قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل الثامن

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل الثامن

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل الثامن

رضوي بفزع وهي تتراجع عندما رأته: اسامه، لااا
إقترب منها بخبث دفين خلف قناع الإستغراب: انا مش اسامه اهدي اهدي...
رضوي وقد بدأت تهدئ قليلا فقد تذكرت أنه مجرد شبيه: ا، انا اسفه جداا، ا، أصل...
اسامه بخبث: انا اسمي علاء متولي جارك هنا، انتي في الدور الكام!
رضوي بتوتر وخوف شديد منه فما زال بالنسبه لها يشبهه: ف، في الخامس...

اسامه بخبث: انا في الرابع لو احتجتي اي حاجه انا جنبك، صمت ليتابع بتمثيل، بس مين اسامه اللي انتي خايفه منه اوووي كدا وكل ما تشوفيني تخافي بسببه!
رضوي بهدوء: مفيش يا فندم، انا اسفه جداا اني عطلتك...
اتجهت رضوي للمصعد واغلق الباب عليها أمام نظراته الخبيثه والمتوعده بالكثير، ثواني وصعدت إلى شقتها...

اتجهت رضوي لغرفتها وأخرجت صورة والديها...
رضوي ببكاء: سامحوني انا اللي غلطانه وانا السبب في موتكم، ارجوكم سامحوني انا فعلا محتاجاكم اوووي...
قبلت الصورة لتردف ببكاء: الله يرحمكم يا رب...
أعادت رضوي الصورة مكانها وجلست تبكي بشدة على ما مضي وعلى كل شيئ في حياتها، لا تستطيع اتخاذ قرار بشأن علي، لا تستطيع أن تفتح قلبها مجددا...

رضوي في نفسها بحزن شديد: لا، كفايه كدا يا رضوي، لتتابع ببكاء، أديكي شوفتي اللي حصل من ورا الحب، وعد لنفسي مش هفتح قلبي تاني لأي حد، كفايه كدا كفاااية...

لا ترحلي، فأنا أواجه إكتئابي بكِ،
خرجت روان من الحمام تتلفت حولها بحذر، ثواني ووجدت من يقبض على خصرها بشدة لتصرخ من الخوف...
آدم وهو يديرها إليه بخبث: انتي فاكره اني هسيبك كدا من غير عقاب!
روان بخوف وهي تحاول الإبتعاد: عقاب ايه بس، استهدي بالله كدا يا ابني انا مش في سته ابتدائي...
آدم وهو يحاول كتم ضحكاته على شكلها الذي أصبح مثل الطماطم...
ليردف بجدية زائفة: ممكن بقي اعرف ليه نزلتي بالفستان دا!

روان بغضب وتحدي: ملكش دعوة...
آدم بغضب وقد بدأت عيونه تتحول للأسود: روااان، انتي كدا بتزودي العقاب على نفسك...
روان بخوف وتعثلم: ع، عشان عاجبني، ق، قولت اكيد هيعجبك...
آدم وهو ينظر للفستان الملتصق على جسدها الأكثر من مغري، ليحمحم بنفاذ صبر، وفي داخله يلعن جمالها الأكثر من رائع وجسدها الأكثر من مغري، فلا يدري إلى أي مدي قد يصبر عليها أكثر من ذلك...

نظرت له روان ببرأة وهي لا تدري ما يفكر به هذا السافل...
لتردف بمرح: ايه يا ابني هو الموضوع محتاج تفكير كدا عشان تقولي رأيك في الفستان!
آدم وهو ينظر لعيونها بخبث: عاوزة رأيي!
روان بإيماء وبرأة: أيوة اومال انا...

قطع آدم اخر كلماتها في قبله عنيفه وهو يكبل خصرها اللعين بذراعيه، لتشهق روان بصدمه وهي تحاول الإبتعاد عنه ولكنه قد أطبق على كل جسدها، ظل آدم يقبلها بعنف شديد وكأنه يعاقبها على ارتداء هذا الفستان اللعين الأكثر من رائع، ثواني وتحولت قبلته لتصبح رقيقه تحتضنها برفق وكأنه يريد أن يخبرها كم هي شهيه وبريئة للغاية وكم يعشق هو هذا...

أما هي كانت كالمغيبه بين يديه، لأول مرة تجرب تلك المشاعر والأحاسيس بداخلها، لأول مرة تحدث اشياء غريبه بداخلها على يد هذا الآدم، لأول مرة يتحرك هذا القلب ليدق مسرعاً عند رؤيتها له وعند اقترابه منها، لم يحدث هذا مع اي شخص حتى اسلام السيوفي!

دون شعور منها كالمخدرة لفت يدها حول عنقه تبادله تلك المشاعر التي عصفت بكليهما، ليحملها آدم وما زال يكبل جسدها بيديه، ابتعد عنها عندما علم بحاجتها للهواء قليلاً ولكن قبل أن تفيق من صدمتها وقبلتهما، اتجه آدم بوجهه إلى عنقها، لتشهق هي بصدمه وهي تحاول الإبتعاد عنه، ولكن آدم سبقها ليشد شعرها بيده وهو يقربها منه ليمطرها بوابل من القبلات على عنقها الطويل الذي يجذبه بشدة، لتحاول هي الإبتعاد بخوف شديد من أن يتطور الأمر لأكثر من هذا، لم تستطع روان أن تبعده عنها إنشاً واحداً، لم يكن أمامها سوي ان تضربه بقدمها في ركبته، ليفيق آدم من غيبوبته هو الآخر وينزلها أرضاً...

روان بغضب ووجهها احمر متوهج بشدة: انت، انت قليل الادب وسافل وحقير...
نظر لها آدم بتوهان في عيونها ووجهها الساحر وكل شيئ بها، رأت هي في عيونه الرغبه وكأنه مغيب عن الواقع، علمت أنها أن لم تبتعد عنه سينقض عليها كالأسد الجائع لفريسته...

لتجري هي مسرعةً بخوف من أمامه وهي تتجه لغرفه الثياب لتغلق الباب بخوف شديد، وهي تتنفس بسرعةً وخوف ومشاعر أخري لا تعلم معناها...
تحسست روان شفتيها بإستغراب شديد من نفسها، لم بادلته القبله وهو خاطفها وعدوها والمفترض أنها تكرهه، لم تشعر أنها تعشق قبلاته تلك، لم تلك المشاعر من التناقضات بداخلها...

لم تجد روان اي اجابه على مشاعرها تلك، لتتنهد بحسرة ثم اتجهت لتبدل هذا الفستان اللعين الذي ندمت بشدة على ارتدائه...

أما هو بالخارج، كان ليس بأقل منها حيرة وتشتت، أليست تلك من تحدتك ووقفت بوجهه آدم الكيلاني الذي يهابه الجميع!
أليست تلك من تجرأت ووقفت بوجهك وعاندتك!
أليست تلك من قالت لك انها ستعود لإبن السيوفي بمجرد أن تطلقها!
عند هذه النقطه وإسودت عيون آدم بغضب شديد، ليردف بغضب وعيون مخيفه: مستحيييل، مستحيييل اني اطلقك يا روان حتى لو اضطريت احبسك هنا طول عمرك وتبقي سجينتي، عمري ما هسيبك لغيري ابداً...

خرج آدم من الغرفه بغضب ليفرغ شحنات غضبه تلك في رياضته المفضله، وهي المصارعة...

إتجه آدم إلى غرفه الرياضه الخاصه به، خلع ملابسه لتظهر عضلاته الضخمه، ثواني وبدأ يلكم في الكيس الجلدي أمامه بغضب شديد...

أما هي على الناحيه الأخري...
كانت تتنفس بسرعه وهي تحاول ابعاد الكثير من الأفكار التي عصفت برأسها، تلك المشاعر المتضاربه والتي تجعلها تشعر لأول مرة بشعور جديد لا تعرف معناه مختلط بالكراهية والتحدي، لا تعلم لماذا يدق قلبها بشدة عند إقترابه منها، عند رؤيته فقط يبدء هذا القلب الأحمق بالدق سريعاً، لم تعلم روان تفسيراً لما يدور بكيانها، ولكن مؤكد أنه ليست تحبه...

وعند تلك النقطه توقف عقلها عن التفكير...
لتردف مسرعةً بنفي: لا لا لا لا، حب ايه مستحيييل، لتتابع بتحدي، انا عمري ما هحب شخص زيه أبداً وكلها ايام وهطلق منه وارجع لحياتي الطبيعيه تاني، لتتابع بتصميم، ولو مطلقنيش قبل يوم الحفله، يبقي، يبقي لازم انفذ خطه مامته واهرب...

اومأت روان برضي عن تفكيرها الأحمق، واتجهت لتغير هذا الفستان اللعين الذي يجعل النمر مغيباً تماماً عن الواقع...

إرتدت بيجامه وردية اللون عليها رسومات كرتونيه مرحه لفتيات القوة، وقامت بلم شعرها الغجري الذي يجعل النمر يتوه مع تموجاته، لتلفه على شكل ذيل حصان...
كانت بمعني الكلمه طفله في جسد انثي، طفله بكل شيئ، ببرأتها وجمالها الطفولي، وفي نفس الوقت، إنثي تمتلك انوثه طاغيه وأسلحه دمار شامل بتلك الأنوثة...

خرجت من الغرفه تبحث عنه في كل مكان ولكنها لم تجده، اتجهت للأسفل حتى تعد لها شطيره تأكلها ولكن قبل أن تدلف إلى المطبخ سمعت همهمات وكأنه أحداً ما يضرب شخصاً أو شيئاً...

تتبعت روان الصوت بحذر وخوف، لتتفاجئ أنه يأتي من غرفه مكتب آدم...
دلفت روان بحذر إلى الغرفه ولكنها لم تجد اي شخص، ثواني وشهقت بخوف وهي تسمع الصوت مجدداً من الغرفه، نظرت في كل مكان ولكنها لم تجد اي شخص، ثواني ولاحظت وجود غرفه أخري في المكتب...

اتجهت روان إلى الغرفه ببطئ وخوف شديد، فتحت الباب لتشهق بخجل عند رؤيته عاري الصدر وهو يلكم ب كيس الملاكمه أمامه غير منتبه لها...
أخفت روان عيونها بأيديها كالأطفال وخدودها بدأت تحمر بشدة، إستدرات لتعود أدراجها ولكنها اصطدمت بالباب ليصدر صوتاً إنتبه له آدم...

نظر آدم بغضب ناحيه الباب فلا أحد يجرؤ على الدخول إلى غرفه الملاكمه الخاصه بأدم الكيلاني، ولكنه تفاجئ بها، نظر لها ليجدها تغطي وجهها بيدها وخدودها الممتلئة محمره بشدة...
ضحك آدم بخفوت على مظهرها، فهي حقاً تبدو كالأطفال، ثواني وخطرت بباله فكره، ليبتسم بخبث...

اتجه لها آدم بخبث ليقف أمامها...
آدم بهدوء خبيث: فتحي عينيكي يا روان...
روان وهي تخفي عيونها بخجل: لااا طبعااا، وبعدين فين الباب كان هنا...
آدم وهو يحاول كتم ضحكاته عليها، ليتابع بخبث: فتحي عينيكي وانتي تشوفيه...
روان بخجل شديد: طب، طب وسع كدا شويه...
آدم بخبث: انا بعيد عنك اصلا يا مجنونه...

تنفست روان براحه، وفتحت عيونها لتشهق بشدة وخجل شديد من رؤيته عاري الصدر مجدداً، لتضع كلتا يديها على عيونها بخجل شديد وغضب منه...
روان بغضب شديد: انت قولتلي انك بعيييد...
آدم بضحكة خبيثه: ما انا بعيد عنك فعلا مش قريب، ولا انتي عاوزاني اوضحلك الفرق بين الاتنين!
روان بشهقة وخجل وما زالت تضع ايديها على عيونها: انت قليل الادب...
آدم بضحك: طب فتحي عينيكي يا هبله عشان ما تقعيش...

روان بغضب: لا، م، ملكش دعوة...
مدت روان احدي زراعيها تتحسس ما أمامها وهي مغمضه عيونها بشدة ليضحك آدم بشدة من مظهرها هذا...
ثواني ووقف أمامها بخبث، لتمتد يدها دون قصد إلى عضلاته البارزة بشدة...

شهقت روان بخجل وفتحت عيونها لتصطدم به يقف كالنمر محدق بها بخبث شديد، سحبت روان يدها بخجل وجاءت لتبتعد عنه ولكنه باغتها بإقترابه منها، تراجعت روان بخجل شديد للخلف وهو أمامها يتقدم منها، تراجعت بشدة لتتفاجئ بالحائط خلفها وما زال آدم أمامها لا يفصل بينهما سوي بضع خطوات...

نظرت له ببرأه وخوف، وكأنها تترجاه بالإبتعاد...
بينما هو نظر لها بخبث شديد وتحدي، إقترب منها حتى أصبح أمامها مباشرة...
نظر في عيونها بنظرات ثاقبه وهو مثبت بصره على عيونها فقط، لتخجل هي بشدة وتخفض عيونها عنه، رفع آدم ذقنها إليه لتنظر له...

نظرت روان له بخجل شديد، ثواني ما تحول لإنبهار شديد من ملامحه الرجولية الجذابه حد السحر، تلك الأنف والذقن البارزين والعيون الخضراء المضيئه بشدة وكأنها تتوهج داخله بمزيج من النور والخضرة، وهذا الشعر الاسود الناعم الجذاب بشدة، ظلت روان تنظر إلى كل انش بوجهه بإنبهار شديد، لم تتخيل أنه بتلك الوسامه والجمال، وايضا عضلاته البارزة الضخمه مع طوله الفارع التي لم تري مثله في حياتها، فاق آدم كل معاير وصفها وكل معاير الوسامة والجمال...

لم يكن هو أقل حالاً منها...
بل كان ينظر لها بكل جوارحه، عيونها البنيه التي تشبه قهوته الصباحية، شعرها الغجري قليلاً والذي يجعل قلبه يتمرد معه، جسدها المغري للغايه بتلك الأنوثة الطاغيه، خدودها الممتئله اللذيذة للغايه، شفتاها الممتلئتان بحمره مغريه للغايه...

إستفاق سريعاً من تأملها ليعود لمخططه الخبيث...
إقترب منها وهي كالمغيبه تماماً بين عيونه، حاوط خصرها بذراعيه امام الحائط، وإقترب منها بوجهه ليصبح أمام شفتيها مباشرة، أما هي كانت كالمغيبه تماماً عن كل شيئ...
إقترب منها آدم، ثواني وأردف بخبث أمام شفتيها: عشان تعرفي اخره اللي تتحدي آدم باشا...

قال جملته وابتعد عنها وهو يبتسم بخبث شديد، لتفيق هي من غيبوبتها، ثواني وصرخت بخجل شديد: عااا انت عااا، انا مش قصدي انااا، انت، عااا...
صرخت روان وجرت مسرعةً تخبئ وجهها بيدها لتخرج من الغرفه مسرعةً، أمام ضحكاته الشديدة عليها...

كان يضحك بشدة على شكلها وصراخها هذا، وخجلها الشديد، اه لو تعلمي يا روان كم تحملت وصبرت حتى ابتعد عن تلك الشفاه التي وقعت في عشقها من النظرة الاولي!

ثواني وتنهد بإبتسامه جذابه وهو يتذكرها ويتذكر خجلها منه ويتذكر انها كالمخدرة بين يديه، إبتسامة اعتلت وجهه فهو يعلم أن هذا الشعور بداخلها الذي يحدث للمره الأولي، فهو خبير بتلك المشاعر التي عاشها من زمن بعيد، علم آدم أن روان لم تعشق ابن السيوفي كما زعمت، بل ان بدايات عشقه هو فقط تُزرع بداخلها، علم أنها لم تواجه اي تجارب او خبرات في الحب من قبله حتى مع ابن السيوفي بحكم أنه كان خطيبها، علم أنها لم تعشق اسلام السيوفي أبداً، ولكنها تعاند وتكابر بداخلها، فهي كالمخدرة بين يديه، لا تشعر بالدنيا او اي شيئ عندما تكون معه، كما أنه لاحظ مؤخراً إحمرار خديها عندما تكون معه، وعندما تراه، وعندما يقترب منها...

علم آدم في داخله أنه الرجل الأول في حياتها وأنه اول من يقبلها وأول من يدق قلبها له، إبتسم بسعادة كبيرة وفخر بداخله، ولكنه اقسم أن يجعلها تندم على تحديها له وعنادها أمامه، فهو النمر الذي لا يقف أحد بوجهه، حتى وإن، حتى وإن كان هو الآخر يدمن كل إنش بها!

لقد تجاوزتك، لكنه كان إنتصاراً حزيناً للغايه،
إتجهت لمار إلى منزلها بعد كم الأحداث التي حدثت لها في هذا اليوم، وبعد كم المعاكسات التي لقتها بمجرد خروجها من هذا المسمي بيوتي سنتر إلى دخولها منزلها، لأول مرة يعاكسها احد، لأول مرة تجرب شعور أن تكون جميله في نظر المجتمع المتهم بالشكليات فقط!

ولكن بداخلها كانت تشعر بالحزن لا الفرح، بالحزن لما ستلاقيه مستقبلاً فهي تعلم أن من سيخطبها بعد انتقامها من عمر سيخطبها لشكلها فقط، وتشعر بالحزن لأنها وعدت والدها قبل وفاته أن تصبح رجل المنزل، كيف ستوفي بوعدها وهي تحولت كلياً لتصبح لمار أخري تماماً!
ولكنها اردفت في نفسها بحزن: انتقم بس لنفسي، وهرجع لمار الراجل تاني، وعد مني لنفسي...

دقت لمار باب شقتهم بتعب...
لتفتح والدتها بإستغراب: خير يا قمر انتي عاوزة حاجه!
لمار بضحك: ايه يا ماما معقول حتى انتي معرفتينيش!
الام بصدمه: لمااار!
لمار بضحك وهي تدخل شقتهم: للدرجاتي اتغيرت يعني عشان متعرفنيش!
الام بصدمه وهي تتحسس وجهها وشعرها وتنظر إليها بإنبهار: مستحيل، ايه اللي غيرك كدا، دا كأنك واحدة تانيه خالص!
لمار بضحك: علفكرة انا مكنتش وحشه عشان تقولي كدا يسوسو!

الام بضحك: لا يا بنتي انتي طول عمرك قمر، بس انا اول مرة اشوفك كدا! انتي عملتي ايه واتغيرتي كدا ازاي! دا كأنك لمار جديدة غير اللي انا اعرفها!
لمار بإبتسامه: شكلاً بس يا ماما، انا طول عمري هفضل لمار اللي انتي تعرفيها...
ابتسمت الام بحنان وفخر شديد وفرحه اكبر بإبنتها الجديدة تلك، وكأنها ليست هي نهائياً، بل أصبحت اجمل فتاه يراها احد في حياته...

إتجهت لمار لغرفتها حتى تستريح من عناء هذا اليوم وبداخلها تصميم كبير على إكمال هذا الإنتقام ممن تسبب بجرح قلبها للأبد، ممن تحول قلبها من عشقه لكرهه وبشدة، اصبحت تمقته وتمقت وجوده، ولكن بالنهايه، الإنتقام إنتقام...

طب وبعدين يا مجدي هنعمل ايه فيها! انا قولتلها اني ههربها يوم الحفله!

مجدي بخبث: وفعلاً هتهربيها، بس مش لإسكندرية، هتهربيها للشاليه بتاعي اللي في شرم...
فريدة بإستغراب: انا مش فاهمه وايه الفرق!
مجدي بخبث: يا حببتي افهمي، آدم باشا مش هيسيب مكان تبعك الا وهيدور فيه عشان انتي اول واحدة هيشك فيها...
فريدة بشهقة: دا لو شك بس ان انا اللي هربتها هيطردني برة القصر وهخسر كل حاجه يا مجدي...

مجدي بخبث: وعشان كدا قولتلك متفكريش اي حاجه غير لما ترجعيلي، آدم مهما شك فيا عمره ما هتوصل بيه درجه الشك أن مراته عندي، وخصوصاً أنه عارف اني بعاديه في الشغل والصفقات بس...
فريدة بإيماء: تمام وانا هقولها على الخطه الجديدة...
مجدي بسرعة: اوعي تقوليلها حاجه، خليها فاكرة أنها هتهرب لإسكندرية...
فريدة بإستغراب: ليه!

مجدي بخبث: عشان لو وقعت بلسانها قدام اي حد نفضل برضه في الأمان أنها في اسكندرية، وخصوصاً انها ممكن تكون حكت حاجه لبنت خالتها اللي زارتها امبارح...
فريدة بإيماء: حاضر، مش هقولها حاجه...
إبتسم مجدي بخبث شديد وفي داخله يعد لبدء ضربته الكبيرة لأدم الكيلاني، فقد قرر مساومته على زوجته مقابل شركات الآدم، ولكن هل ستنجح خطته هو وتلك الحيه فريدة!

وفي العشق لم اري ولن اري سواكي مجنونتي،
كان غاضباً بشدة من تلك المستفزة سليطه اللسان، شعر أنه يود تكسير رأسها حتى تتعلم كيف تحادث غيرها...

لا يدري لماذا ولكن دون شعور منه إتجه عقله لذكري اول مرة رأي بها عشقه وحبه الوحيد روان، تذكر كيف كانت تعانده وتتحداه بالجامعه وتستفزه ك تلك المجنونة التي كانت بغرفته منذ قليل، زفر بضيق وهو يتمني أن يشفي بسرعه حتى يراها ولكن لماذا لا تأتي هي لزيارته، لماذا لم تزره وهي خطيبته التي يعشقها ولم يعشق سواها، شوشرة كبيرة احتلت عقله، لا يدري لماذا يشعر بشيئ مفقود في عقله، شيئ لا يتذكره، شيئ ما حدث لها ولكنه لا يتذكر اي شيئ سواها، لا يتذكر إلا أنه يريدها فقط ويرد أن تكون زوجته اليوم قبل الغد، وعد نفسه بمجرد الخروج من المشفي أن يذهب لها ويعرف ما سر عدم زيارتها له، سيعاقبها ويعاتبها أجل، ولكنه لن يتركها ابداً، هكذا حدث نفسه...

دلفت والدته عليه وهو شارد يفكر في روانه...
لتردف بحزن وضيق شديد: عامل ايه انهاردة يا اسلام!
اسلام بشوشرة: الحمد لله يا ماما، بس مش عارف ليه انا حاسس اني ناسي حاجه، في حاجه مش قادر افتكرها أو اجمع أحداثها، حاسس بشوشرة، قوليلي يا ماما فين روان ومجتش تزورني مرة ليه لحد دلوقتي!
الام بهدوء وهي تجلس بجانبه: بص يا حبيبي، انا لسه جايه من عند الدكتور، و، وقالي أن جالك فقدان في الذاكرة...

اسلام بصدمه: إيه!
الام بسرعه: بس اطمن هو مؤقت...
اسلام بصدمه: يعني ايه يا ماما، يعني أنا هفضل كدا كتير مش فاكر حاجه من اللي حصلي، طب، طب على الأقل انتي فكريني...
الام بحزن: مينفعش يا ابني انا كدا هزود التعب عليك واحتمال، بكت الأم بشدة، لتتابع ببكاء، واحتمال تدخل في غيبوبه تاني وانا مش حمل كدا، ارجوك يا ابني متسألنيش على حاجه لحد ما تفتكر لوحدك، ابوس ايديك ما تتعبش قلبي...

اسلام بحزن وقد رق لحال والدته، ليقبل يدها برفق: حاضر يا ماما، وعد مني مش هسألك على اي حاجه لحد ما افتكر لوحدي طالما أنه مؤقت...
اومأت الأم ببكاء، بينما اسلام جلس شارداً وهو يحاول تذكر اي شيئ مما مضي اي شيئ يتذكر به ما حدث أو حتى روان، ولكن دون جدوى، ليزفر بضيق...

وعلى الناحيه الأخري في منزل ادهم...
ندي بحزن: يعني خلاص يا ادهم هنسيب القاهرة!
ادهم بإيماء: أيوة انا خلاص عملت مهمتي وكمان الدكتور تامر هيرجع يتابع حاله اسلام تاني هو خلاص رجع من الأجازة اللي كان واخدها...
صفاء بفرحه: الحمد لله يا ابني، طب هنسافر أمتي!
ادهم بغصه في حلقه وهو يشعر بالحزن هو الأخر ولا يعلم لماذا: إن شاء الله بعد بكرة عشان اكون استلمت ورقي من المستشفي تاني...

ندي بحزن ولكن في النهايه حياتها هناك في الأسكندرية: خلاص هجهز هدومي، دا انا حتى مروحتش الأهرامات يبلد...
ادهم بضحك: يلا يا هبله من هنا...
ندي بمرح: يا عم اتنيل دا انت تلاقيك زعلان اكتر مني...
شرد ادهم في كلمتها، نعم هو حزين أكثر منها، ولكن لا يعلم السبب، هل لذلك علاقه بشبيهة حبيبته! هل، هل لن يراها مجددا!

نفض ادهم عن رأسه تلك الأفكار وذهب لغرفته، بينما صفاء كانت تحمد الله بفرحه على سلامه أبنائها وانتهاء تلك المده بخير، فكم كانت خائفه من تلك الحيه فريدة من أن تراها أو تعرف عنها شيئاً ولكن الآن ستعود لحياتها الطبيعيه...

ولكن هل للقدر رأي آخر!

ومن اجمل ما قيل عن العشق، وعندما رأيتك بحراً، ثُقبت سفينتي
أنتهي دوام العمل للجميع...
زفرت هدي براحه فقد كان يوماً متعباً ومليئاً بالكثير بالنسبه لها، إتجهت لتغير ملابس العمل مع صديقتها الجديدة مايا...

خرج الإثنان بعد قليل وقد ارتدي كلاً منهن ملابسها...
لتردف مايا بمرح: ايه القمر دا يا دودو، مكنتش اعرف انك بتحبي الdress!
هدي بإيماء: انا طول عمري مش بلبس الا فساتين أو دريسات واسعه...
مايا بإستغراب: ومش بتضايقك في الحركه وانتي ماشيه! أصل انا طول عمري بلبس الحجاب على بناطيل عشان اعرف اتحرك واشتغل وكدا!

هدي بفخر: بتضايقني منكرش، وبتحرك فيها بصعوبه شوية وخصوصاً في الشغل، بس كل حاجه تهون عشان الجنة يا مايا، يعني يوم ما اموت واقابل ربنا مش هيبقي الشغل أو صعوبه الحركه دي حجه ابداً عشان البس بناطيل ضيقه!
مايا بعدم اقتناع: انتي حرة بس انا شايفه انك بتصعبيها على نفسك، وبصراحه بلاحظ أن أي بيسأل مثلا شيخ عن اي حاجه يقوله حرام، يعني قوليلي فيها ايه لما البس بناطيل على بلوزة طويله شوية! بصراحه مش مقتنعه!

هدي بلباقة: اديكي قولتيها، بناطيل على بلوزة واسعه عليها!
مايا بعدم فهم: قصدك ايه!
هدي بلباقة: قصدي انك على الأقل يا مايا تبدأيها كدا زي ما انتي قولتي، نظرت هدي لملابس صديقتها الضيقه المجسمه بشدة عليها لتتابع بحزن، على الأقل زي ما انتي قولتي البسي بنطلون على بلوزة واسعه شوية، إنما بصراحه يا مايا انتي لابسه كل حاجه قصيرة ومتجسمه وأظن ان هيبقي عندي حق أما اقولك كدا حرام، ولا ايه رأيك!

مايا ببعض الحزن فقد شعرت أن كلام صديقتها على حق، لتردف بضيق: ما انا اكيد لما اكبر مش هفضل لابسه اللبس دا، انا بس بعيش سني عشان لما اكبر احس اني عشت شبابي...
هدي بنفي وحزن شديد: يا حببتي محدش ضامن عمره، انا مثلا مش ضامنه هعيش دقيقه بعد كدا ولا لأ، ما انا ممكن انزل الشارع واعمل حادثه واموت! هقول لربنا ايه! معلش اصل كنت بعيش سني!

مايا بضيق: خلاص بقي يا هدي غيري الموضوع، ما انا لابسه طرحه اهو يا ستي متكبريهاش بقي...
هدي بإيماء وقد شعرت أن صديقتها لا تريد الحديث بهذا الموضوع: تمام، انتي هتروحي دلوقتي!
مايا بفرحه: لا هستني خطيبي يجي يوصلني...
هدي بتفاجأ: انتي مخطوبه!
مايا بفرحه: أيوة مخطوبه من اسبوع...
هدي بسعادة لصديقتها: الف مبروك يا حببتي، ربنا يسعدك يا رب ويتمملك على خير...
مايا بدعاء: يا رب يا هدي...

هدي وهي تشير لإحدي التاكسيات: انا همشي انا بقي يا مايا هتعوزي حاجه!
مايا بطيبة: عاوزة سلامتك يا قمر...
ركبت هدي التاكسي لتمليه عنوان منزلها، وجلست تفكر طول الطريق في حياتها الجديدة تلك، في يوم وليله أصبحت تعمل لتعيل أسرتها، في يوم وليله أصبح لديها صديقه جديدة، صحيح انها مختلفه عن تفكيرها ولكن وعدت نفسها أن تحاول معها مراراً وتكراراً حتى تتغير مايا للأفضل...

وصلت أمام منزلها، لتنزل من التاكسي وتصعد إلى شقتها...
دلفت لتجد والدتها تنظر لها بإستغراب...
الام بإستغراب: كنتي فين يا هدي، إية اللي اخرك كدا!
هدي بكذب: معلش يا ماما أصل الجدول اتغير وبقي متأخر...
الام بإيماء: ماشي يا حببتي بس ابقي طمنيني عليكي...
هدي بإيماء: حاضر يا ماما...

إتجهت هدي إلى غرفتها وهي حزينه بشدة لكذبها على والدتها ولكن ليس أمامها حل اخر، وعدت نفسها مع اول مرتب تحصل عليه ستخبر والدها ووالدتها عن عملها الجديد، ولكنها لا تدري ما يخبئه لها القدر!

جلس احمد ينظر إلى شاشات المراقبه المتصله بكاميرات المراقبه المحيطة بأسوار قصره بلهفه وحزن شديد مختلط بالغضب والرغبه في قتل من خطف حبيبته وابنه...

احمد بغضب: يعني ايه الكاميرات كلها متعطله اليوم دا بالذات!
أحد الحراس أمامه بخوف: يا فندم في حد جالنا من الصيانه وقال أنه لازم تتعطل يوم عقبال ما يصلحوها...
احمد بغضب شديد: وأي حد يقولكم اي حاجه تصدقوها يا شوية اغبيه...
حارس اخر بخوف: يا فندم في كاميرا احنا خفيناها واحنا بنركب الكاميرات في القصر عشان لو حصل حاجه نقدر نعرف ايه اللي حصل...
احمد بإستغراب: ومحدش عارف مكانها!

الحارس بإيماء: محدش شايفها اصلا يا فندم، ولا حتى عامل الصيانه...
احمد بغضب: هاتلي اخر مراقبه عليها بسرعه...
إتجه الحارس ليفتح شاشه ما، ليتفاجئ احمد أن الكاميرات نفسها مثبته بداخل الحائط، جلس احمد ينظر للشاشة بغضب شديد وهو يري أحداً ما يرش مخدر في الجو على حراسه ليقعو مغشياً عليهم، غضب بشدة ولكن ثواني ما تحول غضبه لصدمه شديدة وتفاجئ كبير...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة