قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث عشر

خرجت من الغرفة غاضبة، عمتي تتبعني.
عمتي: جوهرة ارجعي ما خلصنا كلام.
ركضت إلى الطابق السفلي ثم خرجت من المنزل ومشيت بسرعة لأوقف سيارة اجرة، شعرت بيد تمسك ذراعي وتوقفني.
قيس: شو صار؟
هربت الدموع من عيني وحاولت مسح الدموع فالغضب الشديد قد يعني صدمة كهربائية اخرى. يدفعني قيس لزقاق ما بعيداً عن الانظار.
قيس يبدو قلقاً: شو صار؟
نظرات قيس لي استفزتني فكيف يجرؤ ويقلق؟
انا: خلني ابا ارجع.

قيس: خبريني بس شو صار؟
انا: شو صار؟ حياتي اتدمرت ما عندي اهل ولا عندي ربع ولا عندي حياة، حتى ماقدر اشتغل لأن الحزب طلعوني ومحد راضي يكفلني.
قيس: تمي مع الحرس، ونحن اهلج ونحن بنساعدج واذا تبين شغل نحن بنحصلج عادي لا انتي اول وحدة ولا اخر وحدة تنحطين في هالموقف.
انا بغضب: الحرس اهلي؟

قيس: جوهرة انتي ليش ماخذة الموضوع شخصي. انا حتى لو اخوي او ابوي اللي سوا هالخيانة من واجبي اني اشرف على اعدامه لازم تتقبلين اللي صار وتكملين حياتج.
دفعته بعيداً.
انا: عطني سبب واحد اعيش له؟ سبب واحد يمنعني انتحر.
قيس يتصلب امامي وينظر إلى بحزن.
انا: ماقدر ماقدر اتحمل اذبحوني يا قيس اذبحني يلا، زق على الحرس وزق على هالنظام وزق على الأمن وانا خاينة انا خاينة، انا خاينة واتمنى اشوفكم كلكم تحترقون.

يضع قيس يده على فمي لاسكاتي ويثبتني.
قيس: بس يالمجنونة! بس.
صوت لينا: قيس بعد.
تشهر لينا مسدساً باتجاهي.
تراجع قيس واشار للينا بالهدوء.
قيس: لينا شو تسوين؟
لينا تحدثني ووتتجاهله: ارفعي يدينج واركعي.
تقترب لينا وتخرج القيود الحديدية من جيبها لتقيدني، اردت في هذه اللحظة ان تطلق النار على وتخلصني من هذا العذاب فتقدمت ولم اركع.
لينا: لا تتحركين.
تجاهلتها ووقفت امامها وبيننا المسدس.

قيس: لينا ارجوج الموضوع بيني وبينها.
لينا: شو تقول انت؟ قالت انا خاينة وسبت الحرس شو تبا بعد؟ لازم تدش السجن، بكلم عدنان الحين.
في حركة سريعة شعرت بيد تخفض رأسي للأسفل ثم قام قيس بركل مسدس لينا فأسقطته ثم دفعني بعيداً، تلكم لينا قيس فيركل بطنها ولكنها سرعان ما تهاجمه، تحدث مشادة قوية بينهما ولينا تندهش من تصرفات قيس.
لينا: تضارب وياي؟ تبا تنطرد من الحرس؟

قيس يدفعها بعيداً ولا يجيب ثم يركض نحو المسدس ولكنها تضربه وتحاول هي الوصول إلى المسدس. ينتهي بهما الامر بقيس وهو يخنقها بذراعها ويثبتها على الجدار.
قيس: لينا شكلج نسيتي كمية الاشياء اللي طوفتها لج والاشياء اللي سويتها عشانج؟ ارجوج انسي اللي سمعتيه.
لينا: انت. ل. ليش. ت. تدافع عنها؟
قيس: لأني اعرف انها مب مجرمة، هي العكس تماماً.

وبعد لحظة صمت يترك قيس لينا وكأنه فهم من نظراتها انها اقتنعت. تمشي لينا نحو مسدسها وتأخذه وهي تهز رأسها غير راضية بما يحدث.
لينا: اذا مسكت عليها شي، انا اللي بعدمها.
قيس يومئ ثم يقترب مني ويمسك بذراعي لدفعي ومغادرة المكان، اندهشت حقاً من تصرفاته.
قيس: بوصلج البيت.
لم اجادله بل أومأت وتبعته.

بقينا في صمت في السيارة، قيس يقود وهو مشتت الذهن بعض الشيء وانا استرق النظر اليه محاولة فهم هذا الشاب الغريب الذي كاد ان يضحي بمكانته وحياته اليوم لأجلي دون سبب. يكسر قيس جليد الصمت فينطق.

قيس: أمي كانت من حرس الامن و في منصب عالي كانت محبوبة وايد بين الناس بس حبت واحد من قادة جماعة المضيئين، اتزوجوا في السر ويوم حملت فيني بدت المشاكل، حاولت تخبيني فولدتني وحطتني عند ناس بس انكشف السر وسووا اختبار دي ان اي وثبت منو امي ومنو ابوي فذبحوهم هم الاثنين وانا بعدني ما كملت سنتين، ييت للدنيا وانا منبوذ حتى اهل امي ما يبون يشوفوني لاني دليل عار وبسببي ماتت.

كان صعب اعيش وانا عارف اني دليل خيانة ماشي واني اذكر الناس بهالماضي الاسود بس عشت وحاولت اتكيف لين ما لاحظت الجانب الحلو في الدنيا مثل الناس وضحكاتهم وارواحهم والطيور والنبات وصرت ابغي احفظ هالامور دوم وصرت اخذ صور، ما ينفع ما تعيشين جوهرة وإلا هم بنتصرون ونحن الحرس ننتصر وموت اهلج بيكون عالفاضي.
يمسح قيس دمعة متهورة هربت من عينه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة