قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل التاسع

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل التاسع

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل التاسع

نظر احمد بإستغراب إلى شاشة كاميرات المراقبه، ثواني ما تحول الإستغراب إلى صدمه كبيرة، فقد رآه هو، اخو تلك الخائنه التي كانت زوجته...
نظر احمد بعيون سوداء تحرق الأخضر واليابس إلى شاشة المراقبه وقد علم جيداً أنه من خطف حبيبته وابنه، اغلق احمد شاشة المراقبه...
دلف إلى غرفته ليفتح احدي الأدراج ويخرج منها مسدس، نظر احمد إلى المسدس بغضب شديد وعيونه تتوعد بالكثير والكثير...

اتجه خارج القصر وركب سيارته ونظراته لا توحي بالخير أبداً، بل أقسم أن كل من يراه يموت خوفاً من نظراته تلك فقط، فما بالك بما يمكن أن يفعله الأحمد...

وصل بعد نصف ساعه أمام إحدى الفلل الفاخرة، نزل من السيارة ليوقفه حراس الأمن ولكنه نظر لهم بغضب...
ليردف بغضب وعيون في غايه السواد: ابعدو من وشي، يأما انتو اول الناس اللي هموتهم...
نظر له حراس الأمن ببعض الخوف، ولكنهم هجمو عليه، نظر احمد لهم بتوعد وعيون حارقه، ثواني وكان الجميع ملقين أرضا مصابين بطلقات رصاص في أنحاء متفرقة من جسدهم ولكن دون أن يقتلهم...

دلف احمد بعيون متوعدة إلى الفيلا، ليراها جالسه بملابس تكشف أكثر مما تستر وكأنها كانت تنتظره...
سارة بخبث: اتأخرت ليه انا نيمت اياد من ساعتها...
احمد وهو ينظر لها بتقزز: فين ابني ومراتي!
سارة بخبث وهي تقترب منه كالأفعي: ابنك نايم من بدري، ومراتك اهي قدامك...
مدت يدها لتفتح ازرار قميصه، ولكن كانت يده الأسرع ليقبض على يدها بغضب ويبعدها عنه...

احمد بتكرار وعيونه بدأت تسود أكثر كما الجحيم: فين مراااتي وابني، مش بكرر كلامي وانتي عارفه انا ممكن اعمل ايه...
سارة ببعض الخوف: معرفش، ك، كل اللي اعرفه إن...
قطع كلامها وهو يشد شعرها بغضب شديد ويصفعها بشدة، ليردف بغضب وعيون سوداء للغايه: فين مراااتي، فين رحماااه...
سارة بصراخ: معرفشششش معرفشششش، في واحد جابلي اياد الصبح ومعرفش فين رحمه صدقني انا بريئه...

احمد بغضب وهو يخرج مسدسه ويوجهه لرأسها، لتصرخ هي من الخوف: لأخر مرة هقولك فين رحمه!
سارة بخوف وبكاء شديد: وأقسم بالله العظيم ما اعرف، انا كنت مكلفه أمجد اخويا أنه يخطف اياد بس عشان اجر رجلك واخليك على الأقل تحن ليا تاني، لكن معرفش حاجه عن رحمه دي والله صدقني...

نظر لها احمد بشك، فمن الواضح انها تقول الحقيقه، ثواني وأردف بصوت هادئ يحمل الكثير في طياته: ناديلي اياد...

جرت سارة مسرعه لتوقظ اياد، ثواني ونزل اياد وهو يبكي بشدة وخوف من تلك الحيه...
اياد ببكاء وهو يجري لأحضان والده: بابا، انت ليه خليتها تاخدي يا بابا، وفين ماما رحمه فييين...
احمد وهو يربت على ظهر صغيره بحنان: متخافش يا إياد، محدش هيقدر يمس شعرة واحدة منك او من رحمه...

أجلسه على قدمه ليردف بحنان: اياد، انت فاكر ايه اللي حصلك وازاي جيت هنا!
اياد بإيماء: كنت بلعب بلايستيشن انا وماما رحمه وفجأه سمعنا كركبه في اوضتك، وماما رحمه راحت تشوف ايه اللي حصل بس، بس بعدها مش فاكر حاجه غير اني صحيت هنا...
احمد بعيون سوداء متوعدة: طب تعالي يا حبيبي متخفش...
أخذه احمد إلى السيارة واغلق عليه بابها، ثواني وعاد إلى تلك الحيه...

دلف إلى القصر ليجدها وقفت بخوف شديد فنظراته لا تحمل الخير ابدا...
احمد وهو يفك حزام بنطاله بهدوء: ودلوقتي بقي هتقوليلي فين اخوكي ولا...
سارة بخوف: م، معرفش انا، اااه
ضربها احمد بحزامه بشدة على كتفها...
احمد بهدوء مجددا: توء توء، مش بحب الكدب وانتي اكتر واحدة عارفه اني بكره قد ما بكرهك بالظبط...
سارة بخوف وهي تمسك كتفها ببكاء: صدقني معر...
ضربها احمد مجددا بحزامه لتصرخ هي من الألم...

سارة ببكاء: والله ما...
ضربها احمد مجددا على ظهرها بشدة أكثر من مرة وكأنه يجلدها، لتصرخ هي من الألم والخوف الشديد...
سارة ببكاء وصراخ: اااه خلاااص هقولك هقووول...
احمد وهو يبتعد بهدوء وكأنه لم يفعل شيئاً ليجلس واضعاً قدماً فوق الأخري وعيونه مخيفه بشكل كبير...
سارة ببكاء وضعف: ا، انا قولتله انا عاوزة اياد لكن رحمه مليش دخل فيها ا، إعمل فيها اللي انت، ع، عاوزة...

قالت جملتها وتكورت على نفسها بخوف شديد بعدما رأت عيونه ومظرهه الذي يوحي بأنه سيقتلها لا محالة...

أما احمد فبمجرد ما سمع جملتها تلك حتى إشتعل من الغيظ ليقوم من مكانه بغضب ويتجه لها، امسك احمد شعرها بغضب وصفعها بشدة وغضب شديد، ثواني وبدأ بضربها بشدة في أماكن متفرقة في جسدها النحيل، لم يتوقف احمد ثانيه واحدة عن ضربها وهي تصرخ بشدة حتى أغمي عليها، أما هو فلم يتوقف أبداً وهو يتخيل هذا الحقير اخوها يؤذي رحمته أو، أو اسوء...

عند تلك النقطه اسودت عيون احمد بغضب شديد، ليخرج مسدسه من مكانه ويسحب زناد الإطلاق وهو يصوبه تجاهها بغضب...

سارة بصراخ شديد: لااا، الحقوناااي، لا يا احمد ابوس ايديك، عشان، عشان خاطر رحماااه، وحياه رحماااه واياااد...

توقف إصبع احمد في مكانه فلم يجرؤ على قتلها بعدما أخبرته برحمه، وتذكر كلمة رحمه وخوفها من أن يقتل أحداً...
ارجع احمد المسدس إلى مكانه، ثواني ووقف أمامها بشموخ وعيون لا توحي بالخير أو حتى الشر، ف الشر اسوء من عيونه تلك ونظراته التي تشبه الجحيم...

احمد بهدوء اخافها بشدة: خمس دقايق لو ملبستيش فيهم هاخدك كدا...
قامت سارة تجري مسرعة من مكانها دون كلام من شدة خوفها منه...

أما احمد كان عقله وقلبه في قمه الخوف الشديد على حبيبته الوحيدة رحمه، نعم لم يعشق في حياته غيرها، لم يري في حياته اجمل من رحمته ونور حياته، أدرك الآن ان ما يحدث له هو من قيد فعله، لو حدث مكروه لرحمته فهو من يده لأنه من اضاعها بيده من البدايه، لم يحتويها من البدايه، لم يشعرها بالأمان من البدايه، بل قام بإغتصابها بأبشع الطرق ولم يرحمها، فكيف يرحمه القدر الآن وهو القاسي الذي ظلمها من البدايه، نزلت منه دموعه رغماً عنه فهو الآن يُعاقب وبشدة على خطئه مع رحمته...

هناك صمت انيق، لا يسمح لنا بالبوح مهما كان الوجع،
إتجهت روان إلى غرفتها وهي تتنفس بسرعه، لا تدري لما يحدث لقلبها هذا، لا تعلم ما هو السر، هل، هل أحبته يا تري!

ولكن عقلها صرخ بالعكس، عقلها رفض دقات قلبها، ولكنها ما زالت لا تعلم ما هو تفسير ما يحدث معها، ولماذا خفق قلبها بشدة منذ قليل عندما اقترب منها آدم...

لم تفق روان الا على صوت تبغضه بشدة...
انتي واقفه عندك كدا ليه!
نظرت روان لصاحبه الصوت لتجدها المسماه فريده هانم...
روان بهدوء: مفيش كنت داخله الاوضه...
فريدة بحذر: طب تعالي ورايا...
روان بتساؤل: فين!
فريدة بعصبيه: متسأليش نفذي وبس...
اتجهت روان خلفها وهي تسبها في سرها...

وصل الإثنان إلى غرفه فريدة لتنبهر روان بشدة، لم تري مثل تلك الغرفه التي تشبه غرف الملوك والملكات في حياتها، كانت غرفه أقل وصف عنها انها خاصه لملكه من القرن العشرين بمزيج من اللونين الفضي والذهبي، كانت رائعه مزخرفه وبشدة...

جلست فريدة على الأريكة لتردف بسخرية: ايه القرف اللي انتي لابساه دا، بقي دا منظر واحده المفترض أنها مرات آدم باشا...

روان وهي تحاول كتم غضبها: يا ست هو انتي جايباني هنا تهزقيني، انتي عاوزة ايه!
فريدة بقرف: هعوز ايه من واحده زيك، انا جايباكي عشان اقولك تستعدي كويس معدتش الا 4 ايام والحفله هتبدأ، وانتي فاهمه انا قصدي ايه...

شعرت روان بنغصه في حلقها وقلبها ايضاً، لا تعلم لماذا هذا الحزن، هل لأنها ستترك القصر للأبد! ام لأنها لن تري آدم مجدداً، عند تلك النقطه ونزلت دموعها رغماً عنها، لتخفيها مسرعه وهي تتمرد على قلبها وتتحداه فهذا هو مصيرها كما ظنت، يجب أن تتركه إلى الابد، ففي النهايه كما قال آدم، بمجرد انتهاء إنتقامه من ابن السيوفي سيطلقها إلى الابد...

هي تعلم كل هذا وتعلم أنه لا يحبها وهي لا تليق به، وكذلك هي لا تحبه، إذن لماذا يا قلبي تتمرد علي، لماذا كل تلك المشاعر المتضاربه بلا تفسير...

اومأت روان بهدوء وحزن...
لتردف فريدة بتشفي وفرحه: وكلها يومين وهبعتلك ورقه طلاقك منه...
روان بصدمه: هو، هو هيطلقني!
فريدة بنفي: لا هو هيقلب الدنيا عشان يرجعك تاني بس مش هيعرف مكانك إطمني، بس انا هخليه يمضي على ورقه الطلاق من غير ما يحس...
روان وهي تحاول التماسك: م. ماشي زي ما تشوفي، لتتابع بحزن شديد، بعد ازنك عشان الحق اجهز نفسي...
اومأت فريدة بتكبر وهي تنظر لها بإشمئزاز...

ذهبت روان وأغلقت الباب خلفها...
لتبتسم فريدة بشر: خلاص هانت يا فريده وآدم يطلقها ويتجوز اللي انا اشاور عليها...

وبالناحيه الأخري، دلفت روان إلى غرفتها أو دعني أقول غرفه آدم الكيلاني، فلم تعد تلك غرفتها...

جلست على الأريكة بصمت وهي تنظر إلى اللاشيء، ثواني وإنفجرت في بكاء شديد لا تدري سببه، بكت بشدة وقلبها يلعنها، تريد لو تذهب إلى آدم وترتمي بأحضانه وتخبره أنها لا تسطيع أن تتركه أبداً، يريد قلبها أن يخرج من مكانه ويذهب إليه ليخبره خطه فريدة، تريد البقاء بجانبه للأبد حتى لو كان هو خاطفها وساجنها ومعذبها...
ولكن لماذا تفعل هذا، أليس هو من خطفها يوم خطبتها!

أليس هو من تزوجها رغماً عنها وحول حياتها لجحيم!
أليس هو من أخبرها أنه سيطلقها بعد أن ينهي انتقامه!
أليس هو من عذبها وجرحها أمام عائلتها وجعلها تبكي كل ليله بسببه!
لتردف روان بحسرة وغضب وتحدي: لازم امشي من هنا، لازم ابعد عنه للأبد، انا بكرهه وهفضل أكرهه طول حياتي...

وبالأسفل في غرفه مكتب آدم الكيلاني...
كان يعمل على بعض الأوراق أمامه ولكن بعقل منشغل، منشغل بمن خطفت منه قلبه وعقله، كيف دخلت حياته فجأه لتغيرها هكذا في شهر واحد فقط!

كيف أتت روان لتغير حياته بهذا الشكل وبتلك الطريقه لتجعله يضحك بشدة ولأول مرة من قلبه، لتجعله يحزن لحزنها وشعوره بالذنب تجاهها، لتجعل تلك الصخره وهذا النمر يتحرك ليشعر بشعور مختلف، شعور لا يعلم تفسيره سوي أنه وقع، أجل وقع وبشدة في عشقها، يريد أن يمتلكها بكل الطرق، يريدها ملكه وحده فقط، يريدها أن تكون امامه في كل وقت وفي كل مكان، لا يريد لأحد غيره رؤيتها ولا حتى عائلته، يريدها ملكاً للآدم فقط، اقسم أنه سيقتلع أعين كل من رأتها في يوم من الأيام حتى عائلتها فلا أحد غيره يحق له رؤية هذا الملاك وهذا الوجه البريئ وتلك الطفله بجسد الأنثي التي جعلته يتعلق بها يوماً بعد الآخر دون شعور منه أصبح يدمن وجودها، أصبح يدمن عناقها وتقبيلها، أصبح مدمناً بها وبوجودها وبكل تفاصيلها...

زفر آدم بضيق من تفكيره فما زال الجزء العنيد والمتحدي منه قائما، أليست هي من تحدته ووقفت في وجهه!
أليست تلك من تجرأت وأخبرته أنها ستكسر غروره وكبريائه ولم تجرؤ فتاه في حياتها على الوقوف في وجهه!
أليست هي من أخبرته أنها تحب ابن السيوفي!

أليست هي مصدر عناده وغروره بسبب تحديها المستمر له يوماً بعد الآخر وما زالت إلى اليوم تتحداه وتقف بوجهه وكأنها تصارعه، لم يسبق لفتاه في حياتها أن تقف بوجهه النمر، لتأتي هي وتتحداه وتقف بوجهه...

قطع شروده رنين هاتفه ليرد على المتصل ولم يكن سوي صديقه على...
عاوز ايه يا زفت!
علي بضحك: علفكرة انا صاحبك يعني احترمني شويه يا عم آدم...
آدم بغيظ: عاوز ايه اخلللص...
علي بجدية: المشروع اللي احنا داخلينه مع الشركه الألمانية...
آدم ببرود: ماله!
علي بجدية: الشركه مصممه تعمل المشروع في شرم الشيخ عشان عاجبهم منتجعات الآدم اللي هناك وعاوزين من الاخر يعني يصيفو فيها هههههههه.

آدم بجدية: تمام، ظبط المواعيد وبعد الحفله هبقي اسافر انا وانت عشان المشروع...
علي بجدية: تمام يا كبير، بس ايه اخبار روان صحيح!
آدم بغضب وقد اسودت عيونه: قولت ايييه...
علي بتذكر، ليردف بخوف شديد: ق، قصدي حرم آدم باشا، ا. انا اسف نسيت...
آدم بغضب: وأقسم بالله لولا أنك صاحبي انا كنت دفنتك مكانك...
علي بخوف: انا، انا مقصدش و...

اغلق آدم الخط بوجهه قبل أن يرتكب جريمه ويقتل صديقه، ليزفر بضيق وهو يود تكسير رأس كل من نطق بإسمها في يوم من الأيام، يود أن يكسر رأس اخوها، يود لو يقتل ابن السيوفي، يود أن يقتل كل شخص نطق يوماً بإسمها، فهي حرم آدم باشا الكيلاني وليست روان، أقسم في داخله إن تجرأ أحد على منادتها بإسمها مجددا سيحطم رأسه دون رحمه، فهي دائما وابدا، حرم آدم الكيلاني...

صعد آدم إلى غرفته، فتحها ليجد روان جالسه على الأريكة تبكي بشدة وكأن شيئاً ما أصابها...
اتجه إليها آدم مسرعاً بخوف شديد عليها...
آدم بلهفة: مالك يا روان، انتي كويسه، ايه اللي حصل!
نظرت له روان بعيون محمره بشدة وخدود حمراء بشدة من كثرة البكاء، ودون مقدمات ارتمت بأحضانه تبكي بشدة وهي تتشبث به وكأنها تستمد منه الأمان...

بينما آدم وقف في مكانه كالصنم محدقاً إلى الفراغ بصدمه لفعلتها تلك، ثواني وتدارك الأمر ليحتضنها هو الآخر ويلف ذراعه حول رقبتها ف رأسها عند قلبه لقصر قامتها، احتضنها آدم بهدوء وهو يحاول التماسك قبل أن يفعل بها شيئ قد يندم عليه، ليجدها تتشبث به بشدة وتضم نفسها إليه ببكاء...

عند تلك النقطه لم يستطع آدم التحكم بنفسه، ليرفعها إليه وهو يحملها كالطفله، لم تمانع روان بل تمسكت برأسه بشدة وهي تدفن رأسها في رقبته ببكاء وتلفح أنفاسها الساخنه رقبته، اغمض آدم عيونه بشدة وهو يحاول التحكم بنفسه قبل أن يرتكب بها جنايه ويجعلها زوجته فعلا وليس على الورق فقط، بينما روان ظلت تبكي بشدة وهي لا تريد ترك رقبته أو أحضانه التي لن تكون بها مجدداً، رفع آدم شعرها الطويل الذي نزل على وجهه ليبتسم ابتسامه جذابه للغايه وهو يمرر أصابعه بين طيات شعرها الحريري بتموجاته البسيطه التي جذبته وبشدة، ظل آدم يربت على ظهرها بحنان كبير وهو حتى لا يعلم كيف فعل هذا وهو الآدم النمر الصخر. كل مسميات القوة وعدم اللين به، كيف يفعل هذا! بل كيف جعلت تلك الطفله النمر يلين من أجلها!

دون شعور منه وجد نفسه ينزلها برفق لتقف على قدمه، إمتدت يده برفق ليمسح دموعها وهو ينظر لعيونها التي أسرته بشدة...
آدم بحب دون شعور: متعيطيش أبداً، حرم آدم باشا متعيطش ابداً، سامعه...
اومأت روان دون شعور هي الأخري ودون أن تتحداه كما تفعل دائماً...
ليردف آدم بحنان شديد وهو لا يشعر بأي شيئ سواها: ممكن اعرف ايه اللي مزعل مراتي وملكة قلبي!

نظرت روان بصدمه شديدة إليه، أهذا هو آدم الكيلاني النمر، أهذا هو القاسي!
نظرت روان له بصدمه لتردف بتوتر: م، مفيش، أ، أانا...
رفع آدم رأسها لتنظر إليه، ليردف بإبتسامه جعلت روان تتوه بشده فيها وفي وسامته الشديدة تلك...
آدم بإبتسامه: روان، عاوزك تعرفي حاجه...
روان بإستغراب: ايه هي!

آدم بخبث وهو يقترب منها، لتقف هي محدقه به كالصنم، إقترب آدم من أذنها ليردف بخبث: محدش بيعرف يكدب عليا لاني بعرف كويس اوووي الكداب من الصادق، وانتي بالذات يا روان ايمن خليفه، انتي بالذات بعرفك كويس اوووي وبعرف انتي بتفكري في ايه وبتكدبي عليا ولا لأ، فأحسنلك متحاوليش تكدبي عليا لأني بعرف بسهوله...
ابتعد عنها ليجد وجهها بالكامل احمر بشدة من إقترابه منها هكذا، إبتسم آدم بخبث على شكلها هذا...

روان بتوتر: علفكرة انا مش بكدب و...
آدم مقاطعاً إياها بضحك: طب كنتي بتعيطي ليه!
روان بعناد: ملكش دعوة، هرموناتي وانا حره فيها انت مالك...
إنفجر آدم ضاحكاً بشدة على تلك المجنونة، ليردف بضحك: طب يا هبله بعد كدا خلي هرموناتك تحترم نفسها وتبطل تحضني عشان متهورش عليها المره الجايه...
شهقت روان بخجل شديد، لتردف بوجهه محمر بشدة: انت قليل الادب، اطلع بره...
آدم بضحك: علفكرة دي اوضتي...

روان بغضب: وعلفكرة انا مراتك يعني ليا النص فيها...
آدم بضحك: تمام، خليكي بقي في النص بتاعك متقربيش من هنا...
روان بعناد: لا هقرب براحتي...
آدم بضحك: يا بنتي انتي بتعاندي وخلاص متقدريش تعيشي من غير ما تتحديني وتعانديني...
روان بإيماء وهي ترفع حاجبها بفخر: عشان انا روان ايمن خليفه النمره...
إنفجر آدم ضاحكاً بشدة على تلك المجنونة، وكذلك روان التي ابتسمت لضحكته شديدة الوسامه تلك...

قطع ضحكاتهم صوت دقات الباب...
آدم وهو يحاول التماسك: احم، ادخلي...
دلفت ياسمين بمرح: هخطف منك مراتك شوية يا آدم باشا...
آدم بأستغراب: ليه!
ياسمين بضحك: ملكش دعوة حاجات بنات...
روان بمرح: انتي لسه هتستأذني، يلا...

خرجت روان مع ياسمين إلى غرفتها، بينما آدم كان ينظر في أثرها بإبتسامه جذابه للغايه، ماذا فعلتي بي يا روان حتى ادمن وجودك هكذا، يود الآن لو يكسر باب غرفه ياسمين ويسحب روانه معه ويحبسها في مكان لا يعلم به أحد سواه...

وعلى الناحية الأخري في غرفه ياسمين...
بس يا ستي أدي كل الحكايه، وكنت عاوزاكي تساعديني في إختيار الفستان اللي هلبسه...
روان بضحك: والله انتي هبله، يا بنتي دا انتي رفيعه يعني لبس البوصه تبقي عروسه هههههههه
ضحكت ياسمين بشدة لتردف بمرح: بس انتي موزه يا كيرفي انت يا عسل، تصدقي اخاف تنزلي الحفله لأنك لو لبستي اي حاجه هتلفتي النظر...
روان بضحك: طب يلا يا هبله عشان نشوف فستان حلو تلبسيه...

بحثت روان في خزانه ياسمين لتقع عيونها على فستان باللون الأسود اللامع بسيط وأنيق للغايه ومحتشم في نفس الوقت فكان ينسدل من اعلي لأسفل مما يسمي كب، وليس به أي شيئ سوي أنه اسود لامع فقط، كان بسيطاً للغايه ولكنه انيق وبشدة...
روان بإنبهار: هو دا يا ياسمين، دا جميل اوووي تحفه بجد، البسي دا...
ياسمين بضحك: ألبس ايه يا مجنونه انتي عاوزة تلبسيني اسود، ممممم ولا اقولك، خديه ليكي انتي البسيه...

روان بإستغراب ومرح: لا يا بنتي دا بتاعك انتي، مستحيييل لا لا متلحيش عليا، يوووه طب هاخده خلاص لولا بس انك حلفتي...
انفجرت ياسمين ضاحكة من تلك المجنونة: هههههههههه وأقسم بالله انتي نكته...
روان بجدية: خدي يا بت كنت بهزر معاكي...
ياسمين بنفي ومرح: طب علتلاق لتاخديه دا هيبقي عليكي تحفففه بجد...
روان بضحك: وعلى ايه تطلقي الراجل خلاص هاخده...

ياسمين بضحك: أيوة كدا اسمعي الكلام، دا هيبقي عليكي حلو جداا وكمان عشان شعرك طويل هيليق عليه...
روان بهدوء: لا مش هيليق...
ياسمين بإستغراب: ليه!
روان بضحك: عشان الهبله نسيت أن انا محجبه...
ياسمين بتذكر: اوووه معلش نسيت، بس صحيح يا روان انتي ازاي لابسه الحجاب في السن دا! يعني عيشي سنك يا بنتي وبعدين انتي مرات آدم باشا...

روان بهدوء: الحجاب ملوش سن يا ياسمين، الحجاب فرض علينا ومش عشان مرات آدم باشا اني اقلع حجابي أو اعري نفسي، صدقيني لو آدم باشا نفسه خيرني بينه وبين الحجاب هختار الحجاب، بس هو عمره ما هيعمل كدا بل بالعكس دا ممكن يقتلني لو شافني مش لابسه حجابي قدام اي حد غريب...
ياسمين بصدمة: آدم باشا! انتي بتتكلمي عن آدم اخويا!

روان بضحك: مالك ازبهليتي كدا ليه، أيوة آدم اخوكي ههههه انتي مشوفتيهوش من شوية كان هيقتل واحد من الأمن عشان مكنتش لابسه حجاب...
ياسمين بصدمه شديده: مستحيل، دا آدم اللي انتي بتتكلمي عنه دا!
روان بإستغراب: أيوة يا بنتي آدم الكيلاني، مالك كدا انبهرتي!
ياسمين وما زالت في صدمتها وهي شاردة في شيئ ما: اصله عمره ما عمل كدا مع دارين!
روان بإستغراب: دارين مين وخبيه مين!

ياسمين بضحك وهي تعود من شرودها: هههههه لا ولا حاجه، المهم يلا جربي الفستان عشان اشوفه عليكي...
روان وهي تشعر أن هناك شيئ ما تخفيه عنها، ولكنها لم تهتم، لتردف بمرح: ماشي هاتي...

اخذت منها الفستان وذهبت إلى الحمام الملحق بغرفتها لتقيسه...
وفي تلك الأثناء، دق باب حجره ياسمين، لتفتح ياسمين الباب...
ياسمين بمرح: ايه مش قادر على بعدها...
آدم بضحك: هي فين.!
ياسمين وهي تفتح الباب على آخره: اتفضل ادخل وهي شويه وهتطلع من الحمام...

دلف آدم وهو ينظر لباب الحمام على أمل أن تخرج روان الان ليأخذها إلى غرفتهم فهو إشتاق لها تلك الدقائق، بل مرت عليه وكأنها ساعات، ولا زال لا يعلم ما سر هذا الشعور...

قطع شرودة صوت ياسمين لتردف بخبث: بس محكتليش يعني ليه ضربت رئيس حراس الأمن!
آدم بغضب: عشان بص لروان، واي حد هيفكر بس يبصلها انا هموته...
ياسمين بخبث: انت بتحبها يا آدم!
آدم بصدمه من سؤالها: ها!

ياسمين بخبث: انت لو فاكرني عاميه أو مش عارفه الحقيقه تبقي غلطان، انا اختك وبفهمك من غير ما تتكلم، ومن اول يوم جبت فيه روان للقصر وانا حسيت أن في حاجه غريبه مستحيل آدم يحب من جديد وبالسرعه دي، لحد ما عرفت أن حضرتك خطفتها وجبتها هنا، بس دا كله ميهمنيش، اللي يهمني دلوقتي انت وهي يا آدم...
آدم بإستغراب: مالنا!

ياسمين بهدوء: انت وهي بتعاندو بعض، بتعاندو قلوبكم، ليه مش عاوزين تعترفو لبعض بالحقيقه يا آدم، الحقيقه اللي هي أن انتو الاتنين بتعشقو بعض مش بس بتحبو بعض...
آدم بنفي وغضب: لا يا ياسمين انتي فاهمه غلط لا هي بتحبني ولا انا بحبها...

قطعته ياسمين بهدوء: طب وبالنسبه للحجاب، ليه معملتش كدا مع دارين، ليه كنت بتسيبها تلبس اللي هي عاوزاه عادي خالص وكانت احيانا بتقعد معاك ومع كل الناس بقميص نوم يعتبر وهي كانت بس خطيبتك مش مراتك، ها تقدر تفسرلي!
آدم بشرود: معرفش، معرفش...
ياسمين بهدوء: انا بقي عارفه، ويا ريت انت كمان تعرف يا آدم قبل، قبل فوات الأوان...

قالت ياسمين جملتها وتركته جالسا على سريرها يفكر وخرجت هي من الغرفه لتنزل للأسفل، فهي أيضاً بحاجه لمعرفه مشاعرها تجاه جاسر، بحاجه لتحديد ما هو شعورها، لم تكن هي أقل شوشره وتوهان من اخيها، فكلاهما أو هي بالأخص لا تعلم ماهيه شعورها تجاه هذا المسمي جاسر عبد الرؤوف...

وبالأعلي في غرفه ياسمين، إستفاق آدم من شروده على صوت باب الحمام وهو يُفتح، ليقف في مكانه بصدمه شديدة...

لا زلت اخفي الدمع حين حديثنا...
لا زلت اخفي عنك كسره قلبي بسببك،
فتحت اسراء عيونها لتجد نفسها بالمشفي، نظرت بجانبها لتجد هيثم نائما على الكرسي بجانبها، ويمسك يدها...

نظرت له اسراء بحزن، كيف أحبته بتلك الدرجه منذ الصغر ولم تحب غيره في حياتها ويقسو عليها هكذا! كيف استطاع أن يكسر قلبها المسكين على يده، وهي من عشقته بشدة، لماذا تغير هكذا، انتظرته 5 سنوات ليأتي ولكنه لم يزرها يوماً ومن ثم أتت هي له ويكسرها بشده! لا وألف لا، سأذيقك أنواع العذاب لتعرف معني ما أذقته لي من ألم وحزن وبكاء، ومن ثم سأعشقك مجدداً لأني لم استطيع يوماً أن أحب غيريك...

سحبت اسراء يدها منه، ليفتح هو عيونه بسرعه.
هيثم بلهفه: اسراء، انتي كويسه!
اسراء دون أن تنظر له: اه الحمد لله، فين خالتي!
هيثم بحزن شديد: بصيلي يا اسراء وانا بكلمك، ارجوكي كفايه كدا انا تعبت...
اسراء وهي تنظر له بألم شديد: طب وانا! انا لحد امتي هفضل استحمل قسوتك دي، ها، لحد امتي يا بشمهندس هيثم، ولا تحب اقولك يا ابن خالتي، بكت اسراء بشدة لتتابع، انت عارف انت كنت بالنسبالي ايه!

كنت حلم هموت واوصله، كنت بستناك تيجي كل اجازه من وانا صغيره عشان بس اشوفك، كنت بستني الاجازه من السنه للسنه عشانك، غبت عني 5 سنين ولا حتى رفعت فيهم سماعه التليفون تطمن عليا، وبعد، وبعد ما جيت هنا عشانك برضه، أيوة انا دخلت الجامعه هنا وصممت ادخل جامعه القاهرة عشان اشوفك وعشان أفضل معاك، بس للاسف، كسرتني، كسرتني اوووي يا هيثم...

هيثم ببكاء هو الآخر ولأول مرة تراه اسراء يبكي: انا اسف، سامحيني يا أغلي ما في حياتي، والله العظيم غصب عني وكان صعب اووي عليا اني افضل 5 سنين من غير ما اكلمك بس كان لازم اعمل كدا، ايوا يا اسراء متتفاجئيش، كان لازم اعرف انتي كنتي بتحبيني حب طفوله ومراهقه ولا لأ، كان لازم اسيبك تحددي مشاعرك، صمت ليتابع بحزن وعمق، انا بعشقك من اول ما شوفتك، من اول ما اتولدتي يا بنت خالتي وانا عيني مشافتش غيريك، من اول ما كبرتي ودخلتي الحضانه والمدرسة وانا كل يوم حبي بيكبر ويزداد ليكي، عمره في يوم ما قل، وكان اسعد يوم في حياتي يوم ما قولتيلي انك بتحبيني، انا ساعتها كنت طاير في السما، بس كان لازم اسيبك تحددي مشاعرك، كان صعب عليا اوووي افضل كل يوم نفسي اكلمك وأطمن عليكي ومعرفش، صعب عليا اشوفك بتكبري ومقولكيش اني بتنفسك كل يوم ونفسي تبقي مراتي ومستني اليوم اللي اشوفك فيه، بس انتي، بس انتي وروان خنتوني، انتو الأتنين طعنتوتي، هي هربت واتجوزت، وانتي، وانتي حبيتي غيري...

نظرت له اسراء بصدمه، ماذا يقصد هذا الأحمق!
اسراء بصدمه من بكائها: تقصد ايه!
هيثم بغضب وقد اسودت عيونه بشدة، ليمسكها من كتفيها بغضب: بتقابلي مين كل يوم يا اسراااء، انتي مفكراني أعمي ومش شايفك، إنطقي بتسيبي محاضراتك عشان مييين بتقابلي مييين...

لم يتلق هيثم منها جواباً سوي صفعه كبيرة على خده، نظر لها بصدمه لتنظر هي له بإشمئزاز وغضب...
اسراء بغضب: انا بكرهك، انت حقييير...
هيثم بغضب وقد اسودت عيونه: وانا بقي هعرفك الحقير هيعمل فيكي ايه...
نظرت له اسراء بخوف شديد، وهي لا تدري لما قال هذا!

عيونك تغفر كل زلاتك، عيونك تهزمني كلما نويت أن أقسو عليكي،
كان جالسا على مكتبه يبتسم بشر وهو يخطط للإنتقام...
رفع سماعه هاتفه ليردف بخبث وهو يحدث شخصاً ما: هاتلي كل المعلومات عن الشركات المنافسه لشركه الآدم، أيوة في ظرف ساعتين يكون عندي كل حاجه...

اغلق وليد معه الخط وهو يتنفس بخبث شديد، ليردف في داخله بخبث: يا تري بقي يا آدم خطفت روان ليه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة