قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الرابع عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الرابع عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الرابع عشر

يمسح قيس دمعة متهورة هربت من عينه ثم يمسك قيس بيدي وهو يقود باليد الأخرى، مع انتي تعاطفت مع ما قاله قيس وشاركته هذا الأسى ولكن لم استطع سوى التفكير ان هذه اليد التي مسحت دمعة حارقة وتساندني عند الحاجة هي نفسها التي حرمتني من والدي.
قيس: ابوج كان الوحيد اللي شككت بسببه نظامنا، كيف انسان مثل ابوج يرتكب هالجريمة؟ شو اللي خلاه يسوي جي؟
انا: حتى انا ماقدرت اجاوب على هالاسئلة.

قيس يقود في صمت الآن، صمت يحمل الكثير من الكلام ولأول مرة شعرت بأن قيس ليس من الحرس وبأن قيس انسان لديه شكوك وتساؤلات، شعرت بأن قيس يريد ان يخرج من هذا العالم ويريد ان يشاركني شكوكه، ربما لم يرد قتل ابي وربما لم يكن مقتنعاً بما حدث له.
أنا: تحس ابوي مات ظلم؟
قيس ينظر إلى ثم إلى الطريق.
قيس: احس موته بدون تحقيق اكثر كان غلط، واحس من حقج تنتقمين ومن حقج تحسين باللي تحسين فيه.

انا: وليش ما عارظت هذاك اليوم؟ ليش راويتهم الكتاب الاسود وليش تليت هالآيات من الكتاب الكوني؟
قيس: ماقدرت ارفض او اسوي اي شي وإلا بيذبحوني، وبعدين راويتهم الكتاب الاسود لانه مكتوب فيه مذكراته وقال انج برا الموضوع وكان يفكر يخبرج وما خبرج. كان الدليل الوحيد اللي يحميج.
دمعت عيناي وحاولت كبت نفسي من البكاء.
قيس ينحرف عن الطريق فجأة ويتجه نحو مكان آخر.
انا: وين ساير؟
قيس: بتقرين الكتاب بنفسج.

اتجهنا نحو منطقة شبه مهجورة وناولني قيس سترة من ستر الامن لديه فارتديت السترة والقبعة، ترجلنا من السيارة واتجهنا نحو منزل مهجور يضيئه شعاع الشمس الذي يتسلل من بعض الثقوب. انتظرت في غرفة وشعرت التوتر، ربما احضرني لقتلي وهذه خدعة؟
يعود قيس وبيده اوراق ويقدمها لي، قرأت الأوراق فاذا هي بنسخ من مذكرات ابي.
انا: مستحيل.
قيس: نسخته بالسر.

قرأت الصفحة: ذهبت اليوم لأقابل قائد المضيئين واندهشت انه شاب بعمر ابنتي، كان يصر بان اخير عائلتي وان احضر ابنتي وزوجتي إلى النور ولا ابقيهم تحت الظلام ولكن ترددت فهذا الامر خطر، قررت اخبار زوجتي التي تقبلت الامر واقتنعت بما نؤمن به ولكن رفضنا رفضاً تاماً ان نخبر ابنتنا قبل التأكد من قوتنا. انا: ليش يكتب كل هالكلام على ورق؟ يبا ينسجن؟

قيس: من اللي فهمته ابوج كان بدا يعاني من الزهايمر وكان ينسى وايد فكتب يومياته وامج ساعدته، الكتاب وايد سري وما توقع حد يحصله بس في حد جماعة المضيئين خاين ويا خبرنا.
انا: كيف؟
قيس: جي قبضنا عليه وعرفنا عنه، في حد بلغ عليه.
انا: يستوي اخذ الاوراق؟
قيس: لا اذا تبين تقرين، اقري هني اخاف حد يحصلهم اذا خذيتيهم وياج.
أومأت.
قيس: اذا تبين تاخذين راحتج برجعج البيت غيري هالفستان وفي الليل بمر عليج ونرجع هني.

نظرت إليه مترددة، هل استطيع ان اثق به؟
انا: هذا بيت منو؟
قيس: يوم كنت صغير كنت اتم هني، ما كنت مشرد بس ما حسيت عندي بيت بعدين سجلت نفسي في الحرس.
أعادني قيس إلى المنزل ثم اتفقنا على ان يعود ليلاً ليأخذني إلى المنزل المهجور مرة أخرى ابتسمت له بصدق لأول مرة ثم ودعته.
تفاجأت بوجود رنا امام باب منزلي.
انا: رنا؟ شو في؟
تبدو رنا قلقة وشاحبة الوجه.
رنا: ييت اشوفج.
فتحت باب المنزل ثم تبعتني إلى الداخل.

رنا: طلعتي من بيت عمتج زعلانة.
انا: الموضوع بيني وبين عمتي.
رنا: اسفة مب قصدي اتدخل بس حبيت اتطمن.
نظرت إليها وشعرت بالأسى من اسلوبي معها.
رنا: كيفج الحين؟ احسن؟
انا: عايشة ويالسة احاول اتخطى اللي صار بس صعب.
رنا: بدر قالي يمكن يبالج وايد وقت ترجعين طبيعية حتى.
أومأت.
انا: تبين تشربين شي؟
رنا: لا بتم بس دقيقتين ابغي اكلمج في موضوع بس لا تتضايقين.
نظرت إليها بصمت ثم أومأت.

رنا: بدر. اعرف انج محتاجته الحين ومحتاجة لكل ربعج واهلج وهو مستحيل ما يساعدج، بس من يوم رجع يشوفج وانا مب مرتاحة، لو صار شي بينكم بتخبريني صح؟ بتكونين صريحة وياي؟
انصدمت مما قالت.
رنا تكمل: ماقدر امنعه وغلط اسوي فيج جي بس بنفس الوقت بدر خطيبي واعرف مشاعرج له ومن حقي.

قاطعتها: رنا انا في وضع ما يسمح اغري فيه بدر او الحقه او اتدخل بينكم! ارتاحي بعدين هالموضوا مفروظاً بينج وبين بدر عيب تكلميني انا لو ما عندج شي ثاني اطلعي.
رنا: انا مب شاكة في بدر وواثقة فيه بس كل اللي اباه انج ما تسوين شي وتستغلين طيبته وياج، طلعاته وايد زادت وسريته بعد وهالشي ما يصير.
انا: رنا اطلعي، وشكراً على الزيارة.

تقف رنا وتحدق في لآخر مرة ثم تخرج، شعرت وان في عينيها حديث اخر يختلط مع حزن عميق، ربما لم تكن علاقتها ببدر جيدة ووجودي اخافها ولكن هذه الأمور التافهة لا تشغلني الآن. وقفت بغضب وقمت بالاتصال ببدر.
بدر: الو.
انا: بدر رنا كانت هني.
بدر: اوكي تمام ان شالله تصالحتوا؟
انا: بالعكس، البنت خايفة في شي بيصير بيننا. بدر لو تكلمها احسن انا مابا حركات المراهقات هاي نحن ربع قبل لا نتعرف عليها اصلاً.

بدر يتنهد ويبدو ان كلامي ضايقه.
انا: احسن شي لا تزورني ولا تقرب مني.
بدر: مستحيل! اتركها هي ولا ابعد عنج.
انا بغضب: انا ما كلمتك عشان تنفصل عنها بالعكس مفروظاً تطمنها وتخبرها الحقيقة وليش انت وايد تختفي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة