قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الخامس والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الخامس والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الخامس والعشرون

دخلت والدتي الغرفة مجدداً وهذه المرة لم أقترب منها بل بقيت في زاويتي في غاية الحذر منها، شعرت بأنني لا أعرفها، ربما هي ليست والدتي، ربما هذه خدعة أخرى. تجلس والدتي على السرير وتنظر إلى للحظات بصمت.
والدتي: أبوج بدا يشك فيني آخر الأيام وبدا يخبي عن اشياء فاضطريت أبلغ عنه قبل لا اكشف عن وايد أشياء، كنت أبا أخبرج بكل شي يوم يصير عمرج عشرين سنة وادخلج الحرس بس أبوج خرب كل شي.

أنا بصوت جاف متقطع: ليش؟ ليش ما كلمتيني يوم يوم مات أبوي؟ ليش ما خذيتيني؟
حاولت منع نفسي من البكاء ولم استطع فالألم الذي شعرت به لا يطاق.

والدتي: جوهرة حسيت يمكن انتي وابوج متشاركين في سر ويمكن انتي تعرفين شي. في وايد ناس في الحرس من حياتج وجواسيس ومع ذلك محد قدر يكشف بالضبط منو اللي يحرك المضيئين وكيف نقدر نحصلهم كلهم، أمس صارت مظاهرة قالوا عنها سلمية بس نحن خلصنا عليهم كلهم وقبضنا على كمية كبيرة ومحد راضي يعترف بشي بس أنا حاسة انه لج يد في الموضوع وإلا ليش سامي أشارلج؟ وليش سامي وقف يوم شافج؟ سامي اللي هو أحد القادة عندهم.

أنا: لو ما قتلتوه كان قدرتوا تسألونه هالأسئلة.
والدتي: جوهرة، قوانينا ما تسمح نخلي اي حد يعرض الناس للخطر يعيش فما نقدر نملي السجون مضيئين وما نقتلهم.
أنا: قوانينكم غبية.
والدتي: بدر الصراحة من الناس اللي أصر انه مالج دخل في شي. شكله الحب أعماه.
أربكني ذكر والدتي لاسم بدر.
أنا: بدر بدر بدر، شو الواسطة القوية اللي عنده. أول عدنان بعدين انتي؟
والدتي تضحك: بدر واحد من الحرس وهو جاسوس بعد.

الصدمة على وجهي ترسم ضحكة أخرى على وجه والدتي، تقف والدتي وتقترب مني.
والدتي: جوهرة. بما انج ما عندج شي تقولينه وبما انج من المشتبه بهم قررنا نعدم حتى اللي نشك فيهم واللي يتعاونون ويانا بس هم اللي بيعيشون.
أنا: أنا ما كنت ابا انتحر واموت عشانج وعشان ابوي، عشان ما ارضي الحرس وأخليهم ينتصرون على عيلتنا، بس الحين اذبحيني ما يهمني، هالدنيا وايد وصخة بحيث أم تعدم بنتها.

والدتي: المشاعر هي اللي تضعف الناس، أهم شي مصلحة الجميع على مصلحة الفرد.
أنا: شو الفرق بين هالعالم والعالم القديم؟ زمان كانت الناس تذبح بعض علانية واليوم الناس تذبح بعض بالسر، في دم بالحالتين.
تنظر إلى والدتي بحزم ثم تخرج من الغرفة لتتركني أغرق في دموعي الحارقة.
صوت قيس: جوهرة، جوهرة.
فتحت عيني ولم أدرك بأنني غفوت، الظلام حالك ولم أستطع الرؤية أمامي.
أنا: قيس؟

صوت قيس يهمس: ششش، اتعطل النظام وعندنا بس ستين ثانية قومي.
أنا: شو تسوي؟
قيس: بطلعج من هني.
أنا: انت مجنون، بيذبحونك.
قيس: قلتلج قومي.
لم أرغب في توريط قيس معي وبالحقيقة لم أرغب في الهروب فإلى أين سأذهب؟ وما المغزى من الهروب؟ لم يترك قيس مجالاً لأعترض فحملني فجأة وبدأ بالركض إلى الخارج.

أردت دفع نفسي عنه ولكن لم أستطع رؤية شيء وشعرت بأنه ينزل عبر السلالم للأسفل. وضعني قيس على الأرض ثم أمسك بيدي وتشبثت بذراعه.
يهمس قيس: امشي وياي ولا تطلعين صوت. عشر خطوات قدام. بعدين بنلف يسار. ست خطوات بعدين يمين عشرين خطوة.
أومأت وتبعته عشر خطوات للأمام. ثم إلى اليسار. ست خطوات. توقف قيس قليلاً عندما سمعنا صوت خطوات أقدام تركض.

ثم إلى اليمين عشرون خطوة، ركضنا بسرعة حتى أوقفني قيس أمام بوابة، سمعت صوت البوابة تفتح، ثم دخلنا إلى مكان شعرت ببرودة الهواء فيه، هل نحن في الخارج؟ وفجأة يفتح قيس ضوء مصباحه.
قيس يركض وتبعته دون أن أسأله إلى أين هو ذاهب، يبدو أننا في موقف سيارات داخلي، ثم يقف قيس أمام إحدى السيارات ويفتح باب المقعد الخلفي.
قيس: ادخلي وغيري ملابسج بسرعة ولا تطلعين من السيارة.

صعدت إلى المقعد الخلفي ثم يغلق قيس الباب ويرحل، وجدت ملابس حرس في المقعد فقمت بتغيير ثيابي.
بعد دقائق. يُفتح باب مقعد السائق ويركب قيس ثم يلقي باتجاهي قبعة.
قيس: اربطي شعرج وحطيه على راسج.
قمت بما طلب، ينطلق قيس بالسيارة إلى خارج موقف السيارات، جلست في المقعد الخلفي وانا مرتبكة وخائفة من أن يكشف أمرنا أحدهم.

يتوقف قيس ثم يركب السيارة شاب من الحرس ويستقر في المقعد الأمامي بجانب قيس. يلتفت الشاب واندهشت عندما رأيت بدر.
أنا: بدر؟
بدر يبتسم ابتسامة باردة وينظر إلى الأمام، قيس ينطلق بسرعة.
شعرت بالارتباك هل هذا بدر الصادق الذي لم يخن والدي بل يخون الحرس؟ أم أنه جاسوس بين المضيئين أيضاً ويعمل مع والدتي وعدنان؟ هل أسأله أمام قيس؟

يتوقف قيس على موقع التفتيش ويفتح جميع النوافذ. شاب من الحرس يطلب هوية قيس وهوية بدر ثم ينظر إلى منتظراً هويتي،
نظرت إلى بدر الذي يشير إلى جيبي بعينيه فبحثت في جيبي وقدمت له الهوية التي وجدتها.
الشاب: شحالك بدر زمان ما شفناك.
بدر: تمام، وانت؟
الشاب: بخير.
يقرأ الشاب هويتي بإمعان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة