قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل السادس والعشرون

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل السادس والعشرون

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل السادس والعشرون

خرج شبل ويونس من الغرفه توجه يونس الى بهو المنزل وشبل توجه للمطبخ لاخبار الخادمه بإعداد الطعام للضيف ثم لحق به
عند دخوله قامت منه واقتربت اليه وتحدثت بسرعه
منه: اخويا فين يايونس هو كويس حصله حاجه
وقبل ان يجيب عليها كانت منى ترقد من امامه عندما شاهدة قدوم شبل القت بنفسها داخل احضانه لتستمد قوتها منه
منى بقلق: قولى ياشبل ماتخبيش عليا مروان فين
نظر شبل ليونس وحثه على الحديث تنحنح بدوره ثم اردف.

يونس: ممكن تجعدوا مشان نعرف نحكيلكم الى حصول
وبدأ يقص عليهم ماحدث ومع كل كلمه كانت تعلو صوت شهقات شقيقاته اما عائشه كانت تبكى وتحاول كتم صوتها حتى لاتلفت النظر اليها
ياحبيبي ياولدى كل دا حصلك
اردفت بها فاطمه عندما انتهى يونس من الحديث
منه وهي مازالت تبكى: انا، عايزه. اكلم اخويا
منى وصوت سهقاتها يملاء المكان: ايوه ياشبل انا قلبي مش هيطمن غير لما اكلمه.

شبل وهو يمسد على وجهها: حاضر ياجلب شبل اتصل على النمره الى معاك يايونس
نظر يونس لمنه المنهاره يريد ان يأخذها داخل احضانه ويخفف عنها الآلام لكن كيف وهو
جزء من تلك الآلام اخرج هاتفه وضغط عدة ضغطات وانتظر الاجابه.

كان يدرس في غرفته عندما اقتحمت عليه الغرفه وقدمت له بعض الطعام وكوب من الحليب الدافىء وهما يتحدثان اتى صوته الحاد انتفص كلاهما على ذالك الصوت
مروان
اردف بها فهد وكان يبدو عليه الغضب
نظروا اليه ولم يتحدثوا اقترب هو منهم ثم اخذ كوب الحليب واردف بغضب طفولى.

والله يامروان مابتشرب هالكوب لو شوماصار
ليك انا بضل حضر كوب الحليب وانت تشربوا ع الجاهز
وانت اخر مره تجى وتخدى حاجه تبعى تعطيها اله فاهمه.

قال هذا واخذ الحليب وتوجه للخارج نظر مروان لدودى ثم انفجروا ضاحكين.

تحدثت هي من بين ضحكتها: يا الله طفل متل الطفل
مروان: انت عارفه انه بضايق لما تاخدى حاجته وتعطيهالى ليه بتحبي تضايقيه
دودى وهي مازالت تضحك: هيك بحب جننه
مروان: يبقى تستحملى بقى واخرجى يلا شوفى هتصالحيه ولا هتتخانقوا بس اهم حاجه صوتكم مايعلاش مش كل يوم والثانى الجيران هتجبلنا الشرطه انا جاي هنا ادرس حضرتك مش يوم في المستشفى ويوم في المخفر
دى كانت معرفه ه...

دودى وهي تضع يدها في خصرها: شو معرفه شو مروان
مروان بضحك: عسل ياعسل امشى بقى اطلعى بره خلينى اركذ.

غادرة دودى الغرفه وذهبت حيث فهد اقتربت منه ووضعت يدها على خصرها وظلت تنظر اليه كل هذا وهو يحتسى كوب الحليب ويدور بين قنوات التلفاز
تحدثت بغضب: شو استاذ فهد ما بتكفى هي حركات الاطفال
فهد بغضب مكتوم: دودى روحى من وجى هلا لانه انا معصب ومابدى صوتى يعلى
دودى وهي تقترب منه: فهد عنجد بتحكى
فهد بصدق: بتعرف قديش بحبه لمروان
دودى: اى حبيبي بعرف وبعرف كيف كان بدك يعيش معنا وماتركته الا ماوافق.

فهد: اى حياتى ورغم كل هاد ممكن اقتله لو ضليتى تدلليه هيك وتتركينى
دودى باندهاش: فهد
فهد وهوينظر اليها بغضب: شو
ظهر مروان من العدم وظل يضحك على حديث فهد الذي يكاد يجزم انه يفعله اذا تمادت هي باهتمامها به
مروان بضحك: ههههههه وعلى ايه ياعم انا عايز ارجع لاهلى سليم يخربيت الغيره
هو انا اى نعم احلى منك واصغر منك واشيك منك بس هي اتكعبلت واتن، ولا بلاش وحبتك انت.

فهد بصدق: بعرف انها بتحبنى وبعرف قديش بتعتبرك اخوها وانا لو ماعندى ثقه في اثنيناتكم مابخليك معنا لحظه
ثم تحدث من بين اسنانه: ومع هيك بصور قتيل الكن لو هالشي اتكرر
ضحك مروان ودودى على صراحت فهد التي اعتادوا عليها هو اذا شعر انه يريد ان يقول شيء لايتردد ولا يحسب له
توقف مروان عن الضحك عندما سمع صوت رنين الهاتف اقترب منه واخذ السماعه وضعها على اذنه وقبل ان يتحدث سمع صوت جعل دموعه تسيل على وجهه دون توقف.

فى منزل عبداللطيف يلتف الجميع حول يونس ينتظرون سماع صوت مروان
عندما انفتح الخط تحدث يونس في عجاله
يونس: السلام عليكم مروان معايا
على الجانب الاخر عندما سمع مروان صوت يونس لم يقدر على الحديث اخطلت مشاعره بين البكى والضحك نظر اليه اصدقاؤه واقتربه منه تحدث فهد
شو في مروان مين بيحكى
دودى ببكى: مروان شبك.

على الجانب الاخر من الهاتف سمه يونس صوت اصدقاؤه وهم يهتفون باسم حمد الله انه جمعه بهم مره اخرى انتظر قليلا حتى يلملم شتات نفسه ثم تحدث مره اخرى.

يونس: مروانت انت زين ياخوى
مروان بابتسامه: بخير يا يونس بخير
منه من بين شهقتها: هات يايونس الله يخليك
نظر اليها وابتسم لها بحب ثم اعطاها الهاتف
اخذته بيد مرتعشه ونظرت للجميع ثم تحدثت بصوت مرتعش
مروان حبيبي
مروان: قلب اخوكى
حاله من الحنين والشوق تسيطر على الجميع
منهم من يشتاق لاخيه واخر يشتاق لزوجته وحبيبته ومنهم من يشتاق لحبيب لا يعلم اذا يعده هو هكذا ام لا ومنهم من يشتاق للوطن.

هى حالة اشتياق كلا يشتاق لجزء افتقده من حياته
اقتربت منى واخذت الهاتف بلهفه واخطلت دموعها مع ضحكتها عندما سمعت صوت اخيها ظلت تتحدث معه والكل ينتظر دوره الى هي كانت تقف بعيد عن الجميع تمسك قلبها بيدها الصغيره تكاد تجزم انها لو تركته ليخرج من داخلها نظرت اليها منه عندما شعرت بشيء يهمس خلفها ويردد
الحمد لله الحمد لله
ابتسمت بدورها وتحدثت بصوت مرتفع
افتحى الاسبيكر يامنى عشان نكلمه كلنا.

فتحت منى الاسبيكر وهو يتحدث ويسأل عن الجميع بشغف عندما انفتح الصوت كان يذكر اسمها شعرت وكأن الارض تدور من حولها
وقبل ان تمسك بشيء ينقذها من الوقوع خارة قواها وانصدمت بالارض
التف الجميع على صوت اصتدامها وهم يهتفون باسمها
اعطت منى الهاتف لمنه واقتربت الى عائشه تساعد زوجها في ايفاقتها والكل مشغول بها
استغلت منه الوقت وتحدثت مع اخيها الذي دب الخوف باوصاله عندما سمعهم يهتفون باسمها جميعا.

مروان: منه ايه الى حصل
منه: دى عائشه اغمى عليها ياحببتى هي بقالها فتره على كدا تقريبا من وقت ماسافرت انت وهي كل شويه تقع مننا
كانت منه تود ان تخبره ما يحدث اليها حتى تتاكد اذا كان يحبها مثل ما تحبه
مروان بضيق: وانت ازاى سايبنها كدا مش بتكشفوا عليها ليه
منه: الى فيها مش محتاج دكاتره يامروان هو دكتور واحد بس الى يقدر يعالجه
مروان: منه انا...

منه: ياحبيلي لو في قلبك حاجه ليها بلاش تقسي عليك وعليها باشاره منك تفضل ليك طول العمر بس انت قولها وانا ا...
مروان: منه مش وقت الكلام في الموضوع انا هبقى اكلمك وقت ثانى المهم دلوقتى هي عامله ايه.

نظرت منه اليها كانت عائشه قد استعادت وعيها اخبرتها انها بخير وانهت معه المكالمه على وعد بحديث اخر
اتى عبداللطيف بعد ان ودع الضيف وجلسو جميها يتحدثون حول ما حدث وكان الجو يشوبه الهدوء الا انا جاء وقت رحيل يونس.

فى المشفى الموجود بها صفيه تحديدا بالغرفه المقيم بها بسمله يجلس عثمان وبجانبه بسمله وامامهم مراد
عثمان باستفسار: جوليلي يابتى الدكتور جلك امك عتفوج ميته
بسمله: لاه يابوى ماجالش
عثمان: طيب ياحببتى عتفضلى جاعده اهنه وفايته دراستك وحالك اكده
بسمله: يابوى انا
عثمان: اسمعى يابسمه انا ماتردتش ثانيه لما جه مراد وجال انه عيحجزلك غرفه اهنه مشان تبجى جار امك بس ياحببتى كنت فاكر انه الموضوع ماعيطولش اكده.

لازم تشوفى مصلحتك مشان لماتفوج هي تلاجى بتها زينه
بسمله: الى تشوفه يابوى
عثمان: حبيبت ابوك انت
وانت يا باشمهندز عتفضل اكده مانويش تتأهل بجى وتفضنا من الليله دى
مراد بعدم فهم تجصد ايه ياخالى
عثمان: عتدخل انت ولا ماعتدخلش في ايامك دى
مراد ببلاهه: عدخل فين ياخالى
عثمان بضحك: واه عتتجوزيه كيف ابو مخ تخين ده
ابتسمت بسمله على حديث والدها نظرت لمراد الذي كان ينظر اليهم بفم مفتوح.

حينها انفجر عثمان ضاحكا ومعه بسمله
ثم شاركهم الضحك مراد وعندما انتهو من نوبة الضحك تحدث مراد وهو على نفس الحاله
يعنى ايه الى عيحصل دلوك يا خال
ضحك عثمان مره اخرى اما بسمله كانت لاتصدق انه لم يفهم مقصد والدها وبالفعل بغفل من الاب قام مراد بغمزها واعطاؤها قبله في الهواء مع حركه بحاجبيه جعلتها تخجل وتختبىء في ملابس والدها
امرهم عثمان بالرجوع الى المنزل لتجهيز حفل زفافهم الذي اخبرهم انه سوف يقيمه.

فى خلال الايام القادمه
قامت بسمله بجمع ملابسها وذهب مراد لالغاء ايقامتها كمرافق وسداد باقى حقوق المشفى وذهبو جميعا الى السرايا
عند وصولهم كانت كريمه تجلس في بهو المنزل عندما انفتح الباب ودلفوا للداخل اطلقت الزغاريت وذهبت اليهم واخذتهم داخل احضانها وهي تردد الحمد لله
وتدعو الله ان يجمع باقى شملهم
فى منزل عبداللطيف قام يونس وتحدث وكأن شيء لم يكن
يلا يامنى مشان نرجع دارنا.

نظر اليه الجميع بزهول مندهشين من طريقة حديثه هو يعلم انها لن تذهب معه لما يحادثها بتلك الطريقه بدلا من انا يحاول ارضاؤها.

منه بتهكم: ها يلا فين
يونس: نروح بجالك اهنه كثير وانا ساكت وصابر اجول بكره ترجع لكن واضح انك اخدتى على اكده وعجبك الموضوع
وانا بجى ماعجبنيش ورايد مرتى مكان ما اكون مش ابجى انا في مكان وهي في مكان
منه باندهاش: ايه الى انت بتقوله دا
انت بتتكلم جد يعنى انت واعى لكلامك.

يونس وهو يحاول ادراك الموقف دون ان يفلت منه زمام الامور: انا خابر انا بجول ايه زين كل الى عليكى دلوك انك تاجى نروح دارنا ولو في اى حديت يبجى نتكلم في بيتنا افضل ما نتكلم جدام الكل ولا ايه
منه بانهيار: ليه هو انت كنت هنتنى بينى وبينك مانت هنتنى قدام الجميع انت مفكر ان ماحدش يعرف حاجه الكل عارف ماتفكرش عشان ماحدش كلمك في حاجه يبقى انت كدا مش غلطان انا الى مش عايزه حد يكلمك لانك مابقتش تعنيلى حاجه.

يونس بغضب مكتوم: منه خلينا نرجو بتنا وبعدين نتحدت
منه بغضب: تقدر تقولى ارجع معاك بصفتى ايه
يونس بهدوء: بصفتك مرتى
منه وهي مازالت على نفس الحاله: ماتت مراتك ماتت واظن انت الى قولت كدا مش انا
يونس: برضو لمانروح هنشوف الموضوع ده
منه: هههههههه مش هرجع معاك يايونس
لو اخر يوم في عمرى برضو مش راجعه.

اقترب منها دون حديث ثم قام بحملها وهو يتمتم
طيب يابنت عمى تعالى بدل مايبجى اخر يوم صوح
منى بزهول: يونس استنى هنا انت رايح فين
يونس: بعد مرتك ياشبل
منه: منى ماتخليهوش ياخدنى والنبي يامنى
منى: ماتخافيش ياحببتى مش هيخدك شبل اعمل حاجه
شبل: اسكتى انت يامنى
منى: اسكت اسكت ازاى عمى عمى الله يخليك قوله يسبها
عبداللطيف: ياحببتى اهدى هو هيعمل فيها ايه يعنى ده جوزها.

تحرك يونس وهو يحملها على اكتافه وغادر المنزل وهي ترفرف بارجلها وتهتف باسم اختها كى تنقذها
فى الداخل نظرت منى اليهم جميعا وباعين دامعه تركت المكان وذهبت حيث شقتها
عبداللطيف: الحج مرتك ياولدى وهديها جلها ان عمك لو شاكك واحد في الميه ان يونس عيهين اختها او عيأزيها ماكانش خلاها تخرج معاه قلها ان خيتها نفسها رايده ترجع مع جوزها بس كرمتها منعاها.

عرفها ياولدى ان مشان الموضوع ينتهى لازم يتجفل عليهم باب واحد ويتصافوا والى الامور وجتها عتبجى معقده
ترك شبل والده وتوجه حيث زوجته وهو يعلم ان ليلتهم لا تقل رهبه عن ليلة يونس
ظل يسب يونس بداخله نعم هو سبب تعاسته
دلف داخل الشقه لم يجدها اقترب من غرفته وحاول فتح الباب لكنها كانت تغلقه من الداخل طرق على الباب وهتف باسمها
صرخت بدورها هاتفه
مش هفتح ياشبل مش هفتح ولا هخرج من الاوضه غير لماترجعلى اختى.

شبل بغضب: ماشي يايونس ال، ان ماوريتك
عند يونس دلف داخل سيارته بعدما قام بادخالها وغلق الباب جيدا انطلق بالسياره على اقصى سرعه وهي مازالت تصرخ وتضربه بيدها
يونس: واه مخلاص بجى يامنه عنعمل حادث
منه وهي تحرك طارة السياره: يارب يارب تتقلب
يونس: يابت ال، عنموت يابت
منه: ها وكمان بتشتمنى طيب اهو اهو وادى ايدك
يونس: واه واه يابت العضاضه.

منه: نزلنى بقولك نزلنى مش عايزه ارجع معاك مش عيزه اعيش معاك انا بكرهك فاهم يعنى ايه بكرهك بكرهك
اوقف يونس السياره وهو مازال ممسك بمحرك السياره ونظر امامه وتحدث بصوت رخيم
عايزه تنزلى
اه
اردفت بها والخوف يدب بداخلها
مش عايزه تعيشى معاى
اه
اجابت مره اخرى بتلك الكلمه خفيفة الاحرف ثقيلة المعنى وهي تعلم ان حياتها على المحاك وكل حرف تخرجه في تلك اللحظه محسوب ويتوقف عليه حياتها
رايده تفوتينى
اه
مابجتيش تحبينى.

فكرت قليلا قبل ان تخرج اخر كلمه بينهم لكنها حسمت امرها اغمضت عينها واخذت نفس عميق و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة