قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الثاني للكاتبة أفنان الفصل العاشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الثاني للكاتبة أفنان الفصل العاشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الثاني للكاتبة أفنان الفصل العاشر

اعدام! اعدام آدم! نظرتُ الى آدم وانا اشعر بالغضب العارم وهو يأكل من فطيرته بكل برود.
ألهذا استعجل الرئيس ريك واحضرك اليوم؟ سألت بصوت راجف وآدم نظر إلى بحزن.
نعم، كل هذا الخطاب الذي قاله اريدكِ ان تكوني مدينة وهكذا كل ذلك خدعة واراد حفظ ماء وجهه امامكِ. اريد بعض الشاي اذا سمحتي
أخذتُ الصحن منه بغضب.
يا جوهرة سأموت بعد سبع ساعات، دعيني آكل واستمتع بآخر لحظات حياتي.

لقد أخبرونني بأنهم توقفوا عن الاعدام. وانهم يريدون فهمنا ودراستنا. ماذا حدث؟
سألتُ ولاحظتُ نظرة ذنب في عيني آدم.
أقنعتً ممرضة بأن تتوقف عن أخذ الحقن، والممرضة أُغرمت بي، وبدأت علاقة غريبة بيننا. كلمة، فنظرة، فمصافحة، فلمسة خد، فقبلة. ثم.
صمت آدم وشعرتُ بخجله ولم اصدق ما اسمع.
ستخسر حياتك بسبب علاقة عابرة؟ صرخت بغضب.

أنتي لا تفهمين، هم يريدون اعدامي واعدام الممرضة كي يوقفوا هذه المهزلة، الناس قد ملّت من هذه الحياة يا جوهرة، نعم السلام هو ما يريدونه لذلك منعوا اختلاط العائلات والاحزاب، وضعوا هذه الحقن للتحكم بالمشاعر، منعوا اي معتقدات مختلفة. ووحّدوا كل شيء، ولكن نحن بشر. نرغب بأن نضحك ونحب، وان نبكي ونتألم. نرغب في اتباع غرائزنا. وبعضنا لا يحتمل هذا الواقع. والآن اصبح الناس يخرجون عن السيطرة ولا تعلم الحكومة ما يجب فعله. جربوا العقوبات الصارمة ولم ينفع ذلك. والآن جربوا ان يتجهو للعلم كلياَ وان يعاملوننا معاملة المجانين ولكن اصبحت المصحات ممتلئة، واليوم قرروا ان يعودوا للعقوبات الصارمة، والآن اعطني بعض الشاي.

وقفتُ واتجهت للمطبخ وتبعني آدم، حضرتُ الشاي بصمت وانا اشعر بالغضب.
ماذا حدث مع الممرضة؟
لم احبها حقاَ، ريتني كنت احبها لكنت اموت من اجل قصة حب عظيمة، لم تكن تستحم كثيراَ لانها ارادت توفير الماء. واحتملت رائحتها الكريهة واليوم سأموت وهي آخر انثى قبلتها. تباَ، على الاقل سأنضم لأختي
رغم محاولته لجعل الوضع ساخراَ الا انني لم اخرج من نوبة الغضب.

ولماذا تقربت منها ان لم تحبها؟ قدمت له الشاي وانا انظر إليه بنظرة عتاب.
اردت وسيلة للخروج، وهي قالت بانها تملك بيتاَ في الريف وهي من اخبرتني عن مكان حزب المضيئين وقالت ان ننضم لهم، اخوها عسكري وتجسست عليه
تباَ لك يا آدم، خسرتُ والدي. ووالدتي. ولا اريد خسارتك دمعت عيناي ومسحت الدمعة فوراَ.
أخرج آدم من جيبه مكعب الروبيك وقدمه لي.
أعطيه لقيس عندما يستعيد ذاكرته صدمني ما قاله.

الممرضة اخبرتني بقصة قيس، قيس مشهور. هو من الحالات النادرة التي استطاعت الحكومة السيطرة عليها.
أمسكتُ بيدي آدم وانا اترجاه اخبرني ماذا تعرف عن حالته؟ احاول جاهدة ان استعيده ولا استطيع وكأن شبحاَ آخر تقمص جسده.

لم تخبرني الممرضة بالتحديد، ولكنها قالت لي بأن قيس اختار ان يفقد ذاكرته وان يعرّض نفسه لتجربة العلاج مقابل ان تعفيه الحكومة وان تعفيكِ، تعذب قيس كثيراَ وقد قيل بأنه قارب للموت عدة مرات قبل ان يصبح ما هو عليه اليوم، سيتم تطبيق هذا النوع من اعادة البرمجة والعلاج على كل من تظهر نتيجة الفحوصات الجسدية والنفسية تقبله لهذا العلاج
ألهذا تم وضعي هنا؟ وفحصي نفسياَ وجسدياَ؟

نعم. الجانب النفسي مهم جداَ، على العقل ان يتقبل بأنه يعاني من خلل قبل ان ينجح هذا العلاج.
ولكن قيس مستحيل ان يتقبل بأن ايمانه. وبأن حبنا خلل
بلا يا جوهرة. هذه الطريقة الوحيدة لكي ينجح هذا النوع من اعادة البرمجة.

أتعرف بأن الحكومة التي تتهمنا بالجنون، هي التي تعاني من الارتياب والجنون؟! لماذا لا يتركوننا في حالنا؟ ّ سحقاَ لهم، ما الذي قد يضيرهم ان اردنا ان نشعر. وان نعيش. وان نحب! خرجت من المطبخ وانا ابكي واتجهت للباب ولكن آدم أوقفني.
إلى أين؟
إلى الجحيم! لن اسكت على ما يحدث! لماذا لا يعدمونني ويريحونني
لا تستسلمي
أتسمي هذه الحياة بحياة؟ قلتها صارخة.

ولا تقولي جحيم، هو لا يؤمنون بالجحيم لن يفهموا ما تقولينه قالها آدم بسخرية وضحكت رغم دموعي متعجبة منه، وكأن الاعدام خبر سار له، وكأن الاعدام مصدر سعادة له.
آدم. هل انت سعيد بأن ستموت؟ سألت هامسة.
أنا أعرف ان الناس عندما يستمعون لقصتي وقصة الممرضة ذات الرائحة الكريهة، سينتفضون اكثر. وسيحدث عكس ما يظنون وسترين ذلك. لذا لا ارى موتي هباءاَ.

بقي آدم في الليل يحدثني عن ذكريات اخته، وكيف كانت تسخر من عينيه المختلفتي اللون واخبرني بأن سخريتها وضحكتها العالية نبّهت والدتها التي لاحظت بأن الاخت تظهر مشاعر قوية، وروح مرحة غريبة، وهنا انكشف السر بأن الاخت لا تأخذ الحقن وآدم لا يأخذها ولكن والدتهما اخفت الامر. عندما توفيت والدتهما، هرب آدم واخته ياسمين.

انضم آدم واخته التوأم إلى حزب المضيئين وبدأوا يمارسون الطقوس الدينية، وشعر آدم بسكون لم يشعره من قبل، و اخته التي كانت تعاني من الحزن المميت الذي كاد ان يوقف قلبها بسبب فراق والدتها بالسكينة، شعرت بالهدوء والسكينة والأمل بأن والدتها في مكان أفضل.

لم نحتمل فكرة والدتنا تتحول إلى تراب لا قيمة له، تخيلناها في جنة خضراء تمشي وهي تضحك بصوت عالِ في عالم ملوّن قالها آدم وهو يلعب بمكعب الروبيك الخاص به مستلقياَ على اريكة غرفة الجلوس.
نام آدم وهو مبتسم يستذكر والدته واخته، ورغم تقبّله هذا لمصيره، إلا ان انانيتي تمكنت مني، لم أرد ان اخسر الحليف الوحيد لي.
تجرأت واتصلت بالرئيس ريك في الثانية بعد منتصف الليل.
ألو اجاب قيس بصوت خشن ويبدو بأنه كان نائماَ.

اريد رؤية الرئيس ريك حالاَ واحتاج ان يوصلني احدهم حدثته بنبرة قاسية فلازلت غاضبة من ما قاله لي آدم، ها هو قيس الذي اختار ان يرى بأن حبنا خلل وعليه ان يتعالج منه، كم اردت أن ألكمه عبر الهاتف.
عندما قال العكسر لكِ الثانية، فهم قصدوا الثانية ظهراَ
أوصلني الآن كررت.
وماذا عن آدم؟ سأل وهو يهمس وكأنه يخشى ان يسمعه احد.
سأنتظرك بعد عشر دقائق انهيت المكالمة وبدأت أصلي بأن يأتي حقاَ.

خرجت من المنزل لأركب سيارة قيس الرباعية الدفع المشابهة لسيارة لانا العسكرية، وجلست في المقعد الامامي لأتفاجأ بقيس مرتدياَ قميصاَ اسود وبنطال للنوم ولأول مرة أراه في ثياب عادية. قيس لاحظ استغرابي.
لم أجد ما ارتديه في هذا الوقت. قالها قيس محرجاَ.
ألا تشعر بالبرد؟ ودون ان اشعر وجدت نفسي ألمس اصابع يده التي كانت حقاَ باردة، سحب قيس يده ولم يجب واشعل المدفأة في السيارة.

أنا أتعرق دائماَ حولكِ لذا لا احتاج لثياب ثقيلة قالها قيس بكل برود غير مدرك بما تكشفه هذه الجملة، أثير توتره؟ هل بدأت مشاعره تستذكرني قبل عقله؟
انطلق قيس مسرعاَ.
اين آدم؟ سأل مجدداَ.
لماذا هذا الاهتمام كله؟ وانت تعرف ان اعدامه في الصباح
لم يجب قيس وقاد بصمت.
أريدكِ ان تتوقفي كسر قيس الصمت بعد دقائق طويلة وتعجب مما قال.
أتوقف عن؟

محاولاتكِ لجعلني اتذكر، انا اخترتُ ان انسى، واخترتُ ان اعيش، ولا اريد ان ينتهي بي المطاف مثل آدم، لذا توقفي
ان كنت لا تعاني من خلل وان كنت قد تعالجت اذاَ لن تتفاعل مع محاولاتي. ما الذي يقلقك؟ سألت بتحدِ وانا اتفحص تعابير وجهه بنظري.
سأرتبط بالعسكرية مارثا قريباَ. وهي تقبلتني رغم ماضيي السيء قالها قيس وقد توقف امام مبنى الرئيس ريك.

مبارك. قلتها ببرود وعندما فتحت الباب لأخرج التفت نحوه، هل تجعلك العسكرية مارثا تتعرق في وسط البرد القارس؟ سألته وانا ابتسم بثقة وأغلقت الباب لأمش بسرعة نحو مبنى الرئيس ريك، ورأيت احد العساكر يقف أمام الباب.
أتيتً لرؤية الرئيس ريك قلتها بنبرة غضب، تباَ كان على ان اهدئ نفسي اولاَ.
اخبرنا قيس، الرئيس ريك في انتظارك.

جلستُ مع الرئيس ريك في غرفة الجلوس، لا زال الرئيس ريك يرتدي بيجامته وقدم لي كأس من العصير.
أرجو ان يكون هنالك امر طارئ، هل اكتشفتي شيئاَ عن الكتاب؟
لا انا هنا بخصوص آدم
اعدامه امر محتم، ولن اقوم بشيء لخدمتك قالها الرئيس وهو يشرب من كأسه.

هو سعيد بالاعدام. وانا هنا لكي اوقفك من ارتكاب خطأ، ان اعدمت آدم. سيصبح رمزاَ للناس. وستثيرون استياء الناس اكثر وانتفاضتهم، سيصبح آدم قضية انسانية نظر إلى ريك ويبدو من انه مندهش مما قلته.
أنتي ذكية يا جوهرة، ولكننا اذكياء ايضاَ، واحتراماَ لذكائك فأنا لن أكذب عليكِ. فكّرنا فيما تقولينه الآن. ولا تقلقي وجدنا طريقة لكي نوقف هذا الامر
ماذا تقصد؟
جوهرة ان اتيتي من اجل آدم. فقد اضعتي وقتي.

اخرج الرئيس ريك من احد الادراج ورقة صغيرة وقدمها لي.
هذا رقمي، كان خطأي انني لم اقدمه لكِ سابقاَ، اتصلي بي قبل ان تزوريني واخبريني سبب الزيارة. لو اتصلتي اليوم. لقلت لكِ ان تستغلي آخر ساعة مع آدم
ان انقذت آدم. سأدين لك مدى حياتي
لا احتاج لأنقذ آدم. لأجعلكِ تخدمينني يا جوهرة. غمز الرئيس وتوجه إلى غرفته، فُتح الباب الخارجي ودخل العسكري ليرافقني إلى الخارج.

خرجتُ وانا غاضبة لأدخل سيارة قيس، صوت اغلاقي الباب ايقظ قيس الذي ذعر للحظة.
ماذا حدث؟ قالها وهو يدوّر مفتاح السيارة ليشعلها.
انتم جميعكم لا تستحقون العيش
لا تقولي هذا، هذه الجمل ستقتلك هنا
لا اكترث، صرخت، نظر قيس إلى العساكر الذين لاحظوا عصبيتي وينظرون نحونا. انطلق قيس بسيارته مسرعاَ.

تباَ لك انت، سحقاَ لك وللحيتك البلهاء القبيحة، وسحقاَ للرئيس ذلك الذي يتواصل مع حرسه بخاصية البلوتوث، كيف يعلمون متى تنتهي الزيارة اخبرني؟ وهو لا يتصل ولا ينادي ولا شيء. ما هذا العالم الآلي الذي نعيش فيه؟ كل شيء آلي، لا فرق بينك وبين هذه السيارة! صرخت وحاول قيس كبت ضحكة فتعجبت من الأمر.
ما الذي يضحكك؟ صرخت وانا اضرب باب السيارة، أوقف قيس السيارة جانباَ ونظر إلي.

رغم كل شيء، انا ارغب في مصلحتك حقاَ. وربما خسارة آدم تشعرك بالحزن لأنكما تشاركتما تجربة المصح، ولكن قد يكون آدم جزءاَ من مرضك عليكِ التخلص منه وعندها عقلكِ سيتكيف ويقتنع.
اصمت صرخت.

امسكت بياقة قيس وكأنني سألكمه واندهش قيس. تحدث معي يا قيس كانسان، توقف عن ترديد ما يقولونه، ان اردت التحدث مع الراديو سأستمع إلى الراديو. قل خيراَ او اصمت! لاحظ قيس ارتجاف يدي، ودموع الغضب الحارقة تنذرف من عيني لتلامس خدي اللتين اصبحتا حمراوتين من الغضب.
وضع قيس يديه على يدي وبهدوء أنزلهما وهو هو ينظر إلى اهدئي، تنفسي واهدئي. قالها قيس وأخذت نفساَ عميقاَ وزفرت وانا احاول تهدئة نفسي.

اهدئي، تنفسي، اهدئي همس قيس وأغمضتُ عيناي ثم تراجعت.
لو تعلم يا قيس، اتمنى لو تستطيع رؤية آدم، روحه المختلفة. الجمال في عينيه المختلفتي اللون والمختلفتي الروح، وكأن روحين تسكنان جسداَ واحداَ، ليتك تستطيع ان تدرك قيمة آدم كإنسان وكم اننا مغفلين لأننا سنقتل انساناَ مثله قلتها بهدوء وبقي قيس يحدق فيني وانا ارى بأن عينيه تحاولان فهم ما اقول. كم شعرتُ بالألم عندما رأيتُ هذا الضياع في عيني.

كل ما احتاجه هو ان ارى شخصاَ آخر يرى زاوية اخرى. لم أكمل جملتي وشعرتُ باليأس.
أستطيع. ان اراكِ انتي. قالها قيس وفي صوته نبرة صدق والتفتُ نحوه مندهشة مما سمعت.
لا استطيع ان ارى آدم، ولا اي شخص آخر، ولا ان ارى زاوية أخرى كما تفعلين انتي، ولكنني أراكِ انتي، و اتسعت عينا قيس الذي تراجع وشغّل السيارة مجدداَ.

لم أرد ان ادفعه لقول المزيد او ان اخيفه، ولكن شعرتُ لوهلة بأن قيس القديم أراد ان ينتفض بداخل قيس هذا.
عدت للمنزل وبقيتُ جالسة بجانب آدم الذي لا يزال يغط في النوم، وجدتُ نفسي أمسح شعره بيدي وكأنه طفل بريء وعيناي تدمعان.
استيقظتُ على وطأ صوت طرق عالِ ووقفتُ لأجد بأن الباب قد انفتح، العساكر اجتاحوا المنزل واتجهوا فوراَ نحو آدم.

انتظرووووا، دعوووني اودّعه. صرخت، ولكنهم لم يستمعوا، وقف آدم وأخرج من جيبه مكعب روبيك ورماه على اريكة، دفعه العساكر فوراَ، وصرخت وانا ابكي ودفعني احد العساكر لأسقط ارضاَ.
غمز لي آدم تذكّري وعدنا، صلي من اجلي قالها آدم صارخاَ وهو يضحك والعساكر يخرجونه من المنزل.
في أقل من لحظة ازدحم بيتي وازدحم وطأ الاقدام والصراخ، وفي لحظة ساد صمت ثقيل.
ركضتُ تابعة ادم والعساكر، ولكن السيارة انطلقت مبتعدة.

بقيتُ في البيت وانا انوح بكاءاَ، شعرتُ بانني حقاَ وحيدة وتمنيتُ لو انهم اخذوني ايضاَ.
استلقيتُ على الاريكة وانا ابكي بصمت متمسكة بمكعب الروبيك، كنت اتمنى لو ان الباب ينفتح ويدخل والدي ليوقظني ويخبرني بأن هذا كله مجرد كابوس.

سمعتُ صوت الباب ينفتح ولم افتح عيناي، لعله حقاَ والدي وامنيتي تتحقق، سمعتُ خطوات الاقدام تقترب مني، شعرتُ بيدي تلمس شعري ثم خدي لتمسح دمعي. فتحتُ عيناي لأجد قيس قد جلس على الارض، وقد حلق لحيته، ابتسم قيس لأرى غمازتيه اللتين اشتقت لهما.
ثم وضع حقنة أمامي.
سيخفف حزنك ولو قليلاَ،
انت تخفف حزني يا قيس همست وانا انظر اليه وقد لمستُ خده الاملس.

أمسك قيس بذراعي ورفع كمي، ثم أمسك بالحقنة وحقنني بها ولم اقاومه.
نظر إلى قيس لا استطيع البقاء
اذاَ اذهب
لا استطيع الذهاب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة