قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الرابع والعشرون

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الرابع والعشرون

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الرابع والعشرون

داخل غرفه في احد مستشفيات الأمراض العقليه والنفسيه تجلس تلك السيده لا حول لها ولا قوى تبكى لا احد يعلم ما الذي جعلها تبكى
تجلس معها الممرضه المخصصه لها تحاول تهدئتها لكنها لم تنجح بفعل ذالك
يفتح البابا على مصرعيه ويدلف الى الداخل
عندما تراه تزداد في البكاء وتنظر اليه يفهم هو نظرتها اشاح بوجه بعيد عنها ونظر للمرضه التي ان فهمت نظرته تركت الغرفه وذهبت
اقترب من تلك السيده وجلس امامها على الفراش.

القت نفسها داخل احضانه وبكت بحرقه ظل يمسد على ظهرها ويهمس ببعض الكلمات حتى تهدأ
خلاص دفنتها
اردفت بتلك الكلمه من بين دموعها نظر لها مطولاثم اردف
الحمد لله
كان نفسي اشوفها كان نفسي اعوضها عن الى شافته في حياتها
كان نفسي اقولها تسامحنى كان كان هيء هيء هيء
هشششششس اهدى ماتعمليش في روحك اكده ماتحمليش روحك ذنب انت مالكيش دخل فيه.

ماليش دخل ازاى انا السبب في كل الى عاشته انا الى اخترت راجل قليل الشرف وسبته يربى بنتى على ايده كنت بشوفه وهو بيعلمها القسوة والحقد وكنت بقف اتفرج
سبته لحد ما علمها كل حاجه حرام
كنت بقول هي صغيره ولما تكبر هقدر اقنعها ان دا غلط بس كنت غلطانه
غلطانه لان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر
انت نصحتيها وهي كانت كبيره وتعرف مصلحتها
انت بتقول كدا عشان ماشيلش ذنبها
تفتكر انى ههدى لما تقولى كدا.

انت عارف انا عملت ايه
انا اتسببت في موت بنتى الوحيده بنتى الى كانت بتتمنى تفدينى بروحها بنتى الى
لما حبت تعيش حياتها في استقرار مع زوجها وتوب عن كل حاجه غلط عملتها
كنت انا العقبه قدمها كان لازم تختار بين حياتها وحببها وبينى انا
جوهره كانت بتحبك وكان نفيها تعيش حياتها معاك عارف هي جات عندى هنا وقلتلى يا امى انا هعترف ليونس على كل حاجه
انا خلاص ماقدرش ابعد عنه ماقدرش اكمل حياتى من غيره.

بس للاسف وقتها دخل علينا وقالها لو عملت كدا مش هتسوفنى ثانى الباقى من حياتها
انا ساعتها ماكنتش بتكلم كان نفسي اصرخ ازعق واقوله منك لله سبها تعيش حياتها
بصيت لها وهي ياحببتى فهمت الى انا عايزه اقوله
قربت منى وباستنى وقالتلى انا استغنى عن اى حاجه في الدنيا الا انت يا امى
اه ه ه هيء هيء اه يا قلب امك اه ه ه ياجوهره كدا برضو تسبينى كدا ياقلب ماما
كان نفسى انت الى تشوفى موتى يابنتى.

كان نفسى تودعينى مش انا الى اودعك
اه ه ه هيء هيء هيء
ظلت تبكى على ابنتها التي فارقة الحياه وهي في عز شبابها
لا تعلم تلوم نفسها ام تلوم حاجتها التي كانت السبب في زواجها بعد وفات زوجها
هى كانت سيده بسيطه لا تملك شيء لا تعرف من اين تنفق على ابنتها الوحيده
كانت تعمل تبع احدى مكاتب العاملات بالمنزل وكانت تشطرط عدم الاقامه.

كانت تعمل باليوميه الا ان ذهبت لفيلا ذتلك الرجل عندما رأها انبهر بجمالها حاول التقرب اليها بشتى الطرق وما ان قابلته برفض طلب مزها الزواج بغرض اخذ مايريد وتركها لكنه انبهر بذكاء طفلتها قرر الحفاظ عليها وتعليمها كل شيء في مهنته
ولانه كان لاينجب اهتم بها بشده لجعلها سنده وزراعه في ذالك الكار
حاول يونس تهدئتها ونجح في ذالك فهو الوحيد بعد ابنتها الذي يرسم البسمه على وجهها فهى تشتم فيه رائحة ابنتها.

يونس: رايدك تخفى بسرعه عايزك تخرجى من المكان ده محتاجك معايا
يا ابنى مش هينفع لسه مصمم برضو
يونس: هو ايه الى مس هينفع انت هتاجى معايا وهتجعدى معززه مكرمه ماحدش هيمسك بكلمه انا محتاجك في حياتى يا، يأمى.

نظرت له وادمعت اعينها على تلك الكلمه التي حرمت منها انسابت دموعها مره اخرى
ثم ازاحت تلك الدموع من اعينها وتحدثت
عملت ايه مع مراتك
يونس بابتسامه حزينه: ماعملتش لساتها زعلانه
عندها حق حرام عليك الى بتعمله فيها
هى ذنبها ايه
يونس بانفعال: وانا مش حرام تلى بيتعمل فيا ليه ماصبرتش لما تشوف هعمل ايه.

يونس انت بتقول ايه انت ناسي حكيتلى ايه ومعاملتك معاها من وقت ما اتجوزتم وهي صابره وساكتها وكل دا ليه عشان بتحبك
يونس: وانا ماعحبهاش؟ انا عموت في التراب الى عتمشي عليه
قلتلها كدا
يونس: هي خابره
ايوه عارفه بس البنت بتحب تسمع دا من حببها
يونس: وهي عارفه انى ماليش في الحديت ده
من امته مالكش في جوهره كانت بتقول انك...

يونس بانفعال: بنت خلتنى كرهت كل الحديت تلى في الدنيا بجيت حاسس انى لو جولت كلمه زينه لحد هخسره الى بنتك عملته فيا
خلانى فاجد الحياه
ومعا ذالك لما ماتت حزنك بان عليها
مين اولى بمشعرك دى الى...
انتظرت قليلا واغمضت اعينها ثم اكملت وهي تحاول استجماع شجاعتها
الى خانت ثقتك او الى بتحبك وتتمنالك الرضى ترضى
يونس: انت ليه بتتحدتى وكأنك ماتعرفيش انا جد ايه بحبها
كنتش اجيلك انا واحكيلك كل شيء من وجت ما دخلتى اهنه.

: ياحبيلي انا عارفه بس انت لازم تقولها قلها انى ماقدرش استغنى عنك وانى بحبك ومابحبش غيرك قولها ان زعلك على بنتى كان رد فعل طبيعى لما تكون معاسر حد وتعرف انه ملت قلها وقفتك معاها كانت عشان خاطرى انا وعشان انا اترجيتك
قولها الحقيقه ماتسبهاش كدا.

فى المستشفى الموجود بها صفيه تجلس بسمله مثل كل يوم تحدثها وتروى لها بعض الذكريات تغمر قلبها سعاده عندما تتجاوب معها وتحرك يدها وهي الحركه التي اعتادت عليها كل ليله بعد ان تقص عليها حكايات عن الماضى
دلف مراد للداخل وهي تبتسم وتقبل يدها
بسمله بابتسامه: ايوه ياحببتى فاكره كل حاجه كنتى بتعمليها مشانى وانى صغيره جومى بجى باجلبي خلينا نعيشو الى باجى من عمرنا مع بعض.

مراد: ان شاءلله ياحببتى هتقوم بالف سلامه
بسمله: يارب يامراد يارب
مراد: طيب تعالى كلى لقمه بدك تفوج تلاجيكى هفتانه اكده
بسمله بخجل: مراد رايده احكى دعاك بموضوع
مراد: خير ياحببتى
بسمله: لما. يعنى بتد مانتجوز هنجعدوا فين
مراد: كيف فين مش فاهم
بسمله: يعنى هنفضل جاعدين في السرايا ولا هنروح مكان ثانى
مراد: والله ياحببنى الى يريحك انا اهم حاجه عندى نبجى مع بعض وبس
وان جيتى للحج انا كنت رايد نروح بيت ابوى.

بس مش حابب ابعدك عن خالى ويونس خابر جد ايه روحك فيهم
بسمله بتسرع: لاء خلينا نبعدو
مراد باستغراب: الى يريحك ياحببتى من بكره افتح الدار واجيب صنيعى يظبتها ويرجعها جديده من جديد
بسمله بتوتر: مراد هو يعنى ينفع...
مراد: واه في ايه يابسمه ماتحكى علطول
بسمله: يعنى لو امى فاجت فيها تاجى تعيش معانا
مراد بتفكير: والله يابسمله انا ماعنديش مانع الى صار انا نسيته خلاص
بس يعنى احنا ماهنعيشوش لوحدينا.

امى هتبجى معانا وخالى ويونس لو جم حدانا هيجعدوا معاها كيف
بسمله بحزن: ايوه معاك حج
مراد بابتسامه: في حاجه اكده ممكن اعملها وتبجى جريبه منبها
بسمله بلهفه: حاجت ايه دى
مراد: عندينا في بيت ابوى غرفه بره في الجنينه فيها حمام ممكن اجهزها وتجعد فيها
بسمله بتبتسامه: ربنا يخليك ليا ومايحرمنى منك ابدا ياحبيبي
مراد: يااابووووي على كلمة حبيبي دى الى عتخلينى اموت
بسمله بابتسامه: بعد الشر عليك ياجلب بسمله.

مراد بمرح: بسمله يابت صفيه انت رايده ايه الليله
بسمله بدلع: واه ريداك طيب يا ابن عمتى
اقترب مراد منها وحاول تقبيلها لكن وبدون سابق انظار انفتح باب الغرفه ودخل الطبيب.

الدكتور بخل: احم انا ماكنتش اعرف ان حد موجود هنا
مراد رغضب: ليه حضرتك هي دى مش وجت الزياره ولا ايه والمفروض تخبط جبل ماتدخل
الدكتور بعنف: والله هنا غرفة عنايه مركذه مش البيت عند حضرتك
اقترب منه مراد والغضب يزداد داخله
عتجول ايه انت اناع...
صوت صافره الجهاز جعلتهم يلتفو نحو المريضه افلت الطبيب يد مراد التي كانت تمسك به واقترب منها وحاول اسعافها
وهتف بصوت عالى
اطلعوا بره وابعتلى الممرضه بسرعه بسرعه.

خرج مراد واخذ معه بسمله التي لم تكف عن البكاء
فى الداخل يحاول الطبيب انعاسها عن طريق صدمات بيده لكنها لم تستجاب ولذالك امر الممرضه باعطاؤه جهاز الصدمات
الطبيب كلير
ثانى مع العد 1-2-3كلير
الممرضه: خلاص يادكتور
اسكتى انت
ثم القى الجهاز من يده وعاود عمل صدمات بيده
لاء مش هتروحى مش هسيبك تروحى
الممرضه: يادكتور
فى منزل شبل يلتفوا جميعا حول مائدةالطعام.

يترأس الطاوله عبداللطيف وتجلس بجواره فاطمه وعلى الجانب الاخر عائشه وبجانبها منه اللتان يجلسان وكلن منهما في عالمها الخاص اما شبل ومنى يجلسان بجان فاطمه
يتحدثان في عدة امور ولا يخلو حديثهم من غزل شبل الذي لايكف عنه
عبداللطيف: جولى ياشبل
شبل بانتباه: خير يابوى
عبداللطيف: لساتك برضو ماوصلتش لواد عمك
انتبهت الفتايات الثلاثه للحديث فالكل قلق عليه لا يعلمو عنه شيء منذ رحيله.

شبل: والله يابوى انا حدت واحد صاحبي جريبه بيشتغل في السفاره هناك بس لسه ماوصلش لحاجه منتظر يكلمنى ويجولى وصل لايه
عبداللطيف: ياولدى كلمه انت يمكن نسى ولا حاجه ماتعرفش مشاغل الناس فكره ياولدى خلونا نطمن على واد عمك مشان لو ماجابش خبر عنه تتصرف وتسافر تشوفه هنفوته اكده اياك.

مين ده الى عتفوتوه اكده
اردف بتلك الجمله ثم اقترب منهم وجلس على الطاوله بجانب منه
نظر اليه الجميع باندهاش
ولم يتحدث احد
يونس: ايه مالكم بجول مين ده الى عتفوتوه اكده
تحدث شبل وهو مازال مندهش: مروان مروان واد عمك
يونس: ماله مروان
شيل: من وجت ماسافر منعرفش عنه حاجه
يونس: واه كيف ده دا داخل فوج الشهر دلوك
كيف ماتعرفوش عنه حاجه ولما الموضوع اكده ماحدش جال ليه
منه بلامبالاه: ونقولك ليه
يونس بغضب: تجصدى ايه.

عبداللطيف: كيفك يايونس دخلت اكده من غير اهلا ولا سهلاً
يونس باحراج: كيفك ياعمى بعتزر ماتواخذنيش
عبداللطيف: الحمد لله ياولدى انا بخير كيفك انت وفينك ماحدش يشوفك ليه
معلش ياعمى اصله مشغول كان بيدفن مراته
نظر اليه بحده على طريقة حديثها وقبل ان يتكلم دق جرس الباب مما جعل الجميع ينظرون الى القادم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة