قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل العاشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل العاشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل العاشر

نظرت إلى جانبي لأرى احد الشابين مستلق مكبل وحول رأسه الاسلاك، تسقط الدموع من عينه ويرجف جسده بشدة ثم فقدت وعيي.
فتحت عيناي لاجد نفسي في المقعد الخلفي لسيارة، نظرت إلى النافذة ونحن في منطقة الحرس حيث بيتي الجديد، شعرت بالتعب والارهاق، لم احرك رأسي ولكن استطعت ان ارى لينا وهي تقود السيارة وتدخن، عدنان في المقعد الامامي بجانبها.
صوت قيس: شوية وبنوصل البيت.
التفت لأرى قيس جالساً بجانبي مبتسماً.

شعرت بالفراغ وبالتخدر وكأنني لست في جسدي وكأن روحي غادرتني، لم ارد التحدث، لم ارد البقاء ولم ارد المغادرة، لم تطلب نفسي شيئاً وكأنني آلة او لعبة خشبية بلا مشاعر.
لاحظت بأن السماء مظلمة اذاً فمنذ ساعات وانا في المشفى. توقفت السيارة وترجل الجميع عنها، قيس فتح باب السيارة، لم استطع تحريك جسدي فقام قيس ولينا بمساعدتي على الترجل من السيارة والمشي، شعرت بثقل قدماي وكان من الصعب تحريكهما.

تفاجأت عندما وجدت بدر ورنا ينتظرانني امام مدخل المنزل، اتسعت عينا بدر عندما رآني في هذه الحالة. عدنان اقترب منهما وقام بتحية بدر.
عدنان: يا اهلاً ها شو شو تسوي هني؟
بدر يبتسم بتوتر.
بدر: جينا نزورها. خفنا اختفت يومين لا حس ولا خبر.
عدنان: كانت في المستشفى يومين. تعبت تعرف اللي صار فيها مب شوي.
يومين؟ لقد ظننت بانني غبت عن الوعي لساعات فقط.
بدر ينظر الي: تعبتي؟

لم استطع الاجابة، رنا لم تنطق بحرف ونظرت إلى بغرابة لعلها لم تعلم ما يجب فعله.
يدخلني قيس إلى المنزل ثم يجلسني في غرفة الجلوس، لينا تحضر حقيبة الحقن وتضعها على الطاولة.
لينا: خذي حقنة في اليوم مدة سبع ايام بعدين خذي حقنة في الاسبوع نفس كل الناس.
لينا تنظر إلى عدنان بغضب وعتاب، عدنان يتجاهلها.
عدنان وبدر يتحدثان في زاوية بعيدة ثم يضحك عدنان ويشير للينا بان تتبعه.

لينا تهمس لقيس: انا ما سجلت في الحرس عشان استوي ممرضة من اليوم لو احتاجت شي انت بتييبلها الابر وهالسوالف.
قيس يضحك. لينا تخرج لاحقة بعدنان وقيس يخرج ايضاً. رنا تقف على مسافة محافظة على صمتها.
بدر يجلس بجانبي ويبتسم.
بدر: الحمدلله على سلامتج.
ينظر بدر إلى رنا التي تقترب ثم تجلس بجانب بدر.
رنا: حبيبتي جوهرة لو محتاجة شي خبريني.
نظرت إليها ولم اجبها فلم استطع ان افكر بما يجب ان اقوله.

رنا تتوتر: يمكن تحتاجين شوية مفروشات هالبيت ماعرف ما فيه روح، بييبلج انا مزهريات وجي.
لم اجب بل اشحت نظري عنها، بدر يمسك بيدها ثم يقفان ويبتعدان، نظرت اليهما ويهمس بدر في أذنها، في العادة يثير هذا الامر غيرتي ولكن لم اشعر بشيء، تومئ رنا وتخرج
بعد لحظات يغلق بدر الستائر ثم يجلس بجانبي ويمسك بذراعي لأصبح مقابله.
بدر: شو سووا فيج؟
نظرت اليه ولم اجب، لماذا يسأل بغضب؟

بدر يكرر ويشدد قبضته: شو سووا فيج؟ لم اجبه فلم استطع حتى فهم ما يريد.
بدر يصرخ: عدنان الحيواااان.
يصفعني بدر بشدة حتى سقطت ارضاً ثم يحملني ويسألني مجدداً.
بدر: جووووهرة قوومي، اتكلمي.
لم اجبه فصفعني مجدداً حتى خرجت الدماء من شفتي.

امسك بي بدر وعيناه تكادان تنفجران غضباً ولم استطع استيعاب ما يجري، بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي ولكن لم افهم ما يحدث، حملني بدر على كتفه ثم ركض إلى غرفتي وصفع الباب متجهاً إلى الحمام، ملأ حوض الاستحمام بالماء البارد ووضعني ارضاً ودون سابق انذار أمسك بي من شعري ثم أغرقني في الحوض المليء بالماء البارد، حاولت تحريك يدي وضربه ولكن لم اكن بالقوة الكافية لابعاده، شد بدر شعري واخرج رأسي من الماء فتنفست بسرعة.

يصرخ بدر: جاوبينييي شو سوووا فيج؟ بتتكلمين ولا لا؟ اتكلمي.

يغرقني بدر مجدداً وهذه المرة مطولاً فلم استطع التنفس وشعرت بالماء وهو يتسلل إلى رأتي حاولت المقاومة ولكن لم استطع فاستسلمت، اخرجني بدر مرة اخرى ثم صفعني عدة مرات فبكيت وحاولت ايقافه عما يفعله ثم قام للمرة الأخيرة باغراقي، ضربته بيدي ثم خدشت يده التي تغرقني بيدي وحركت قدمي وصرخت فأخرجني بدر وصفعته بشدة وبكيت وجسدي يرجف فحاولت الهروب ولم استطع الوقوف، زحفت وانا ابكي ثم امسك بدر بقدمي واقترب مني، حاولت دفعه.

بدر: جوهرة خلاص خلاص. بس. شش، بس. ما بسوي شي.
حملني بدر وحضنني، حاولت مقاومته قم هدئتني كلماته عندما استطعت فهم ما قاله.
بدر: خلاص، خلاص. انا ما بسوي شي كنت اباج بس تحسين. كنت اباج تطلعين من الحالة، هم خدروا مخج، ماعرف ليش جي سووا، خلاص.
مسح بدر رأسي فهدأت، لم يتوقف جسدي عن الرجفان فالبلل اشعرني بالبرد.

قمت بتغيير ملابسي ثم قدم لي بدر حليب ساخن بالشوكولاتة، جلست على السرير والمنشفة على رأسي، بدر يجلس بجانبي.
بدر: كهربوج؟
انا: انا وشابين.
بدر: الادوية ما كانت تأثر فيج؟
انا: امبلا بس حسوا انه جسمي ما كان يتكيف ولا مخي.
بدر: انا احس مب بس هذا السبب.
انا: كيف يعني؟
بدر: يمكن استجوبوا وما تتذكرين.
انا: يعني يعرفون عن الكتاب اللي عطتني؟ وعنك؟
بدر: ما اتوقع والا عدنان كان بيقبض علي.
انا: يمكن يراقبونك.

يمسك بدر بيدي وينظر إلى بحزن.
بدر: خفت خسرتج، اختفيتي يومين، خفت حصلوا الكتاب وسووا فيج شي.
ارتشفت من الكوب وتوترت واشحت نظري عنه ولكنه تمسك بيدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة