قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع عشر

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع عشر

هدأت قليلاً وبقيت مستلقية على الأرض مغمضة العينين، قيس يبقى بجانبي. شعرت ببرودة الارض بيدي وبقرب قيس مني، صوته يوحي بتعبه الشديد ولكن سماع صوته يضفي شعور الامان في قلبي فلم ارد الشعور بأنني وحيدة بين اربعة جدران.
قيس: ما بتخبريني؟
انا: ماقدر.
قيس: انزين من وين سمعتي الاغنية اللي غنيتيها الحين.
انا: نشيد ديني، تعلمته وحفظته.
قيس: كيف وصلج؟ ممنوع الاناشيد والتجمعات الدينية.
لم أجبه.

شعرت بيد قيس تلامس يدي.
قيس: جوهرة انا الحين بس قيس مب حارس امن، يعني عقب كل اللي سويته والقوانين اللي خرقتها مفروظاً تصدقيني يوم اقول هالكلام.
لحظة صمت يخيم المكان.
قيس: جوهرة اباج تجاوبيني بصراحة، انتي تؤمنين بالجنة؟ وبالنار؟ وبأفكار المضيئين؟
انا: انت تآمن يا قيس؟

قيس: قلبي يقول انه في جنة وفي حياة عقب الموت وفي اشياء نحن نحس فيها وما نشوفها. انا قبظت على وايد من جماعة المضيئين خذيت اوراقهم وقريت كلماتهم، واتمنى نعيش في العالم المكتوب في صفحاتهم. مب لازم كل شي في هالكون يكون له دليل ملموس وعلمي وظاهر في اشياء غيبية ما نقدر نفسرها.
فتحت عيني عندما سمعت ما قال ونظرت اليه.
انا: وانا بعد.

وانا احدق في عيني قيس شعرت وكأن ارواحنا تلتقي وكأننا نسبح معاً في عالم آخر غير مفهوم لغته وعوالمه، شعرت بصلة لم اشعر بها مع احدهم.
قيس: جوهرة ابا اخبرج سر.
لم اجبه ولم اشح نظري عنه.
قيس: يوم حسيت اني بموت امس تحسرت على شي واحد بس، اني ما خبرتج، ما خبرتج.
تدمع عينا قيس وهو يحدق بي وكأنه اقترف جرماً ويريد الاعتراف به.

قيس: جوهرة انا احبج. احبج لدرجة الجنون وماعرف كيف مفروظاً مع هالحقن ما احس جي بس احبج ومجنون فيج بعد ومستعد اموت ولا يصير لج شي.
تنفست بسرعة عندما سمعت اعترافه الصادم هذا، كيف ومتى ولماذا؟ لم نتقابل سوى منذ فترة قصيرة وهو من شارك في اعدام والدي، هل هذه لعبة؟ اختبار؟
جلست واعتدلت في جلستي ونسيت خوفي ونسيت الغرفة المغلقة وكل شيء فما يحدث امامي الآن امر هائل وورطة.
انا بغضب: متى لحقت تحبني؟

يضحك قيس ويمسح دموعه وينظر للأعلى.
قيس: من زمان قبل لا تعرفيني.
انا: انت مريض؟ هذا هوس مب حب.
قيس: هوس حب جنون ماعرف بس بغيت اخبرج.
قيس ينظر إلى وكأنه ينتظر اجابة ما مني.
تُفتح البوابة أخيراً وسمعت صوت بدر منادياً.
هرعت وركضت نحو السلم، بدر ينظر إلى وعلامات الصدمة بادية على وجهه.
يقدم بدر لي كوباً من الحليب الساخن في السيارة، قيس يستلقي في المقعد الخلفي.

بدر: سامي حس وجود قيس خطر وبغا يحبسكم لين ما نوصل لقرار.
انا: شو القرار؟
بدر ينظر الى قيس عبر المرآة الامامية.
يقدم بدر لي كوباً من الحليب الساخن في السيارث، قيس يستلقي في المقعد الخلفي.
بدر: سامي حس وجود قيس خطر وبغا يحبسكم لين ما نوصل لقرار.
انا: شو القرار؟
بدر ينظر الى قيس عبر المرآة الامامية.
بدر: الحرس شافوا سيارة وشخصين. حسبوكم من المضيئين بس ما يعرفون اطلقوا الرصاص على منو.

انا: يعني ما عرفوا هوياتنا؟
قيس: رجعني البيت وبنسى كل اللي صار هني.
بدر: يمكن كل هاللي صار لعبة عشان تكشف.
لا يكمل بدر حديثه فلم نعترف بأن هذا الموقع موقع المضيئين ولكن قيس أذكى من الا يفهم ما يحدث، فقد فهم ان هذا المكان سري وان وجوده خطر عليهم، وان صمتي هو لحماية صديقي بدر.

قيس: ما تقدر تخليني هني اذا اختفيت بيدورون على واذا سرت المستشفى بيشكون في جوهرة فرجعني البيت وبسوي نفسي مريض واخذ ثلاث ايام اجازة وبخبي الجرح.
انا: ما بيدورون على السيارة اللي كانت ويانا؟
بدر: ما بين شي في هالظلام عشان جي ظربوكم رصاص اشك حتى اذا خذوا رقم السيارة.
قيس: خبيت الرقم اصلاً.
يشعر قيس بالتعب والألم فيرجع رأسه للوراء وكأنه يحاول التنفس.
بدر ينظر الي.

بدر: اسف جوهرة اعرف عندج فوبيا من الاماكن المغلقة وسامي اللي سواه غلط.
انا: قيس ساعدني.
بدر: اذا اخذته البيت، وين اوديج؟
انا: البيت يعني وين.
بدر: بس نبا ضمان، شو اللي بيضمن انه ما بيكشفنا؟
انا: بدر انا اضمنلك، وقيس كان عنده دفاتر ابوي القديمة اذا كشفكم انا بكشفه، وبدر انت غالي عندي ومستحيل اوافق تخليه اذا هذا الشي بيظرك.
يومئ بدر ولكن لم يفارقه الخوف والتردد.

نظرت إلى قيس الذي ابتسم وهو ينظر إلى وكأنه معجب بالتهديد الغير المباشر الذي وجهته له.
اشار قيس بأن نتوقف في الشارع الذي يؤدي الى مبنى سكن الحرس.
بدر: بس بعده المكان بعيد.
قيس: بسير مشي عادي.
بدر: كيف مشي؟
قيس: اذا شافوا سيارتك بتصير مشاكل.
انا: تقدر تمشي؟
قيس: لا تخافين.
يفتح قيس الباب ويترجل عن السيارة، ترجلت عن السيارة ايضاً لمساعدته، اغلقت الباب وامسكت بذراعه، يبعد قيس خصلة شعر عن وجهي.

قيس: بدر ما يستاهلج.
تركته فوقف وهو يضع يده على الجرح.
انا: بننسى كل اللي صار.
قيس: كل شي؟
انا: كل شي، واحد من حرس الامن ويعيش الناس في رعب وقتل ابوي وامي ما يستاهل يحبني حتى.
ركبت السيارة ثم نظرت اليه وهو ينظر إلى بحزن ثم يلتفت مبتعداً يمشي ببطء.
بدر: ارجعج البيت؟
انا: لا ابا اسير وياك.
يبتسم بدر عندما يفهم ما اقصد والسعادة تملأ عينيه.
بدر: متأكدة؟ الموضوع خطير.

انا: الحرس خذوا وجه ومابا اكون جزء منهم ولا من عالمهم وعقب اللي شفته ابا اعرف اكثر عن المضيئين وابا اعرف اكثر عن حقيقة حكومتنا الحين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة