قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السابع والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السابع والعشرون

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السابع والعشرون

بعد ساعات من القيادة في طرق شبه مهجورة وفي الغابات يتوقف قيس أمام كوخ مهجور. ترجلنا جميعاً من السيارة.
قيس: بنبدل السيارة هني.
يشير قيس لنا بأن نتبعه، وبينما نتبع قيس بدر يخلع سترته ويضعها على لتدفئتي ثم يقبل رأسي.
بدر: الحمدلله طلعتي.
نظرت إليه ثم أوقفته، قيس يشعر بتوقفنا فيلتفت.
قيس: يلا.
أنا: أبا أكلم بدر شوية.
قيس: الحين؟

نظرت إليه مترجية فلم أرد أن أكمل هذه الرحلة مع شخص خائن، لاحظت نظرة حزن على قيس فالتفت وابتعد قليلاً، بدر يمسح رأسي بيده وينظر إلى بحب وحنان. أبعدت يديه عني.
أنا: انت حرس؟ وماقلتلي؟
بدر: أنا عميل جاسوس للحرس.
أنا: ليش ما قلتلي؟ يعني انت جاسوس عند المضيئين؟ وانت كشفتهم؟ بسببك مات سامي؟

بدر: لا. انا من المضيئين وفي عدد من الحرس يؤمنون بأفكار المضيئين مب بس أنا، ومن اللي فهمته قيس بعد يبا يصير من المضيئين.
أنا: يعني انت بصف منو؟ وانت ضد منو؟ فهمني.
بدر: انا بصف المضيئين. والا ما كنت هني اهربج. جوهرة شو تبين مني انتي ركزي في نفسج وخلينا نطلعج.
لاحظ بدر نظرات اليأس في عيني فلم أر المغزى من الهروب.
بدر: جوهرة انا اعرف عن امج وعن اللي صار. انا بغضب: كنت تعرف انها جاسوسة؟ وانها عايشة؟

بدر: كنت أعرف انها جاسوسة بس ما كنت اعرف عايشة، هي اختفت تماماً وفكرت يمكن هي قلبت على الحرس وكانت في صف ابوج بس ما كنت اعرف انها عايشة وانها بهالقسوة. جوهرة انتي لازم تهربين ولازم تعيشين ولازم ما نخلي الحرس ينتصرون علينا.
أشحت نظري عنه فلمس بدر خدي ونظر إلي.
بدر: جوهرة، انتي عندج فرصة الحين تعيشين مرة ثانية، وانا مستعد أروح وياج، جوهرة أنا أحبج وايد.
أبعدت يده غير سامحة لنفسي بالوقوع في نفس الحفرة.

أنا: ورنا؟ ولا انت تغير رايك كل عشر ثواني؟
بدر: ما كنت أقدر أخلي رنا وأعصبها وأزعلها وإلا كانوا الحرس شكوا فيني ولاحظوا التغير. رنا تعرف عدنان ولينا وكل الحرس. أنا: بدر خلاص.
بدر: جوهرة انتي تحبيني وانا احبج خلينا نهرب ونبني حياة بعيد ونرجع أقوى.
قيس يعود بغضب.
قيس: رومانسيتكم هاي بعدين، يلا اتحركوا.
بدر يومئ وتبعنا قيس إلى السيارة.

بعد رحلة أخرى، يتوقف قيس بجانب ميناء ثم ترجلنا جميعاً عن السيارة وتوجهنا إلى إحدى البواخر.
قيس: بتدخلين كخادمة وغيرنا هويتج، هالباخرة حق حزب القنديل. وهم تجار أقمشة وبهارات وجي محد بيشك انج هني لأنه الرحلة سرية وبس افراد الحزب يعرفون بمواعيد هاي الرحلات.
قدم لي قيس الثياب الجديدة ثم نظر إلى وإلى بدر بارتباك.
قيس: منو تبين يروح وياج؟ واحد منا بيرجع وواحد منا بيروح وياج.

بدر لا يترك لي مجال الاجابة ويأخذ الثياب من قيس.
بدر: أنا بسير.
قيس يومئ ثم يصافح بدر مودعاً ويبتسم لي.
قيس: يلا ادخلوا قبل لا الناس تيي.
يبتعد قيس ويمسك بدر بذراعي لأرافقه، شعرت بحدس غريب، بأن ما يحدث خاطئ، بأن هذه الخطوة ليست الخطوة التي أريدها، بأن هذه الفرصة الثانية ليست الفرصة التي قد تنقذ قلبي من الغرق في الألم الأبدي وبدون أن أشعر ركضت باتجاه قيس الذي اصبح على مسافة الآن.
بدر: جوهرة وين؟

شعر قيس باقترابي وبخطوات قدمي المتسارعة فالتفت، توقفت أمامه وارتبكت ولم أعرف ما يجب أن أقول.
قيس: نسيتي شي؟ تبين شي؟
هززت رأسي بالنفي، ينظر قيس إلى بدر خلفي الذي يقترب متعجباً. أنا: قيس. أنا.
قيس يقطب حاجبيه ويبدو الارتباك عليه فكلما طال مكوثي طال خطر انكشاف أمرنا.
أنا: تعال انت.
قيس: كيف؟
أنا: اباك انت تروح وياي في الباخرة.
قيس يتسمر أمامي ولا يعرف ما يقول.
قيس: ل. ليش؟

انا: بدر عنده دوار بحر وما يحب البحر و.
قيس: ما قالي عنده مشكلة.
يهم قيس لمحادثة بدر الذي يركض الآن باتجاهنا.
أنا: لا تسأله.
قيس ينظر إلى باستغراب.
بدر يلهث: شفيج ركضتي فجأة نسيتي شي؟
نظرت إلى بدر ولا أعرف كيف يمكن أن أطلب منه أن لا يذهب معي.
قيس: بدر أنا باخذها.
بدر: كيف؟ لا ما اتفقنا جي.
قيس: بدر. عدنان صديقك ومستحيل انا اقدر اعرقل الحرس نفسك والصراحة اخاف اخرب كل شي هني.

بدر: هيييه انت انا اعرف انت شو نواياك، جوهرة أمانتي انا وانا باخذها وانا بحميها والصراحة ما اسمح لرجال ثاني يقرب منها أو.
قاطعت بدر: بدر ابا قيس ياخذني.
بدر ينظر إلى باندهاش ثم ينظر إلى قيس مرة أخرى.
بدر: في شي بينكم؟
قيس: لأ بس.
أنا: ولا في شي بيننا بدر، انت جرحتني والصراحة ماقدر انسى الحين اللي صار.
بدر: قلتلج رنا كانت تشك في شي وما كنت ابا.

أنا: بدر أعرف، بس الصراحة انت قلت هاي فرصتي اخذ فرصة ثانية واعيش حياتي وأنا أبا قيس اللي ياخذني وأول خطوة لي للحرية تكون مع قيس واذا انت تعزني وتحبني بتخليني أسوي اللي انا ابغاه.
ينظر إلى بدر باستنكار ثم يشيح نظره ويضحك ساخراً.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة