قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

وبالطبع كانت أي خيارات أخرى مُلغمة في تلك اللحظات فلم يكن منهم إلا أن ركضا بالفعل معها نحو الخارج..
وبدوا كأنهم يركضون في سباق الحياة، في سباق فوزه سيكسر خط الألم في حياتهم، وخسارته ستعمره حتمًا!
خرجوا ليُصدموا بالشباك بين رجال الشرطة ورجال شريف!
لم يكن منه الا ان سحب حنين من ذراعها لتبقى خلفه ثم ركض نحو الخارج، وفلتا بأعجوبة وكأن ذلك القدر أفسح لهم الطريق نحو النجاة ولو مرة...!

نظر لحنين وهو يلهث متساءلاً بقلق: -أنتِ كويسة يا حنين؟
اومأت موافقة بسرعة: -أيوة بس، ش شروق لسة جوة!
وهذه المرة تحكم العقل في خيوط تصرفاته فعقدها بحكمة كأي رجل شرقي في نفس الحفرة..!
أشار لحنين نحو الحائط ليخبرها بحزم: -روحي هناك وماتخرجيش من وراها الا اما اجيب البت دي واجي
اومأت موافقة بتردد نوعًا ما دق جدرانه الخوف من الفقدان، ذلك الفقدان الذي كالوحش الكاسر ظهرت أنيابه ممزقة لملائم كل من تحب!

وبالفعل خلال دقائق خرج حمزة مع شروق ولكن ليسوا بمفردهم، بل تصاحبهم شياطين الأنس خلفهم ولكن ما أضاء الرعب الخائن هو طفيف نور تمثل في الشرطة التي تكبلهم!
نظرت خلفها لتجد أسر ظهر من العدم يصرخ بفرحة شقت كل عبسٍ عقدته الظروف: -حمزاااااااوي، وحشتني يابن الكلب!
ضحك حمزة وهو يحتضنه في حنو، الأشتياق الذي كان ينمو داخل كلاهما كالنبتة التي تنمو وسط ألغام متعمدة...!

بينما كانت حنين تراقبهم بفرحة لمعت بين غابات عينيها الزيتونية..
ومن دون مقدمات كان حمزة يحتضنها قاتلاً أي شعور بالعجز المانع للهفوت بدقاتها!
ابعدته برفق عندما لاحظت أسر الذي مسح أنفه بمرح مرددًا: -نحن هنا!
ابتسم كلاهما بحرج، وفي اللحظة التالية تقدم من الضابط الذي قال في جدية: -الحمدلله يا استاذ حمزة اننا قدرنا نوصلك، وان شاء الله ماتحتاجوناش تاني بعد كدة.

ابتسم حمزة هاتفًا بامتنان: -متشكر جدا يا حضرت الظابط، تعبنا حضرتك معاانا
بينما ربت أسر على كتفه ليقول بصوت أجش: -فعلاً، مش عارف اقولك أية دا أنا قرفتك فعلاً كل شوية!
ضحكا جميعهم ليتنهد الضابط مستطردًا بجدية: -استاذ حمزة لازم تيجي معانا انت والمدام عشان نقفل القضية بقا
اومأ حمزة موافقًا، ولفت نظره شروق التي كانت تتابعهم في الخلف، فنظر لها شزرًا ليقول الضابط: -انسة شروق هي إلى بلغت..

ثم صمت برهه ليكمل ضاحكًا: -كانت نفسها منعرفهاش بس نسيت اننا بوليس مش ناس بتهزر معاهم!
وبالفعل اتجهوا جميعهم لقسم الشرطة غير عابئين لاعتراضات كلا من شريف وشذى الغاضبة...

بعد مرور الساعات..
تم إنهاء جميع الاجراءات وانتهت بحبس كلاً من شذى وشريف على زمة التحقيق، ليغادرا من القسم..
نظر لهم أسر ليهتف بصوت مرح: -أنت رايح البيت اشوف البت الغلبانه إلى هتطلقني دي
ضحك حمزة وحنين بهدوء، ليتابع أسر متذكرًا بجدية: -صحيح ابقي كلم مُهاب عشان اتصل بيا وكان عاوز يكلمك لما عرف
اومأ حمزة موافقًا بهدوء: -تمام هكلمه لما اروح.

اومأ اسر وقد غادر، ليحيط حمزة كتف حنين بتنهيدة عميقة متملكة وهم عائدين لمنزلهم...

وصلوا إلى منزل حنين فقال حمزة بخشونة: -دي اخر ليله هنباتها هنا عشان تبقي عارفه!
اومأت متنهدة باستسلام، الأنهاك حتى كان أقوى من أي نقاش شفاف عابر...
اتجهت نحو المرحاض مباشرةً، وهو الاخر توجه نحو الغرفة ليبدل ملابسه التي اتسخت..
انهى تبديل ملابسه بعد دقائق، وخرجت حنين من المرحاض مرتدية -البُرنس-.

وقفت امام المرآة بشرود، لا تتخيل كم التشابك بين سياط عذابها في تلك الحياة، فلم تعد تدري أيًا منهم يؤلم اكثر؟!
وفجأة شعرت بحمزة يحيطها من الخلف، فأبعدته برفق متمتمة: -حمزة، أحنا لسة مرجعناش!
أدارها له ثم تبسم بحنان وهو يخبرها: -مين قالك كدة؟! أنا رديتك وهطلع كفارة رغم اني كنت مجبر ف الطلقه دي ماتتحسبش..
اومأت متنهدة بابتسامة خافتة، لتسأله فجأة: -أية دا انت لسة مطلقتش شذى!

اومأ موافقًا وتراقصت الابتسامة الخبيثة على حبال ثغره وهو يهتف متنهدًا: -اه، ماأصلي لسه بفكر مش عارف هعمل أية!
تخصرت بغيظ عميق وهي تهتز مغمغمة بحنق: -نعمممم! دا أنا أقطع خبرك وخبرها قبل ما تفكر بس
ضحك بخشونة وهو يحتضنها مشددًا عليها بين ذراعيه في حنان ليهمس: -قولتلك مستحيل أبص لواحدة وأنتِ معايا يا أم عُدي
مطت شفتاها بدلال أسر خفقاته التي تزمر باسمها وشوقاً لها..!

لتقول بخفوت: -تؤ تؤ، هي هتكون بنت ان شاء الله، واسمها مَليكه
قبل جبينها مستطردًا بحبور: -بنت ولا ولد، أي حاجة نعمة من ربنا
تنهدت وهي تبتعد لتسأله هادئة: -جعان طبعاً؟
سحبها له مرة اخرى فجأة حتى إلتصقت به ليهمس بحرارة امام شفتاها: -جداً، جعان جدا جدا جدا.

عضت على شفتاها السفلية بخجل، رغم مرور شتى أنواع الظروف، تبقى كلماته فقط من تحمل كلمة السر والتي مازالت إطراب خاص يرن بأذنيها كرعدًا يُعزز نيران الصيف...!
فحاولت الابتعاد ببطئ وهي تبادله الهمس: -طب سبني بقا، عشان أشوف أيه جوه واحضره.

ضغط على خصرها بقوة إلى حداً ما لتتأوه بصوت عالي، فردد هو ببحة تحمل عشقاً خالصًا: -كل يوم شوقي ليكِ بيزيد مش بيقل، أنا مش طماع في أي حاجة الا فيكِ، أنتِ الحاجة الوحيدة إلى بموت عليها كل وقت اكتر من الاول!
تخصبت وجنتاها بحمرة الخجل التي حَلت مظهرها أكثر، ليقترب ببطئ من شفتاها التي كانت وكأنها تحمل دعوة صريحة للتقبيل..
حتى أكتسح شفتاها في قبلة عميقة حملت ألوانًا مختلفة من الشوق والحرمان لها!

بينما هي احاطت عنقه بيدها وقد بادلته قبلته بشوق مماثل...
ابتعد عنها اخيرًا بعد دقائق يلتقطا انفاسهم اللاهثة، لتهمس هي له: -هغير هدومي يا حمزة
غمز لها بطرف عيناه ليرد بصوت مبحوح: -طب وتغيريها ليه لما هي اخرها هتترمي على الارض كدة! ثم اني بحب البُرنس كده، بعشق البُرنس..
ثم بدأ يُقبل رقبتها وهو يكمل همسه الذي يحمل حرارة ملحوظة: -بموت ف ام البُرنس.

ومع إنتهاء كلمته كانت يفك رابطة ذاك البُرنس ببطئ مثير حتى لامست اصابعه جسدها فاغمضت عيناها تعض على شفتاها وقد أرتعشت نوعًا ما...
حتى سقط عنها، ليحيط خصرها حتى لم تعد تطول الارض ولم يقطع قبلته سوى ان ابتعد لحظة وهو يضعها على الفراش وهو فوقها، ليعيشا ليلة اخرى من اسمى واحلى الليالي المٌسجلة!

واخيرًا مرت العملية ل سيلين بنجاح، خف الحِمل عن اكتاف مُهاب الذي كان ينتظر بفارغ الصبر..
انهى حديثه مع الطبيب الذي اخبره بهدوء متفائل: -الحمدلله العملية نجحت، كدة نقدر نتطمن عليها، بس برضه تواظب على الادوية وماتنفعلش أوي
تنهد بقوة قبل أن يطرق باب الغرفة بهدوء، دلف وعلى عكس ما توقع لم يجد ايًا من والدتها او عمها!

وكاد يتحدث ولكنه سمع صوت همهمات يأتي من جوار المرحاض في احد الاركان، استدار ليجدها تخبئ شيئ في ملابسها سريعاً...
فاتجه لها ليسألها بهدوء متوجس: -في أية مالك يا سيلين؟
هزت رأسها نافية بصمت، ليقترب منها مكملاً تساؤله الهادئ: -مخبية أية يا سيلين؟
هزت رأسها نافية وقد خرج صوتها واهن: -مش مخبيه حاجة يا مُهاب، اوعى عايزة ارتاح
وبالفعل أفسح لها الطريق، ولكن قبل أن تتخطاه انتشل منها فجأة ليجده هاتف!

تجمد مكانه للحظات قبل أن يسألها بصوت اشبه بهدوء ما قبل العاصفة ؛
-بتكلمي مين يا سيلين؟
نظرت للجهة الاخرى لتبتلع ريقها مغمغمة ببعض التوتر: -هكون بكلم مين يعني، مبكلمش حد
حاول فتح ذلك الهاتف ولكن وجد -رمز سري- فتأفف بغضب حاد وهو يعيد سؤاله على مسامعها المهتزة: -قولت بتكلمي مين؟
مسح على خصلاته عدة مرات وكأنه يحاول تمالك زمام تلك النفس التي يشعر بأنيابه تخدش تماسكه،!

ثم هتف بحدة: -انطقي يا سيلين، أنا سمعت صوتك كان واطي
جلست على الفراش ثم بدأت تفرك اصابعها، إلى ان قالت فجأة: -بكلم واحد، على اساس فارقه معاك؟! ما انا قايلالك انك خلاص ملكش مكان في حياتي!
ضرب الحائط بقبضته عدة مرات وهو يصرخ بجنون: -كذااااابة، كذااااابة يا سيلين
ثم استدار ليغادر مسرعًا من الغرفة قبل أن يرتكب جريمة سيندم عليها حتمًا فيما بعد...

لتبتسم سيلين ببطئ خبيث قبل أن تهمس بصوت لا يسمعه سواها: -شكلك كدة اتعلمت فعلاً يا مُهاب..!

دلف أسر إلى المنزل اخيرًا ليرمي المفتاح على الأريكة، ثم بدأ ينادي بصوت هادئ وحاني: -لارا، لوووورتي
ولكن لم يأتيه الرد فبدأ الشك يغزو تلك السعادة التي لم يحصد ثمارها كاملة حتى الان...!
ثم دلف سريعاً إلى الغرفة، وما إن فتح الباب حتى رأى لارا المتكورة على الفراش بهيئة الجنين تشهق وجسدها يهتز بعنف..!
ركض نحوها بلهفة يسألها: -مالك يا حبيبي اية إلى حصل تاني؟

صارت دموعها تهبط بلا توقف من كتلتا عيناها الحمراء وهي تخبره بهمس شريد: -أنا حامل يا أسر..!
صُدم في البداية من ذلك الشعور الغريب الذي غدقه تلك المرة، ثم سرعان ما اتسعت ابتسامته وهو يحيط وجهها برفق مرددًا: -طب بتعيطي لية يا حبيبي؟ هو انتِ مكتوب عليكِ تقوليلي الخبر دا وأنتِ بتعيطي!
هزت رأسها نفيًا، ثم صار جسدها يهتز بعمق وهي تتابع بألم: -خ خالد
سألها بغضب ظهر وسط جذوع نبرته: -ماله زفت؟

عضت على شفتاها ألمًا ثم اكملت بصوت مبحوح يكاد يسمع: -خالد ك كان في المستشفي، وخلي الدكتورة تديني حقنه عشان انزل الجنين، عايز يموت ابني تاني يا أسر!
نهض أسر يزمجر بحدة مغتاظة: -ابن ال، هو عايز منك أييييييية! غلطتي إني لسه سايبه ف حاله
ثم سرعان ما كان يسألها مرة اخرى بلهفة: -حصل للجنين حاجة طب او انتِ حصلك حاجة؟

هزت رأسها نفيًا، ثم حاولت تصنع الهدوء وهي تخبره محيطة ببطنها: -لا، الدكتورة ادتني حقنه منومة لحد ما تتصرف، وندهت على الامن لما غفل عنها والبوليس جه اخدهه بس...
ثم صارت تبكي مرة اخرى وهي تحتضنه متابعة: -بس طلع يجري منهم والعربيه خبطته يا أسر ومات!
تجمد مكانه أثر تلك الصدمة التي لطمته بكل عنف، بينما جهر قلبه بارتياح، فأسرع يحتضنها بحنان هامسًا: -هششش اهدي يا حبيبتي.

اصبحت تهذي بين احضانه: -كان شكله وحش اوووي يا أسر، كان هيغم عليا وانا بصاله من بشاعة المنظر
ظل يهز رأسه مرددًا في خفوت: -عقاب ربنا ليه، كان معروف ان نهايته استحالة تكون عادية!
اومأت عدة مرات بين احضانه، لترتخي تدريجيًا وقد بدأ النوم يسلبها منه، وبالفعل نامت...
فظل أسر يهمس في حسرة: -أية دا مش هنحتفل بالواد؟! مش هنشهيص الليلة! الله يجحمك يا خالد مطرح ما روحت...!

تململ حمزة في نومته بضيق على صوت الهاتف الذي لم تنتهي اتصالاته..
ابعد رأس حنين قليلاً عن صدره ليلتقط الهاتف مرددًا في حنق: -أية يا جلال في أية؟
-حمزة بيه حضرتك لازم تيجي الشركة
-هاجي الزفته لية دلوقت؟ انا مش فاضيلك يا جلال!
-ضروري يا حمزة بيه، الامر لا يحتمل الانتظار
-هو اية النيلة إلى مايحتملش الانتظار بقا؟
-في ظرف اتبعت لك على الشغل هنا يا استاذ حمزة
-ظرف اية دا؟
-...

وما إن سمع حديثه حتى هب منتصبًا يصرخ بغير تصديق: -اييييية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة