قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

تقدم أمير نحوه ووقف بجانب تالا بعدما وضع الطعام على الطاولة قبل أن يجيب أخيه على سؤاله:
جاي عشان اشتري شوية حاجات..
والبت دي بتعمل معاك ايه هنا..؟!
رد أمير عليه بحدة:
متقولش بنت، تالا تبقى مراتي..
نظرت إليه تالا بينما اتسعت عينا كرم بعدم تصديق:
اتجوزت الخدامة يا أمير...؟!
نهره أمير:
قلتلك تالا بقت مراتي، ياريت تتكلم عنها بإسلوب احسن من كده..
اسف مكانش قصدي بس..

صمت كرم قليلا وهو يتأملها بملامح تائهة قبل أن يهتف به:
بس امتى اتجوزتها وازاي..؟!
أخفضت تالا بصرها أرضا بينما تنهد أمير وقال بإختصار:
اتجوزتها وخلاص، من يومين..
طب ومقلتش ليا ليه..؟!
مخلاص يا كرم..
قالها أمير بنفاذ صبر ليرد كرم بضيق:
تمام براحتك، بس خلي بالك من ردة فعل اهلك لما هيعرفوا بجوازك منها..
قال أميرة بنبرة قوية غير مبالية:.

أظن إني كبير بما فيه الكفاية عشان احدد قرار زي ده، انا حر ومن حقي اتجوز وقت ماحب...
أومأ كرم برأسه وتركهما عائدا الى الطاولة التي يوجد أصدقائه عليها بينما
جلس أمير امام تالا الشاردة لينادي عليها:
تالا، رحتي فين..؟!
أفاقت تالا من شرودها وقالت:
انا هنا، هو انت ليه قلتله اني مراتك..؟!
عقد حاجبيه متعجبا:
امال اقوله ايه..؟!
ردت بحيرة:
مش عارفة، بس انا توقعت انك هتقوله حاجة تانيه..

قال أمير بلهجة باردة شعرت تالا ببرودتها:
انا معملتش حاجة غلط عشان أخبيها يا تالا، انت مراتي شرعا وقانونا...
أومأت برأسها وقالت بإعتذار:
انا اسفة، مكنتش اقصد ادايقك..
رد عليها بهدوء:
حصل خير...
ثم أردف بجدية:
خلينا ناكل بقى قبل ما الأكل يبرد...
ابتسمت له وشرعت في تناول طعامها بينما نظر هو اليها للحظات قبل أن يشرع في تناول طعامه هو الاخر...

فتح أمير الباب وولج الى الداخل وهو يحمل العديد من الأغراض تتبعه تالا التي تحمل جزءا بسيطا منها...
وضع أمير الأغراض أرضا واتجه نحو الباب ليغلقها بينما بدأت تالا تفتح الأكياس وتخرج منها أغراضها...
عاد أمير إليها وأخذ يتطلع إليها بينما هي تجلس على أرضية الغرفة تقلب أغراضها المتناثرة حولها..
نهضت من مكانها ما إن شعرت به يقف أمامها ناظرا إليها واقتربت منه قائلة بلهجة رقيقة:.

ميرسي اووي على كل اللي عملته النهاردة...
ابتسم لها وقال بهدوء:
انا معملتش حاجة يا تالا، انت مراتي وده حقك عليا...
تشدق فمها بإبتسامة خجولة بينما انتبه أمير الى أحد الفساتين الخارج من كيسه ليتجه نحوه ويحمله...
أعطى الفستان لتالا وقال بجدية:
الفستان ده جميل اووي، انا خدتهولك عشان حفلة مهمة هتحضريها معايا..
حفلة ايه..؟!
سألته بعدم فهم ليجيبها:
حفلة افتتاح شركتي..
ابتسمت برقة وقالت:
الف مبروك..

الله يبارك فيكي..
تأملت تالا الفستان قليلا قبل أن تحمله وتتجه به الى غرفتها، علقته داخل خزانة الملابس وعادت تحمل أغراضها بينما اتجه أمير نحو غرفته ليغير ملابسه...
انتهى أمير من ارتداء ملابسه وخرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس لكنه توقف في مكانه فجأة حينما سمع صوت صرخة قوية تأتي من غرفة تالا..

اتجه مسرعا إلى الداخل وفتح الباب ودلف إليها دون أن يستأذن أولا ليجدها ترتدي بيجامتها التي أحضرها لها من بيت عمها والتي تحبها كثيرا...
كانت تالا جالسة على أرضية الغرفة واضعة كف يدها على رأسها وتأن ألما فإقترب منها وسألها بلهفة:
مالك يا تالا..؟!
أجابته:
دخت ومحستش بنفسي غير وأنا واقعة عالأرض...
انتِ كويسة..؟!
سألها بقلق لتجيبه ببكاء:
مش عارفة...

اقترب منها يتفحص جبينها ووجنتيها، شعر بأنفاسها تلفح وجنته فتوتر كليا خاصة حينما ذهب ببصره نحو ثغرها لا اراديا..
لم يستطع ان يكبح رغبته بلمس ثغرها بأنامله فأخذ يسير عليه بإبهامه بشكل أثار اعصابه بينما لم تكن هي واعية لأي شيء..
وفجأة وجدته ينحني نحو ثغرها ويقبله بخفة...
تراجعت الى الخلف لا إراديا واضعة كف يدها على فمها بذهول...

بينما ظل هو ينظر إليها بهدوء قبل أن ينهض من مكانه ويخرج من غرفتها، اتجه الى غرفته واغلق الباب خلفه..
أخذ يدور داخل غرفته ذهابا وإيابا وهو يفكر فيما فعله، لا يعرف لماذا يشعر بتأنيب ضمير كبير تجاه ما قام به، ربما لإنها بريئة أكثر من اللازم ولا تستحق منه أن يستغلها، لكنه لم يستغلها ولم يفكر قط في فعل هذا، كل ما حدث انه شعر برغبة غريبة في تقبيل فمها، رغبة لم يفهم لها سببا..

سمع صوت طرقات على باب غرفته فاتجه مسرعا نحو الباب وفتحه ليجدها أمامه مخفضة وجهها نحو الأسفل، وجنتاها تشعان إحمرارا...
نعم يا تالا...
رفعت بصرها نحوه وقالت بنبرة متلعثمة:
هو انت زعلت مني..؟!
لا، ليه بتسألي..؟!
أخذت تفرك يديها الاثنتين وهي تجيبه بتوتر:
اصلك خرجت فجأة من الأرضة فجأة، خفت اكون عملت حاجة ضايقتك..
هز رأسه نفيا وقال بجدية:
ابدا، مفيش حاجة دايقتني منك..

أومأت برأسها دون ان ترد وتحركت خارج غرفته، ناداها فجأة:
تالا..
توقفت عن سيرها والتفتت نحوها وقالت:
نعم..؟!
هو انتي زعلتي مني عشان اللي حصل قبل شوية..؟!
تنفست بعمق وهزت رأسها نفيا ليبتسم بهدوء ويقول:
تصبحي على خير يا تالا..

بعد مرور ثلاثة أيام..
دلف أمير الى داخل الشقه وهو يحمل معه طعام الغداء تتبعه تالا واللي كانت تقول بخجل:
مكانش ليه لزوم تشتري غدا من بره، انا كان مممن اطبخ الغدا..
وضع الطعام على الطاولة وقال بجدية:
قلنا مفيش طبيخ ولا شغل، انا عايزك تركزي فدراستك،
بس انا مركزة والله..
قالتها بصدق ليبتسم ويقول:
عارف، وعشان كده مش عايز اي حاجة تشغلك عنها...
ثم أكمل بسرعة:
ويلا بينا ناكل، عشان انا جعان..

جلسا سويا على طاولة الطعام وبدئا يتناولان الطعام، ورغما عنه توقف أمير عن تناول الطعام وشرد بحاله الذي تغير فجأة، فبعد أن كان يقضي معظم وقته في الشركة، يكتفي بتناول وجبة سريعة في مكتبه بات يتناول غداءه في منزله مع تالا بعدما يأخذها من المدرسة، لقد بات يتصرف كزوج حقيقي والغريب انه لا يشعر بالإنزعاج مما يفعله..
أفاق من شروده على صوت رنين جرس الباب فنهض من مكانه لفتح الباب..

تصنم أمير في مكانه ما إن رأها أمامه تنظر إليه بشوق لا يخطأ به أحد...
أمير..
هتفت بها ربى بصوت متحشرج بينما ظل هو مصدوما يحاول استيعاب ما يراه امامه..
اقتربت منه ربى بخطوات خجول مترددة ولمست وجهه بأناملها كأنما تتأكد من وجوده أمامها...
بينما ارتجف جسد أمير كليا من لمستها وعصفت به الذكريات من كل حين وصوب...
ربى..

نطق أمير بها أخيرا بينما التفتت تالا نحو الخلف تنظر الى أمير وربى اللذان يقفان أمام بعضيهما بحيرة..
ازيك يا أمير...؟!
قالتها ربى أخيرا قاطعة الصمت التام الذي حل بينهما ليرد أمير بعد لحظات:
بخير، انتِ جيتي امتى..؟!
امبارح..
اقتربت تالا منه ووقفت بجانبه لترميها ربى بنظرات حائرة قبل أن تجد أمير يعرفها على تالا قائلا:
أعرفك، تالا مراتي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة