قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الثامن عشر

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الثامن عشر

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الثامن عشر

حضر الطبيب وعند دخوله الحجز التف حوله جميع السجينات وفي محاوله لابعادهم
بدأت السجانات تضربهم بالعصى وتخلى الطريق امامه
احدي السجنات: وسعى وسعى انت وهى
واخري: بعيد كله يرجع وراء
اقترب الطبيب من جوهره وقام بفحصها وعندما تاكد من انها فارقة الحياه اغمض عينيه على مضد ثم نظر للنبطشيه المسؤله عن العمبر وبصوت منخفض
الطبيب: البقاء لله
السجانه: ها لا حول ولا قوة الا بالله.

بدا الصوت يعلوا داخل العمبر بين صراخ وعويل
حملها بعض السجانات واخذوها خارج العمبر
لحين تبليغ احد من اهلها
فى ركن بعيد داخل العمبر تقف احد السجينات وتميل على زميلتها وتهمس ببعض الكلمات ثم يبتسموا ومن بعد يبدؤا العويل مره اخرى لعدم لفت الانظار اليهم بقلمى هدى السيد عبد البديع.

فى السرايا يقف الجميع مودعا مروان قبل سفره
وما اصعب الفراق الذي يأخذ الاحباب ويفرق الاصدقاء
تقف شقيقاته ودموعهم تهطل بغزاره داخل احضان شقيقهم بينما هو يفتح زراعيه على مسرعيهم ويحتويهم داخله ويبتسم كى يخفف عنهم تلك اللحظه لكن ابتسامته يبدوا عليها الوجع تهطل دمعه من اعينه يزيحها في عجاله ثم يخرجهم من احضانه ويزيح كل واحده تجاه زوجها ويهتف بمرح.

مروان: يلا هش بقى كل واحد ياخد مراته انتم ايه مش غيرانين وهما في حضنى كدا امال صعايدة ايه بس
بقلمى هدى السيد وبدون وعى. سبت نظره على تلك الواقفه تغرق في دموعها وتحاول كتم شهقاتها حتى لا تلفت الانظار اليها
مروان بصدق: دا انا لما اتجوز لايمكن اسيب حد يحضن مراتى كدا مش مسموح تبكى ولاتضحك غير في حضنى انا، انا وبس.

واه واه طلعت واعر واحنا ماخبرينش ياواد خالى
اردف بها مراد عندما لاحظ الجميع ينظرونا الى ماينظر هو
انتبه حينها واشاح وجه بعيدا وابتسم ثم اردف
امال ايه صعيدى انا اب عن جد
ضحك الجميع على طريقته في تقليد اللهجه الصعيديه
اقترب منه عثمان واخذ وجهه داخل كفيه ونظر له نظرة فخر ثم اردف
عثمان بفخر: مروان مراد عبدالهادى الراوى.

فاهم يعنى ايه يعنى دين واخلاج واحترام وأصل يعنى لما يكون في اى مكان اخلاجه تسبجه يعنى يخاف ربنا في اى شي يعمله
يعنى يرجع لعائلة واهله وناسه انت رايح تدرس وتحجج حلمك وحلم ابوك الله يرحمه لكن تبجى خابر ان بلدك اولى بيك اتعلم وارجع اكبر دكتور في الدنيا
خواتك دول رايدينك مايستغنوش عنك ياحبيبي
مروان بابتسامه: هرجع ياعمى هرجع
عثماه بابتسامه: وانا ماهموتش غير لما ترجع واستجبل الدكتور مروان الراوى.

وافرح بيه وازوجه كومان
اوعاك ياولدى تبص لبنات بره عروستك لازمن تبجى من اهنه
وبنظره لعائشه. ولوانى خابر ان جلبك متشعلج اهنه بس برضو جولت اذكرك.

مروان بتنهيده وهو ينظر اليها بطرف عينه: ماحدش عارف النصيب فين
وبابتسامه: ماتقلقش ياعمى هرجعلك زى ما سبتك بس انت ادعيلى
عثمان بدموع: داعياك ياولدى ربنا يوفجك ويوجفلك ولاد الحلال
فى ذالك الوقت كان يقف الجميع في حاله من الحزن على فراق صغيرهم نعم فهم اعتادوا على وجوده بينهم كانت شقيقاته وعمته يبكيان بحرقه ولا يستطيعون السيطره على تلك الدموع.

وكان الشباب الثلاثه يظهر عليهم الحزن لكن يدعوا الله ان يوفقه
اماعن عائشه كانت تحاول كبت دموعها حتى لا تفضحها وبجانبها بسمله تحاول اخفاؤها عن الجميع وتجفف تلك الدمعه الخائنه التي تسقط من اعينها ثم ترفع راسها وتنظر لمعشوقها الذي يتعذب لاجلها تراه ينظر اليها بدوره ويغيبوا في نظره وكان لم يوجد غيرهم
اقتربت كريمه من مروان واخذته داخل احضانها وهي تهتف بمرح
واه بكفياك يا ابو يونس رايده اسلم عليه انا كومان.

مروان: هتوحشينى ياعمتى والله
كريمه بدموع: وانت كومان يا جلب عمتك
بس انا بجى هستناك كل سنه تنزل زياره لحد ماتخلص جامعتك وترجعلنا ثانى تنور الثرايا كلها
مروان بضحك: ههههههه كل سنه
كريمه: واه كثير صوح يبجى مرتين في السنه
ابتسم الجميع على مزاح العمه ثم توجه مروان مره اخرى الى شقيقاته
مروان بحب: خلى بالكم من نفسكم هتوحشونى قوى.

منه ببكى وصوت شهقاتها مرتفعه: وانت، كمان، ياحبيبي هتوحشنا قوى والنبي يامروان ماتغيب علينا احنا مالناش غيرك
مروان: مش عايزك تقولى كدا ثانى ربنا يبارك في زوجك ده بس الى تقوليله كدا.

ثم اقترب منها اكثر وبهمس يونس بيحبك يامنه خدى بالك منه وسيبي قلبك يحب الغى عقلك ده خالص طول مانت مع جوزك خلى قلبك بس هو الى شغال وافتكرى ديما انك خليتى الحجر يعشق
ابتسمت منه على تشبيه شقيقها لزوجها ثم رددت داخلها
الحجر، يعشق.

كل هذا تحت نظرات يونس المستاءه لعدم سماعه كل ما يدور بينهم
يونس بحده ثم تراجع عندما نظر لها الجميع: ماخلاص بجى، جصدى هي منى ماهتتوحشكش ولا ايه
مروان بابتسامه: لاء طبعا هتوحشنى قوى
ثم ذهب الى شقيقته الاخرى وقام بتقبيل رأسها ورفع اصبعه لتجفيف دموعها
مروان: حتى انت يامنى دا انت الكبيره
منى بدموع كبيره بس مش قادره على بعدك انت حبيبي يامروان
مروان: وانت قلبي يامنى ان شاء الله هرجع.

وبغمزه بس بقى لما ارجع عايز الاقى عيال كثير كدا تقولى يا خالو
شبل بابتسامه: ماتجلجش انت اتكل على الله وهترجع تلاجى الى انت رايده
اما يونس اقترب من زوجته واحاطها بيده ثم همس داخل اذنيها
يونس بهمس: مبسوطه جوى وانت في حضنه
ماشى يابت عمى حسابك تجل جوى
نظرة اليه باندهاش هل يعقل يغار حتى من اخاها
ابتسامه بلهاء خطت وجهها نظر اليها ثم ابتسم بدوره وتحدث بهمس اكثر.

يونس: ماتبصليش اكده اصل وحياتك يابت عمى اكون وخدك من وسطيهم دلوك واكو...
رفعت يدها ووضعتها على فمه وهي تشهق من جرئته بالحديث
عناداحفادالراوى بقلمى هدى السيد عبدالبديع
اسرع بتقبيل يدها في غفله منها.

مروان: يلا اشوف وشكم بخير
ثم بدا بمصافحة الجميع وتوجه خارج السرايا
والجميع خلفه يودعوه بدموع
اندفعت السياره وهو ينظر اليهم من بين تلك الاتربه التي ملأت المكان اثر تحركها قلبه ينزف على فراق شقيقاته يدعوا الله ان يحفظهم ويرعاهم
فى المخفر علم سراج بوفاة جوهره
قرر ابلاغ يونس لكى يهب لاستلام الجثه
اخذ هاتفه وقام بالاتصال به
فى السرايا يجلس الجميع في بهو المنزل بعد ذهاب مروان صامتين لم يتحدث احد.

كل منهم يحادث نفسه كسرة هذا الصمت العمه عندما تحدثت تسال عن عائشه.

كريمه: واه امال عيشه فين يابسمه
بسمله: روحت ياعمه اصلها تعبت شويه
شبل: تعبت كيف ايه الى حصول وماجلتش ليه انها هتروح
بسمله بارتباك: اصل اصلها هي حست بشوية صداع فجالت انها عتروح تنام شويه
شبل وهو ينهض من جلسته: طيب استاذن انا
منى: رايح فين مش قولنا هنقضى اليوم هنا
شبل: خليكى وانا هاجى اخدك بالليل هروح اشوف عائشه جرالها ايه
منى: لاء خلاص هاجى معاك
منه: خليكى معايا النهارده يا منى لو سمحت ياشبل.

شبل: خليكى يامنى وانا...
منى: لاء هاجى معاك ماتمشيش
تعالى يامنه عايزاكى في حاجه
منه: مش قولتى هتقضى معايا اليوم
مظى: اسمعى انا لازم ارطع البيت شبى حاسس ان عائشه في حاجه زعلتها الموضوع مش موضوع صداع وانا لازم اكون موجوده عشاز مايعملش فيها حاجه او يضغط عليهة بالكلام واحنا مش عارفين اخوكى هيعمل ايه
منه: انا شفته وهو بيسلم عليها تقريبا كدا عطاها حاجه
منى بتفكير: حاجت ايه.

منه: مش عارفه بس بعد مامشى لقيتها بصت في ايدها وبتبكى وبعدها اختفت
منى: قلتله انت بتحبها يامروان لو كان سمع كلامى وخلانى افاتح عمى كانت هتبقى ليه
منه: هو خايف يكون بيظلدها معاه لما يخليها تنتظر السنين دى كلها وبعدين هو مش عارف مشاعره هتفضل كدا ولا دى مراهقه
منى بضيق: طيب ولما هو كدا بيعلقها بيه ليه ايه الى ادهولها دا
منه: روحى وحاولى تتكلمى معاها واعرفى.

يقف يونس في مكان بعيد الى حد ما يتحدث في الهاتف عندما علم هاوية المتصل
يونس بصدمه: كيف ده وميته حصول
سراج: انا الخبر لسه جايلى من ربع ساعه اتصلت بيك عشان تيجى تخلص الاجرأت وتستلم الجثه. او لو تعرف حد من اهلها يجى يستلمها
يونس بحزن: لا انا هاجى مسافة الطريج وهتلاحينى عندك
سراج: منتظرك و. البقاء لله
يونس: البقاءلله وحده
منه بزهول: مين مات
يونس بحزن: جوهره
منه: ايه لاحولولاقوةإلابالله
هى مش مسجونه ماتت ازاى.

يونس بغضب: ماتت ماتت وخلاص كيف ازاى يعنى
منه بارتباك من صوته: انا مش قصدى انا...
يونس: خلاص يامنه كفايه حديت شبل ياشبل
شبل: في ايه يايونس مالك
يونس: تعالا معاى
شبل: على فين
يونس بصوت عالى: واه تعالى معاي وخلاص
منه: انت رايح فين
يونس: رايح استلم الجثه ولا هنسيبها اكده
عثمان: جثة مين ياولدى مين مات
يونس: جوهره ماتت في السجن
كريمه: ياحببتى دى لساتها صغيره لاحولولاقوةإلابالله.

عثمان: طيب ياولدى وانت رايح فين دلوك استنى بس نشوف هنعملو ايه وكلم حد من اهلها مشان ياجو يدفنوها
يونس: انت خابر ان ملهاش حد غير امها ودى بين ايدين ربنا
عثمان: طيب ياولدى هتدفنها فين
يونس بغضب: هدفنها فين كيف يابوى في المقابر هدفنها فين يعنى
عثمان بنفاذ صبر: جصدى جهزت المدفن كلم الحارس يشوف مدفن فاضى من مدافن الصدقه عشان يجهزه لحد مالجثه توصل
يونس: وليه مدافن الصدجه انا هدفنها على امى.

عثمان بزهول: على امك كيف ياولدى ليه تبجالها ايه دى مشان تدفنها عليها
يونس بغضب: مرات ولدها تبجى مرات ابنها
اندهش الجميع عندما تفوه بتلك الكلمات اما هي شعرت بخنجر يغرس داخل قلبها
شعرت وكانها من ماتت اليوم
ذالك الحزن الذي يظهر عليها اعلمها كم هو يحبها لا هذا اكثر من حب نعم انه العشق
هو يعشقها ويعيش على ذكراها وربما هي كانت الامر الواقع ليس الا.

دموعها خانتها وسرعت في الهطول وشهقاتها بدات ترتفع انتبه اليها الجميع
ىا احد يملك مواستها الان لا احد لديه ما يريح به قلبها
نظر اليها مطولا ثم اغمض عينيه ولعن نفسه على تفوه بتلك الكلمه أخذ بقلمى هدى السيد نفس عميق وزفره بشده وخرج مسرعا من السرايا يتبعه شبل بخطى سريعه
فى السجن كان ينتظر سراج داخل غرفة المأمور وصل يونس ومعه شبل لاتمام الاجراءت واستلام الجثه.

سراج: البقاء لله
يونس: ونعم بالله. ايه الى حصول ماتت كيف
المأمور: كان عندها حمه وللاسف ماتعالجتش
وحصلها هبوط مفاجا وامر الله نفذ
يونس: وليه ماتعالجتش مش في دكتور مسؤل عن علاجهم
المأمو: ايوه طبعا بس هما للاسف مابلغوش الدكتور غير لما ماتت
يونس بغضب: كيف انا الحكايه دى مادملاش راسي انا رايد افتح تحجيج في الموضوع ده واعرف اين الى حصول بالضبط
سراج: انت عارف معنى الكلام ده ايه.

معناه انك هترفض تاخد الجثه وازك ساكك في موتها ودا هيع، ضنا لتشريح الجثه
يونس: تتشرح المهم حقها يجى
المامور: حضرتك شاكك في حاجه يايونس بيه
يونس: لما تحجج في الموضوع وتعرف ليه مابلغوش الدكتور وجتها هعرف اذا كان سك ولا تاكيد.

استدعى المأمور السجانه للتحقيق معها ومعرفة اكتشافها حالة الوفاه.

السجانه بارتباك: تحت امرك ياجناب المامور
المامور: تعالى يا نرجس تعرفى ايه عن المرحومه جوهره
نرجس: اعرف كل خير يا فندم الله يرحمها ماكانش ليها في اى حاجه وكانت في حالها
المأمور: اسمعى يانرجس اى حاجه تعرفيها ولو صغيره قوليها
نظرة نرجس حولها لكل من في الغرفه والارتباك ازداد داخلها
اقترب منها سراج وبصوت هادىء.

شوفى يا نرجس انا المقدم سراج وجاى احقب في موت جوهره لان احنا شكين ان موتها دا مش طبيعى يعنى في شبهه جناءيه
يعنى كل الى تعرفيه حتى لو من وجهة نظرك مش مهم قولى عليه
نرجس: يالهوى قاصدك تقول ان حد قتلها
لو كدا يبقى مافيش غيرهم
يونس بتسرع قام من جلسته واقترب منها: مين دول قولى الى تعرفيه وانا مستعد اعطيكى اى مبلغ ريداه.

المأمور: اى الى حضرتك بتقوله دا بس يايونس بيه لو سمحت ماينفعش كدا انا ماعنديش حد بيمشي بالرشوه احنا هنا كلنا بنشتغل بما يرضى الله من اولى انا لاصغر سجانه هنا
سراج بخجل: هو مايقصدش ياافندم بس حضرتك اعزوره دى مراته وفي شك انها تكون مقتوله
عند هذه الكلمه وقد انتبه يونس لما يفعله
لماذا هو حزين الى هذا الحد الم يتذكر كل مافعلته به حقاً هو يعدها زوجته ماذال يشعر بشي تجاهها.

طيف منه راوده داخل افكاره شعر بنغزه في قلبه عندما تذكرها كم هو قاسي القلب لم ينظر إليها ولا لما عانته ماهذا الشعور الذي بداخله لم يعد يفهم شيء كل مايريده ان يهدء قليلا ويرتب مشاعره
فاق على صوت نرجس وهي تقول
انا هقول كل الى اعرفه يا فندم.

تجلس السجينات داخل العمبر يتحدثون حول وفاة جوهره وفي اخر العمبر يوجد فتاتين يتحدثون بصوت منخفض ويظهر عليهم الخوف والارتباك
سجينه 1: افرضى كشفونا
سجينه2: انت هبله وايه الى هيخليهم يكشفونا
واحده كانت تعبانه وماتت احنا مالنا
سجينه 1: معرفش بقى امال تفسرى بايه ان الجثه لسه موجوده
سجينه 2: عادى اجرات وبعدين انت خايفه ليه
حتى لو شاكين في كاجه مش ممكن يعرفونا
ولو عرفوا انت ناسيه احنا ورانا مين.

سجينه 1بارتباك: مش عارفه انا قلبي مش مطمن
وقبل ان تكمل حديثها فتح باب العمبر ووقفت اليجانه وباعلى صوت
حسنيه على الجبالى
سنيه محمد احمد
حسنيه بصوت منخفض: يالهوى شكلهم عرفونا
سنيه: هششش بطلى هتفصحينا
ايوه ياريسه خير
السجانه: قدامى يامسجونه انت وهي المأمور عايزكم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة