قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الثالث والعشرون

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الثالث والعشرون

رواية عناد أحفاد الراوي الجزء الثاني للكاتبة هدى السيد الفصل الثالث والعشرون

فى المخفر يجلس سراج خلف مكتبه يطلع على الاوراق الموجوده امامه
ثم يهتف
سراج باندهاش: يابنت ال، انت ايه شيطانه
انا لازم اكلم يونس
اخذ هاتفه المحمول الموجود اعلى المكتب وضغط عدة ضغطات وانتظر الاجابه
كان بين النوم واليقظه سمع صوت رنين هاتفه المحمول رفع يده وبدأ. يستكشف موضعه حتى وصل اليه اخذه ثم ضغط باصبعه على شاشة الهاتف وتحدث بنعاس
يونس بصوت منخفض: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سراج: عليكم السلام ورحمةالله وبركاته
تعالا دلوقتى حالا يايونس
يونس باستغراب: مين انت واجى فين
سراج: انا سراج ياخى انت نايم ولا ايه
استقام في جلسته ونظر للهاتف كى يتأكد من اسم المتصل ثم وضعه على اذنه مره اخرى
وهتف
عرفت ايه سبب موتها
وبلهفه. خلاص ياسراج هنكرموها
سراج: ايوه يا يونس تعالا عشان نخلص اجرأت الدفن
يونس: الحمدلله انا جاى حلا مسافة السكه.

قام في عجاله وارتدى ملابسه ثم قام بمهاتفت شبل ومراد لاعداد المقابر وضروره وجودهم
فى الاسفل يجلس عثمان ومعه كريمه يتحدثون حول امر مراد وبسمله
عثمان: بجولك ايه ياختى
كريمه بانتباه: خير يا اخوى
عثمان: بكفايه اكده على الاولاد خلونا نجمع بينهم انتظروا كثير
كريمه: تجصد مراد وبسمه
عثمان: ايوه بكفايه اكده بجى
كريمه بفرحه: لولولولوى يالف نهار ابيوض يالف نهار مبروك وانا فديك اليوم لما اجوز ولدى وافرح بيه.

بكفايه جوى يا اخوى بكفايه.

كان ينزل على السلم متوجه للخارج ما ان سمع صوت زغاريد توجه اليهم
يونس باندهاش: عتزغرتى على ايه ياعمه
كربمه بفرح: خلاص ياولدى هنعملوا فرح مراد وبسمله
يونس بابتسامه: مبروك
بعد اذنكم انا خارج
عثمان: على فين ياولدى
يونس: رايح ادفن جوهره
كريمه وهي تهبد على صدرها: ياجلب امك يابتى كل ده ولساته ما اندفنتش
عثمان: روح ياولدى وانا هجهز كل حاجه على ماترجع
يونس: ماتتعبش نفسك يابوى شبل ومراد هيجهزو كل حاجه.

عثمان: هيعرفو يدفنوها اياك
يونس: التربي هناك وا...
عثمان: واه رايد راجل غريب يدخل على امك
يونس: يابوى انا هكون هناك وانا الى هدفنها
ثم انا اشتريت مدفن لحالها
امى ماعيدخلش عليها حد غريب
عن اذنك انا ماشي عشان نلحج النهار من اوله.

ذهب يونس وجلس عثمان على الكرسي المخصص له ثم ابتسم بداخله على مافعله ولده
هو يعلم حجم الصراع الذي كان يعيش فيه الايام الماضيه نعم صراع القلب والعقل
كان يأخذه الحنين لتلك الايام الذي عاشها عندما تفتقد شخص تتذكر محاسنه وان كانت مساؤه اكثر لكن للوهله الاولى تنسى كل مافعله بك هكذا ماحدث عندما اتاه خبر وفاتها ولكن وبعد مرور الوقت رجع عقله يروى له كل ماحدث.

اليوم هو نهاية الماضى بأكمله يجب ان يدفن معها كل ذكرياتها بفرحها ومرها
نقطه ومن اول السطر.
منه...
هكذا كان يفكر عليه ارضاؤها بشتى الطرق هي من اثرة قلبه وجعلته ينبض من جديد.

فى المستشفى الموجود بها مروان يجلس في الغرفه المخصصه له يأتي الطبيب لفحصه والاطمئنان عليه
الطبيب: How are you today
مروان: Fine, but I feel a lot of pain in the north shoulder
الطبيب: Know that over time, it may eliminate this pain
مروان: I d like to ask something
الطبيب: please enter
مروان: That young man who came with me in the accident is still in the hospital.

الطبيب: Yes, he is blinded by a blockage in the arteries of the heart, and an enlargement is still in his coma.

خرج الطبيب بعد انتهاء فحص مروان واخبره ان الامور على مايرام
ظل يفكر مروان فيما دار بينه وبين الطبيب بما يخص ذالك الشاب.

مروان بداخله: عنده انسداد. في شراين القلب
ودخل في غيبوبه
ياترى ايه حكايته والبنت الى معاه دى
اووف انتم ايه بس الى وقعكم في طريقى
فى غرفة العنايه المركزه
تجلس البنت بعد ان اذن لها الطبيب بالزياره
تمسك يده وتبكى على ما اصابه
البنت ببكى: اه يا حبيبي قلتلك بلاها الخمور ليش تعمل فينى هيك والله قلبي مو متحمل
هيء هيء هيء
دودى
توقفت عن البكاء ونظرت اليه ثم ازاحة تلك الدمعه من اعينها وتحدثت من بين بكاؤها.

ليك ياقلب دودى انت تئبرنى ان شاءلله
فقت ياعمرى.

تحدث بتعب شديد: وين نحنا
دودى: نحنا بالمشفى شفت ياعمرى شو صار
قلتلك بلاها الشرب يلى بتشربه كل ليله ليش ياعمرى بدك تقهر قلبي عليك
الشاب بتعب: لا تزعلى حببتى بدك تساعدينى
دودى: لوين بدك تروح
الشاب: فل من هون مابدى اجلس بالمشفى
دودى: يافهد ياحبيبي لساتك فايق بيجى الطبيب يطمن عليك
فهد بعصبيه: دودى قلتلك مابدى ابقى هون يابتساعدين يابفل لحالى
دودى: فهد الله يوفقك ا...

اتى الطبيب بذالك الوقت توقف فهد عن ما كان يفعل
دودى بلهفه: Please don t let him go, doctor
الطبيب: تفتكر دا الحل
دودى بزهول: حضرتك عربي
الطبيب: ايوه عربي مصرى
فهد: انا بدى فل مابدى ضل هون
الطبيب: اسمع يا ابنى انت حالتك خطيره ولازم تخضع لعمليه والا مش هتقدر تكمل حياتك
فهد باسرار: مابدى اعمل شي مابدى انا هيك مرتاح ليش بتحسوا فينى اكثر منى انا منيح مافينى شي.

الطبيب: انت راسك يابسه جدا للاسف مش هقدر اغصبك على حاجه لو الامر بايدى اكتفك واعملك العمليه مش عارف انت بتفكر ازاى
فكروشويه في البنت المسكينه دى هتعمل ايه من غيرك اعتقد انكم هنا لوحدكم
جاين زى كثير من السورين الى سابوا كل حاجه ورحلو من الحرب
فكر فيها شويه مين هيبقا لها
نظر فهد لدودى التي لم تجف عينها من البكاء
ثم جلس مره اخرى على الفراش.

الطبيب: انا همشي دلوقتى وهعدى عليك بعد ساعه اتمنى تكون اخذت القرار الصح
فى غرفة مروان مازال يفكر بتلك البنت
وما حكايتها مع ذالك الشاب
عزم على معرفة كل شيء قام من على الفراش وحاول ان يرتدى ملابسه لكن لن يقدر على ذالك ضغط على الزر الموجود بجانب السرير لاستدعاء الممرضه كى تساعده في ارتداء ملابسه
ثم طلب منها المساعده لايصاله غرفة ذلك الشاب.

عند يونس وصل المخفر والتقى بسراج الذي قص عليه ماحدث واخبره ان الماده التي قامت كرستين بإعطاءها لجوهره هي ماده سامه تنتشر داخل الجسم في عدة ايام وعندما تملاءه يتوفى الانسان على الفور
وانه قام بكتابة تقرير ورفعه للنيابه العامه للنظر في القضيه.

ذهب سراج مع يونس لاستيلام الجثه وذهب معه لدفنها بعد عدة ساعات وصل يونس للمقابر وكان ينتظره عثمان وشبل ومراد
قاموا بدفنها وانتظر بجانبها وظل يدعى لها ويتلو بعض ايات القرأن ثم ذهب كلا منهم الى مبتغاه.

رجع سراج للمخفر مره اخرى وذهب شبل لمنزله ومراد ذهب للمشفى وعثمان للسرايا
اما يونس لا احد يعلم الى اين ذهب.

عوده مره اخرى لمروان وصل عند غرفة العنايا المركزه
دلف للداخل كان فهد مازال يجلس على الفراش ودودى تجلس تحت قدميه تترجاه ان يوافق على حديث الطبيب
فهد وهو يمسك وجهها بين يديه: بدك اعمل العمليه مين بياخد باله منك لما اموت مع مين راح تكفى انت مافيكى حياتى
مافيكى من دونى
دودى ببكى: اى مافينى مافينى بلاك حبيبي
لهيك بدك تعمل العمليه لتكفى معى حبيلي انا بتعذب لما بشوفك هيك والله قلبي مابيتحمل يشوفك بتتألم.

فهد: حببتى صدقينى لو في نسبة نجاح للعمليه كنت عملتها بتعرفى سو قال الحكيم عنا قال مافى امل
دودى: لو كان هيك شايف الدكتور ما كان قال راح يعمل العمليه حبيلي صدقنى راح تنجح العمليه وبنعيش انا وياك مع بعض لاخر العمر
فهد: انا...
ممكن ادخل
اردف بها مروان وهو يدلف للداخل
اعتدل فهد في جلسته وقامت دودى من على الترض واقتربت منه وقامت بأخذ يداه للمساعده بدلا من الممرضه
دودى: اهلا وسهلا الحدالله ع السلامه.

اخى مابعرف شو احكى كثير بتشكرك والله انا...
مروان بمزاح: ايه كل الكلام دا انت مستحملها ازاى ياعم ليه حق والله كان يجرى وراكى ويقتلك
فهد بخجل: بعتزر منك اخى ما كنت بوعيى
مروان: ياسيدى انا مش زعلان مش مشكله اى نعم انا كنت هموت وانام بس الصراحه انت كثر خيرك خلتنى انام يومين ماحسش بالدنيا.

نظر فهد لدودى وانفجروا ضاحكين على حديث مروان الذي من المفترض ان يعاتبه او يحتد عليه بالحديث لكنه تحدث ولا كأن شيء لم يحدث وكأنه يعرفهم من زمن
مروان بجديه: تعرف انا جاى هنا عشان اكمل علام جاى ادرس طب شوف ياخى جاى ادرس عشان اعالج الناس
قوم ايه اتعالج انا الاول
ماحدش عارف ايه تلى مكتوب ليه ولا امته حلمه هيتحقق او حياته تنتهى احنا في الدنيا دى مسيرين مش مخيرين.

عارف انا في يوم واحد لاء في لحظه افتقدت اغلى ناس في حياتى ابويه وامى الاثنين في لحظه واحده وكنت هفتقد حياتى بس ربنا قال لاء انت لسالك عمر ارجع وعيش ثانى
قلت هعيش مشلول يارب
طيب وايه يعنى مشلول في ناس بتتمنى تعيش حتى لو مشلوله
ربنا قالى ايه انت راضى طيب ياعبدى هتعيش كامل ورجعنى ثانى امشي على رجلى
قلت يارب الفراق صعب قوى ابويا وامى هنعمل ايه من غيرهم انا واخواتى.

بعدين فكرت مع نفسى وقلت طيل احنا كبار امال الاطفال الى بيتولدو من غير اب وام بيعيشو ازاى ربنا وقتها عوضنى بعمى وعمتى وكانوا نعم الاب والام
حاجات كثير كنت خايف منها في حياتى ولما بترك امرها الى الله هو بيحلها من عنده
ديما لما تلاقى نفسك محتار بين امرين ومش عارف تاخد القرار صلى وسيبها لربنا وارضى بالمكتوب وهو عليه جبر الخواطر
وبابتسامه، الجمله دى بتاعت عمى الله يمسيه بالخير.

انا اسف لو اقتحمت عليكم جلستكم واسف انى سمعت كلامكم بس حقيقي مش عارف ليه قلبي اتفتح لكم وحسيت انكم اخواتى
بعد اذنكم اسيبك ترتاح
فهد: لحظه
مروان: نعم
فهد: انت شو اسمك
مروان بتبتسامه: مروان
فهد وهو يقترب منه ويفتح يده على مصرعيها: اهلا وسهلا فيك
فى مصر وبالتحديد صعيدها حيث يعيش ابطالنا
تستيقظ من نومها على ابتسامه تملاء وجهها
تقترب منها ابنة عمها وتضربها اعلى رأسها ثم تردف.

منه: يعنى طول الليل بتعيطى ومقطعه قلبي وصاحيه تضحكى
عائشه: واه عتضروبي ليه ع الصبح
منه: بتضحكى على ايه يا عائشه.

قامت من على الفراش واقتربت منها ثم قبلت خدها وخرجت مسرعه من الغرفه
منه بزهول: والله طيب يا عيشه شوفى مين هيسهر معاكى ثانى
اكيد حلمت بيه ياحبيبي يا اخويا ربنا يطمنا عليك ياقلبي بقالك شهر دلوقتى ومش عارفين عنك حاجه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة