قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثامن عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثامن عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثامن عشر

انا: وين بنوديه؟
بدر: بيته او اي عيادة بس المهم ما يتم هني.
سامي يتوجه نحونا ويتخبط الأرض بقدميه، الغضب باد على وجهه ثم يحرك يديه بعنف، بدر يتجهم ويشيح نظره، حاولت فهم سامي ولكن لم استطع، ينظر إلى سامي بغضب.
بدر يجيبه بالإشارة ولكن سامي يقاطعه ويبتعد عنه غاضباً.
صوت صراخ عامر: تفتييييش دوري.

فجأة ودون سابق انذار يتحرك الجميع دون ان يتواصل احد مع الآخر، يمسك بدر بيدي ويركض بسرعة، كدت ان اقع ولكن لم يتوقف ولم يجب تساؤلاتي.
انا: شوفي؟ شو صار؟
نظرت ورائي لأجد الشباب يحملون قيس والبعض الآخر يقلبون الأثاث وتعجبت من فعلتهم هذه.

ركضنا وخرجنا من المبنى فتوجهنا إلى غابة خلف المبنى، ثم توقفنا فجأة، بدأ الشباب بملامسة الأرض وكأنهم يبحثون عن شيء ثم يجد كل منهم سلسلة ويشدون السلسلة لتفتح عدة بوابات ارضية مغطاة بالتراب، لم أر تحت هذه البوابة امامي سوى سلم يتجه الى ظلام دامس.
سامي ينزل قليلاً ثم يمد يده لأرافقه، نظرت إلى بدر والخوف يتملكني، يعلم بدر بأنني اخاف من الأماكن المغلقة ولدي فوبيا حادة من هذه الاماكن.

بدر: انتي وقيس بتمون وياه، هو دكتور وقيس بيحتاجه. ما بتمين وايد اوعدج والمكان واسع.
انا: وانت؟
عامر: بسرعة دشوا.
يدفعني بدر فتبعت سامي إلى الأسفل وجسدي يرجف محاولة اخفاء خوفي الشديد، أنزل الشباب قيس الذي لا يزال فاقداً للوعي. لم استطع رؤية شيء في الاسفل ونظرت إلى الاعلى.
بدر: يوم يخلصون الامن تفتيش المنطقة بنطلع من تحت الارض. اتحملي لا تخافين سامي موجود.
يغلق بدر البوابة.

فجأة يضيء نور اصفر خافت المكان فالتفت لأرى سامي وقد وضع السراج في زاوية. يبدو بأننا في غرفة تحت الأرض جدرانها من الحجارة والاسمنت، خالية من الأثاث ولكن لاحظت وجود صندوق صغير بجانب السراج.
قيس مسلتق على الارض بجانب الصندوق، يفتح سامي الصندوق ويخرج منه لحافاً يغطي به قيس.
انا: سامي، لمتى بنتم هني؟
سامي ينظر إلى ثم يخرج من الصندوق لحافاً اخر وقنينة ماء ثم يلقيهما نحوي.

يجلس سامي على الارض ثم يتجاهل وجودي تماماً. جلست ودفنت رأسي بين قدمي محاولة درء هذه المخاوف.

بعد عدة ساعات سمعت صوت البوابة تفتح ففتحت عيناي واستيقظت، يقف سامي فوراً، عامر يبتسم ويشير لنا بالصعود، يصعد سامي السلم وعندما اردت اللحاق به ينظر إلى سامي من فوق ببرود وغضب. هذه النظرات عنت شيئاً واحداً حاولت الصعود بسرعة ولكن سامي يغلق البوابة.
صرخت: سااااامي، بدرررر، بدرررر، طلعوني.
صرخت بأعلى صوتي وضربت البوابة بيدي.
انا: سااااااامي، بدرررر، دخييييلكم طلعوووني ماقدر اتم دااااخل، طلعووووني.

ضربت البوابة حتى امتلأت الجروح يدي، شعرت بالهلع وضيق النفس والدموع تنهمر بلا توقف، شعرت وكأن هذه الغرفة شديدة الضيق ولم استطع التنفس، اردت الخروج، اردت الخروج، اريد الخروج، اريد الخروج، شعرت بالدوار ولكن لم اتوقف عن ضرب الباب، اريد الخروج، اريد الخروج.
صرخت بأعلى صوتي حتى آلمني حلقي ولا جدوى ولا مجيب.
صوت قيس: جوهرة.
لم استجب له ولم التفت اليه، كل ما اردته هو الخروج.
صوت قيس: جوهرة. جووهرة. اسمعيني.

ضربت البوابة مجدداً ولكن لم تستطع قدماي حملي فسقطت عن السلم.
بقيت مستلقية على الارض وانا ابكي واطلب النجدة، سمعت صوت زحف قيس باتجاهي.
صوت قيس يقترب اكثر واكثر.
قيس: جوهرة طالعيني، جوهرة.
رفعت ناظري لأراه، يضع قيس يده على مكان الجرح ويبتسم ابتسامة باهتة.
قيس بصوت يملؤه التعب والهوان: جوهرة، انا موجود. خلاص. لا تخافين. بس طالعيني. فكري في شي ثاني.
يزحف قيس ليصبح بجانبي الآن، وجهه شاحب وشفتاه مزرقتان.

انا: ابا اطلع لازم اطلع.
يمسح قيس رأسي بيده.
قيس: خبريني شو صار امس؟
نظرت اليه ثم الى الجرح، ترددت هل على ان اخبره عن المضيئين؟ وانهم هم من ساعدوه وعالجوه؟
قيس: جوهرة؟
انا: ماقدر اخبرك، انت حارس ويمكن تسوي فيهم شي.
قيس: منو؟
اشحت نظري عنه ثم نظرت حول الغرفة وبدأ الخوف يتسللني مجدداً.
قيس: فكري في شي ثاني جوهرة. غمضي عيونج واتخيلي انج في مكان يريحج.

اغمضت عيني ولا اعرف لماذا ولكن تخيلت نفسي في ساحة كبيرة مليئة بالناس من اصدقاء واقارب، نكرر جميعاً كلمات النشيد الذي سمعته البارحة، همست النشيد وكررته فاستلقى قيس بجانبي مستمعاً ومستمتعاً ولا يعلم من اين هذه الكلمات وما تعنيه.
انا: - في كل وقت و حين-املأ قلبي باليقين- ثبتني على هذا الدين- و اغفر لي و المسلمين- حسبي ربي جل الله- الله الله- ما في قلبي غير الله- الله الله.

يكرر قيس معي هذه الكلمات ثم يمسح رأسي لأهدأ وبالفعل زال الخوف من قلبي للحظات، ولكن لم يتوقف جسدي عن الرجفان فشعرت بالبرد الشديد ولم اعرف ان كان سببه الخوف ام الغرفة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة