قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الخامس عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الخامس عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الخامس عشر

في ليلة ساكنة يبدو فيها القمر بجماله وكماليته، جلست في الخارج مرتدية بنطالاً وسترة وقبعة انتظر قيس بمشاعر مختلطة تتراوح بين الحماسة والخوف، وضعت يدي في جيبي السترة بسبب البرد القارص.
لاحظت قدوم شخص من بعيد ماشياً على قدميه فإذا به قيس، وقفت ونظرت إليه وحولي.
قيس يقترب مبتسماً.
قيس: بركنت السيارة بعيد شوية.
انا: اذا خايف. ما نسير.
قيس يضحك ثم يومئ باتجاه الطريق لاتبعه فتبعته.
قيس: الجو برد الليلة.

اوقفنا السيارة بعيداً ثم مشينا مسافة على اقدامنا لنصل امام المنزل المهجور الذي يبدو مخيفاً جداً وسط ظلام الليل، ألقى قيس باتجاهي مصباح يدوي ثم دخلنا إلى المنزل، الظلام شديد واكاد اسمع صوت الفئران وهي تجري من زاوية لزاوية اخرى، صعدنا إلى الطابق العلوي.
انا: قيس، انت كنت تتم هني وانت صغير؟

قيس: هيه، هربت من البيت وعمري حدعشر سنة. كنت حاس اني مكروه في البيت وكنت طايش فهربت وعشت هني فترة وبعدين سجلت مع الحرس.
يشير لي قيس بالجلوس في زاوية ما من الغرفة وقمت بذلك، الظلام الشديد اشعرني بالخوف وابتعد قيس. ثم عاد قيس وقدم لي الأوراق، صوبت المصباح باتجاه الاوراق.

لم أستطع تحمل الكذب ولا الخداع فالحرس ليسوا رمزاً للسلام بل هم غطاء لماض وتاريخ دموي قد يعيد نفسه، فان استطاع الحكام قتل الملايين من البشر فقط لانهم عارضوا فكرة العالم الموحد ألن يستطيعوا اليوم التخلص ببساطة منا؟

قبل ان اكمل القراءة سمعت صوت عدة مركبات. قيس يمسك بذراعي ويشير إلى بالهدوء ثم اطفأ مصباحينا، ضوء القمر تسلل من النافذة ليضيء بعض الزوايا ولكن مع ذلك لم استطع رؤية ملامح قيس عندما ابتعد، نظر قيس عبر النافذة إلى الشارع ثم اخرج هاتفه وأطفأه وركض نحوي.
قيس يهمس: عدنان هني مع جماعة التفتيش، يمكن شاف سيارتي في المنطقة وشك اني رجعت هني.
انا: وليش بيفتش؟
قيس: مادري.

انا: يمكن يدور على حد ثاني. سمعنا صوت خطوات اقدام في الطابق السفلي فشد قيس يدي وركضنا.
قام قيس بخلع اخشاب جدار هذه الغرفة.
انا: شو تسوي؟
قيس: الجدار هني طبقتين، جي كنت اتخبى زمان، بس المكان ضيق، عندج ربو؟
انا: لا بس.

قيس يدفعني إلى داخل الجدار ثم يقف بجانبي ويبدأ بحمل الواح الاخشاب وتثبيتها من الداخل، نستطيع رؤية الغرفة من خلال الفتحات الصغيرة بين الالواح، عندما انتهى من تثبيت الألواح سمعنا خطوات اقدام تقترب ثم لاحظت انني نسيت مصباحي على الارض في زاوية الغرفة وهلعت.

نظرت إلى المصباح بهلع وقمت بشد قميص قيس الذي نظر من الفتحة ولاحظ المصباح ايضاً، وعندما اراد خلع الالواح والخروج لاحضار المصباح سمعنا صوت خطوات قدم تقترب منا، توقف قيس ولم يخلع الالواح، تنفست بسرعة شاعرة بالهلع، يدخل عدنان الغرفة ويتجول، لينا تدخل وتتبعه.
لينا: هذا مب بيت قيس الجديم؟
عدنان: كيف تعرفين؟
لينا: يوم كنا صغار في تدريب الحرس، مرة لحقته ويا هني.
عدنان: لحقتيه؟

لينا: كنت خروفة ومعجبة فيه لاحقته كل مكان.
ينظر عدنان حول الغرفة، يشعر قيس بتوتري وتسارع تنفسي فيضع يده على فمي لكتم صوت نفسي.
عدنان: انتي ما خليتي حد ما حبيتيه؟
لينا: تغار؟
تبتسم لينا وهي تنظر إلى عدنان.
يبدو بأن عدنان لم يلاحظ المصباح، يلتفت عدنان ويبتسم.
عدنان: لينا مب وقتج.
لينا: ترا قيس نفس اخوي الحين، وايد اعزه بس قلبي لحد ثاني.

لأول مرة أرى عدنان يحمر خجلاً فيخرج عدنان من الغرفة مرتبكاً وتتبعه لينا. بعد دقائق طويلة يتجرأ قيس ويخلع الالواح ويخرج ولكن يمنعني من الخروج.
قيس: بتأكد انهم مب موجودين.
يعود قيس بعد لحظات ويخرجني.
قيس: لازم نطلع من هني.

ركضنا بأسرع ما يمكن نحو السيارة متجاهلين البرد القارص الذي كاد ان يجمد قدمينا، ارتدينا قبعات تخفي وجوهنا وستر تدفئنا ولكن رغم ذلك شعرنا بالخوف. فجأة وعلى حين غرة طلقات النار بدأت تصيب باتجاهنا فهلعت وصرخت، قيس انزل رأسي وزحفنا إلى السيارة، ركب قيس على مقعد السائق وجلست بجانبه ثم انطلق بأعلى سرعة.
انا: عدنان يعرف هاي سيارتك؟

يقود قيس بسرعة ولم يجب بل عض شفاه بقوة ووضع يده اليسرى على جانب بطنه الايمن، نظرت فاذا بالدم يخرج.
انا: قيس انت تنزف وقف!
قيس لا يستمع.
انا: وقف انا بسوق.
ينظر قيس إلى المرآة الامامية ويستمر في القيادة بالسرعة القصوى.
ينحرف فجأة عن الطريق لندخل بين الاشجار فتهتز السيارة وكأنها ستنقلب في اية لحظة، صرخت ليتوقف ولم يتوقف، ثم توقف فجأة بعد لحظات.
قيس يتحدث بصعوبة: بسرعة.

دفع قيس نفسه نحو مقعدي وقفز انا إلى مقعد السائق.
قيس: سيري قدام بعدين لفي يسار وادخلي الشارع بس بسرعة لا تخففين سرعتج.
اومأت واتبعت تعاليمه، استلقى قيس وقد بدا وجهه الآن شاحباً وشفاهه ترجف.
انا: لازم نسير المستشفى.
قيس: بيموتونا الاثنين.
شعرت بالارتباك ولم اعلم ما يجب فعله.
قيس: اذا أغمى على ارميني في الطريق وكملي لين ما تكونين قريب منطقة سكنج بعدين اتركي السيارة وامسحي البصمات.

انا: كيف ارميك وانت بهالحالة؟
قيس ينظر إلي: اذا حصلوا جثة حارس وياج بيذبحونج اكيد، يلا لفي يسار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة