قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الثالث

الضابط الآخر الذي طعن والدي يجلس في المقعد الخلفي ونظراته تجاهي جعلتني حذرة في تصرفاتي، الضابط الآخر هو أيضاً شاب وسيم الوجه ذو شعر بني غامق كثيف وطويل القامة، كان يمر دوماً من منطقتنا للتفتيش والفتيات يمتعن نظرهن بوجوده، لم أعلم يوماً ما اسمه فلم يكن الحرس أشخاصاً نستطيع التحدث معهم بسهولة أو تكوين صداقات معهم بسهولة فهم مصدر خوف لحد ما.

قيس ينظر إلى الحارس الآخر في المقعد الخلفي عبر المرآة الأمامية ويحدثه.
قيس: عدنان بتنتظر في المستشفى ولا بتاخذ السيارة؟
اذاً اسمه عدنان.
عدنان: فرقة سالم منتظرتنا في المستشفى بروح وياهم اذا بنفتش منطقة سبعة.
قيس يومئ.
عدنان: بس أنا بستجوب جوهرة.
لا يجيب قيس وشعرت وكأنه تضايق مما قاله عدنان، شعرت بالتوتر فعلى الرغم من شعبية عدنان بين الفتيات فحتى أنا أعجبت به فيما مضى ولكنه مخيف وصارم.

رافقني قيس إلى مستشفى الخاص بالحرس وقابلت طبيباً كبير في السن ولكن ممشوق القوام، اسمه الطبيب مازن. جلست في غرفة خاصة للقيام بالفحوصات اللازمة، اخذ الطبيب عينة من دمائي وقام بقياس نبضات قلبي وضغطي. تركني الطبيب لمدة تقارب ساعة واحدة وكدت ان اغفو على السرير ثم دخل قيس وبيده شطيرة.
قيس: كلي.

يقدم لي قيس الشطيرة، لم اشعر بالجوع ولكنني اكلت فلم استطع ان اعامل قيس بفظاظة خصوصاً بعد تلك الصفعة. جلست على طرف السرير وبدأت بتناول الشطيرة، جلس قيس بجانبي.
قيس: امج هني وفحصوها وفتشنا بيتكم.
قبل ان يكمل قيس يدخل عماد وبيده مسدس، شعرت بالخوف والتوتر بسبب تعابير وجهه.
عدنان: انتي وامج ما كنتوا تاخذون الحقن.
انكرت فوراً وبهلع: بلا خذينا بس بس ما كنت أتأثر. خبرت الدكتور. اهلي مالهم ذنب.

عدنان يرفع يده ليسكتني.
عدنان: شفنا الحقن في بيتج وامج اعترفت. هي وابوج ما خبروج بس كانوا يحقنونج ببنسلين مب فورانيل. فتشنا البيت وحققنا في الموضوع وسكرنا القضية، الحين بتخضعين لاختبار كشف الكذب حتى نتأكد انج بريئة.
انا: وأمي؟
عدنان: بنعدمها الحين.
يخرج عماد من الغرفة وتركني وانا احاول استيعاب الامور، كيف يمكن لشخص أن تتغير حياته بين ليلة وضحاها؟ كيف له ان يخسر كل شي؟

قيس: جوهرة انتي حالياً بتعيشين فترة في بيت مخصص للحرس.
اذاً تبرا حزبي مني وتبرت عائلتي مني ولن تساعدني عمتي ولن يستقبلني عمي في المنزل وها أنا سأعيش بين من قتلوا عائلتي.
في غرفة مظلمة لا يوجد فيها سوى كرسي جلست عليه وجهاز موصول بجسدي.

استجوبني عدنان بشكل قاس تحت جهاز كشف الكذب فتملكني الرعب الشديد ليس منه وليس مما قد يفعله بي ولكن تملكني الرعب من الحقائق الجديدة التي لا يكف عن ذكرها أمامي عن والدي الخائن الذي دنس هذا الكون بأنانيته.
عدنان: أبوج كان ينشر منشورات ويدعي شباب صغار وبنات ينضمون لجماعة المضيئين. ساعدتيه؟ انتي كنتي تييبين الشباب والبنات؟

بصوت يرجف أجبته: لا وابوي عمره ما كلمني عن هالموضوع بعدين أبوي مستحيل يسوي جي، أبوي وايد محترم قوانينكم.
عدنان يقترب ليبعد وجهي عن وجهه عدة سنتيمترات فقط.
عدنان: قوانينكم؟
أنا: قوانيننا وآياتنا.
عدنان: جوهرة انتي تحسين أبوج مظلوم؟
أنا: أبوي مستحيل سوا اللي تقولون سواه.
عدنان: يعني ظلمناه؟

قمت بتلاوة ما حفظت عن حرس الأمن: الأمان بيد الأمن والأمن في قلوبنا نحن من نحافظ على كوننا ونحن من نؤسس عالمنا ونحن من ندمر كوننا ونؤسس عالمنا. نؤمن بالحرس ولا نؤمن فقط ايماناً بل نشهد على قوتهم وعلى حرصهم علينا حيث تجردوا من مشاعر الانسان وتجردوا من الضمير وتجردوا من الحكم الذاتي ليكرسوا حياتهم لنا وللكتاب الكوني.

الذي ينص أنه لا وجود لخطأ وصح ولا وجود لحق وباطل ولكن يوجد حق الانسانية والتعدي على حق الانسانية وخط الحفاظ على بعضنا البعض هي خيانة وعقابها التضحية فلا ظالم ومظلوم في هذا العالم ولا شرير وخير ولا عدالة تؤخذ بيد الفرد بل عدالة كونية يحكمها الفرد على نفسه.
يحدق عدنان في عيني ثم ينظر إلى الجهاز.
عدنان: شو رايج باللي صار في ابوج.؟ لم استطع الكذب.

أنا: حسيت بالألم رغب الابر، وزعلت ليش ما حسيت بألم أكبر من جي. زعلت ليش خذيتوا مني الاحساس وحق البكاء، بس أول لحظات تمنيت لو طعنتك انت وقيس نفس ما ذبحتوا ابوي.
يتصلب وجه عدنان بسبب جرأتي.
عدنان: تفكرين تظرين الحرس؟

ترددت قليلاً فإجابتي من المفترض أن تكون نعم من المفترض أن أبسق في وجهه وأن أتبع عائلتي إلى الاعدام ولكن لم أشعر برغبة للانتقام. : لأ لأني الحين مابا انتقم ومتفهمة اللي صار بس مب مستوعبة ليش ابوي بيسوي جي.
يومئ عدنان ويضع يده على رأسي.
عدنان: بنخليج وبنهتم فيج بس اللحظة اللي تفكرين فيها تتبعين مسار امج وابوج، بنعدمج.
يبتسم عدنان ويخرج، تدخل شابة جميلة بوشوم تغطي يدها لتفصل الأسلاك عن يدي.

الشابة: يلا قومي باخذج بيتج.
تمسك الشابة بذراعي وتوجهني إلى الخارج، توجهنا إلى الخارج المبنى نحو سيارة عسكرية رباعية الدفع، تفتح الشابة الباب لي وقبل أن تغلقه يناديها أحدهم.
صوت قيس: لينا وقفي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة