قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الحادي والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الحادي والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الحادي والعشرون

انا: قيس قال انه يحبني.
بدر ينفعل: حاول يسوي شي؟
انا: لا ابداً بس قالي كلام غريب وحب وجي.
بدر يضرب المقود بيديه.
بدر: الحيوان يحاول يستغلج، هذيلا ما يحسون، الحرس ما يعرفون شو حب وشو كره.
انا: قاعدين يلعبون بحياة الناس. ومشاعرهم.
بدر ينظر إلى بغضب.
بدر: مشاعرهم؟ انتي مب حابة قيس صح؟
أغضبني سؤاله ونظرته السيئة لي فصفعته فوراً.
انا: كيف تسألني هالسؤال؟ خصوصاً انت.

بدر: انتي كنتي تحمينه وتساعدينه وحسيت في شي غريب بينكم.
خرجت من السيارة بغضب وانا لا اصدق ما اسمع.
بدر يخرج من سيارته ويمسك بذراعي.
انا: خلني.
بدر: ردي علي، في شي بينكم؟ ليش بيتمادى ويقول انه يحبج؟ اكيد سويتي شي.
دفعته بعيداً والغضب قد تملك كل جزء مني.
انا: كيف.
توقفت عن الكلام عندما شعرت بعلو صوتي فلم ارد ان نجذب الانتباه لنا في الشارع في هذا الوقت المتأخر.
اقتربت من بدر وهمست.

انا: كيف تقدر تشك فيني؟ انا اللي خبرتك عنه وندمت يا ريتني ما قلت.
بدر يشيح نظره عني ويغمض عينيه ليكبت غضبه.
انا: ومتى؟ من متى تنفعل جي يوم اخبرك شي؟ من متى تتكلم بلغة التخلف؟
بدر ينظر إلى مجدداً.
بدر: قيس الحيوان ينظرلج نظرة وصاخة وتقوليلي ليش انفعل؟
انا: وانا شو ذنبي؟ بعدين قلتلك يحبني ما قلتلك سوا شي غلط.
بدر: جوهرة طمنيني وقوليلي بس انج مب حاسة بشي اتجاهه.
انا: وانت شدخلك باللي انا احسه؟

يقترب بدر مني ويرتبك وهو يحاول ايجاد الكلمات المناسبة.
بدر: جوهرة انا ما اتحمل اشوفج ويا حد ثاني.
يضع بدر يده على خدي وشعرت بخفقات قلبي تتسارع فكم تخيلت هذه اللحظة لسنوات، اللحظة التي ينظر فيها بدر إلى كما انظر إليه، شعرت التوتر والاضطراب ولم ارد الابتعاد عنه او ابعاد يده ولم ارد ان اتحرك خوفاً من ان أكسر هذه اللحظة.

بدر: جوهرة انتي مجنونة وعاطفية وقوية ومزاجية وغير كل البنات. وقيس ما يستاهل حتى يحبج.
انا: وانت؟ تستاهل؟
تجرأت بسؤاله السؤال الذي لم اتجرأ ان اسأله طوال هذه السنين، يربك السؤال بدر الذي يحدق في عيني وكأنه يبحث عن الاجابة في عيناي اللتان تنتظرانه بشوق.
بدر لا يجيب بكلمات بل يحضنني وكم كانت هذه الاجابة كافية، في هذه اللحظة عندما ظننت بأنني خسرت كل شيء تقدم لي الحياة فرصة اخرى، املاً اخر، امنية اخرى.

صوت رنا تصرخ: بدر!
ابتعدنا عن بعضنا البعض فوراً لنرى مصدر الصوت، فإذا برنا تقف على بعد في الجهة المقابلة من الشارع وهي على دراجتها الهوائية، لم استطع رؤية وجهها بوضوح ولكن صوتها يوحي بغضب عارم. رنا تنطلق مبتعدة بدراجتها الهوائية، وبدر يهلع ثم ينظر إلي.
انا: الحقها.
بدر يومئ ويركض نحو السيارة ثم ينطلق لاحقاً بها.

دخلت إلى المنزل ومشاعري مختلطة بين الذنب والسعادة، لم أرد ان اجرح رنا ولكنها جرحتني أيضاً في السابق وقبلت بخطبة الشاب الوحيد الذي احببته، وجدت نفسي أبتسم وتتراقص قدمي كراقصة باليه في الثامنة من العمر ثم عاد الحزن فوراً ليخيم على قلبي فكم أردت في هذه اللحظة التحدث إلى والدتي واخبارها بما اشعر وبما قدمت لي الحياة الآن، هل انا انسانة سيئة؟ خسرت والدي فكيف لقلبي ان يتجرأ ويذوق السعادة مرة اخرى؟ كيف لعيناي ان تتجرآ وتتوقفا عن البكاء؟ هل انا شخص اناني؟

بعد عدة ايام: بدر لا يجيب على هاتفه ولم يقم بزيارتي منذ تلك الليلة، وقد اختفى تماماً مما أقلقني، هل قبض عليه؟ هل كُشف امره؟
يطرق الباب ففتحته فوراً.
اندهشت عندما رأيت قيس ولينا امامي لعملية التفتيش الروتينية، ولكن من المفترض ان يحضرا في يوم غد لا اليوم وتوقفت عن الحقن منذ ايام.
قيس يبدو بكامل صحته ولكنه يمشي ببطء، يبتسم قيس عندما يراني ولكنني قابلته بتجهم.
لينا: بفتش البيت، انت قيس الاعصاب.

لينا تدخل وتقوم بالتفتيش، قيس يخرج جهازه ويقوم بقياس التفاعل في اعصابي ونبضات قلبي. الخط الأحمر بادٍ وعلمت ان هذه هي نهايتي، قيس يبتسم ويفصل الجهاز.
قيس: ليش ما تاكلين؟ ظعفانة وايد.
انا: ماحب آكل غير طبخ امي.
قيس: بس انتي نادراً كنتي ترجعين بيتج وقت الغدا، كله عند ام بدر.
انا بتهكم: شكلي لو سألتك كم قميص كان عندي وشو لونهم بتعرف الجواب.

قيس يضحك ويهز رأسه وكأنه يستمتع بأسلوبي البارد معه وهذا استفزني أكثر.
انا: الخط احمر، بتطلق الرصاص في راسي ولا بتعدمني بحبل؟
لينا تعود وتنظر الى قيس.
قيس: تاخذ حقنها.
لينا: ما في شي في البيت، مشينا.
لينا تخرج وقيس يقف ويضع جهازه في الحقيبة.
انا: لو تساعدني مليون مرة. انت حرس، وانت ذبحت اهلي.
قيس يحدق في عيني وللحظات تتغير ملامح وجهه ليصبح جدياً.
قيس: جوهرة، لازم تنسين الموضوع.

انا: انت اللي تماديت وذكّرتني بوقاحة الحرس وشرهم.
قيس: انا يمكن احبج، بس انا حارس امن واذا حسيت في شي خطر يمكن يصدر منج بقبض عليج.
ضحكت بصوت عال ثم وقفت واتجهت نحو الباب مشيرة للخارج.
انا: سوي اللي تباه ما يهمني.
قيس يقترب.
قيس: ما يهمج؟ عشان جي خفتي على يوم قربت اموت؟
انا: كنت بخاف على اي حد.
قيس: جوهرة انا شفت في عيونج شي، ولو ما شفته ما كنت اعترفت، راجعي نفسج.
يخرج قيس وصفعت الباب بعصبية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة