قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث والعشرون

قيس: نص افعالي ماعرف سببها.
انا: ليش الحقن تسمحلك يكون عندك اضرار نفسية؟
يصدر صوتاً من جهاز قيس.
صوت رجل: منطقة سبعة ثمانية حول منطقة سبعة ثمانية.
قيس يجيب: نعم.
صوت رجل: تم ايجاد مركز تجمع المطلوبين، منطقة تسعة سيتم ارسال الاحداثيات.
قيس يقف ويركض خلف الحرس الذين ركضوا إلى خارج المطعم، اصابني القلق من ان هذه المجموعة هي مجموعة بدر فتبعت قيس.

تنطلق سيارات الحرس بأقصى سرعة وكميات كبيرة، ركضت نحو منزلي.
اتصلت ببدر عدة مرات ولم يجب، حاولت الاتصال بهاتفه المحمول ولكنه مغلق، شعرت بالتوتر وانا احاول ايجاد حل، تجرأت واتصلت برقم رنا. بعد عدة رنات تجيب رنا.
انا: الو رنا.
رنا: مين؟
انا: جوهرة.
رنا: جوهرة؟ خير؟
البرود والكراهية واضحان في نبرة صوتها، ترددت قليلاً ولم اتجرأ على سؤال ما يمكن ان يثير حنقها اكثر.
رنا: شو في؟
انا: رنا بدر وياج؟

رنا: نعم؟ وليش تسألين هالسؤال؟
انا: رنا ابا بس اتطمن.
رنا: مالج حق تتصلين ولا تطمنين على خطيبي ما يكفي اللي سويتيه؟ انا كنت اتحمل لانج في وضع صعب بس شكلج استغليتي الوضع وقربتي بدر منج وايد.
انا: رنا صدقيني الموضوع مب جي، الله يخليج بس خبريني اذا بدر وياج انا على التلفون وماقدر اقولج ليش أسأل.
رنا بصوت عال: جوهرة! اطلعي من حياتنا ما تفهمين؟ اطلعي.

بدأت عيناي تدمعان فكل ما اردته هو ان اطمئن ولم ارد ان يُعدم شخص آخر في حياتي.
يسود الصمت للحظة وسمعت صوت حركة.
صوت بدر: جوهرة؟ شوفي؟
أجهشت في البكاء عندما سمعت صوته.
انهيت المكالمة دون ان اجيبه فكل ما اردت هو ان اتأكد بأنه بخير.
يرن الهاتف عدة مرات ولم اجب.

في الليل لم يغمض لي جفن ولم استطع النوم، بقيت احدق في السقف ثم قررت الخروج لأقابل النجوم والبدر، خرجت مرتدية معطفاً رمادياً يحميني من برد الليلي وجلست على درج المنزل الخارجي، الشوارع شبه فارغة ومظلمة، نظرت للأعلى وكأنني آمل ان يحدثني القمر وتؤنسني النجوم، عندما نظرت حولي لاحظت خيال شخص وكأنه يراقبني، شعرت بالخوف. يلوح الشخص لي وقفت ونظرت اليه ولم يتحرك.
صرخت: شو تطالع؟

يشعل الشخص بيده قداحة فنظرت الى وجهه ودهشت عندما رأيت سامي، وجهه مليء بالكدمات وثيابه ممزقة. ركضت نحوه وانا انظر حولي خائفة من وجود احد، وقفت امامه وعندما اردت التحدث.
سمعت صوت طلقات نار اخافتني فكدت ان اصرخ ولكن وضعت يدي على فمي، يسقط سامي فجأة على الارض وقد تم اطلاق النار عليه.
يظهر الحراس الذين اختبؤوا بين الازقة ثم يقتربون من جسده، جسدي يرجف.
عدنان: تعرفينه؟
يركض عدنان نحونا وانا اشعر بالخوف.

سمعت صوت طلقات نار اخافتني فكدت ان اصرخ ولكن وضعت يدي على فمي، يسقط سامي فجأة على الارض وقد تم اطلاق النار عليه.
يظهر الحراس بين الازقة ويقتربون من جسده، جسدي يرجف.
عدنان: تعرفينه؟
يركض عدنان نحونا وانا اشعر بالخوف.
انا: لا بس فكرت يمكن يبا مساعدة.
قيس ولينا يحملان جسده، وقيس ينظر إلى بقلق.
عدنان: مرة ثانية لا تقربين من حد ما تعرفينه، يمكن كان بياخذج رهينة.
انا: بشو، ما كان عنده سلاح.

ينظر إلى عدنان بعينين تحملان الشك. لم افكر قبل التحدث، يخرج عدنان جهازا.
عدنان: اوقفي هناك.
توترت ووقفت حيث ما أمرني، نظر عدنان إلى الجهاز.
عدنان: اقبظوا عليها، ما تاخذ حقنها.
في هذه اللحظة تنظر لينا إلى قيس.

لم ينطق عدنان بحرف طوال رحلة الذهاب إلى مبنى السجن الحديث ولم يرافقنا قيس فأشعرني ذلك بالقلق، تم وضعي في غرفة ضيقة ولم يشرح لي أحد ما قد يحدث لي وقد ارتديت قميصاً وبنطالاً أبيض واسع قطني كما طلبوا، جدران الغرفة شديدة البياض وكذلك لحاف السرير والأرضية والسقف، البياض الشديد في الغرفة والاضاءة التي كانت أيضاً شديدة آلمت عيناي في اللحظات الأولى ولم أستطع حتى النوم في الليلة الأولى في هذا السجن، الفتحة الوحيدة في الغرفة هي النافذة على باب الغرفة الحديدي الذي كان أيضاً مطلي باللون الأبيض. في اليوم التالي دخل عدنان الغرفة بصحبة لينا وبعض الحراس، أبقيت على هدوئي ولم أنفعل فالانفعال هنا قد يتسبب في توريطي في حفرة أعمق. ينظر إلى عدنان لدقائق دون أن ينطق بحرف لإرباكي ولكنني نظرت إليه ولم أرتبك أو أحرك جفناً. عدنان ينطق أخيراً: نحن عادة ما نقبض على الناس بدون دليل قاطع يدينهم بس الحين نحن عايشين في فوضى وفي ناس تخطط تزعزع الأوضاع بحجة الحرية، جوهرة أنا وايد عاملتج معاملة خاصة عشانج قريبة وايد من بدر اللي هو في حسبة اخوي، بس الحين نحن في وقت ما يسمح لأي حد يعامل أي حد بتساهل والكل تحت الرادار، اذا تعرفين شي عن خطط المضيئين أو عن الناس اللي في هالجماعة خبرينا وبنسامحج اذا كنتي متورطة.

لم أرد التفكير ببدر، لم أرد التفكير ببدر وبما أعرف عنه، لم أرد أن أظهر أي نوع من التوتر أو الخوف، بدأت أقوم بما علمني قيس القيام به عندما كنا في الحفرة. بدأت أفكر بأمور أخرى. بدأت أشتت أفكاري، بدأت أنشد الكلمات التي حفظتها والتي أنشدتها في الحفرة.
عدنان: جوهرة نحن عندنا ناس من جماعة المضيئين يشتغلون ويانا فاذا ما طلع منج الكلام، بيطلع من حد ثاني، هاي فرصة تطلعين نفسج من الورطة.

حاولت التفكير بأمور أخرى. تذكر أمور لا تثير فيني العواطف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة