قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثاني والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثاني والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثاني والعشرون

يخرج قيس وصفعت الباب بعصبية.
رفعت الهاتف الارضي واتصلت ببدر للمرة الألف وكدت ان ايأس ولكن في آخر لحظة يجيب.
بدر: الو.
انا: بدر وينك؟ خوفتني، اختفيت.
بدر: لا بس كنت مشغول.
انا: خفت عليك، لا تسوي فيني جي مرة ثانية ما اتحمل بعدك.
شعرت بالراحة والسعادة فأستطيع الآن التعبير عن مشاعري دون الخوف من ان يرفضني، دون احراج ودون حدود كالسابق.
بدر: حبيبتي جوهرة. لا تخافين، بس كنت محتاج وقت. ما كان بايدي.

سمعت صوت شهقة بكاء.
انا: بدر انت بخير؟
بدر: جوهرة ماعرف شو اقولج، انا وايد احبج بس.
هلعت: بدر شو في؟ تبا نتقابل؟ تكلمني شخصياً؟
بعد لحظات من الصمت وانا اسمعه يتنفس بصعوبة.
بدر: جوهرة انتي وايد مهمة عندي، بس انا احب رنا. احبها وايد وماقدر اعيش بدونها.
انا: شو؟
بدر: رنا حست اني متغير ومختفي، وتمت تتحوط حول بيتج ليل نهار كل ما اختفيت، جننتها وما كان لي حق اسوي فيها جي.

بقيت صامتة لا اصدق ما اسمع فكلماته طعنتني كالسكين في قلبي.
بدر: انا خبرتج بوايد اشياء وحسيت معاج اني اقدر اكون على حقيقتي فهمشت رنا بدون ما احس وهذيج الليلة رنا فصخت الخطوبة وحسيت دنيتي اتدمرت، بس أمس خبرت رنا الحقيقة ورنا تقبلتني وحسيت، حسيت اني اتلخبطت شوي وما كان مفروظاً اعاملها جي.
انا: بس، انت. انت كنت.

بدر: هي الحين وافقت ترجعلي بس لازم اخفف لقاءاتي وياج ولا تخافين مافي شي بيتغير. مكانتج عندي غالية وانتي غالية.
انا: انت وصخ وانسان حقير. كنت خايفة قيس او حد ثاني يسويلي شي ويلعب بمشاعري ويجرحني بس طلع الاقرب واحد هو اللي بيجرحني ويستغلني.
بدر: جوهرة. ما صار بيننا شي ولا طلع مني شي عشان تقولين هالكلام، انتي اختي وانا احبج والله ووايد اعزج.
انا: عنزة تعزك.

انهيت المكالمة وانا في أوج غضبي، الدموع تنهمر وجسدي يرجف وشعرت بنبضات قلبي تتسارع، كم أنا غبية. كم أنا غبية، كم أردت ايذاء بدر في هذه اللحظة وكم اردت الانتقام منه هو ايضاً، مجموعة اكاذيب وقد استغل وضعي ليتقرب مني واستغل مشاعري نحوه ذلك المخادع.
انا: اربعععع سنيييين يا غبية!
صرخت معاتبة نفسي وقلبي وعقلي وكسرت الأثاث لأنفس عن غضبي ولم يكن ذلك كافياً،
انا: اربعععع سنيييين يا غبية!

صرخت معاتبة نفسي وقلبي وعقلي وكسرت الأثاث لأنفس عن غضبي ولم يكن ذلك كافياً، شعرت بالوحدة وبالألم ولم املك رفيقاً استطيع ان احدثه ولم يكن حولي احد يواسيني لا عائلة ولا اصدقاء، اطلقت العنان لمشاعري التي ساقتني فبكيت وكسرت كل ما حولي، ثم تحول بكائي من بكاء على حبيب تلاعب بي إلى بكاء على عائلتي التي خسرتها، شعرت بعجزي وضعفي وللمرة الاولى، اردت التحدث مع احد، اردت الشعور بأنني لست وحيدة، نظرت للأعلى وتذكرت الصلاة التي صلوها امامي جماعة المضيئين، لم املك شال الصلاة ولكن سجدت كما سجدوا.

انا: يا رب انا وحيدة وضعيفة الحين ومابا اضعف، مابا اخذ الحقن ومابا انتحر وأخلي الحرس والحكومة ينتصرون علي، بس الألم كبير فساعدني، ساعدني ووجهني للطريق الصحيح، ماعرف ليش جي صار فيني، ماعرف ليش حتى بدر اللي عمره ما أذاني هالمرة سببلي الاذية.

خرجت من المنزل ومشيت في الشوارع كالتائه المشرد بلا هدف، وجدت مطعماً صغيراً محلياً في الطريق فدخلت المطعم لأريح قدمي، المطعم كما هو متوقع مليء بالحراس، جلست على احدى الطاولات واقترب مني النادل.
انا: ما عندي فلوس، ابا ايلس بس شوية واذا يوك زباين بقوم.
النادل ينظر إلى قليلاً باستغراب ثم يذهب.
نظرت إلى الحرس وهم يتضاحكون ويتناولون الطعام، قيس كان يجلس بين مجموعة من الحراس الاصغر سناً ورتبة.

نظرت حولي لأجد فتاة أخرى ترتدي ثياباً بلا دبوس بلون حزبها، يبدو انها منفية مثلي تماماً، يبدو الحزن على وجهها فحدقت فيها بينما تحدق هي في كوب قهوتها.
صوت قيس: زوجها طلع من المضيئين وذبحوه امس. اليوم اول يوم لها في هالمنطقة.
التفت لأرى قيس مبتسماً ويحضر لي كوباً من الشاي.
انا: وانت مستانس؟
قيس لا يجيب ويشرب من كوبه.
قيس: اهم شي ما انتحرت وهالشي يفرحني.
انا: عطها شهرين وبتفكر في الانتحار.

قيس: اكيد اهلها بيسامحونها ويرجعونها عندهم. ما يخصها في الموضوع وزوجها خدعها.
انا: المضيئين ما سووا شي ولا قتلوا حد ليش تذبحونهم؟
قيس: مب بايدنا هاي قوانين بعدين نحن ما نبا الدنيا ترجع نفس قبل مية سنة والناس تفجر بعض.
اردت ان أسأله ان كان يصدق حقاً بان التفجيرات حدثت بسبب الشعوب او فتنة صنعها اجداد حماعة النور ليتولوا الحكم المطلق على العالم.

انا: مرات احسك ضدهم ومرات احسك معاهم وماعرف ليش انتوا الشباب مب واضحين وتحبون تلعبون بمشاعر البنات.
قيس ينظر إلى وتختفي ابتسامته ثم ينظر إلى جماعة الحرس الذين يحدقون بنا.
قيس: مستغربين ليش انا وايد لازق فيج.
انا: وانا بعد مستغربة.
قيس يضحك.
قيس: انا فيني اضرار نفسية ما تتخيلينها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة