قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الحادي عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الحادي عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الحادي عشر

يمسك بدر بيدي وينظر إلى بحزن.
بدر: خفت خسرتج، اختفيتي يومين، خفت حصلوا الكتاب وسووا فيج شي.
ارتشفت من الكوب واشحت نظري عنه.
انا: سلم على رنا واشكرها عني لانها يت.
بدر يضحك ويبعد يده.
بدر: رنا قالتلي شي.
انا: شو؟
بدر: رنا قالت من زمان انج تحبيني وعشان جي هي مب مرتاحة يوم اطلع وياج.
توترت مما قاله فشربت المزيد من الكوب، رغم سخونة الحليب شربت دون توقف.
بدر: طبعاً لازم اكون اول واحد يعرف اذا قلبج حب حد.

وضعت الكوب جانباً.
انا: لا تخاف، عمري ما حبيت ولا بحب، انا وسوالف الحب بيننا محيط.
بدر: بس في يوم اكيد بتحبين ومحظوظ اللي بتحبينه.
توترت من نظرات بدر لي فلم ينظر إلى بهذه الطريقة من قبل، فلم اكن بجمال رنا ولم اكن فتاة تجذب انظار الشباب ولهذا فاجأني بدر عندما نظر إلى كما ينظر إلى رنا.
انا: بدر شفيك؟
بدر يبتسم ويشيح نظره.

بدر: تعرفين كنت حامل سر ثقيل، الحين صرتي تعرفيني بكل اسراري. مب لازم البس اي قناع قدامج.
انا: لا تاخذ راحتك، مب لأنه ابوي مقتنع بالمضيئين بقتنع انا.
بدر ينظر إلى باندهاش.
بدر: بعد اللي سووه فيج. بعدج مب مقتنعة؟
انا: انت ما يخصك في شو انا مقتنعة، ما بمشي ورا حد ولا تفكر لأنك خبرتني بسرك صرت جزء منه، بعدني حاسة اللي تسويه جنون وقاعد تعرض نفسك للخطر.
بدر يقف وقد تضايق من حديثي.
بدر: فكرتج نفس ابوج.

انا: انا مب نفس حد.
بدر: كملي اللي تقرينه بعدين خبريني.
وقفت واخرجت الدفتر من تحت السرير ثم ركضت خارجة وذهبت الى المطبخ، بدر تبعني.
امسكت بالولاعة وقربتها من الدفتر، بدر يشد الدفتر مني ولكن تمسكت بالدفتر.
بدر: تحرقين الحقيقة؟ وترظين تعيشين في عالم كله كذب؟ ترظين تعيشين في عالم ممنوع فيه نحلم ونؤمن ونعشق ونجن؟

انا: طول حياتي وانا اعاني لأني احس وغيري ما يحس، طول حياتي اخبي دموعي وزعلي وجنوني، يمكن احسن اعيش نفس ما يبوني اعيش، اريح.
بدر: اذا جي احرقي نفسج بعد لانج ميتة بجسد حي، ما اتوقعتج جي وحدة سطحية مخها صغير ما يهمها الا الراحة المؤقتة.
انا: اربع سنوات وانا اتعذب كل ما شفتك تشوف وحدة غيري، اول مرة اليوم شفتك تكلم رنا وما حسيت بالوجع، اول مرة اليوم ما فكرت في امي وابوي، اول مرة ماحس بألم.

يندهش بدر مما قلت ولكن لا يبدو متفاجئاً، يقترب بدر فتراجعت حتى شعرت بجدار المطبخ خلفي، يقترب بدر اكثر
بدر: ويوم حد يقرب منج ما بتحسين بشي، ويوم حد يحظنج ما بتحسين بشي، واذا حملتي يوم تولدين وتشوفين ولدج اول مرة ما بتحسين بنشوة الفرح، ويوم تكتئبين ما تقدرين تشوفين فوق وتؤمنين انه في اله يرعانا ويسمعنا لانج حبستي نفسج في عالم هندسي كأننا العاب بايدهم.
انا: ليش انت تؤمن في اله؟

بدر: لو مافي الله، كان ما استجاب لأدعيتي وخلاج تعيشين.
بدر يمسك بالدفتر مرة اخرى.

بدر: جوهرة قبل اكثر من مية سنة الناس كانت تآمن بالاشياء الغير محسوسة، كانت الناس تتجمع في اماكن خاصة عشان يدعون ويتوسلون ربهم، ما كان المؤمنين يتخبون ورا بيوتهم ولا كان الدين عيب او غير مسموح او مكروه، المساجد والكنائس مب اساطير بالعكس كانت موجودة واصوات الصلاوات ملأت الشوارع، والناس من كثر الحزن يقتلون عمارهم ومن كثر الحب يفدون بارواحهم، كانت المرا اذا خانها زوجها تحرق ملابسه، اعرف يا جوهرة تحسين هالاشياء سلبية وتستغربين ليش انا أأيدها بس احس نحن عايشين داخل مربع مب كرة ارضية، جوهرة أدباء عصرنا صاروا علماء محد يتغنى بالشجر ولا بالعصافير ولا يتذكر العشيق جدام حطام مدينة عشيقته اللي خسرها بسبب القدر والزمن. يمكن نحن عايشين حياة مثالية وخط مستقيم بس وايد ناس انتحرت بسبب هالملل وهالفضاوة.

انا: مب محتاج تقنعني بدر، انا مقتنعة بهالكلام، بس مابا اللي صار في اهلي يصير فيك.
يمسح بدر وجنتي بيده وخفق قلبي مجدداً يبدو ان مفعول الصدمة الكهربائية والحقن لم تستطع الوقوف امام هذه المشاعر القوية التي اكنها لبدر.
يرن هاتف بدر الخليوي فيجيب فوراً وهو ينظر إلي، تتغير ملامح بدر ويبتعد عني.
بدر: هلا حبيبتي، هيه الحين برجع، لا هي بخير الحمدلله. اكيد. يلا باي.
ينهي بدر المكالمة ثم ينظر إلي،.

انا: حرام اللي تسويه في رنا. لازم تخبرها الحقيقة.
بدر: ماقدر. ابوي حتى ما يعرف كيف اخبرها هي؟
انا: نفس ما خبرتني.
بدر يهم بالذهاب ويتجه إلى الباب فتبعته.
بدر: انتي غير.
لم اجبه.
بدر: انتبهي على عمرج.
يخرج ويتركني بدر وانا في حالة لا يحسد عليها وكم كان اليوم طويلاً ومفعماً بالأحداث والمشاعر المتقلبة، نظرت إلى الأعلى ودعوت الله لأول مرة بأن يساندني ويرشدني.

في اليوم التالي تلقيت مكالمة من عمتي لأول مرة بعد وفاة والدي وقامت عمتي بدعوتي لحفل غداء فشعرت بالسعادة وقبلت الذهاب، قامت عمتي بدعوة عدنان ايضاً بالطبع فبنات عمي يعشقنه ولطالما حلمت عمتي بان تتزوج احدى فتياتها بشاب بوسامة عدنان وبشهامة مهنته فهاهو يحرس امن البلاد. كانت رنا احدى المدعوات وكأن حياتي تنقصها غرابة المواقف. حاولت تجنب رنا طوال الحفل وتجنب النظرات الغريبة ونظرات الخوف والانتقاد من الحاضرين اصعب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة