رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع
وصل العالم القديم الى بحر من الدماء وقد ساهم اجداد حكام اليوم على تعظيم هذه الفتن وتضخيمها، فتكونت الجماعات الارهابية وكبرت فتنة الاديان وساد العالم فوضى لم يشهدها التاريخ من قبل، قامت الشعوب بتصفية بعضها البعض ومات الناس بالآلاف لو لم يكن بالملايين ودول عديدة احرقت بالكامل واجداد حكام اليوم هم من ساهموا في وقوع هذه الامور، فسئم الناس من اوضاعهم التي تسوء ومن رؤساهم ومن الاديان التي سببت هذه الفتن ومنذ ذلك الوقت ظهر معتقد النور السياسي والديني والاجتماعي وهذا هو معتقد حكام اليوم، لقد قام جماعة النور بأفعال وجرائم لم يسجلها تاريخ اليوم للحفاظ على كمالية العالم الجديد، وكان سلاح جماعة النور استخدام البارزين في الاعلام لاستقطاب الناس فيروجون لعالم جديد لا يوجد فيه الاديان ولا يوجد فيه الكراهية ولا حدود بين البلدان مما اقتنع به الكثيرون. مع كثرة الفتن وتصفية الشعوب لبعضها البعص وسقوط الدول قامت جماعة النور بتأسيس حكومة جديدة مكونة من رؤساء الولايات المتحدة واسرائيل والمانيا والهند وايران وروسيا والصين، رؤساء هذه الدول هم من نظموا الثورات وهم من نشروا الفتن وهم من قضوا على جميع الدول الأخرى ثم اتحدوا لتكوين حكومة واحدة تحكم العالم بأجمعه، مسحت الخرائط وتم اعادة توزيع الاراضي ومن لم ينضم إلى هذه المؤسسة يتم قتله، وباء فيروس الفالي الشهير الذي قضى على نصف شعوب العالم هو خرافة حيث انه جماعة النور هي من قامت باقصاء كل من كان ضدهم واقصاء الشعوب لابقاء عدد سكاني معين يمكن التحكم به. ثم تم منع ممارسة الاديان بحجة انها سبب فتنة، تم تدمير المساجد والكنائس، لا وجود للوطنية ولا وجود لانتماء غير الانتماء الى الكون وبذلك ظهر الكتاب الكوني الذي يضع قوانين العالم الجديد الذي لا دين فيه ولا وطن ولا تحزب. قد يكون العالم الجديد مثالي ولكن تم قتل الملايين والملايين لانشائه فقد كان عدد سكان العالم سبع بلايين وبعد سنوات من الفتن والحروب التي قام بها الرؤساء السبعة وصل عددهم إلى خمسمئة مليون ومنذ ذلك الوقت لم نتعدى هذا العدد ولن نتعدى. هل نستطيع تقبل العيش في عالم تم انشاؤه على دماء الآخرين؟ اغلقت الدفتر قبل ان اكمل وشعرت بالهلع عندما يرن جرس المنزل، وضعت الدفتر داخل قماش ثم وضعته تحت السرير.
ركضت إلى الاسفل وفتحت الباب.
لينا، احدى حرس الامن، تدخل وبيدها حقائب.
لينا: ملابس وشوية اكل وشنطة الحقن.
قيس يدخل بعد لحظات ثم يتوقف عندما يلاحظ القلادة.
قيس يشير الى القلادة: من وين يبتي؟
ارتبكت ولم اعرف كيف اجيبه. ارتباكي اثار ريبة قيس فقطب حاجبيه وهو ينتظر اجابة مني.
لينا: صديقها بدر زارها اليوم، هو اللي عطاج؟
انا: ما كنت اعرف اني سجينة وتراقبوني وتمنعون عني الهدايا.
قيس: لا بس اغراضج كلها في بيتج اللي ممنوع حد يدشه، فاستغربت كيف.
قاطعته: انا خليته عنده. من زمان.
تخرج لينا الجهاز الذي يقيس الاعصاب، لم يصل الى الضوء الاحمر.
لينا: اسمعي ورانا ثلاثين بيت نسيرله الحين، خذي الشنطة.
قيس: بفتش البيت.
امسكت بحقيبة الحقن وتوترت عندما هم قيس لتفتيش المنزل، كم انا غبية لماذا تركت الكتاب تحت السرير؟
لينا تخرج بعد لحظات، يفتش قيس غرفة الجلوس ثم يدخل المطبخ وتبعته ثم ذهب إلى غرفتي.
دخل قيس إلى حمام غرفتي، ثم خرج وفتش في خزانتي، جلست على سرير والتوتر قد سيطر على ثم فجأة شعرت بالتعب والغثيان والدوار.
انا: قيس.
قيس يقطب حاجبيه.
قيس: شو عندج؟
انا: مادري ما.
قيس: امشي باخذج المستشفى.
اومأت ثم ساعدني على الوقوف ولكن وقعت ولم استطع المشي.
استقبلنا الطبيب في مكتبه بعد الفحوصات.
الطبيب: بسيطة ما فيها شي بس مناعتها ضعيفة.
قيس: اها نعطيها فيتامينات يعني؟
الطبيب: هي كانت تاخذ ابر بنسلين طول حياتها بدال ابرنا فالحين طبيعي تتعب جسمها مب متعود على الابر الجديدة، بس.
الطبيب يتجهم.
الطبيب: هي عاشت تسعطعشر سنة بدون ابر والحين صعب يستجيب مخها وجسمها بشكل صحيح لازم نستخدم شي اقوى لو اقدر اكلمك يا ابني على انفراد بيكون احسن.
انتظرت في الخارج وتفاجأت بحضور عدنان ولينا وبعض الحراس وبرفقتهم شابين.
يدخل عدنان ليرى الطبيب ولينا بقيت في الخارج معي ومع الشابين، بعد لحظات يخرج عدنان والطبيب وبعض الممرضات، قيس بقي في غرفة الطبيب. الممرضة تمسك بذراعي مبتسمة.
عدنان: سيري وياها.
تأخذني الممرضة إلى غرفة تبدو كغرفة عمليات.
الممرضة: افصخي الحذاء والاكسسوارات.
قمت بما أمرت وانا اشعر بالتوتر، لينا تبعتنا لترغمني على فعل كل ما تطلبه الممرضة، استلقيت على السرير ثم فجأة دخل المزيد من الممرضين وقاموا بتثبيتي. بعضهم قاموا بادخال سريريين عليها الشابين مكبلين. ثم قاموا بوضع اسلاك حول رأسي وفعلوا ذلك للشابين ايضاً. وضعت الممرضة اسفنجة في فمي لأعضها، شعرت بالهلع ثم فجأة شعرت بدبابيس تخترق جسدي وبحريق في رأسي وبألم لم اشعر بمثله حتى خرج الزبد من فمي. توقفت الصدمة الكهربائية الاولى فصرخت ولكن الممرضة ثبتت رأسي لتبدأ الصدمة الثانية.