قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الأول

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الأول

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل الأول

في ليلة سادها الظلام والسكون، نور القمر تسلل إلى بعض الزوايا ليضيئها ويهدي بعض الارواح الضائعة في هذا الظلام إلى مساكنها، تبعت والدي وانا امشي على اطراف اصابعي، لم يكن والدي قلقاً من ان يتبعه احد ولكنني كنت قلقة من ان يصدر صوتاً مني يثير انتباهه فلم يرد والدي ان ارافقه، بعد بضع زقاقات ضيقة تؤدي الى منطقة شبه مهجورة، يقف والدي امام المستودع ثم يخرج من جيبه مفتاحاً ويفتحه ليدخل، تبعته حيث انه ترك الباب نصف مفتوح، المكان مظلم ومليء بالغبار والصناديق الضخمة التي تبدو كمنازل صغيرة، رأيت ضوءاً صادراً في زاوية بعيدة من هذا المستودع الكبير، استكشفت المكان بما استطاعت عيني ان تراه وكم اثارني الفضول لاعلم سبب سرية هذا المكان.

سمعت صوت خطوات قدم ابي وهو يقترب فاختبأت خلف احدى الصناديق، فجأة سمعت صوت الباب يغلق. تباً يبدو انتي سأقضي ليلتي بين هذه الصناديق، تذكرت اول مرة رأيت فيها هذا المستودع، في اثناء زيارة منزل صديق والدي العم سالم بمناسبة يوم ميلاد ابنته مريم التي كانت ايضاً صديقتي المقربة اكتشف والدي دفتراً اثار غضبه وحنقه واعتبر وجود الدفتر دليل لخيانة العم سالم، بعد ايام تم حبس العم سالم واخذ والدي هذا الدفتر وقدم إلى هنا فوراً قال لي: تمي هني ولا تتحركين. فدخل للحظات ثم خرج، منذ ذلك اليوم وانا احاول معرفة سر هذا المستودع وما فيه.

فتحت احدى الصناديق واستليت الدفاتر والاوراق، قضيت الليلة وانا اقرأ كلمات خطفت اللون من وجهي، كلمات شعرت بخطورتها وكأنني امشي على ارض مليئة بالأشواك السامة، لكن لم استطع التوقف عن القراءة ومزقت الصفحات التي أثارت فضولي لأضعها في حقيبتي الصغيرة. كانت هذه الصفحات تتحدث عن عالم يختلف عن عالمنا، عن عالم توجد فيها دول متعددة وحكومات مختلفة، عن عالم يستطيع الناس فيه الشعور بمشاعرهم بأقصى حد، عالم توجد فيه الاديان المختلفة والكنائس والمساجد والجيوش المختلفة، لم استطع مقاومة القراءة فبقيت انا وهذه الكتب والليل ثالثنا.

صوت رجل يصرخ: قومي الحين يلا.
فتحت عيني لأرى امامي رجل ضخم الجثة مرتدياً ملابس رسمية وممسكاً بسلاح، ضوء الشمس الذي نفذ من النوافذ الكبيرة آلم عيني، فركت عيني محاولة استيعاب ما يجري، غفوت وانا اقرأ الليلة الماضية، سمعت صوت كسر وحركة، فجلست وابعدت الاوراق عني، الرجل الذي يبدو كحرس الامن يحدق بي بغضب، يمتلئ المكان بالحرس وهم يفتشون المستودع ويصادرون الدفاتر والاوراق والاثاث وغيره،.

الحارس: جوهرة ابوج برع، اطلعي وشوفيه.
اومئت وركضت إلى الخارج وانا اشعر بالخوف لأرى والدي مكبلاً يرجف وهو يحدث الضابط. الضابط يلاحظ وجودي فيقطب حاجبيه، الحارس الذي رافقني يتحدث.
الحارس: حصلنا بنته داخل.
شعرت بان وجودي داخل المستودع هو دليل خطر.
انا: امس كنت امشي وضعت في هالمنطقة وشفت الباب مفتوح فدشيت.
الضابط: يعني ابوج ما يابج هني؟
يراني والدي بعينين متسعتين مندهش من وجودي.
انا: لا.
خفقات قلبي تتسارع.

يخرج حارس شاب وبيده كتاب اسود اللون يمسح الغبار عنه.
الحارس: كل الدفاتر والكتب عن الاحداث قبل ميتين خصوصا حوالي سنة 2014، بس ملفقة وحسب معتقدات المضيئين.
الضابط يقترب مني.
الضابط: تعرفين منو المضيئين؟
اجبت كما تم تعليمي في المدرسة: المجانين اللي عندهم اعتقادات غريبة وخونة ولازم معاقبتهم وهم يحدثون خلل في عالمنا.

يومئ الضابط ثم يمسك بيدي ويخرج من جيبه حقنة، وجود الحقنة اصابني بالذعر، لم ارد الانفعال حتى لا يشعر بشيء ولكن وجود هذه الحقنة تعني ان امرا سيئاً سيحدث، يحقنني الضابط وهو يحدق في عيني ثم يلتفت ويشير للحارس الشاب، الحارس الشاب يومئ ثم يثبت والدي الذي يصرخ طلباً للمغفرة، يتلو الحارس الشاب: التضحية بروح فاسدة هي واجب لابقاء الارواح النقية تعيش في امان ومن واجبنا كمؤمنين بواجب الانسانية والحفاظ على الارواح الغالية وبحكم الكون الذي نبقيه نحن في استقرار ان نضحي بك ونأسف انك اخترت طريق الضلال واخترت اذية الآخرين.

وفي لحظة يقوم ضابط آخر بطعن والدي عدة طعنات حتى سقط، حارس آخر اخرج عبوة ليضع فيها بعضاً من دماء والدي الذي يرتعش وهو يشعر بروحه تغادره، ثم اطلق الضابط النار على رأسه.
لم اشعر بشيء ولكن الدموع على الرغم من تخدر مشاعري هربت من عيني اللتان شهدتا مقتل والدي الذي سيصبح غداً الخائن الاكبر الذي يتداول الناس اسمه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة