قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السابع عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السابع عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل السابع عشر

تبدو ابواب الغرفة كأبواب الزنزانات وجدران الغرفة باهتة، البرد قارص ويرتدي الجميع ستر فوق ستر وعدة اوشحة، يضع الشبان قيس على الطاولة ثم يقترب منه سامي الذي يقدم له احدهم حقيبة فيفتح الحقيبة ويخرج منها عدة جراحة، هلعت فوراً.
انا: دقيييقة ما يصير ما في دكتور كيف بتسوون عملية؟
يحضر احدهم لسامي ابريق ماء ومطهر ليغسل يديه ثم يمسك بالسكين.
انا: هييي انت انت من اي حزب؟ انت دكتور؟

يمسك بي شاب آخر ويمعني من الاقتراب من سامي، احد الشبان يحدث سامي: ما في مخدر.
سامي يحدثه بلغة الاشارة فيتفهم الشاب، الشاب الممتلئ قليلاً ذا شعر اسود قصير ووجه مدور يقترب مني.
الشاب: ما في مخدر فنحن بنثبته لو تبين تساعدين بيكون ممتاز بس لا تسوين مشاكل.
صرخت: هذا مب دكتور ميانيين انتوا؟

الشاب: نحن نسوي كل هالاشيا من ورا المسؤول عشان خاطر بدر مفروظاً تشكرينا لاننا اصلاً نحاول نساعد هالحارس اللي مفروظاً ما نقرب منه، بتساعدين ولا لا؟
ترددت قليلاً ثم نظرت الى قيس.
الشاب: ترا بيموت اذا ما طلعنا الرصاصة.

ركضت الى قيس ثم امسكت بيده، قام الشباب بتثبيته ثم بدأ سامي بالعملية، يصرخ قيس من الالم ومنعناه من الحركة، تمسكت بيده وانا ابكي فلم ار في حياتي امراً يشابه ما أعيشه الآن، يشد قيس قبضته وشعرت وكأنه سيكسر عظام يدي ولكنني لم اتركه وتحملت الألم.
يبدو سامي ماهراً ومحترفاً فقد اخرج الرصاصة في ظرف دقائق ثم ضمد الجرح وانهى العملية.
احضر سامي لحافاً وغطى قيس الذي هدأ قليلاً ولكن لا يزال يتعرق من الألم.

جلست على الأرض أمسح عرقي غير مصدقة ما حدث اليوم، يقدم لي الشاب الممتلئ كوب ماء. يدخل في هذه اللحظة بدر ويحيي البقية ثم يتجه نحوي.
بدر: شحالج؟
انا: بخير مشكور.
نظرت إلى بدر مترددة، هل استطيع ان أسأله عن هذا المكان؟
بدر: تعالي بكلمج.
وقفت وتبعته إلى غرفة اخرى تشبه مكتباً صغيراً واغلق بدر الباب.
بدر: انتي بين جماعة المضيئين.
انا: توقعت من المكان.
اغمضت عيني وعضت شفتي مدركة حجم الورطة التي دخلت اليها بقدمي.

بدر يقترب ويمسح خدي بيده.
بدر: من زمان تمنيت اييبج هني.
ابعدت يده وابتعدت عنه.
انا: قيس شو بتسوي فيه؟
بدر: ماعرف الصراحة، تسرعت يوم يبته هني. بس ما كان في مجال نوديه مستشفى كان ذبحوج وشكوا فيج.
انا: ماعرف ليش الحرس هاجمونا.
بدر: متأكدة الحرس؟
انا: منو غيرهم يحمل سلاح؟
انا: ابوي كان يجتمع وياكم. هني؟
بدر يصمت للحظة ثم يومئ.
بدر: بس كان يتعامل مع المسؤولين اكثر. نحن بس شباب.
ينظر بدر إلى ساعته ثم يشد يدي.

بدر: بروايج شي.
نخرج من الغرفة ليأخذني بدر إلى ممر طويل ينتهي بباب ايضاً حديدي.
انا: هالمكان غريب معقول الحرس ما لاحظوه.

بدر لا يجيب بل يفتح الباب ورأيت مشهداً لم ار مثيلاً له في حياتي، مجموعة من الرجال يصطفون في زاوية الغرفة يتقدمهم رجل كبير في السن، يركض سامي والشاب الممتلئ الجسد للانضمام الى صف الرجال، ثم يبدأ الرجل بتلاوة كلمات لامست قلبي وحركت مشاعري بطريقة غريبة وعندما ينطق الرجل الله أكبر يركع الجميع معاً، وفي الزواية البعيدة الأخرى شباب يجلسون على ركبهم امام رمز صليب على الجدار ويهمسون مغمضي العين.

بدر يتجه نحو باب في الطرف الايمن فتبعته، يفتح الباب ويدخل الحمام ثم يغسل يديه ويتمضمض ثم يغسل وجهه وذراعيه وقدميه.
بدر: باجر بنركب مكبر صوت في هالمكان وبتسمعين الاذان.
انا: قاعدين تصلون؟
بدر: الناس الحين نست الدين ونست شو يعني الواحد اذا زعل يركع ويطلب العون من الله، هني نحن ما نسينا.
يخرج بدر من الحمام.
بدر: اذا تبين تصلين اطلعي من هالغرفة وسيري الغرفة اللي على اليسار، قسم النساء هناك.

يتركني بدر وينضم إلى صفوف الرجال في الصلاة.
بعد تناول الفطور، يعيدني بدر إلى نفس الغرفة، اندهشت عندما رأيت شباباً بيدهم الدفة، جلسنا جميعاً على الأرض نشاهد الشباب.
بدر يهمس: الحين بينشدون اناشيد حصلناها من اجداد اجدادنا ما نعرف اي مذهب بس حبينا ننشد.

ينشد الشاب الممتلئ الجسد فاندهشت من صوته الجميل وكلماته التي حركت مشاعري وابهرتني، يضرب الشباب الدف بشكل متناسق ليصدروا الحاناً جميلة رسمت الابتسامة على وجهي.
الشاب ينشد: يا رب العالمين- صلي على طه الامين- في كل وقت و حين-املأ قلبي باليقين- ثبتني على هذا الدين- و اغفر لي و المسلمين- حسبي ربي جل الله- الله الله- ما في قلبي غير الله- الله الله.

يكرر الجميع معه فكررت معهم هذه الكلمات شاعرة بسعادة مطلقة ليتعالى اصواتنا فيملأ كل زاوية في المكان وكم كان هذا الجو مختلف عن اي شيء شهدته في حياتي.
بعد ان انتهت الجلسة تفرق الجميع والابتسامة لا تفارق وجوههم.
بدر: ابوج كان يحب هالجلسات.
انا: بس اللي تسوونه فيه اعدام، ممنوع تجمعات دينية.
بدر: شكلج نسيتي نحن المضيئين وجودنا اصلاً ممنوع.
بدر ينادي الشاب الممتلئ الجسد: عامر تعال.
عامر يقترب.

بدر: بسير البيت، بس طلبت ادوية ومخدر وبتييبهم مريم.
عامر يومئ.
خرجنا من الغرفة وعدنا إلى الغرفة الكبيرة للاطمئنان على قيس الذي لا يزال نائماً.
بدر: هالمكان كان سجن كبير سري وما فيه ارسال.
يتحرك قيس قليلاً.
بدر: لازم نطلعه قبل لا يقوم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة