قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل السادس

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل السادس

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل السادس

تطلعت إليه ربى بعدم تصديق، لم تستوعب ما قاله، زوجته..
كيف ومتى..؟!
أما تالا فأخذت تنقل بصرها بين الإثنين بحيرة لكنها أدركت بفطنتها أنهما عاشقين أو كانا هكذا...
تجمعت الدموع داخل عيني ربى التي ركضت بسرعة بعيدا عنهما بينما ظل أمير متصنما في مكانه غير قادر على إستيعاب ما حدث معه...
إلحقها قبل ميحصل معاها حاجة..

أفاق أمير من شروده على صوت تالا التي شعرت بالقلق جراء ما حدث فركض مسرعا خلفها محاولا إيقافها...
ربى، استني..
قالها أمير وهو يلهث بقوة بعدما وصل إليها لتلتفت ربى نحوه والدموع اللاذعة تغطي وجنتيها بشكل صدمه هو شخصيا..
ليه يا أمير..؟!
سألته بصوتها الباكي ليرد بنبرة تائهة:
ليه ايه يا ربى..؟!
إتجوزتها ليه يا أمير..؟! قدرت تنساني بالسهولة دي..؟! قدرت تبقى مع غيري..؟!

تطلع إليها غير مصدقا لما يسمعه، هل تحاسبه على زواجه بإخرى وهي التي تخلت عنه ورحلت بعيدا..؟!
انتي بتقولي ايه يا ربى..؟! وبتحاسبيني على ايه بالضبط..؟!
سألها بنبرة متشنجة لترد ببكاء يقطع القلب:
بحاسبك على سنين عمري اللي ضاعت وانا بحبك، على عمري اللي إستنيتك فيه، بحاسبك عالماضي وعلى كل حاجة يا أمير..
رد أمير بصوت قوي:
لو هنتحاسب يبقى أنا أولى أحاسبك، صح ولا إيه..؟
ارتجف جسدها بشدة بينما أكمل هو بصوت عالي:.

أحاسبك على فراقك ليا وتخليكِ عني، أحاسبك على غدرك بيا..
غدر..؟!
قالتها بصوت مرتجف ليرد بيأس:
سبتيني بعد ما علقتيني بيكِ، بعد ما تعودت على وجودك فحياتي..
انا كنت مضطرة، والله كنت مضطرة..
ضحك ساخرا وقال:
مضطرة..؟!
أهلك هددوني..
قالتها أخيرا وقد عزمت الأمر أنها ستعترف بكل شيء، ستخبره بما حدث في الماضي وسبب تركها له...
انتِ بتقولي ايه..؟!
سألها أمير غير مستوعبا لما سمعته لترد بقوة:.

أمك بعتتلي واحد اعتدى عليا وصورني معاه، وهددتني إنها هتنشر الصور فكل مكان وساعتها هتفضح..
لا مستحيل، انتِ كذابه..؟!
قالها بعدم تصديق لتهز رأسها نفيا وهي تكمل بتوسل:
صدقني يا أمير، هي دي الحقيقة،
اقترب منها وضغط على كتفيها معتصرا إياهما بقبضتيه هاتفا بصوت حاد:
مستحيل الكلام ده يكون صحيح، مستحيل..
والله صحيح...

إبتعد عنها وهو يلهث بقوة، لا يصدق ما سمعه، هل وصلت البشاعة بوالدته إلى هنا..؟! تغتصب شرف فتاة فقط لأنه أحبها وأرادها زوجة له..
شعرت ربى بتخبطه وحيرته فتماسكت أمامه بينما هي تقترب منه، وقفت أمامه ووضعت كفها على ذراعه لتشعر بتشنجه فقالت بصوت مبحوح:
سامحني يا أمير، سامحني لأني ملقتلكش الحقيقة من زمان..
عيناه الحمراوان أنبأتاها بما يضمره من وجع وقلة حيلة...
انا لازم امشي..

قالها أخيرا وهو يسير بعيدا عنها عائدا إلى شقته حيث هناك تالا تنتظره، يريد أن يبتعد عن الجميع، عن أي أحد..

عاد أمير إلى شقته ليجد تالا ما زالت تنتظره، وقفت من مكانها بسرعة ما إن وجدته يلج الى داخل الشقة بينما عيناها تبعثان الكثير من التساؤلات...
التساؤلات جميعها تبخرت ولم يتبقَ سوى تفكيرها في الحزن الواضح على محياه فسألته بنبرة قلقة:
إنتَ كويس..؟!
هز رأسه نفيا ثم ألقى بجسده على الكنبه لتقترب منه وتنحني أمامه على ركبتها وتهتف بترجي:
ممكن ترتاح شوية..
نظر إلى الجانب الأيمن وهو يفكر بما سمعه من ربى..

ربى لا تكذب، هذا ما أدركه أخيرا فهو يعرفها جيدا ويدرك مدى صدقها..
والدته لطالما كانت إمرأة قوية متسلطة لكنه لم يتصور يوما إن يصل بها الأمر إلى هنا..
كانت تالا تشعر يتخبطه وضياعه فسألته بتردد:
طب تحب أعملك إيه..؟!
نظر إليها بهدوء قبل أن يفاجئها وينحني قليلا نحوها وقد ذهبت جميع الأفكار الأخرى بعيدا ولم يتبقَ سوى تالا في خياله...
رفعها من كتفيها وأًقفها أمامه بعدما نهض هو الأخر من مكانه...
قلتي ايه..؟!

سألها محاولا إخراجها من صدمتها الواضحة بسبب تصرفه فأجابته بصوت خافت:
تحب أعملك حاجة..؟!
قال بسرعة وصدق:
أيوه احب جدا...
طب أعملك ايه..؟! قول وأنا هعملهولك حالا...
قالتها بلهفة لتتفاجئ به ينحني ناحية فمها ويقبله برقة بالغة قبل أن يبتعد عنها قليلا فيجدها مستسلمة له تماما ومغمضه عينيها..

فتحت تالا عينيها الخضراوين أخيرا تنظر إلى عينيه الراغبتين بتقبيلها مرة أخرى فيعاود الإنحناء نحوها مجددا وتقبليها مرة اخرى...
هذه المرة كانت قبلة عميقة طويلة أطاحت بما تبقى من عقلها وجعلت الفراشات ترفرف داخل معدتها..
لا تعرف كيف ابتعد عنها أمير وكيف سحبها من ذراعها وأجلسها على الكنبه بجانبه بل ملتصقة به وظل يقبلها مرارا وتكرارا دون ملل وهي مستجيبة له مستكينه بين ذراعيه تماما...

كان ينسى العالم كله وهو يقبلها، ينسى الماضي وما فيه، ينسى ربى وعودتها المفاجئة، ينسي كل شيء وأي شيء..
مددها أمير على الكنبه بينما انحنى صوبها يتأمل ملامح وجهها الجميلة والبريئة قبل أن يهمس بشغف تملك منه:
انا عمري مشفت جمال بالشكل ده..
لم تستوعب ما قاله ولم يمهلها الفرصة الرد حيث انحنى نحو شفتيها وقبلهما مرة اخرى بينما يده أمتدت أسفل بلوزتها تلمس بطنها برفق ورغبه خالصه...

ارتجف جسد تالا كليا ما إن شعرت بلمساته تلك وهمت بدفعه بعيدا عنها لكنه أوقفها بسرعة وإصرار:
هش، متبعدنيش عنك يا تالا...
لحظات قليلة وابتعد عنها بعدما استعاد وعيه وأدرك إلى أين كان سيوصله تهوره...
أما هي فإعتدلت في جلستها وهندمت ملابسها قبل أن تنهض من مكانها وتتجه مسرعة نحو غرفتها والخجل والتوتر يسيطران عليها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة