قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقها أحياني الجزء الثاني للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والثلاثون

رواية عشقها أحياني الجزء الثاني للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والثلاثون

رواية عشقها أحياني الجزء الثاني للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والثلاثون

ظل جالس أمام ذاك الفراش الأبيض الراقدة عليه زوجته. وجهه مُتجهم ب درجة كبيرة. لا يستطيع تفسير حالته أهى غضب أم خوف!
يثق فيها نعم وبشدة ولكن ما أن رأى تلك الصور ف شعر فجأة بتوقف عقله عن العمل ليفعل ما فعله. نظر إلى يده التي لطمتها ب صدمة. كيف فعل ذلك ولما؟
قاطعه من أفكاره صوت الممرضة وهي تقول بعملية
-الدكتور طالب حضرتك بره
-أجابها ب فتور: طيب.

ثم نهض وقبل أن يخرج ألقى عليها نظرة طويلة وبعدها تركها ورحل.
إتجه ناحية غُرفة الطبيب وطرق الباب ثم دلف. نهض الطبيب ليُرحب به. صافحه سامح ب برود وجلس وضع الطبيب يده في وضع مُتشابك على المكتب ثم بدأ حديثه ب هدوء
-حضرتك بتقول إن دي مُجرد إغماءة صح؟
-أيوة
-تنحنح الطبيب وقال: المفروض كانت تفوق من ساعتين ودا شئ مش طبيعي
-عقد ما بين حاجبيه وتساءل: يعني إيه؟

-عدل الطبيب من وضع النظارة الطبية ثم أكمل حديثه: أعتقد إن المدام إتعرضت لصدمة كبيرة ف أدت إلى الإغماءة دي. لكن اللي حصل إنها دخلت ف غيبوبة
إنتفضت سامح يستاءل ب هلع وهو بالكاد يستطيع لملمة شتاته
-غيبوبة؟ يعني إيه؟ أكيد بتهزر؟
-هدأه الطبيب وقال ب رزانة: إقعد بس يا سامح باشا عشان أقدر أفهمك
جلس سامح دون الحديث ولو ب حرف. فيما أكمل الطبيب.

-زي ما قولت ل حضرتك هي إتعرضت لصدمة. وساعات كتير العقل لما يحس أنه مش هيقدر يستوعب الصدمة ف بيحمي نفسه وبيلجأ للهروب...
-مسح سامح على وجهه ب عنف. وتشدق ب نبرة متوجسة: طب. طب والحل!
-لازم يكون عندها حافز عشان تفوق. زي ما دخلت ف ثبات زي دا. بسهولة لما نقدر نحمسها للرجوع ودا متوقف عليك
-أماء برأسه وقال: لو فيه مستشفى أحسن أوديها؟

-مط الطبيب شفتيه وقال: معتقدش إن أي مستشفى هتعمل أكتر من مستشفى تانية. الحالات دي بتتوقف على المريض هو اللي بيعالج نفسه ب نفسه. بس أفضل إنها تتنقل القاهرة عشان هتحتاج لعلاج نفسي.
تجلت نظرات الصدمة على وجه سامح. ليُطمأنه الطبيب ب كلمات
-متقلقش يا سامح باشا الموضوع وما فيه إنها لما تصحى هتعاني شوية من اللي حصلها ولازم تلاقي رعاية نفسية. وحضرتك ليك دور ف كدا
-اشار لنفسه ب تعجب: أنا!

-أيوة حضرتك. أنت عارف إيه اللي حصل وأنت هتحكي كل حاجة ل الطبيب المعالج وهو هيقدر يقيم الوضع...
نهض سامح وخرج دون حديث. سار ب خطى تائهة لا يكاد يُصدق ما حدث. شعر الأرض تُميد به ف جلس على أقرب مقعد و وضع رأسه بيت يديه وقرر أنه لن يعلم أحد بما حدث وسيقوم ب أخذها إلى القاهرة لإتمام دورة العلاج.

-طب وعرفت توصلها يا معلم وبعدين!
-نفث تلك السحابة الرمادية وقال ب هدوء مستفز: أصبر. كل ما تصبر كل ما الفاكهه تستوي.
ثم سكت يسبح في أفكاره عن تلك الدقائق الذي بث فيها الرعب لدى روجيدا وكم بدت قوية. وهو يتسهوى تلك القوى.
لم يستطع إنكار هالة الثقة الواهية التي تُحاوطها ب الإضافة إلى جمالها الفتاك و فتنتها المُهلكة. إنتشله من أفكاره التي بدأت تتخذ مُنحنى أخر صديقه الذي قال.

-طب عملت إيه لما روحت القصر؟
-أجاب ب غموض: شوفتها
-عقد صديقه ما بين حاجبيه وتساءل: بسنت!
نظر له جلال ب صمت ثم تحدث ب مكر
-طبعًا دي كانت هتموت ف جلدها لما شافتني. بس هي كانت على النقيض
-قصدك مين!
-أجاب وقد علت إبتسامة شيطانية وجهه: مرات جاسر الصياد.
فغر صديقه فاه ب دهشة ليُكمل حديثه دون أن يُعيره أي إنتباه
-جمال إيه! و حلاوة إيه! البت تحل من ع حبل المشنقة.

-حدثه صديقه ب إمتعاض: طب وبسنت؟ يعني أنت هتسيب بسنت وتاخد مرات جاسر!
ضربه على مُؤخرة رأسه ب خفة ورد عليه ب خبث
-بسنت مين اللي هسيبها. بسنت ملكي وبتاعي ومسيرها تجيلي راكعة. بس مفيش مانع تنسلى
-بمعنى!
-أجابه وقد بدأ لُعابه يسيل: بمعنى هقضي معاها ليلة إتنين تلاتة ع حسب أما أشبع منها. رغم إنها ميتشبعش منها أبدًا.

نهضت ك من لدغتها أفعى وإبتعدت خطوتين وقالت ب توتر
-جاسر. حبيبي. أنت أكبر من أنك تعاقب عيلة زيي
نهض جاسر وهو يرمُقها ب تسلية. ثم خطى بضع خطوات في إتجاهها وهي ترجع أختها إلى أن وصلت إلى الحائط مُستندة عليه. ليقف أمامها على بُعد إنش وهو يقول ب خبث يتقطر من بين شفتيه
-دلوقتي قلبتي عيلة! ثم إنك رحبتي ب الفكرة وأنا مبحبش أرجع ف كلامي
-جاس.

-وضع يده على فاها وقال ب مزاح: بلا جاسر بلا بطيخ. إحنا بنتفق ف صفقات هضيع أمم لو محصلتش
-تخصرت بيدها وقالت ب سخرية: والله! هي المشكلة عويصة أوي كدا
إقترب تلك الخطوة حتى بات مُلتصقًا بها. إستند بيده على جانبي وجهها وقال ب حرارة
-المهم الإتفاق. هتديني بوسة ع كل جون جبته فيكي
-توسعت عيناها دهشة وهي تقول: عاوز تاخد عشرين بوسة يا مفتري.

-ف تشدق هو ب مزاح: بزمتك مش مكسوفة وأنتي بتقوليها! وكنتي عملالي فيها كريستيانو رونالدو من ربع ساعة. عشرين-صفر يا روجيدا! دا أنتي لو سايبة الجون فاضي مش هجيب فيكي كدا
-لوت شدقها ب ضيق ثم قالت ب تذمر: ما أنت كنت عمّال تشتتني
-مال هو هامسًا: ما أنتي كنتي بتشتتيني برضو ب اللي أنتي مش لابساه دا وكسبت برضو
تضرجت وجنتيها ب خجل و لم ترد. بينما حثها هو على الحديث مُكملًا ب وقاحة.

-يلا إبدأي يا إما أبدأ أنا. وصدقيني مش هتقتصر ع البوسة بس
-صرخت ب وجهه ب حنق: يا وقح
-أماء ب رأسه مُؤكدًا: وسافل وأمي معرفتش تربيني. ف يلا بدل أما أبدأ أنا
-ف هتفت مُسرعة: خلاص حاضر. حاضر. بس. بس غمض عينيك
-رفع أحد حاجبيه ب عبث وقال: من أمتى وأنتي بتتكسفي كدا يا روجي؟
-زمت شفتيها ب ضيق ثم قالت ب حدة: هتغمض ولا يفتح الله
نظر لها ب غموض جعل قلبها يتراقص هلعًا. ثم تشدق ب مكر لم تلمحه في صوته
-هغمض.

وبالفعل أغمض عيناه. لترتفع على أطراف أصابعها ف لامست شفتيها أطراف شفتيه. لم يُمهلها هو لتُكمل ما بدأته ف أخذ هو يُقبلها ب شراهه وكأنه لم يقترب من مُعذبيته مُنذ سنوات. تحركت يداه لتُحيط خصرها والأخرى خلف عُنقها. دقائق وإبتعد وكلاهما يلهث. إستند بجبينه على جبينها ثم قال ب تهدج
-نخش بقى على يفتح الله
-صرخت ب إعتراض: لااااااااا.

ولم يُمهلها أكثر ل الإعتراض. ف كان قد حملها وإتجه ناحية أريكة ما وشرع في يفتح الله.

دلفت السكرتيرة تُنبئه ب وصول أحدهم ليقول صابر ب تعجب
-مقالتلكيش مين؟
-هزت رأسها ب نفي وقالت: لأ يا مستر صابر. أدخلها!
-أشار ب يده وقال ب فتور: دخليهل
خرجت السكرتيرة ثم عادت بعد ثوان ومعها الضيفة ودلفت السكرتيرة إلى الخارج. ف قال صابر دون أن يرفع نظره من الأوراق التي أمامه
-لو سمحت بسرعة عشان مش فاضي
إبتسمت من زاوية فمها. ثم تقدمت منه وجلست على المكتب وقالت ب سخرية.

-مكنتش متوقعة إن أول زيارة ليا ف مكتبك هتبقى تقيلة ع قلبك كدا
ترك القلم من يده ب دهشة. ثم رفع أنظاره لها ب بطئ بدئًا من قدميها التي تُؤرجحها ب تسلية إلى ثوبها اللعين الذي زادها فتنة وإثارة ب لونه الأرجواني والذي يُلائم لون بشرتها.

يصل إلى أعلى رُكبتيها ذو أكمام عريضة وفتحة عنق ضيقة ولكن ذو ظهر مكشوف. صعودًا إلى شفتيها المُغوية المُلطخة ب اللون الخوخي وعيناها المُكحلتين لتبرز قدحي القهوة ب طريقة مستفزة...
إنتفض سريعًا من مجلسه وهو يرى تلك النظرات المُتسلية التي تُرمقه بها. لتقول ب مزاح
-هو أنا حلوة أوي كدا!
-إبتلع ريقه ب صعوبة وهو يقول: هو ليه مسموكيش فتنة. إغواء! إيه اللي بتعمليه فيا دا؟

ضحكت ب رقة أرسلت ذبذبات في سائر جسده جعل خافقه يقرع ك الطبول. إقترب منها ثم قُبل باطن يدها وقال ب تهدج
-بسنت لو مبطلتيش ضحك مقدرش أوعدك إني أمسك نفسي
-لتقول ب لهجة غريبة عليه وعليها: أنا واثقة أنك مش هتأذيني
إرتفع حاجبيه ب دهشة ولكن إرتسمت إبتسامة على وجهه ثم قال ب نبرة هائمة
-ما هو عشان كدا لازم متطلعيش حلوة. أنا الشيطان عمال يرفرف فوقي وأنا عمال أقول اللهم أغزيك يا شيطان. بس شكله كدا هو كمان مُعجب.

قهقهت بسنت جعلت الإبتسامة تتسلل إلى وجهه لتقول وهي لا تزال تضحك
-يا جدع إمسك نفسك مينفعش كدا أومال
-أحم وهو ينفع قدامك حاجة دا لو حجر كان زمانه داب. داااب يا بشر ما بالك أنا بقى؟
ثم جذب يدها ليجلسا على تلك الأريكة ليسألها ب جدية
-بجد بقى في حاجةعشان كدا جيتي؟
-أجابت ب نفي: لأ مفيش بس حبيت أشوف رد فعلك لما أجي أزورك لأول مرة ف مكان شغلك
-وضع يده على خده ثم قال ب هيام: وعجبك اللي شوفتيه!
-جدًا.

-سألها ب إهتمام: فطرتي؟
-إبتسمت وقالت: منا جاية أعزم نفسي معاك ع الفطار
نهض ثم جذب يدها وقال ب إبتسامة عذبة
-حيث كدا يلا نفطر
-أومأت ب حماس: يلا
تحركت خطوتان بينما ظل صابر واقفًا. ليجذبها من يدها قبل أن يقول ب غموض
-أسف يا بسنت
وقبل أن يتسنى لها الإستفهام. كان يحتضنها ب قوة. كأنه إعصا يحتضنها. ثم أبعد رأسها وقبّل جانب شفاها مُطولًا.

وإبتعدت عنها ليجدها مُغمضة العينان. وحمد الله في نفسه لو كانت رأت نظرة الرغبة في عيناه لخرت صريعة بين يديه. جذب يدها وهي تسير خلفه ك المُغيبة.
دلفا إلى الخارج وعلى وجهه صابر إبتسامة عذبة تُزين ثغره وغافل تمامًا عن تلك الإبتسامة التي تتسلل إلى ثغر تلك الحورية التي تسير خلفه...

أمسك جهاز التحكم وقام برفع درجة حرارة المُكيف لكي يُسري الدفئ في جسدها. قذفه ب إهمال ثم إستدار لها وإستند ب رأسه على قبضته و بيده الأخرى تعبث في خُصلاتها.
جذب ذلك الغطاء الصغير الموضوع في أحد أركان الأريكة ودثرها به جيدًا. ثم عاد لوضعيته الأولى. أخذت عيناه تسير ب شغف على ملامحها وكأنه يحفرها بداخله. ولم يشعر ب تلك الدمعة التي فرت من مُقلتيه عندما تذكر مُعاناتها معه و ما تُعانيه من قسوته...

شقت تلك العبرة طريقها إلى وجنتها ف تحرك جفنيها ب عصبية دون أن تستيقظ. ليُزيلها هو سريعًا ثم تمدد ب جانبها وجذب رأسها على صدره. ثوان ثم تحدثت ب صوت ناعس
-إيه يا حبيبي منمتش ليه؟
-أبعد خُصلاتها ثم قال قال ب حب: بتفرج عليكي يا قمر
إعتدلت في نومتها ثم إستندت ب كِلتا يديها على صدره ثم قالت ب رقة
-وعجبتك؟
-أحاط ظهرها وقال ب عبث: دا أنت تعجب الباشا يا باشا.

ضحكت وهي تدفن وجهها في صدره ثم طبعت قُبلة صغيرة عليه. وبعدها رفعت وجهها له وقالت
-مالك يا حبيبي حاسة إنك مش كويس!
-إبتسم وهو يتحسس ظهرها العاري: مليش يا روحي. بالعكس أنا مبسوط
-امممم مش باين عليك
-رفع أحد حاجبيه وقال: وعرفتي منين بقى يا دكتورة؟
رفعت نفسها تُقبل شفتيه في قُلبة رقيقة ك رفرفة فراشة ثم نظرت في نهر عسليته لتقول
-عينيك. شكلها مش مبسوط. في حاجة شاغلة بالك.

أحاطها ب قوة أكبر وهو يتنهد ثم قال ب شرود
-كل مرة بحس إني صغير قدامك. بزعلك وأجرحك وبعدين أعتذر وأنتي تسامحيني. خايف ف يوم توصلي لدرجة إنك متقدريش تسامحيني
رفعت نظراتها تستند ب ذقنها على صدره وقالت ب نبرة عاشقة
-سبق و قولتلك إني مقدرتش أزهق من عشق بيجري ف دمي. أنت بتجري ف دمي. أنت وتيني.

-قبّل جبينها مُطولًا ثم قال: عاوزك تسامحيني ع أي مرة زعلتك فيها. ع كل مرة جرحتك فيها. عاوزك تفضلي تحبيني ومتنسنيش أبدًا
نهضت بغتة ثم قالت ب غضب
-إيه لازمته الكلام دا؟!
-جذبها مرة أخرى وقال ب حب: الكلام دا كان لازم يتقال من زمان. كان لازم أقوله لأني خايف يجي يوم معرفش أقوله
بدأت دموعها في الإنهمار وهي تُشدد من إحتضانه
-جاسر بالله عليك مش تخوفني
-عاوزك تفضلي تحبيني إوعديني
-ج.
-قاطعها قائلًا: هششش. إوعديني.

-رُغمًا عنها خرج صوتها مُتحشرج: أوعدك.
-همس هو: وأنا أوعدك أفضلك أعشقك. و أعوضك عن أي لحظة حزن عيّشتهالك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة