قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الثالث عشر

رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الثالث عشر

رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الثالث عشر

كانت قدر تبتعد عنه بخوف كبير فالشيطان بعينه يظهر في عيونه الحمراء هذة، هل هذه عيون بشر حتي؟

كانت خائفة للغاية وتحاول أن تبعده عنها بشتي الطرق ولكنه كان يقترب منها يخيفيها بعيونه وأسنانه وابتسامته المخيفة...

قدر بغضب...
أبعد عنننني، أبعد عنننني والله لو قربت مني ه...
ه. إيه يا قدر، انا قولتلك انتي قدري، وانتي جيتي في سكتي يبقي تستحملي اللي هيحصلك، مش انتي عايزة تتحديني وتروحي تقولي لبنت خالتك عني، ثواني بقي كدة...

رفع سماعة هاتفه ليردف بصوت عالي وهو يتحدث في السماعة مع شخص ما...
دلوقتي حالاً إقتلي ملاك وليد العمري هي في كلية طب جامعة...
قدر بصدمة...
إية؟ انت هتقتل ملاك؟
الشيطان وهو يغلق الخط ويقترب منها بخبث...
أيوة، ويلا بقي أنا وانتي نكمل اللي كنت ناوي اعمله فيكي...
قدر بخوف حقيقي وقد شعرت بالخطر لأول مرة والخوف على ابنه خالتها...
لا، ابوس ايديك، ابوس ايديك لا...

اقترب هي منه وبرّكت على ركبتيها أمام يد الشيطان لتردف بتوسل.
ابوس ايديك لا، ابوس ايديك، والله هعمل اللي انت عايزه بس بلاش تقتل بنت خالتي وبلاش تأذيها هي أو ابن خالتي ابوس ايديك والله ما هقول لحد.

الشيطان وهو مستمتع بتوسلاتها، ليردف بخبث وهو يمد يديه لها...
بوسي إيدي...
قدر بصدمة من شخصيته النرجسية تلك...
اي؟
زي ما سمعتي. مش بتقولي ابوس ايديك، يلا بوسي إيدي، وإحمدي ربنا أني قولتلك بوسي إيدي بس لأن غيريك عمل اكتر من كدا...
قالها الشيطان بفخر ونرجيسة وشخصية غير سوية بالمرة...
نظرت له قدر بغضب وصدمة.
انت مريض والله...
الشيطان وهو يرفع سماعة الهاتف...
حاضر بس كدا، هستعجله يموتها...

قدر بسرعة وهي تمسك يديه تقبلها.
لا لا ابوس ايديك اهو...
قبلت يديه بسرعة قبلات متكررة شعر الشيطان خلالها بالإنتشاء والفخر أن ابنه آدم الكيلاني تقبل يديه الآن وتتوسله، يا إلهي على شخصيته تلك...

الشيطان وهو يشعر بالفخر والنرجسية...
قومي يا قدري اللطيف، خلاص مش هقتلها...
قدر ببكاء وهي تقوم من على الأرض...
شكرا، شكرا والله وانا مش هقول لحد.
الشيطان بإبتسامة مرعبة...
بس يا قدري انتي لو فكرتي تقولي لحد اعمل إي بقي؟
قدر ببكاء وصدق...
لو قولت لحد اقتلني بس ابوس ايديك متأذيش عيال خالتي...
الشيطان بضحكة جلجلت المكان بصداها المرعب.

مش هأذيهم متخافيش أنا مليش صالح آذي حد فيكم بس انا بدي قرصة ودن صغيرة لإبن خالتك عشان يحرم يقف في طريق الشيطان...

قدر بإيماء...
والله هيحرم أنا هقتله لو فكر يقف في طريقك بس ارجوك انت متأذيهوش...
ضحك الشيطان بخبث عليها ليردف بمتابعة.
خسارة طلعتي بتحبيه، كنتي عاجباني بس يلا، غزااال...
قالها بصوت عالي وهو ينادي على شخص ما بالخارج...
دلف شخص ما يعمل مع الشيطان...
خدها من هنا رجعها مكان ما أخدتها واديها التليفون في الطريق تكلم ابوها تقوله كنت قافله التليفون عشان المحاضرات. لو قالت غير كدا اقتلها فوراً...

ابتلعت قدر ريقها بتوتر وخوف، ليؤمي غزال للشيطان بتنفيذ، أخذها واتجه خارج المبني بالفعل لينفذ كلام الشيطان...

بينما الشيطان نظر بعيونه التي لا تبشر بالخير إلى قدر وأثرها ليردف بإبتسامة خبيثة...
انتي قدري...
خرجت قدر من المبني وبالفعل طمأنت والدتها عليها كما قال الشيطان وبسبب خوفها وصغر سنها النسبي كانت خائفة أن يحدث شئ لإبنه خالتها بسببها ولهذا قررت الصمت عن كل ما يحدث ولكنها ستراقب الشيطان أيضاً ولن تتركه يفعل شيئاً لعائلتها، هذا ما نوت عليه قدر في مخيلتها الصغيرة...

مر شهر تلو الآخر، لم يحدث بهما أي شئ...
وها قد أتي هذا الشهر المنتظر، شهر عيد ميلاد النمرة الصغيرة إبنة آدم الكيلاني، ليصبح عمرها ثمانية عشر شهراً وأخيراً ستكمل الثمانية عشر من عمرها وهي في السنة الأولي من الجامعة...

كانت قدر تستعد في غرفتها لتنظيم حفل ميلادها الثامن عشر، بصحبة مي صديقتها المقربة والتي أتت إلى القصر تساعد قدر وتحتفل بها...

قدر بضحك وقد بدأت نسبياً تتعافي من ذكري هذا اليوم مع الشيطان...
تعالي يا مي نصور ستوري انستجرام في الحفلة يمكن ننافس ياسمين صبري ولا حاجة...

مي بمرح...
قصدك بنت ياسمين صبري بقي ما ياسمين كبرت دلوقتي...
قدر بضحك...
أيوة صح...
ظل الإثنان يمرحان ويضحكان بإنتظار الضيوف والمدعوين إلى الحفل وقد كان الحفل عائلياً مقتصر على العائلة فقط أعده سيف ويوسف من أجل اختهما وساعدهما آدم الكيلاني وروان حتى يعبرا عن حبهما لإبنتهما النمرة الصغيرة...

روان بضحك وهي في غرفتها تستعد للحفل...
هو انت يا آدم باشا مش هتكبر ولا اي، هو كل ما ألبس حاجة تقولي لأ؟ باشا خلاص احنا كبرنا والكار دا معدتش كارنا...

آدم بغضب شديد...
الكلام دا عند امك الله يرحمها، اقلعي اللي انت لابساه دا والبسي حاجه واسعة ومتحطيش أم زف-ت ميكب على وشك كفاية وشك مورد لوحده الأيام دي ومش عارف اوديكي فين ولا عارف مالك بتحلوي كدا...

روان بمرح وهي تقترب منه...
أهو بوش أمك دا تروح تحكم في المنتخب هيعينوك بدل بكاري جساما عشان انت اكتر حد بيدي إنذارات وتهديدات في التاريخ يا آدم يا كيلاني، ما تسبني البس اللي أنا عايزاه يا راجل...

آدم بضحك وهو يهز برأسه يميناً ويساراً...
لما يبقي عندي قرون هبقي اسيبك تلبسي اللي انتي عايزاه يا حبيبتي لكن أنا لسه مركبتش قرون...

روان بخبث وهي تبتسم بمرح...
مركبتش قرون معايا لكن مع بنتك عادي صح؟
آدم بغضب...
انتي شايفة كدا يعني؟ طب اي رأيك بقي أن عشان الكلمتين دول لا انتي ولا بنتك هتشوفو الشارع تاني ومفيش عيد ميلاد هيتعمل...

روان بضحك...
أنا قولت اقصف جبهتك عشان انت شادد معايا لوحدي إكمني مليش حبيب ولا قريب ولا غالي...

آدم بغضب...
بس يا روان عشان زعلتيني، بسسسس...
روان بضحك...
هو اي اللي بس انت بتنادي على قطة كل شوية بس بس بس!
آدم بغضب...
أنا ماشي...
روان بمرح وهي تجري خلفه...
خد بس يا سعد الصغير، خود اقولك، خووود ياااض...
وعلى الناحية الأخري في غرفة يوسف الكيلاني...

ابتسم يوسف وهو يرتدي ملابسه وقد قرر اليوم أنه سيعلن عن خبر مهم ينتظره بفارغ الصبر منذ أشهر، اخيراً أعد يوسف وجهز المكان وكل شي لمكتبه الجديد وعمله الجديد المستقل الخاص...

كان سعيداً للغاية وهو يرتدي ملابسه، فكر في شئ ما آخر كان يدور بعقله في الآونه الأخيرة أيضاً ولكنه قرر تأجيل هذا إلى حين بداية عمله الخاص وبما أنه جهز كل شئ تبقي فقط الموظفين الذين سيعملون معه، حان الوقت لإختيارهم...

سيف وهو يقتحم الغرفة على اخيه بمرح...
اي ياض الحلاوة دي دا احنا نخطبلك بقي...
يوسف بإبتسامة وسيمة...
قريب صدقني، اخلص بس بداية مشروعي وهتتفاجئو بيا بقولكم أنا عايز اخطب...
سيف وهو فاغر فمه بصدمة...
اي؟ انت بتتكلم جد؟
يوسف بإيماء وابتسامة وسيمة أظهرت غمازات فكيه الشقراء...

أيوة زي ما سمعت كدا، في شركة كبيرة من الشركات اللي بتتعامل مع شركات النمر عايزة تتبني مشروعي كبداية، وبصراحة أنا عايز اكبر مشروعي ومكتبي وعشان كدا هخطب بنت المدير وهو اصلا عامل كدا عشان عايزني لبنته، وانا معنديش مانع عشان هتبقي بداية شراكة كبيرة واسم كبير لمشروعي...

سيف بغضب وهو ينظر لأخيه...
انت عبيط في عقلك؟ انت بتخطب عشان مشروعك؟ عايز تتجوز عن شغل مش عن حب؟

يوسف بعدم اهتمام...
أنا مش من النوع اللي يحب، أنا أهم حاجه عندي الشغل، أنا مش تافه زيك انت واختك...

سيف بغضب.
علي كدا بقي ابوك تافه لما اتجوز أمك عن حب؟
يوسف بغضب.

لا طبعا، بس كل واحد ليه شخصيته أنا ميتفرضتش عليا احب ولا لأ، أنا كفاية عليا شغلي أحبه وأكبره واديه كل وقت عشان ميتقالش عليا إبن الكيلاني، لا أنا عايز اكون يوسف الكيلاني، يوسف اللي الكل يتمني يشتغل معاه ومع شركته زي ابوك كدا بالظبط لنفسي واسمي مش عشان ابن النمر، وعشان كدا قاموسي مفيهوش حب، فيه شغل وكفاح ومستقبل قدامي مش عايز أعطله، وبعدين مين عارف يمكن بكره أحب البنت دي...

سيف وهو يقوم من مكانه بغضب من أخيه...
انت حر، بس انت اصلا لحد دلوقتي حتى مش عارف اسم البنت اللي هتخطبها، تقوم تقولي يمكن احبها؟

قالها بسخرية منه وغضب وخرج من الغرفة تاركاً أخيه يستعد دون اهتمام بأي شئ سوي التركيز على هدفه
فماذا سيحدث له يا تري؟
وعلى الناحية الأخري في الغرفة...
كانت قدر تضحك من قلبها هي وصديقتها مي وتقومان بتصوير بعضهما بفلاتر مضحكة، لإضاعة الوقت إلى حين بداية الحفلة أو حضور الضيوف...

كانت قدر ترتدي فستاناً اسود اللون يليق ببشرتها القمحية كأبيها النمر، فكان الفستان ينساب على جسدها بطريقة رائعة وجذابة لمن ينظر إليها...

مي بمرح...
ايه الحلاوة دي يا قدر، اراهنك انك هيجيلك عريس انهاردة؟
قدر بمرح وسخرية...
اه صح، بصي هبظ من الحلاوة شايفة المنحنيات الأنثوية اللي في جسمي حلوة ازاي دا انا هوقع 100 واحد في حبي انهاردة، انتي عبيطة يا مي؟ هو أنا فيا اي ملفت بزمتك؟

مي بمرح.
يا اختي حلوة مش احسن ما تكوني كلك على بعضك ملفته. خليني ساكته...
ضحك الإثنان على جسدهما فواحدة جسدها نحيل للغاية دون أي منحنيات تذكر، والثانية جسدها سمين متوسط وغير ملفت للنظر، ولكن ما يميز مي حجابها الجميل رغم أنها ترتدي الحجاب على بناطيل وغيره مثل معظم البنات إلا أنها ترتديه وهو بالفعل رائع عليها...

طرقات على الباب أخرجت مي وقدر من حديثهما...
قدر بمرح.
ادخلي يا ماما...
دلف سيف ليردف بمرح...
قلب ماما جهزت ولا لسه باح الفل والله باح الخير...
قدر بغضب وهي تضحك.
ييي على دمك مبتفوتش حاجه الا لما تتريق عليها يا يوسف، تعالي ادخل...
سيف وهو ينظر إلى مي بصدمة فلم يكن يعلم أنها موجودة هنا كان يتصرف بطبيعته ولم ينتبه لها...

مي بضحك وهي تنظر إلى سيف...
اي مالك باصصلي ليه؟ تحب اديك على دماغك زي ما اديتك على دماغك قدام كليتك يا بتاع معقدة؟

قدر بعدم فهم...
نعم؟ امتي دا؟
ششش هو فاهم...
نظر سيف إليها مطولاً، ثواني وإبتسم ابتسامة جانبية وسيمة وخبيثة بعض الشئ فهو يجمع بين صفات روان المرحة وآدم الخبيثة والألعوبانية...

نظر إليها ليردف بخبث...
ازيك يا انسة، معلش مخدتش بالي من وجودك بس نورتي العيد ميلاد، ثانيا انتي مش معقدة ولا حاجة بس هو بصراحة مبيفهمش عشان ساب الملبن اللي معاه ومقدروش...

مي بغضب...
نعم؟
سيف بخبث...
أنا بتكلم على نورسين صاحبتك مش عليكي، الا صحيح هي فين؟
مي بغضب...
امشي ياض من هنا، نورسين اي وزفت اي...
سيف بخبث...
أصلها بصراحة عجبتني يا قدر تحسيها هبلة كدا وعلى نياتها...
قالها وهو ينظر إلى مي بخبث ووسامته اقتحمت قلوب كل من رأوه، ماعدا هي!
اغلق الباب ونزل إلى الأسفل وهو يبتسم بخبث ومرح على صديقة قدر تلك...
بينما بالأعلي...
قدر بضحك وهي تتحدث مع مي...

سيبك من الاهبل دا وتعالي ننزل أنا سامعة صوتهم تحت جم تقريباً...
مي بإيماء وعدم اهتمام...
ماشي يلا...
بالفعل خرجت كلاً من مي وقدر من الغرفة متجهين إلى الأسفل حيث حضر الجميع لحفلة العيد ميلاد الخاصة بها من ضمنهم تميم وملاك ووليد واسراء اسلام السيوفي وندي عمتها وياسمين وجاسر والآخرين مع مجموعة هدايا كبيرة لها خصيصاً...

نزلت قدر وهي ترتدي الفستان الأسود الفحمي هذا وقد فردت شعرها البني الموروث عن والدتها، ليتدلي إلى خصرها بشكل جذاب للغاية، ووضعت الميكب اللذي جعلها ساحرة وجذابة وخصيصاً الكحل في عيونها الخضراء تلك جعلها جنة لمن يبغي الجنة...

لفتت قدر انتباه الجميع بجمالها الساحر هذا وأنها بدأت تكبر وتكون فتاة كبيرة وليست طفلتهم كما كانوا يرونها...

بينما هناك شخص من وسط الحضور كان ينظر لها بإنبهار وكأنه يراها للمرة الأولي، لم يلاحظها في حياته بل كانت كأخته الصغري طيلة حياته لم تعجبه ولم يراها الا طفله، بينما اليوم ولأول مرة يراها تميم وليد العمري أنثي في غاية الأنوثة...

نظر لها ولفستانها ووجهها وشعرها مطولاً بإنبهار ليردف بمرح...
اي الحلاوة دي اي دا اي الطعامة دي! انا اول مرة اخد بالي انك حلوة كدا يا قدر...

قدر بضحك ومرح وهي تراه أخيها...
طب خد بالك بقي بعد كدا عشان انا طول عمري حلوة وبلاش تقولي اي الحلاوة دي اي دا اي الطعامة دي عشان بكره الأغنية دي اصلا وبكره الواد دا اصلا...
اللي بيغنيها...
تميم بضحك...
لا بجد اصلك حلوة اووي...
ما خلاص يا بابا مش فرح امك هو...
كانو يتحدثون سوياً بعدما سلّمت قدر على العائلة بأكملها...
ثواني وسمعت قدر صوت شخص ما يناديها من خارج القصر...

نظرت قدر خارج القصر لتتفاجئ بالجنايني ينادي عليها...
اتجهت قدر بإبتسامة إليه وقد انشغل الجميع بالسلام على بعضهم البعض...
ازيك يا عمو، خير؟
الجنايني بإبتسامة...
في واحد يا بنتي إداني الهدية دي دلوقتي برة القصر وقالي أنها ليكي بمناسبة عيد ميلادك كل سنه وانتي طيبة...

قدر بعدم فهم...
واحد؟ واحد مين؟
معرفش يا بنتي افتحيها شوفي...
فتحت قدر الهدية أو الصندوق الذي يحتوي على هدية لتفتح عيونها من الصدمة وقد صرخت بقوة حتى كاد يغشي عليها من هول الصدمة مما رأت...

انتبه تميم إليها والي صراخها ليجري إليها بخوف وهو لا يفهم ما حدث، ثواني وصدم بشدة هو الآخر حتى توقفت الدماء عن السير بعروقه وهو يري أمامه بداخل الصندوق الهدية اخر شئ توقع رؤيته طيلة حياته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة