قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثاني عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثاني عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثاني عشر

لأجل الحفل ارتديت فستاناً أسود اللون وربطت شعري ورفعته ووضعت القليل من المكياج، عندما رأيت انعكاسي على المرآة وانا ارتدي فستاناً راقياً جميلاً وشعري مسرح بدوت مثل والدتي فحدقت إلى انعكاسي للحظات طويلة وكأنني آمل ان تظهر والدتي بجانبي وتقدم لي عقدها الماسي الذي لطالما ارادت مني ارتداءه، الشبه بيني وبين والدتي لم يكن لصالحي في الحفل فالجميع ترددوا من الاقتراب مني والنظرات الغريبة تلاحقني باستمرار وتصل إلى الأذني الهمسات المتناقلة المليئة بالأحكام والتهكمات والاساءات، عمتي التي قامت بدعوتي تجاملني باستمرار ولا تحدثني مطولاً بل تقترب لتسأل عن حالي فقط ثم تبتعد، شعرت وكأنها ندمت على قرار دعوتي، رنا تنظر إلى باستمرار وكأنها تريد التحدث معي ولكن نظراتي الباردة وتجاهلي الشديد لوجودها يمنعها من ذلك. لم ارد التحدث مع رنا بعد، ليس قبل ان أكشف عن سر تصرفات بدر الليلة السابقة وما رأيته في عينيه تجاهي، وقفت بجانب طاولة الحلويات وانا اتناول الحلويات واحدق في هذا الحضور، عدنان يقترب ويقف بجانبي.

عدنان: عادل.
عدنان يشير نحو رجل كبير السن في زاوية بين مجموعة.
عدنان: ام علي.
يشير نحو امرأة تضحك بصوت عال وهي تتحدث إلى عمتي.
عدنان: هاييل حد من اهلهم كان من مجموعة المضيئين، زخيناهم ونفس الشي طلعوا من بيوتهم وعاشوا في بيوت في منطقة الحرس ويوم الحزب وافق رجعوا عاشوا في هالمنطقة والناس نست وشوفيهم الحين.
ادركت ان عدنان يحاول مواساتي.

انا: مب دايماً، في وايد ناس للحين تموا منفيين من منطقتهم وانا وضعي صعب امي وابوي اللي سووا الخيانة.
عدنان: بس انتي ما يخصج، وانتي ضحية خداعهم نفسنا كلنا، صح؟
ينظر إلى عدنان ويحدق فيني، يبدو ان عدنان لن يتوقف ابداً عن دور حارس الامن ويستغل كل فرصة للاستجواب. نظرت اليه ولم اجب ثم اكملت تناول الحلوى.
عدنان: في حركة شبابية يديدة، الجماعة كبرت وبدت تتحرك وتنشر منشورات وكتب. وصلج شي؟

انا: محد يكلمني يا عدنان، محد غيركم وغير بدر اللي ابوه اصلاً مانعه يقرب مني.
لاحظت قدوم قيس وابنة عمي ريم باتجاهنا، لأول مرة أرى قيس بثياب غير الثياب الرسمي للحرس، فارتدى بدلة سوداء ابرزت وسامته.
عدنان: اذا حسيتي بشي خبرينا.
ريم: هلا عدنان، ان شالله الاكل عجبك؟
اردت ان اتقيأ من نظراتها وتدللها امامه.
عدنان: كل شي منكم حلو.
ريم: صرت ما تزورنا نفس قبل. كل شي بخير؟

لم استطع تحمل تجاهلها التام لوجودي وتدللها امامه.
انا: قيس تبا نطلع الحديقة؟
قيس يومئ.
مشيت مع قيس وتتبعتني النظرات كالعادة.
قيس يهمس: طالعة حلوة اليوم.
لم أجبه او ابتسم لمجاملته.
خرجنا إلى حديقة منزل عمتي، الحديقة كبيرة ومزينة.
قيس: اول مرة ايي بيت عمتج.
انا: اعذرني ابا اسير اشوفها.
لم استطع البقاء والتحدث مع قيس فلا زلت اشعر بالبغض نحوه وكرهت اللطافة في نبرة صوته تجاهي وتصنع البراءة والمحبة.

عدت إلى الداخل تاركة قيس في الحديقة.
بحثت بعيني عن عمتي بين الحضور ثم لاحظت ذهابها إلى الطابق العلوي فتبعتها. دخلت عمتي إلى غرفتها فلحقت بها ودخلت الغرفة واغلقت الباب، تتوقف عمتي عن وضع العطر وتنظر إلى باندهاش.
انا: ليش عزمتيني اذا ما بتكلميني.
تتسمر عمتي في مكانها.
عمتي: جوهرة انا، كنت ابا اكلمج بس انشغلت بالمعازيم.

انا: انشغلتي بالمعازيم؟ ابوي اخوج مات وامي ماتت وانا طردوني من بيتي وعايشة وحدي ويالسة اواجه كل هالمشاكل وحدي وما سألتي عني، واول يوم تشوفيني فيه تنشغلين بالمعازيم؟
عمتي: اولاً انا سألت عنج واخبارج توصلنا اول باول من عدنان، بعدين هذا جزات الخاين والخيانة لا تغفر. وكان لازم نتأكد انج بريئة قبل اي شي.
انا: انزين ليش يبتيني اليوم اذا مب ناوية تكلميني؟ تستعرضيني قدام الناس؟

عمتي: انتي تحاسبيني؟ يكفي يبتج عندي واستقبلتج في الحفل. بعدين الصراحة كنت ابا اكلمج في موضوع بس انتي استعجلتي وحكمتي علي.
تقترب عمتي و تمسك بيدي فتهدأ ودمعت عيناي وكم اردت ان تحضنني وتخبرني بأنها لن تتركني ابداً، عمتي هي ما بقي لي في هذه الدنيا وهي املي الوحيد لأعود إلى حياة طبيعية.
عمتي: جوهرة انا اسفة. لازم تعرفين انا احبج وايد وانتي بنتي الثالثة بعد ريم ودانة.

أطرقت رأسي ونظرت إلى يديها اللتان تلامس يداي لتشعرانني بالأمان وبنعمة العائلة.
عمتي: واعرف انتي تعزيني وما بتكذبين علي، لازم اعرف، زوجي كان متورط؟
رفعت رأسي غير مستوعبة سؤالها.
عمتي: زوجي وابوج وايد كانوا قراب من بعض، لاحظتي شي من زوجي. كان يسير اجتماعات مع ابوج؟
انا: يبتيني عشان تسألين عن زوجج؟
عمتي: ما كنت ابا اسألج الحين بس انتي اصريتي الحين.
بدأت بالضحك مستنكرة ومسحت الدموع عن وجهي.

انا: فكرت كنتي تبين تكفليني وتستقبليني عندج.
تترك عمتي يداي وتنظر إلى باستنكار وغضب وكأنني نطقت كفراً. عمتي: جوهرة، شو هالكلام؟ تمزحين؟
خرجت من الغرفة غاضبة وصفعت الباب، عمتي تتبعني.
عمتي: جوهرة ارجعي ما خلصنا كلام.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة