قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية على الرقاب قدر نافذ للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية على الرقاب قدر نافذ للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية على الرقاب قدر نافذ للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

دعنا نؤمن بالوقت! لنفترض أن يعود إلى الوراء قليلا حيث نتقابل لأول مرة، المرة التي تكون كفيلة أن نبقى معا إلى الأبد..
ليعود إلى الوراء قليلا حيث نفكر بعقلانية ونتغلب على أطماعنا، ليعود إلى الوراء قليلا حتى ندرك أن لكل خطأ ثمن!

ولم هذا الوقت تحديدا، حين اتضحت المشاعر، هاهو الحائل بينها يقف على بعد خطوات منه، مجرد النظر إلى( رحمان) جعل (مهران )يود لو يخفيه من على وجه الأرض وهو يراه يتفرس في ملامح( فدوى) الواقفة بجانب خالها.
رآهم (عويس) بدوره، فأدرك سبب وقوف (فدوى)خلفه وظهور الخوف على ملامحها، فأمسك بيدها التي ترتعش وقال بحنان:
-متخافيش يابتي، مَشِّي معايا دلوك، وإتصرفي كنك متعرفيش حاجة ووعد مني هخدلك بحقك من حباب عنيهم..

هزت رأسها وهي تزدرد لعابها بصعوبة وقتها نادى(عسران) (عويس)قائلا:
-تعالى ياأخوي شوف مين جانا الليلة دي ونور بلدنا...
إلتفت (توفيق)وولده إلى حيث ينظر (عسران) فوجداه يتقدم تجاههما يمسك بيد (فدوى)التي حاولت رسم إبتسامة على شفتيها فجاءت مهزوزة رغما عنها وحده (مهران)من أدرك زيفها وإستشعر ذبذبات خوفها وتعجب من ذلك.
توقف (عويس)أمامهم وهو يمد يده ل(توفيق ) يقبض على كفه بقوة وهو يقول:.

-حمد الله على السلامة ياتوفيج، نورت البلد، فينك ياراجل من زمان؟
إقترب (مهران) منهم بينما قال (توفيق):
-ماإنت عارف ياحاج عويس هربنا من التار اللي علقنا فيه بسبب حافظ الله يسامحه، بس لما فدوى رجعت البلد فقلنا يمكن النفوس صفيت وجينالكم..
قال(عويس) بسخرية:.

-خيك حافظ مات وهمام كمان مات من سنين، ومات معاهم التار وإنت لسة فاكر تسأل ياتوفيج؟والله بت أخوك فيها الخير وسبجتك، وجيتها جابتك على ملا وشك، وخلتك تعاود لأهلك وأرضك.
طالع(توفيق)(فدوى)قائلا:
-ومين يشهد للعروسة، الخال طبعا.
إكتفى (عويس )بإبتسامة لم تصل لعينيه بينما قال(عسران):
-صحيح، مبارك يارحمان! فدوى جالتلنا إنها مخطوبالك، واكيد هنفرحوا بيكم جريب.
قال (رحمان)وهو يمسك بيد (فدوى):.

-لما تبطل العروسة تهرب مني الأول ياعمي.
أمسك (مهران)يد(رحمان)ينزعها من يد (فدوى) قائلا من بين أسنانه:
-مايصحش إكده لما تبجى مرتك إمسك يدها كيف ماتحب، بلاش مسخرة.
طالعه (رحمان)بإستنكار بينما تأمل(توفيق)(مهران)بنظرة فاحصة وهو يقول:
-معلش، هما واخدين على بعض من زمان و رحمان متربي برة ولسة مخدش على عادات البلد وتقاليدها، بس مين حضرتك؟!
قال (عسران)بفخر:
-ولدي مهران.
شابت لهجة (رحمان)بعض السخرية وهو يقول:.

-عريس الليلة، مبارك الجوازة التانية يامهران.
ضم (مهران)قبضته وكاد يلكم هذا المتبجح في وجهه وكلمة واخدين على بعض جعلت دمائه تغلي ولكن (عويس)أسرع يقول:
-ماتيجوا ناكل لجمة ويا بعضينا، تلاجيكوا جيتوا من المطار على إهنه طوالي واحنا لازمن نضايفوك ياتوفيج.
قال (توفيق):
-إحنا مش ضيوف ياحاج وفي الحقيقة ملناش نفس، خلينا هنا نحضر الفرح، من زمان محضرناش أفراح البلد ولا حسينا بجمالها.
قال(عويس):.

-ومستعجل على إيه إياك؟لسة الأفراح جاية كتير، فرح ولدي ناجي وفرح ولدك رحمان، هم بينا خلينا ناكلوا عيش وملح ونصفي النفوس ياولد العم.
هز (توفيق)رأسه بينما أردف (عويس)قائلا:
-خليك مع ضيوفك يا عسران، هناكلوا لجمة ونعاودوا بسرعة.
أومأ (عسران)برأسه ليتقدمهم (عويس) بينما سار (توفيق)إلى جوار(رحمان)هامسا له:.

-أنا مش مرتاح يارحمان، إستقبالهم فيه حاجة مش طبيعية، أقولك على حاجة خلينا هنا الليلة والصبح نسافر على روما بسرعة.
قال(رحمان)بإستنكار:
-نسافر؟! طب وفدوى؟
قال(توفيق)بغضب:
-مش وجته الحديت ده عاد إسمع كلامي وبعدين عفهمك.
هز (رحمان)رأسه موافقا رغما عنه، فعند لجوء والده للهجته الصعيديةيدرك أنه لا فائدة مطلقا من النقاش معه.

كانت النسوة تلتف حول العروس الشاردة يرقصون ويغنون بينما يتقبل (عسران) وولده (مهران)التهاني من الرجال، حتى إنفض الحفل وبدأ المدعوون القليلون في المغادرة ولم يبقى سوى أفراد العائلة، إقترب (محمد)من (بدارة)قائلا:
-كيفك ياخيتي؟
ربتت (بدارة)على صدره قائلة:
-أني زينة متجلجش ياأخوي!
قال(محمد) بشك:
-وشك أصفر يابدارة متأكدة إنك زينة؟
إبتسمت وهي تربت على بطنها قائلة:.

-أني حبلى يامحمد وده طبيعي ياخوي، هو أني اللي عجولك برديك، متجلجش علي، أمي ثريا واخدة بالها مني ومعتفوتنيش واصل.
قال(محمد) وهو يطالع (مهران)الذي يقف متجهما بجوار عروسه:
-ومهران؟!
طالعته (بدارة)بدورها وقد رقت ملامحها:
-سي مهران حنين جوي وواخد باله مني هو كمان، صدجني هو مغصوب ع اللي عمله، وهي كماني زي ما انت واعى إكده، ومادام عارفة أنه عيحبني فآني راضية.
طالعها (محمد)قائلا:
-بتكدبي على خيّك يابدر دارنا؟

نظرت إليه بوجل فأردف قائلا:
-إحنا التانين عارفين بيحب مين.
طالعته للحظات قبل أن تقول بثبات:
-جلتله يتجوزها ويسيبني على ذمته وأني راضية وهو رفض يامحمد، لإنه عارف إن جلبه هيميل يمتها ومش عيعدل بيناتنا، تفتكر اللي عيرفض يتجوز اللي بيحبها عشان ميظلمش مرته يتخاف منيه! لع، انى خابرة إن جوازته دي فيها خير لبنت عمته وصديجتي و معجفش في طريج الخير ياخوي وراضية أعيش مع جوزي ع الحلوة والمرة.

مد (محمد)يده وأحاط بذراع أخته يضمها لجانبه قائلا:
-انتي مفيش منيكي يابدارة واصل، ربنا يباركلنا فيكي ياخيتي.
قالت بصوت متهدج:
-بس بجي لأعيط ويجولوا مجهورة ويشمتوا فيّا..
مال يقبل رأسها ثم إستقام فإلتقت عيناه بعيني زوجته (زهرة)التي طالعته بحب فإبتسم لها بحنان فاستبشرت ملامحها وتوهجت فرحا وقد إطمئن قلبها بعد أن خشيت أن يصبح زواج أخيها سببا في نزاع بينهما، ولكن حمدا لله لم يحدث.

إقترب (عويس)من (عسران)وولده (مهران) الذي قال بحيرة:
-عاودت وحديك ليه ياعمي؟ أمال فين رحمان والحاج توفيج؟
طالع (عويس)(عسران)بنظرة ذات مغزى قبل أن يقول:
-سافروا ياولدي جالهم مكالمة مهمة وعاودوا البلد اللي جو منيها، اتفجنا يعاودو وجت تاني عشان الفرح إن شاء الله.
لم يغفل (مهران)عن نظرة الحاج (عويس) لأبيه وملامح الإرتياح التي إعتلت وجه (فدوى)لينوي في الصباح التحدث إلى أبيه دون تأخير.

إستأذن (عويس)ليغادر مع عائلته رغم إصرار (عسران)عليه بالمبيت لتغادر (فدوى)معهم بعد أن ودعت( ناتالي)وألقت نظرة حزينة على (مهران)بينما توجه العروسان إلى حجرتهما بعد ذلك في جو أبعد مايكون عن الفرح.

كان(مهران)يقف في شرفة تلك الحجرة التي جمعته ب(نوار) والمجاورة لغرفة (بدارة)، يطالع تلك الأمطار الغزيرة بعيون شاردة، يعيش عاصفة بداخله أقوى.

عاصفة المشاعر تجتاح روحه تجرده من الفرح وتجمد عقلانيته، يتوق إلى الحبيب كي يعيد إليه الدفء ولكن دموع الفراق كالأمطار تطفئ النيران وتشيع البرودة في الأوصال، يلفظ الجسد أنفاسه الاخيرة وهو يحاول التغلب على قسوة العاصفة ولكنه في النهاية يستسلم لقدره ويرحب بالموت لعله ينهي عذابه.

فكر (مهران) ماأغرب قدره وماأقساه، يعيش زوجا لإمرأتيّن ولا يحمل مشاعر لأيّهما بينما تبقى من سلبت قلبه محرمة عليه حتى يقضي الله أمره، مايمزق القلب هو إدراكه بأن حبيبته قد تصير لغيره وقد رأى خطيبها عن قرب فإشتعلت نيران غيرته، ومايثلج قلبه قليلا افصاحها عن حبها له لحظة ضعفها، وما شعره منها من خوف تجاه هذا ال(رحمان)..

سفر غريمه وإبتعاده حتى وإن كان لبعض الوقت يترك الخوف والقلق من عودته بعيدا عن تفكيره الآن، فلديه من المشاكل ما يكفي، ولكنه بالتأكيد سيبحث في لغز (شذاه) بالغد، أما الآن فسيذهب ل(بدارة) ليطمئن عليها، فقد كانت شاحبة اليوم بشدة، تظهر ثباتا ينم عن قلب طيب وشجاع، لديها من العطاء مايكفي العالم كله، يؤسفه عشقها الذي تحمله له بينما قلبه لا يستطيع عشق غيرها هي، (فدوى) أو (شذا)، لا فرق بين الإثنتين في عقله و قلبه.

أما (نوار )فكانت تجلس على الأرض بفستانها الأبيض لا تشعر بشيء، مستسلمة لألمها، محتقنة الوجه تضم رجليها إلى صدرها وتحدق في اللاشيء، اقترب منها (مهران) ونادى باسمها عدة مرات لكنها لم تسمعه، فانسلّ إلى الخارج تاركا إياها تغرق في مأساتها بصمت.

تحول الحلم الأبيض إلى فاجعة، ارتدت على إثرها فستانا كان يظنها الجميع حمامة بيضاء حرة، وحدها من كانت تلتف فيه كأنه كفنها، تلك الزفة التي طالما حلمت بها لما شعرت كأنها تشيّيع إلى قبرها؟ لما كانت نبضاتها أقوى من صوت إطلاق البارود؟ لما شعرت أن الرجل الذي يمسك بيدها الباردة يحمل روحا تفوق روحها برودة؟
إنها الناجيّة التي تحمل ندبات قدرها.

لا تنظر إلى مايرتسم على الوجوه ولا تستمع إلى ماتقوله الألسن..
فقط إنظر إلى القلوب لترى ماتحمله من مشاعر لن تظهر سوى حين يخلوا صاحبها إلى نفسه..
حينها ستظهر حقا مشاعره الحقيقية...
ستجده يبكي بحرقة، أو يقفز من الفرح.

كانت تنام على سريرها متخذة وضع الجنين، تبكي بقهر، فقد آن لقناع الثبات أن يتصدع وتظهر كما هي بالداخل أضعف مما يتخيلون، تخيل وجوده مع أخرى يحرق فؤادها ويتركها تتلظى بنيران الغيرة، لا تستطيع أن تتظاهر بالرضى وقد بات في القلب بركان الغيرة ثائرا..

سمعت باب غرفتها يفتح، فوضعت كفها على فاهها تكتم شهقاتها بينما إقتربت خطواته التي تحفظها عن ظهر قلب ثم شعرت بجانبه من السرير يهبط وتسلل دفئه إليها، أغمضت عينيها كما لو كانت تتخيّل قربه، سحبها إليه و أسند جبينه إلى جبينها وقد وضع يده على وجنتها الملتهبة وقال بهمس:.

- من يوم ماعرفتيني وإنتي بتبكي، مازرعتش في جلبك غير الوجع، مالياش عين حتى أجولك حجك في رجبتي سامحيني، ياريت لو أجدر أخدك من إهنه لمكان بعيد يليج بجلبك الطيب..
إهتز جسدها وتعالت شهقاتها فأردف وهو يضمها إليه:
- بكفياكي يابدري، الله في سماه إنى ماستاهلش حرجت جلبك عليّا، جدرك يابنت الناس علقك براجل مجسوم نصين بين جلبه وواجبه، لكن وحياة ولدنا اللي جاي إنتي بجيتي فى جلبي ووجعك بيجتلني.

لتضمه (بدارة)بقوة قائلة بلهفة:
-بعيد الشر عنك ياسيدي وتاج راسي، ربنا يباركلي فيك ويخليك لية ولضناك، أهي بدري دي اللي جلتها نستني هم الدنيا كولاتها.

قبل قمة رأسها بحنان ينوى بالفعل نسيان عشقه وإلقاءه خلف ظهره فلن يتحدث مع والده عما يقلقه ولن يبحث في أمر(فدوى) أكثر، سينسى أمرها بالكامل داعيا الله أن يعينه على ذلك من أجل تلك المرأة التي يشعر بأنين قلبها المحطم ويتنازل عن عشقه من أجلها كما تتنازل من أجله دوما..
أغمض عينيه بإرتياح واستسلم لنوم عميق بعد ليلة عصيبة يتمنى مع إنبلاج فجرها أن ينتهي الحزن الذي قبع في القلوب و سكانها.

أفاق (توفيق)على ماء صفع وجهه فشهق ناظرا إلى محيطه فوجد نفسه في مكان أشبه بغرفة تبريد الخضروات والفواكه مقيد إلى كرسي يرتعد من البرد يجاوره ولده الذي استفاق بدوره وحدق فيه بهلع بينما يقف أمامهما كل من (عويس) و (عسران) يطالعانهما بغضب، ليزدرد (توفيق ) ريقه بصعوبة قائلا:
-هو فيه إيه؟ عاملين فينا كدة ليه؟ هنموت من البرد، فكنا، فكنا ياعسران!
قال (عويس)بغضب:
-يعني مش خابر ياتوفيج؟!

قال(توفيق) الذي ازرقت شفتاه من البرد:
-خابر إيه بس؟ ماتقول ياحاج عويس، حطيتلنا إيه في الأكل وجبتنا هنا ليه؟حابسني أنا وإبني ليه؟!انت مش قلت بنفسك إن همام مات وحافظ مات و والتار اندفن معاهم، وبعدين اخويا حافظ هو اللي إتجوز اختك، ذنبي إيه أنا وإبني؟
قال(عسران)بغضب:
-إحنا مبناخدش تارنا غير من اللي أذونا وبس ياتوفيج.
قال(توفيق):.

-وأني اذيتك في إيه؟ وتار إيه اللي ليك عندي؟ده أنا دمك ولحمك، ماتنطج ياعسران، ضاج خلجي عاد!
قال(عسران):
-دلوكك عتتحدت بلهجة ولاد بلدك يا توفيج؟ دلوكيت إفتكرت أهلك؟من ناحية أذيتني فأنت أذيتني كيف ماذيت خيك والحاج عويس، لمن جتلت مرت حافظ، الست حسنة وكنت عاوز تسرج مال بتها وتجتلها هي كماني.
قال(رحمان) بغباء من الصدمة:
-وإنت عرفت منين؟
قال(توفيق)بغضب:
-إخرس يارحمان!
ثم نظر إلى (عويس)قائلا:.

-اللي جالك الكلام ده ياحاج كداب وبيفتري علي أني وولدي، هاته كدامي وأنا أحط صباعي في عنيه.
إبتسم (عويس)بسخريةثم ذهب إلى الباب وفتحه لتدخل هي وتتسع عينا (توفيق) بصدمةيعجز عن التفوه بحرف بينما تقدمت منهما( فدوى) تطالعهما بعينين اختلطت فيهما المشاعر حتى توقفت أمامهما ليقول (توفيق) بوجل:
-فدوى!
قالت(فدوى):.

-أيوة ياعمي فدوى! فدوى اللي يتمتوها، قتلتوا أمها وحرمتوها منها وكنتوا عايزين تقتلوها هي كمان، سمعتكوا بوداني فمتحاولش تنكر لإن الإنكار مش هيفيدك.
أطرق (توفيق)برأسه وقد أدرك نهايته ومصيره يعلم أن الموت ماينتظره نتيجة فعلته الشنعاء، ليرفع رأسه قائلا:.

-أنا خلاص راجل كبير يابنتي وراضي بعقابي لإني أجرمت في حق أخويا لما قتلت مراته و كنت عايز أقتلك، أجرمت لما الطمع عما عينيا وحبيت أكوش على كل الفلوس لنفسي ومعملتش حساب اليوم ده ولا عملت حساب انك من لحمي ودمي، هدفع التمن كيف ماكان بس أبوس إيدك خليهم يسيبوا رحمان هو ملوش ذنب خلوه يمشي هيرجع روما ومش هييجي هنا تاني.
هزت (فدوى)رأسها نفيا وهي تقول:.

-مش هينفع ياعمي لإنه ذنبه كبير زي ماحضرتك عارف ولا نسيت إنى سمعت كل كلامكم مع بعض، يعني عارفة إنه شريك معاك في الجريمة، ده غير توريطكم ليا ببضايع مستوردة تحت المواصفات القانونية، معايا كل الورق اللي يثبت أعمالكم القذرة.
قال(توفيق)بإنكسار:
-صغير وسمع كلامي، أنا طالب الرحمة ليه واعملوا فية اللي إنتوا عايزينه.
قال(عسران):.

-مرحمتش عشان نرحمك ياتوفيج، الموت مش رحمة لأمثالك وأمثاله، السجن بين أربع حيطان ومواجهة أفعالك كل يوم في الزنزانة هو عجابكم اللي عيكون أجسى ميت مرة من الموت إتفضل ياحضرة الظابط.
دلفت ضابط شرطة مع بعض العساكر في تلك اللحظة ليقول (عويس)بإرتياح:
-المتهمين جدامك ياحضرة الظابط شوف شغلك وحجج العدالة، خلي الحكومة تاخد بتارنا وتار حافظ وحسنة كيف ما رادت بتهم.

ليطالع(فدوى) التي نظرت إليه بإمتنان إمتزج بحب وفخر بينما كان رجال الشرطة يفكون قيود (توفيق) و(رحمان) و يقودانهما للمركز لتأخذ العدالة، مجراها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة