قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السادس

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السادس

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السادس

تتسع عينا المرأة خوفاً وتنظر حولها.
المرأة: لو تبين شي كلمي الحرس.
تهم المرأة بغلق الباب ولكنني قمت بصد الباب بيدي.
انا: ابا اكلم واحد منهم، والله بردانة ويوعانة وهذا اول يوم لي في المنطقة.
المرأة: ماقدر.
تغلق المرأة الباب.

نظرت إلى المنزل بغضب ثم لاحظت نوراً صادراً من نافذة ما في الجهة الخلفية من المنزل، فتسللت إلى الباحة الخلفية ثم تسلقت وتسللت عبر النافذة إلى داخل منزل المرأة، النافذة هي نافذة المطبخ، امسكت بسكين وجدته ووضعته في جيبي، مشيت على اطراف اصابعي وخرجت من المطبخ بحذر، صوتوالتلفاز عال جداً وصادر من احدى الغرف، اين الهاتف؟، مشيت في الممر وانا ابحث عن غرفة الجلوس او غرفة النوم، سمعت صوت احدهم يدور مقبض الباب على جانبي الايسر فركضت نحو غرفة في الجانب الايمن ودخلت واغلقت الباب بهدوء. نظرت حولي فاذا هي بمكتبة منزلية، بحثت في الادراج لعلي اجد شيئاً او هاتفاً نقالاً، وجدت ما هو افضل، مفتاح سيارة. حاولت فتح النافذة من الداخل لأخرج ولكن لا جدوى، كسرت النافذة بمرفقي كما تعلمت في صغري ثم فتحت النافذة من الخارج وتسللت.

تسبب كسر النافذة بجرح في ذراعي ولكنني لم اتوقف، لوحت المفتاح في الهواء وضغطت على زر المفتاح فلاحظت ان احدى السيارات التي ركنت على بعد اصدرت ضوءاً فركضت نحو تلك السيارة وفتحت الباب فدخلت وانطلقت.
توقفت بجانب المنطقة التي اريد دخولها، ركنت السيارة وترجلت عنها، مشيت ببطء وانا ارجف برداً حتى وصلت إلى منزل بدر.

بدر هو صديقي المفضل والشخص الوحيد الذي استطيع البوح له بمكنوناتي، لبدر مكانة خاصة في قلبي ولكن يتمرد قلبي احياناً ويخرج عن طوره لينبض له وبشتاق له ويسعد برؤيته، القيت الحجارة على نافذة غرفته وانا انظر حولي، بعد لحظات تفتح النافذة وينظر بدر إلي.

تتسع عيناه عندما يراني ثم يغلق النافذة، بعد لحظات، يخرج بدر من منزله مرتدياً لباس نومه ومعطفاً صوفي. حضنته فوراً فهو الشيء الوحيد الذي بقي غير ممسوساً في حياتي، يبعدني بدر عنه ثم يشد ذراعي لنقف في زاوية لا يرانا فيها احد.
بدر: شو تسوين هني؟
انا: زعلان اني ييتك؟
يمسح بدر كلتا ذراعي بيديه عندما يراني ارجف من البرد ثم يخلع معطفه ويضعه علي.
بدر: لا مب جي، انتي مب تحت رقابة الحين؟ ما يصير تيين هني.

وضعت يدي على ذراعي عندما شعرت بالدماء تسقط، لم ارد ان يرى بدر الجرح.
انا: عرفت بكل اللي صار؟
بدر: هيه عدنان خبرني.
انا: ربيعك عدنان هو اللي ذبح اهلي.
بدر: هذا شغله يا جوهرة، اهلج ارتكبوا جرم كبير.
انا: كل الناس تعرف؟ انزين عمتي ليش ما ساعدتني ولا خذتني.
بدر: جوهرة ابوج من جماعة المضيئين، اكيد خافت تييبج عندها وعند عيالها، يوم يتأكدون انج بريئة بترجعين.
انا: متى اخر مرة حد من هذيج المنطقة رجع؟

لم يجب بدر ونظر إلى بنظرة شفقة، كلانا نعلم ما يحدث لمن هو في حالتي، لن يقبل الحزب بعودتي خوفاً من السموم الفكرية التي قد اجلبها ولن يشعروا بالأمان بوجودي.
بدر: انا بحاول اخلي ابوي يكفلج وييبج عندنا على ضمانته، انتي في حسبة بنته واكيد يعرف انج بريئة.

قضيت معظم ايام طفولتي في منزل بدر ووالده هو بمثابة والدي، لم تكن العلاقة بين والدي ووالد بدر وثيقة ولكن والد بدر عاملني كابنة له ووالدة بدر اعتنت بي كثيراً ولم تكره طبعي كما فعلت والدتي، فوالدتي كانت تكره كثرة لعبي في الخارج كالأولاد وقضاء معظم اوقاتي مع الصبيان فأعود الى المنزل متسخة ويغطي جسدي الجروح بسبب اللعب الخشن، كانت والدة بدر تضحك كل ما رأتني بهذا الشكل بل كانت تقوم بتنظيف وجهي ويدي قبل ان اعود إلى المنزل.

انا: عادي اتم عندكم اليوم؟
نظرات التردد في عيني بدر سببت لي جرحاً عميقاً فكم كنت بحاجة إليه الآن، يمسح بدر الدمعة التي هربت من عيني لتلامس خدي.
بدر: جوهرة لا تسوين شي تندمين عليه، ردي بيتج.
انا: بيتي؟
بدر: تعرفين شو قصدي.
انا: ضيعت قلادتي وماقدر حتى اسير بيتنا ادور عليها.
يلامس بدر وجهي بيديه وينظر إلى بحزن ويأس، فجأة نسمع صوت خطوات قدم متسارعة.
صوت والد بدر: بدر!
يقترب والد بدر وبيده مصباح كاشف.

يلتفت بدر ويقف امامي وكأنه يريد اخفائي وراء ظهره، لكن والده يلاحظ وجودي ويسلط الضوء علي.
والد بدر: جوهرة؟
بدر: ابوي هي بس.
والده يقاطع بعصبية: بس ولا كلمة، انا شو قلتلك؟
يمسك الوالد يهاتفه المتحرك ويتصل. توترت فلم اعرف بمن يريد الاتصال.
الوالد: هلا عدنان، هيه هي هني. مب مشكلة، انزين
تمسكت بذراع بدر.
بدر: ابوي جوهرة هني تبانا نساعدها وما تبا تعيش بروحها هناك.

والد بدر: جوهرة عدنان والحرس يايين ياخذونج، ممنوع تكلمين بدر مرة ثانية مب قبل لا نتأكد شو سالفتج انتي واهلج.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة