قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثامن

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثامن

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثامن

اخذت القلادة وشعرت بسعادة مطلقة، لقد قدمت والدتي لي هذه القلادة في عيد ميلادي السادسة عشر.
بدر: معقول ما اساعدج جوهرة؟
اخذ بدر القلادة مني.
بدر: ارفعي العش اللي في راسج.
لطالما شبه بدر شعري المموج الكثيف الاشعث بعش العصفور.
رفعت شعري فألبسني بدر القلادة.
بدر: بروحج؟
انا: مادري، بشوف، خلني بعد اغسل وجهي.
بدر: بنتظر هني.
لم يكن قيس موجوداً لذا استطاع بدر البقاء على راحته.

احضرت كوبين من الشاي وجلست بجانبه.
بدر: احسن الحين؟
انا: لا تسأل هالسؤال عشان ما اكذب واقول هيه نعم.
يشرب بدر من الشاي ثم تتغير ملامح وجهه، ولأنني اعرفه جيداً علمت انه يريد ان يخبرني شيئاً.
بدر: جوهرة، انا كنت اعرف.
لم افهم ما يقصد.
بدر: اللي بقوله وايد خطير.
اشار بدر باصبعه على الطاولة وكأنه يكتب. باصبعه يكتب على الطاولة: انا، من. جماعة. المضي.

اوقفته وامسكت بيده، لم ارد ان يكمل فلم اصدق ما اعتقد انه يكتب.
انا: مستحيل.
بدر: ابوي ما يعرف بس ابوج كان يعرف.
أنا: وليش تخبرني؟ وليش الحين وهني؟
وقفت وركضت نحو النافذة لأرى إن كان أي من الحرس بالقرب من منزلي، نظرت حولي وشعرت بالخوف، ربما قاموا بتركيب أدوات للتنصت.
بدر: لا تخافين. مافي شي ومحد يقدر يسمع.
أنا: كيف تعرف؟
بدر: ركبت في القلاة جهاز صغير يحجب صوتنا.
اندهشت ولمست قلادتي.
أنا: كيف؟

بدر: الجماعة عطوني الجهاز.
اقتربت منه وتصلب وجهي من هول ما نطقته شفتاه.
أنا: تبا تموت بدر؟ بعدين انت مصدق هالأشياء؟
بدر: لو تقرين اللي قريته وتشوفين اللي شفته، بتغيريين رايج...
انا: رنا تعرف.
بدر: انا ييت عشانج انتي ليش تكلميني عن رنا؟
انا: بدر كلامك خطير، شفت اللي صار فيني؟
بدر: ما بيصير شي اذا انتبهنا.
يخرج بدر من جيبه دفتراً صغيراً اسود اللون ثم يقدمه لي.
بدر: اقري الدفتر، بس خبيه زين.

انا: بدر كأنك نسيت اللي صار في ابوي.
بدر: ما نسيت وعشان جي انا هني، لازم تعرفين ليش ابوج سوا اللي سواه ولازم تعرفين انه نحن مب سيئين.
يناولني بدر الدفتر ويرفض ان لا آخذه فأخذت الدفتر.
بدر: انا دفعت للحرمة اضرار الشباك اللي كسرتيه امس.
ضحك بدر.
انا: ابوك خلاك تدفع؟
بدر يتجهم: اللي سواه ابوي ما يمثلني ابد، انا مستحيل ادير ظهري لج، انتي اختي واكثر.

لعله ظن بأن كلامه سيخفف عني ولكن آخر الجملة صابتني كالسكين، اخته واكثر، ابتسمت ساخرة من هذه الجملة.
بدر: رنا تبا تشوفج.
انصدمت مما قال.
انا: رنا؟ ما كنت اتوقع انها بتقول اسمي حتى بهالظروف.
بدر: بييبها اقرب وقت عشان تسلم.
لم اجبه.

تحت لحاف سريري ومعي المصباح، فتحت الدفتر وانا اشعر بانني افتح بوابة سوداء الى الجحيم، شعرت بالتوتر وانا اقرأ هذه الكلمات الخارجة عن القانون والمحرمة، وما كُتب في الصفحة الاولى شوقني وهو: في زمن يسوده الامن والسلام ولكن يسوده ايضاً الكذب والخداع، هل يختار الفرد ان يعيش في الظلام اعمى ولكن في وهم الامان ام يختار النور فيقع ضحية الواقع الخطير؟ قلبت الصفحة وبدأت القراءة لأدخل إلى عالم غريب، يتحدث الكتاب عن العالم قبل تكون عالمنا الجديد الحالي، قبل اختراع الحقن وقبل تولي حرس الامن زمام الأمور. ، فقرأت: كان العالم في السابق يسوده الفوضى والحروب والمعارك، كانت الدماء تراق بسبب جشع الانسان وكانت الألسن تكذب بشدة والقلوب تحقد، ولكن كانت القلوب تعشق بشدة ايضاً وكانت الألسن تغني وتلقي قصائد من هول مشاعر المحبة والصدق، كانت الاحلام مسموحة ولم يكن لطموح الفرد حدود. كان العالم سابقاً مقسماً الى حدود والحدود بينها حدود، الارض كانت مقسمة إلى دول يحكم كل دولة شخص او مجموعة اشخاص بشكل مستقل عن دولة أخرى، نعم بشكل مستقل، عالمنا الآن يحكمه حكومة واحدة وجيش واحد وسلطة واحدة مطلقة، اما العالم قبل مئتين سنة كان يحكمه عدة رؤساء ولم تكن السلطة لدولة معينة مطلقة ولكن اسرائيل والولايات المتحدة وايران وروسيا والمانيا والصين كانوا رموز قوة وتحكموا بالكثير من الامور في العالم، ثورات العالم القديم التي حدثت في الشرق الاوسط والفتن العظيمة بين الاديان والاحزاب ساعدت حكام اليوم على تكوين العالم الجديد بحكومة واحدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة