قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل العشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل العشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل العشرون

تسللت إلى غرفة بدر ليلاً والخوف قد تملكني، فوالد بدر قد يفقد عقله ان رآني ولكن بدر واثق بخطته وواثق بأنه يستطيع ادخالي واخراجي من المنزل دون ان يلاحظ والديه كما أن والديه قد قررا السهر في منزل عمه.

ابقى بدر الستائر مغلقة والاضواء خافتة للحيطة والحذر، ثم أخرج من تحت سريره صندوقاً فتح الطبقة الثانية منه واخرج اقراص الدي في دي لأفلام عدة ولكن اختار قرصاً واحداً وقام بتشغيله على التلفاز في غرفته، قام بوصل سماعة بالتلفاز وقدم السماعة لي.
بدر: مجموعة افلام وفيديوهات قديمة وايد حصلناها ووجودها ضد القانون بس حبيت تشوفين.

علي الفيديو مقاطع لمدن غريبة وما يبدو كالمساجد والكنائس ثم ما يبدو كتفجيرات تحدث في البيوت والمساجد والكنائس.
بدر: جماعة النور نشروا فتن بين كل المذاهب والاديان والاعراق عشان يخلصون بعض.
لم استطع تحمل ما رأيت من دماء وجثث محروقة.
بدر: هم اللي دمروا عالمنا زمان بعدان ياو وقالولنا انهم هم الحل لعالم جديد وآمن.
انا: بس اليوم مافي حروب ولا معارك ولا.

بدر: جوهرة بس نحن عبيد، ما نقدر نسمع حتى أذان العيد عشان الدين هو اللي فرقنا وسبب حروب وهالكلام كذب هم اللي استخدموا الدين عشان يفرقونا.
اشحت نظري عن الشاشة حيث لم أحتمل ما رأته عيناي وسمعته اذناي.
بدر: المسألة مب مسألة دين يا جوهرة هذا بس عشرة بالمية، انا مابا الحكومة تحدد شو لازم اشتغل ولا كيف لازم احس، مابا اخاف من الحب ومن الايمان.
انا: وشو الفايدة بدر؟ شو التغيير اللي بتسوونه؟

بدر يبتسم ويوقف الفيلم ثم يحدق في للحظات والحماسة تغلف عينيه.
بدر: حرب.
انا: شو؟
بدر: حرب، نحن المضيئين صار عددنا كبير وايد وبنطالب بالحرية واذا ماعطونا بنحاربهم.
تتسارع نبضات قلبي وانا احاول استيعاب ما يقول.
انا: تبا تفجيرات ومعارك؟
بدر: ابا الحرية لي انا ولعيالي وعيال عيالي.
انا: بس من اللي شفته الحرية يعني دمار الارض.
بدر: جوهرة ليش نعيش اذا ما بنعيش كبشر؟ كناس بعقول وارواح وقلوب؟

انا: انا ابا اكون وياكم بس عندي اسباب شخصية بعد.
بدر: اهلج؟
اومأت ولم اخبره باعتراف قيس بحبه لي، اعتبرت هذا الاعتراف اهانة بحقي فكيف يجرؤ بعد العذاب الذي سببه هو والحرس لي ان يشاركني بمشاعر مقدسة كالحب، وكأن ما حدث لعائلتي ولي هو امر مسلم لا قيمة له.
بدر: في اكبر تجمع للمضيئين بعد ساعة ومفروظاً ما اخبرج بس اباج تيين وياي.
انا: بدر في شي قيس خبرني عنه.
بدر: شو؟

انا: قيس قالي في حد من جماعة المضيئين يوصل اخبار للحرس وانه هالشخص اللي كشف ابوي للحرس.
بدر ينظر إلى ويقطب حاجبيه غير مصدق ما يسمع.
بدر: قيس قالج هالكلام؟

بعد رحلة لم تدم ساعة بل ساعتين، توقفنا في ساحة رملية تبعد ساعتين عن المدينة التي نسكن فيها، ظننت أنه من التهور ان يجتمع هذا الكم الهائل في الخارج دون حماية ودون سقف يخفيهم، ترجلنا عن سيارة وتوجهنا إلى بقعة التجمع، بعض الوجوه كانت مألوفة بشكل مفاجئ حيث انهم افراد في المجتمع لم اعلم بأنهم جزء من جماعة المضيئين.
علي صندوق خشبي يقف شاب يبدو في الثلاثينات من العمر طويل القامة وضخم الجثة وجاد الملامح.

الشاب: السلام عليكم اسمي رامي وعمري اثنين وثلاثين سنة متزوج وعندي ولدين، اليوم اتشرف اني اكون القائد لحركة بتبني عالم افضل لأولادي في المستقبل، عالم بدون قوانين تمنعهم يحلمون. يحبون. يجنون، يعيشون الاعياد. عالم بدون خداع. الهدف اليوم مب هدف انتقام فلو حد يبا ينتقم من الحكومة او عنده مصلحة شخصية يترك هالتجمع الحين، فنحن نبا نبني عالم جديد، عالم يستوي فيه سامي اللي هو من سلالة التجار يصير دكتور مب تاجر. عالم اسمع فيه الاذان واجراس الكنايس، عالم يستوي اصيح فيه على حبيب فقدته ويستوي احب حد لحد الجنون، عالم مب عيب فيه تآمن بالروحانيات. طلباتنا بسيطة واهم شي نتكاتف مع بعض.

أعجبني ما قاله ولكن دافعي هنا هو الانتقام ايضاً، اخفيت هذا الامر ولم اترك التجمع على الرغم من نظرات بدر لي الذي يعلم ما هي دوافعي.
رامي: خططنا لسنين حق المظاهرة اللي بنطلع فيها الاسبوع الجاي، طبعاً ما بيصير فينا شي لأنه الحرس وقانون الحكومة بتحمينا وما بيكررون اخطاء الماضي، ما بنطلع بأسلحة ولا بنبدا معركة بس بنطالب بحقوق الانسان وهي الحرية في قراراتنا ومشاعرنا.

يصفق الجميع له ويبدأ البعض بتوزيع منشورات تنص على القوانين التي يجب اتباعها.
همست لبدر: انت مو قلت حرب؟ وين الحرب؟
بدر: الحروب مب لازم بأسلحة. جوهرة قضيتنا اكبر من جي.
شعر بدر بعدم رضاي وموقفي من الأمر.
بدر متعجباً: امس كنتي خايفة علينا وجي، اليوم تبين حرب؟
لم يكن الاجتماع مطولاً ولكن كانت الاجتماعات هي الطريقة الامثل للتواصل حيث ان الهواتف خطرة وقد تكون مراقبة، عدنا إلى المدينة وتوقف بدر امام منزلي.

بدر: واحد من الجماعة مستعد يكفلج وبتعيشين عنده وعند زوجته.
انا: اعيش وحدي احسن.
بدر: صعب اطلعج واييبج من هالمنطقة على راحتي.
لم اجبه وحدقت في اصابعي.
بدر: جوهرة انتي مب طبيعية، في شي صارلج؟ من امس مب طبيعية.
دمعت عيناي وانا احاول منع لساني من التحدث، بدر هو صديقي المفضل والمقرب وهو من يملك قلبي وهو من كنت دوماً اشكو له.
انا: قيس، اعترف لي انه يحبني.
بدر: شو؟
انا: قيس قال انه يحبني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة