: -أنا ما أجرمتش يا شريف، أنا كنت بتكلم في التليفون عادي.

جذبها من ذراعها بقوة يزمجر بشراسة: -يابجاحتك يا شيخة
أخرج -الشريحة- من الهاتف بأصابع شبه مرتجفة، ثم بدأ يكسرها بعنف..
اعتقادًا منه أنه يُكسر بيت الزجاج الذي بنته حنين حولها وحمزة، ولكن لم يكن بالحسبان هالة القدر الحديدية حولهم..!
ثم بدأ يسحبها من ذراعها للخارج، مرددًا بتوعد: -انا هعرفك إن الله حق يا حنين الكلب.

وخلال دقائق معدودة من الصمت، كان عقلها يرص الحروف المرصعة بلمعة الغضب المزيف: -هتعمل أية أكتر من اللي عملته، هتخلي حمزة مدمن مرتين! مهو خلاص أدمن ومبقاش يفرق معايا
توجهوا نحو شذى وحمزة تحديدًا الذي كان يراقب الموقف بعين الحذر..
وما إن اقتربت منه حنين حتى هزت رأسها نافية، وقد تكفلت نظراتها بأرسال معنى النفي لتتقوص ملامحه مشتدة بحنق احمر...!

أشار شريف نحو السيارة التي وصلت ليأمرهم بصوت أجش: -يلا انجزوا اركبوا
وبالفعل ركبوا مضطرين ليغادر ذلك السائق بهم إلى مكان مجهول.

بينما عند أسر هب منتصبًا من جوار لارا ليرتدي التيشرت الخاص به الملقي ارضًا، بينما تساءلت لارا في قلق: -في أية يا أسر حصل أية؟!
كان يرتدي ملابسه بأكثر ما يعرف عن السرعة وهو يجيب: -حنين كلمتني قالتلي انهم ف مصر وف منطقة صحراوية وفجأة قفلت، عايز الحق ابلغ الظابط
اومأت مسرعة ثم تنهدت وهي تهمس: -ربنا معاهم ومعاك...!

عودة للمنزل الذي قطنوا به كلاً من شذى و شريف وحمزة وحنين مؤقتًا..
كان شريف في الخارج امام احدى الغرف يسير ذهابًا وإيابًا وقد كان القلق يتأكله كالصدئ في الحديد بخصوص ما حدث...

اتجه إلى الغرفة التي تقطن بها شذى ليفتح الباب فجأة صارخًا بانفعال واضح: -كلمتي الواد يجبلنا الاوضة اللي هناخدهم فيها ف ال(، ) ولا نشوف مكان تاني يا شذى، اصل انا عارف حمزة ابن الكلب مش هيسكت كتير وهيفضحنا والبوليس هيبتدي يدور علينا
-كلمته وقالي ماشي و...
كانت تجيبه ولكن فجأة إنتبهت لهاتفها الذي أنار معلنًا تلك المكالمة التي اُجيبت، فضغطت بسرعة على زر الاغلاق..

لتتنهد بخوف من كون الاخرى قد سمعت ما قاله شريف!؟
من مجرد تحليق الفكرة وسط سحابات العقل كان الخوف يخبطها وسط ألغام التوتر والرعب..!
نظرت لشريف تهتف بحنق ؛
-في أية يا شريف ما تبلع لسانك شوية!
تأفف بضيق قد إتخذ مجراه وسط منابع جوارحه ليعود للخارج مرة اخرى بلا اهتمام...

بينما على الجهة الاخرى، ما إن أغلقت الخط بعدما سمعت ما قاله ذاك
كانت تفرك أصابعها بتوتر وهي تعض على شفتاها، ثم أصبحت الأفكار تقذفها من ذلك لذاك!
حتى قالت بصوت عالٍ وكأنها تُحدث نفسها: -معقول شذى وشريف خطفوا حمزة؟!
ثم ظلت تردد بهذيان: -طب اعمل أية، هساعده ازاي! أروحله بيته.

ثم عادت مرة اخرى لتضرب رأسها وهي تتأفف مغتاظة: -لا مهو حمزة مخطوف أساساً، وأستحالة اروح لحنين دي تقتلني! أنا هبلغ البوليس أحسن
وبالفعل أخرجت الهاتف لتتصل بالشرطة وخلال ثواني كانت ترد بجدية: -الوو بوليس النجدة، لو سمحت كنت عاوزه أبلغ عن ناس مخطوفة ف (، )
صمتت برهه ثم أجابت بلهفة: -ارجوك بسرعة عشان تلحقوه!
صمتت دقيقة أخرى، وكان الرد الحاسم وهي ترد: -أنا مين! أنا فاعلة خير.

ثم أغلقت الخط وهي تتنفس بعمق، رغم كل الاشتباكات، رغم كل الضبابات التي احاطت علاقتها ب حمزة، إلا أن ذلك النور الذي صنعه حمزة مسبقًا لها، لم ينطفئ حتى الان!

فلاش باك قبل ذلك الوقت##
في المستشفى عند مُهاب، كان امام غرفة الطبيب منتظرًا اياه، وقد كان القلق يعتصر قلبه كقبضة مميتة..!
خرج الطبيب ومعه الفحوصات الخاصة ب سيلين
ليسأله مُهاب مسرعاً: -طمني يا دكتور؟

تنهد الطبيب بقوة ثم أجابه على مهل: -مكذبش عليك يا استاذ مهاب، حالة قلبها مش كويسة خالص، هي كان لازم تعمل عملية من فترة من ساعة ما بدأ الألم يزيد، لكن هي اتجاهلته بالمسكنات المؤقتة إلى كانت بتاخدها، ف دا خلى حالة القلب تتدهور!
كانت الصدمات تقع على مُهاب كصفعات تركت أثرًا روحيًا عميقًا عليه..

بينما أصبحت والدتها التي اقتربت منه مع عمها عند خروج الطبيب تصرخ وقد بدأت تبكي: -اااااه يا حبيبتي، نصيبك وقدرك
بينما سأله مهاب بقلق متوجسًا: -طب أية المفروض يحصل دلوقتي يا دكتور؟
اجابه بنبرة هادئة رسمية: -حالياً أحنا هنعملها العملية، بس أدعى يارب مانضطرش نختار ما بين الجنين والام!
ثم غادر بهدوء كقنبلة تركها زريعة الصدمة، وحتمًا ستنفجر بعد قليل!

نظر ل أسر الذي كان يجاوره ليهتف بصوت مبحوح نوعًا ما: -روح هات مأذون يا أسر لو سمحت، وعدي على بيت سيلين خلي الخدامة تديك بطاقة سيلين
ثم نظر لعمها يقول بجدية حازمة: -أنا هرجع مراتي بعد اذنك يا عمي
اومأ عمها بصمت وقد لطمته الصدمة هو الاخر، بينما لم تتوقف والدتها عن البكاء للحظة!
وبالفعل غادر أسر متعجلاً، بينما دلف مهاب لرؤية سيلين..
وقد هاله ما رأى، كانت شاحبة توازي شحوب الموتى!

وكأن الروح كانت تحت سيطرة الظروف فزُهقت ببطئ سالب...!
اقترب حتى إنتبهت له فهمست بصوت يكاد يسمع: -أية إلى جابك ياا مُهاب
حاول زج المرح المشاكس بنبرته وهو يردف بعدما جلس على طرف الفراش: -في واحدة تقول كويسة تقول لجوزها اية إلى جابك؟ الطبيعي ان انا اكون جمب زوجتي العزيزة في موقف زي دا!

نظرت له بحدة كسكين مؤلم وهي تزجره بعنف: -قولتلك احنا مش هنرجع افهم بقا، حتى لو أنا ظلماك وأنت حقك إلى عملته، أية إلى هيخليك تكمل مع واحدة مريضة!؟
امسك بيداها الاثنان، وتدفقت الحرارة افق حروفه وهو يخبرها: -هو أنتِ عايزة تسمعيها كل شوية ولا أية، ماقولتلك بحبك وبعشق امك ومقدرش اكمل من غيرك
رغم الحمرة التي زحفت لوجنتاها الا أنها قالت بجمود: -أسفة يا مُهاب، بس أنا مُصره على موقفي.

لم يكن منه الا ان امسك بأحد الحقن الموضوعة على المنضدة، ثم زمجر فيها: -والله لو ما وافقتي يا سيلين لاموتك واموت نفسي في نفس الوقت، احنا كدة كدة هنضيع نفسنا لو فضلنا نأوح بعض زي القط والفار وخسرنا بعض
إرتجفت بخوف وهي تراه يُقرب تلك الحقنه التي لا تعلم محتواها حتى من ذراعه، وعندما لامسته الحقنه صرخت بنفاذ صبر: -خلاص خلاص موافقة سيب البتاعه دي.

اتسعت ابتسامته الخبيثة وهو يعديها لمكانها مرة اخرى، ثم عاود يتلبس قناع الجمود وهو ينظر لها!

مر كل شيئ سريعاً، كانت سيلين تتوعد له في خلدها بغل
مش أنت متسربع على الجواز يا مُهاب اديني هتجوزك، بس ورحمة ابويا إلى ما بحلف بيه كذب لاخليك تقول حقي برقبتي وتطلقني تاني برضه !

وبالفعل وصل أسر مع المأذون إلى الغرفة، وانتهى الحُلم بجملته الشهيرة
-مُبارك يابني، ربنا يهنيكم!

عودة للوقت الحالي##
كانت شاردة متسطحة على الفراش لحين موعد العملية، حتى وجدت مُهاب يتسطح لجوارها ويحتضنها من الخلف دافنًا وجهه عند رقبتها..
شهقت بعنف ثم بدأت تدفعه وهي تُردد بعصبية جادة ؛
-قوم يا مُهاب قولتلك مش طايقه قُربك هو أنت مبتفهمش لية!
أحاط خصرها بالقوة، لتحوم شفتاه على رقبتها التي ظهرت برقة متناهية، ثم يهمس بصوت ذو بحة خاصة: -بحبك، مهما تعملى برضه بحبك يا سلسلة قلبي...!

بعد مرور يومان تقريباً..
كانت لارا تتلفت هنا وهناك وهي متجهة لغرفة والدتها بالمشفى، ابتلعت ريقها بتوتر ثم كادت تدلف للغرفة بالفعل ولكن فجأة داهمها ذلك الدوار مرة اخرى منذ ليلة امس ولم تستطع النطق اذ سقطت مغشية عليها امام الغرفة...
ركضت بعض الممرضات نحوها ليحملونها برفق نحو احدى غرف كشف الطوارئ..!
وبعد الكشف عليها جاءت طبيبة نسائية لتفحصها...

مر حوالي ساعة وبدأت تعود لوعيها تدريجيًا لتجد نفسها في احد الغرف..
استندت على الحائط وبدأت تنهض ببطئ، كادت تصل للباب ولكن فتحته الطبيبة التي دلفت تحيها بابتسامة: -ازيك دلوقتي يا مدام؟
اومأت بصمت، ثم سألتها: -هو انا مالي يا دكتورة؟!
أجابت الطبيبة بجدية مبتسمة: -أنتِ حامل يا مدام، الف مبروك.

شعرت في تلك اللحظة وكأنها تطير من كم السعادة التي اخترقتها كشعاع فرح، وبدأت الابتسامة تتسع تدريجيًا وهي تتأكد من صحة سمعها...
ولكن ماتت الابتسامة على شفتاها وهي ترى خالد يدلف من الباب!
تبدلت السعادة بلحظات لرماد رعب حقيقي خاصة وهو يقترب منها مرددًا بشراسة: -حامل يا لارا؟ حامل من الواد اللي عايشه معاه طبعاً
ثم بدأ ينظر حوله بحثًا عما يريد ولكن وقعت عيناه على الطبيبة التي كانت تراقبه متوجسة..

وفجأة امسك بالمشرط ليشير نحو الطبيبة امراً بجنون: -هاتي اي حقنه تخليها تنزل الواد
صرخت فيه لارا بحدة: -أنت مجنون، حقنه أية أنا مش هاخد حقن
اقترب من الطبيبة فردت برعب: -حاضر حاضر بس اهدى يا استاذ
وبالفعل اسرعت الطبيبة تركض لتحضر الحقنه..
وخلال دقائق كانت إنتهت فأشارت لخالد بالموافقة فأسرع هو يُكبل لارا والطبيبة امام عيناه ثم زمجر فيها: -يلا اديهالها.

حاولت لارا التملص من بين يداه ولكن قواه كانت الاكثر والضعف، فودت الصراخ ولكن وجدته يكتم فاهها، هبطت دموعها قهرًا من ذلك الظلم الذي يلاصقها كظلها..
وشعرت بتلك الحقنه تُغرز بذراعها، وتقريباً كانت تلك نهاية الحياة بالنسبة لها!

كانت حنين تجلس بين احضان حمزة يحيطها من الخلف، في تلك الغرفة اللعينة وقد كانت ترتجف نوعًا ما، عضت على شفتاها وهي تهمس بصوت يكاد يسمع: -أنا بردانة أوي يا حمزة
احتضنها أكثر وهو يحاول بثها ذلك الدفئ الذي تحتاجه، ولكنها لم تدفئ بل ظلت تتنفس بصوت عالي مرددة: -أنا تعبت، مش قادرة استحمل يا حمزة.

ظل يقبل جبينها وهو يبادلها الهمس الحنون والمتألم في آنٍ واحد: -سلامتك يا قلب حمزة، ياريتني كنت اقدر اخده منك وابرد انا
وفجأة سمعوا صوت اقدام تركض نحو الغرفة، فنهضت حنين بقلق وكذلك حمزة الذي هب منتصبًا...
وفجأة وجدوا الباب يُفتح فشهقت حنين مصدومة بينما قال حمزة بهمس نال نفس الصدمة: -شروق!
اقتربت منهم مسرعة لتشير لهم وهي تلهث وخاصة بعدما سمعوا صوت إطلاق النيران: -يلا بسرعة مش وقت الصدمة تعالوووا...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة