قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الرابع والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الرابع والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الرابع والعشرون

حاولت التفكير بأمور أخرى. تذكر أمور لا تثير فيني العواطف.
عدنان يقف وقد بدا اليأس على وجهه، يخرج عدنان من الغرفة ويتبعه بعض الحراس.
لينا: عندج يوم كامل فرصة للاعتراف.
تخرج لينا ولكن تلتفت قبل أن تغلق الباب.
لينا: يمكن تلاعبتي بمشاعر قيس وهالشي اللي يخليني متأكدة انج مب بريئة واللحظة اللي اكشف فيها حقيقتج أنا بنفسي بعدمج.
نظرت إليها مندهشة مما قالت ومستنكرة اتهامها.

أنا: مب مفروظاً الحراس أكثر ناس ما يتبعون مشاعرهم، والانتقام أكبر رغبة وشعور.
لينا تضحك ساخرة مما أقول وأغلقت الباب.

بقيت في هذه الغرفة لساعات طويلة ولم أفرق الليل من النهار ولا النهار من الليل وقد أضعت العد فلم أستطع معرفة عدد الأيام التي بقيت فيها في هذه الغرفة ولم يحدثني أحد ولم أسمع صوت أحد، الحارس الذي يقدم لي الطعام لا ينظر إلى حتى وكأنني غير مرئية في هذه الغرفة وكأن بياض ثيابي جعلني جزء من أثاث الغرفة، كدت أن أصاب بالجنون.

في يوم من الأيام، سمعت صوت الباب يُفتح وكالعادة توضع صينية الطعام على الأرض، هذه المرة لم أتكبد عناء محادثة الحارس الذي لن يجيبني ولن ينظر إلى حتى. بقيت على السرير مستلقية وعيناي مغمضتين، ثم شعرت بيد رقيقة حنونة تلمس يدي وتعرفت على هذه اللمسة ولم أصدق ما شعرت به.
صوت والدتي: جوهرة.

فتحت عيني لأرى والدتي بثياب الحرس واقفة بالقرب من سريري، تسمرت في مكاني للحظات ولم أستوعب ما رأته عيناي، هل بدأت أهلوس؟ هل بدأت أحلام اليقظة تراودني؟ هل أفقد عقلي؟ هل أصابني الجنون أخيراً؟ جلست والدتي على ركبتيها وابتسمت ابتسامتها التي تضفي حس السعادة والأمان في قلبي.
والدتي: جوهرة، ما صدقت يوم قالولي انتي هني.
لم اجبها ولم أتحرك خوفاً من أن هذا الحلم أو السراب قد يذهب إذا تحركت أو نطقت بحرف.

والدتي: جوهرة أعرف الحين مصدومة أكيد، بس بفهمج كل شي.
تهرب الدموع من عيناي وأنا أتأمل وجهها الحنون وشعرها المموج الذي رفعته وتتلذذ أذناي بصوتها الرنان الذي يدفئ قلبي.
تمسح والدتي الدموع عن وجهي ثم تقبل رأسي وكم شعرت بأن هذا حقيقي، لم أستطع تمالك نفسي.

أنا: أمي. نطقت كلمة أمي وأجهشت في البكاء لا أصدق هذه النعمة، هل الله أرسلها لي؟ هل هذه نتيجة دندنتي لأشهر لهذا النشيد الذي حفظته؟ هل المعجزات التي ذكرها والدي في يومياته حقيقية، بدأ جسدي يرجف فمسحت والدتي ذراعي تكراراً. والدتي: جوهرة أنا هني، أنا هني.
والدتي: جوهرة أنا هني، أنا هني.

بدأ عقلي يستوعب بأن وجودها قد يكون حقيقي. فقد مرت لحظات عديدة، نظرت إلى الباب والحارس يقف بجانب الباب ينظر إلى ثم ينظر إلى أمي، إذاً فهو يراها أيضاً؟ ربما هو أيضاً سراب. نظرت إلى أمي مجدداً. صوت عدنان: جوهرة. نحن ما كنا نبا نكشف أنه امج عايشة بس هي كانت حابة تشوفج قبل الاعدام.

وجود عدنان أربكني. لماذا هو في هذا الحلم؟ ولماذا يذكر هذه الأمور السوداوية في هذا الحلم الجميل. لم أجبه ونظرت إلى أمي مجدداً. عدنان: جوهرة قومي.
لم أطعه بل لمست يد أمي غير مصدقة بأنني أشعر بيدها.
عدنان: شكلها في حالة صدمة.
يمسك عدنان بذراعي ويشدني لأقف، حاولت مقاومته وصرخت وأنا أدفعه فلم أرغب سوى برؤية والدتي.
أنا: خلننييي، شو تبااا؟

عدنان: جوهرة ما عندج إلا دقايق ويا أمج جاوبي على أسئلتها لو تبين فرصة ثانية.
وفجأة ودون سابق انذار، أمسكت والدتي بي ثم صفعتني صفعة قوية أدمت شفتي ووقعت أرضاً، مسحت الدم عن شفتي ثم نظرت إلى والدتي بعيني متسعتين لا أصدق ما يحدث.
أنا: أمي؟
والدتي: جوهرة. أنا من الحرس وكنت أنا وكذا واحد نشتغل جواسيس عند الأحزاب.

بدت والدتي الآن باردة الوجه وهي تقف باستقامة كالحرس ويدها على سلاحها، تبدو كنسخة أخرى من عدنان، نظراتها تحمل القسوة نحوي.
والدتي: أنا تزوجت أبوج ويبتج كجزء من خطة. كان مفروظاً انتي تصيرين جاسوسة بعدي وتتزوجين حد ثاني من الحزب وهكذا حتى نحافظ على النظام ونعرف كل الاسرار من الداخل. بس الامور ما مشت نفس ما خططنا.

استمرت امي في التحدث ولم استطع الاصغاء كلياً اليها، والدتي، جاسوسة، لدى حرس الأمن، لم أستطع استيعاب هذا الأمر فلم أكسر صمتي لساعات طويلة رغم الضرب المبرح الذي تعرضت له. والدتي، جاسوسة. لدى حرس الأمن. بقيت في زاوية الغرفة محاولة ربط الأمور ببعضها البعض. هل هي من أبلغت الأمن عن والدي؟ ولماذا لم تبلغهم من قبل أن والدي لا يأخذ الحقن ولم يحقني بالحقن الحقيقية؟ لماذا لم تحقني أنا بالحقن الحقيقية؟ لماذا تصرفت كل هذه السنين وكأن شيئاً لم يكن؟ هل تعرف عن بدر؟ فوالدي وبدر كانا في نفس الجماعة.

دخلت والدتي الغرفة مجدداً وهذه المرة لم أقترب منها بل بقيت في زاويتي في غاية الحذر منها، شعرت بأنني لا أعرفها، ربما هي ليست والدتي، ربما هذه خدعة أخرى. تجلس والدتي على السرير وتنظر إلى للحظات بصمت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة