قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثامن والخمسون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثامن والخمسون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثامن والخمسون

اذا انتهى الكلام بيني وبينك وتقطعت سٌبل الوصال، وافترقنا وعٌدنا غرباء، تعرف على مجددًا!
- نزار قباني
صمت باسل لبعض الوقت يتذكر زوجته وتلك اللحظه منذ سنين، صمته هذا أثار الريبه في قلوب الجميع...

المأذون بتنبيه: يا استاذ باسل؟
باسل بإنتباه: إيه!
المأذون بإعادة: موافق هدي عماد تبقي مراتك على سنه الله ورسوله وتصونها طول حياتك؟

باسل وهو ينظر إلى هدي بقوة: لا...
شهقت هدي بصدمه وكذلك الجميع والخادمات أيضاً مما حدث للتو...
يا إلهي ماذا الذي قاله هل رفضني للتو؟
نظرت اليه هدي بصدمه شديدة وعيون متسعه من هول الموقف!
وكذلك مراد اخوه ويارا التي كانت مصدومه بشدة...
المأذون بإستغراب: حضرتك مش موافق!

باسل وقد عاد إلى وعيه من تذكره لزوجته وكل شيئ: موافق طبعا، انت قولت هتصونها طول حياتك وفعلا لا انا مش هصونها طول حياتي بس، انا حتى في موتي هوصي انها تتصان لأنها غاليه اووي...

نظرت اليه هدي وهي تأخذ نفسها الذي كاد ان ينقطع من كلمته الاخيره تلك برفضها ولكنها الآن فهمت ما يعينه، او على الاقل حتى وان كان فعلا يرفضها ها هو الآن عاد إلى وعيه...

هدي تعلم جيداً أنه لم يقل هذا من قلبه بل قال هذا الكلام فقط ليصحح ما قاله وتعلم جيدا في قراره نفسها أنه تذكر زوجته الراحله ولهذا رفضها وهي لا تلومه ابداً فكيف لشخص ان يهون عليه حب شخص اخر حتى وان مات!

ابتسمت هدي بخفوت وتفهم وعيونها كانت توصل له رساله مهمه وهي ( انا أفهمك ولا ألومك لا تقلق )، بينما هو نظر لها بحزن ويأس وهو لا يريد حقاً هذه الزيجه...

مراد بضحك: هههههه خوفتنا يا باسل والله العظيم انا قولت انت بتتكلم جد ورفضتها...

يارا بمرح هي الاخري. : طب يبقي يعملها، من بكره اجوز اختي حد تاني غيره هههههه...

نظر باسل إلى يارا بصدمه، معقول ان تتزوج هدي فعلا من شخص اخر غيره!
هو لا يهمه أمرها، بل فقط سأل هذا السؤال لأنه قد أتفق مع هدي ان زواجهم سيتم لفتره قصيره وبعد ذلك سيطلقها كما تريد، ولكن معقول ان تتزوج بعده؟

طرد كل تلك الأفكار عن راسه...
ثواني واستفاق مره اخري عند قول المأذون...
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير...
ثواني وتهالت الزغاريط عليهم من كل مكان من الخدم وجميع من كان يقف كان سعيدا للغايه من اجلهما...

هنئ الجميع هدي وباسل متمنين السعادة لكل منهما...
مراد بمرح وخبث: دلوقتي خد مراتك واطلع اوضتك عشان تتكلمو شوية يا باسل...
مراد يعلم ان باسل تزوج هدي من اجل مصلحتها هي وأختها ولكنه أيضاً ذكي، وافق على تلك الزيجه وهي يأمل وبشدة ان تقتحم هدي الجديده تلك قلبه مره اخري...

باسل بخجل بعض الشيئ: خلينا معاكم احسن...
مراد بخبث: ولللد انتي هتعصي أوامري يا وللللد ههههه يا عم مراتك ليها حق عليك ولا اي يا انسه هدي ولا نقول يا مدام حرم الاستاذ باسل الملك الباشا الرئيس هههههه!

نظر باسل إلى هدي ليجد وجهها قد احمر وبشدة من كلمات اخيه ومما قاله أنه سيأخذها بمفردهم في الغرفة، خجلت بشدة وهي فعلا تتخيل نفسها زوجه باسل وان كل ما حدث حقيقه وليس فتره من الزمن وسينتهي زواجهم...

نظرت هدي اليه بخجل ووجه احمر، ثواني واردفت بصوت مهزوز من الخجل...
انا، احم، خلينا هنا احسن...
باسل بهدوء: معلش يا هدي، فعلا في كلام لازم تعرفيه على انفراد، اتفضلي معايا انتي بقيتي م، مر. مراتي خلاص...

كان يقول هذه الكلمه وكأنها ثقيله وبشدة على لسانه، فهو بحياته لم يحلم بزوجه غير حبيبته المتوفيه...

هزت هدي رأسها بخجل، ثواني وقامت بهدوء من مكانها متجه خلفه إلى الغرفه بالأعلي...

وبالأسفل...
كانت يارا تجلس على الكرسي المتحرك أمامها مراد جالسا على الأريكه...
مراد بمرح وهو ينظر إلى يارا. : بتفكريني بفيلم me before you بالكرسي بتاعك دا هههههه.

يارا بإستغراب: ويطلع أيه الفيلم دا؟
مراد بضحك: لا دا انتي عقلك مهلبيه خالص متعرفيش حاجه خليكي في اللي انتي فيه احسن ههههه.

يارا بإبتسامه: مش معني اني اتفقت معاك امبارح وانا في المستشفي اننا زي الاخوات وانك زي اخويا انك تتمادي فيها يا مراد...

مراد بإستغراب: اتمادي فيها! ازاي بقي انا عملت أيه؟

يارا بإبتسامه: بص احنا متفقين انك زي اخويا بس وقت فعلا ما اكون محتاجه حاجه ضروري منك لاني قاعده معاك في بيت واحد ودا مش بمزاجي والله برضه الظروف جبرتني على كدا، معني انك زي اخويا اني لما اكون فعلا في موقف مينفعش غير اني أكلمك وتتدخل معايا فيه سواء اتعرضلي حد او كدا، لكن اصلا حرام حتى عليا اني أكلمك غير في حدود معينه اووي لان ربنا قال ( غير متحذات اخذان ) يعني حوار الضحك والهزار والحاجات دي حرام اصلا وانت مش من محرامي ورغم كل دا انا قولتلك انك زي اخويا فيا ريت يبقي في حدود برضه للإخوه دي لو سمحت...

ابتسم مراد بتفهم، ثواني واردف بإيماء...
تمام اللي تشوفيه رغم اني معملتش حاجه غير اني هزرت معاكي، بس اللي تشوفيه، عن ازنك ورايا شغل يا آنسه يارا...

قام من مكانه وخرج من المنزل وهو يبتسم لا يدري السبب رغم انها احرجته بشدة الا أنه يبتسم تلقائياً على كلامها هذا لانها فعلا أثبتت انها محترمه ولا تريد لشخص ان يتعدي حدوده معها في الكلام، وهذا كفيل بالنسبه له على إثبات ان فعلا جزءاً منه بدأ ينجذب، لا يدري لماذا ولكنه فعلا بدأ ينجذب لتلك الفتاه البسيطه الغير جميله بتاتاً ولكن إجبراها لأي شخص على احترامها وطريقه تعاملها معه جعلته ينجذب لها، وهذا يا عزيزتي القارئه طبع حقيقي موجود في جميع الرجال...

وبالأعلي في غرفه باسل الملك...
كانت هدي تجلس على الأريكة بعيده كل البعد عن السرير الذي يجلس عليه باسل...
باسل بهدوء وهو يتحدث: طبعا انتي عرفتي انا قولت لأ ليه؟
هدي بهدوء وايماء: أيوة، بس انا عذراك ومش زعلانه منك بالعكس مبسوطه انك صلحت كلامك وبجد بشكرك...

باسل بإستغراب: بتشكريني؟ بس انا كنت هرفضك فعلا تحت لما المأذون سألني؟

هدي بتعقل وابتسامه جميله: بص هقولك حاجه، مش مهم انت كنت هتعمل أيه، المهم انت اتصرفت ازاي! انا عمري ما هلومك بالعكس انا فاهماك، وفاهمه انك كنت بتعشق مدام هدي الله يرحمها لدرجه انك متجوزتش بعدها لمده خمس او عشر سنين تقريبا على حسب كلامك، وعشان كدا عمري ما ألوم شخص بيعشق شخص واتجبر يتجوز شخص تاني عشان يحميه، دا انا المفروض اشكرك مش ازعل منك...

ابتسم باسل بسعادة لانها تفهمت موقفه بهدوء دون غضب كما كان يتوقع...
باسل بجدية: تعرفي يا هدي، انا اشتريت سلسله مطاعم الملك ليه رغم اني عندي شركات الملك اللي تغنيني عن اي مطعم! عارفه ليه.؟

هدي بإستغراب: ليه!
باسل وهو ينظر لصورة زوجته الراحله بإبتسامه...
عشان هي كانت بتشتغل هناك، اول مره شوفتها فيها كانت جرسونه في المطعم دا، اتعلقت بيها اووي لدرجه كنت باجي كل يوم عشان بس اشوفها، حبتها اووي وبعد ما اتخطبنا واتجوزنا انا، انا كنت طاير من الفرحة، بس للأسف، ماتت. ماتت وهي بتولد اول إبن لينا وهو مات معاها، انا مكنتش عاوز عيال انا كنت عاوزها هي بس...

قال جملته الاخيره وهو يبكي بشدة وكانت تلك المره الأولي لهدي التي تراه يبكي بها...

قامت هدي من مكانها بسرعه واتجهت اليه بخوف وصدمه...
استاذ باسل. احم أتفضل...
ناولته هدي مناديل كانت بجانبها، اخذها باسل منها بسرعه وهو يمسح دموعه وقد شعر لوهله بالغضب من نفسه لأنه بكي وتكلم أمامها...

باسل بجدية وهو يعود إلى وعيه بعدما مسح دموعه...
احم، انا بحكيلك عشان بس تعرفي اللي حصل، وعشان انتي بقيتي على ذمتي حتى لو لفتره قصيره، عن ازنك يا هدي ورايا شغل...

قال جملته واتجه إلى الباب حتى يخرج ولكن قبل ان يخرج التفت اليها
ليردف بجدية معهودة: واعملي حسابك انك هتباني هنا انهاردة...
هدي بصدمه: ابات فين لامؤاخذه؟

باسل بجدية: هتباتي في الاوضه دي يا هدي، مينفعش نشكك اللي حوالينا فينا وخصوصا انك خلاص بقيتي سيدة القصر، قصدي مراتي يعني، وعشان كدا لازم نتعامل طبيعي، انتي ممكن تنامي على السرير وانا على الأرض او على الركنه، بس لازم تباتي في الاوضه دي من انهاردة فاهمه؟

قال جملته بأمر وكأنه رئيسها بالعمل كما اعتاد، ثواني وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه بشدة، وخرج من القصر بأكمله إلى الشركه...

هدي بغضب بعدما خرج: بقي انا اقولك ماشي ولا يهمك واعذرك وانت تأمرني وتقفل الباب جامد يا سي باسل؟ فعلا والله خيراً تعمل...

نظرت هدي إلى صوره هدي المرحومه المعلقه على الحائط بإبتسامه لتردف بمرح...
والنبي ما عارفه حبتيه على أيه ياختي دا انتي فلقه قمر والله، ربنا يرحمك يا رب...

قالت جملتها واتجهت إلى المرحاض لتتؤضأ وتصلي العصر...
هل سيفتح باسل قلبه لتلك المسكينه التي جار عليها الزمان بما يكفي، ام للقدر رأي اخر؟

حتى النوم يُجيد الهرب عندما نحتاجه تمامًا كالآخرين!
- محمود درويش
وجاء صباح اليوم التالي على الجميع بمصر والنرويج...
استعد آدم وروان اخيراً اليوم للعودة مجدداً إلى مصر بعدما باتت روان ليلتها في المشفي امر آدم احدي حراسه بأن يجهز حقائب سفرهم في هذا القصر الخشبي بالنرويج ويجهز له طائرته الخاصه للعودة مجدداً إلى مصر...

فتحت روان عيونها بالمشفي لتجد آدم جالساً أمامها يحدق بها...
صرخت روان بخوف وخضه من هذه الفزعه التي شعرت بها...
عااا، بسم الله الرحمن الرحيم، يا اخي حرام عليك والله العظيم حرااام عليك هتقطعلي الخلف والله من بصتك ليا دي حسيت اني هتلبس والله...

آدم بضحك وخبث: صباح الفل يا مجنونة قلبي، بقولك أيه...
اقترب قليلاً منها بخبث ليردف وهو ينظر بنصف عين لها بخبث...
انا بقالي كتير يا روان مصبحتش عليكي علفكرة، إيه موحشتكيش! موحشتكيش عيوني اللي كنتي بتحبيها!

اقترب اكثر حتى صار امام وجهها مباشره ليردف بخبث شديد...
بس انا بقي وحشتني عيونك اووي، وحشني شكلك اووي، وحشني كل حاجه فيكي...

كانت هي كالمغيبه تماماً عن الوعي بين غابات عيونه المضيئه، فعيون النمر مزيج بين الأخضر الفاتح المتدرج إلى اللون الزيتوني نهايه باللون العسلي بداخل تلك العيون التي تعتبر غابه مكتمله من الأشجار والزرع والشمس أيضاً بين طيات عيونه تشرق على تلك الغابه فتجعلها تضيئ، هذا النمر حقاً قادر على جعلي في ثواني لا اقاومه رغم غضبي وألمي وحسرتي منه...

مد يده إلى خصلات شعرها من الأعلي إلى الأسفل بإشتياق شديد، وهو ما زال على نفس وتيره صوته التي اذابتها بشدة...
وحشني جنانك كل يوم الصبح، وحشني اصحي وانا ببص على قهوه عيونك اللي مشوفتش في جمالهم، وحشني اشوفك واحضنك واضمك ليا، انتي عارفه!
صمت ليتابع بخبث، من كتر ما وحشتيني نسيت اعاقبك عشان خلتيني اتخض عليكي واجري بيكي على المستشفي من غير ما البسك الحجاب...

روان بغضب وهي تنظر لعيونه الخضراء تلك بغضب شديد...
نعم! تعاقبني ليه بقي ان شاء الله انا مالي!
آدم بخبث وهو ينظر لها بإستمتاع وثقه: وبرضه نسيت اعاقبك على اللي عملتيه فيا اليومين اللي فاتو دول لما كلمتي أرنولد على تليفونك، ولا مفكراني مش عارف خطتك عشان تخليني أغير؟ ومفكراني مش عارف انك اكتشفتي ان الينور عارضه ازياء مش خدامه! وبرضه مفكراني مش هعرف خطتك انتي والينور لما عرضت عليكي مساعدتها!

رفع حاجبيه ليتابع بثقه، عيب عليكي يا حبيبتي متنسيش ان جوزك كان بيخطط للمافيا نفسها معقول مش هكشفك انتي!

فتحت روان فمها بصدمه! معقول أنه عرف كل هذا! معقول أنه كان يعرف كل شيئ! يا إلهي ما هذا الرجل المخابراتي الذي اعيش معه!

روان بصدمه: معقول انت، انت عارف!

آدم بثقه شديدة وتكمله: أيوة عارف كل حاجه من اول يوم كلمتي فيه أرنولد وانا عارف أيه اللي هيحصل بس خدتكم انتي والينور على قد عقلكم لحد ما اعرف نهايتكم أيه، هههه بس طلعتو اغبيه فعلا، للأسف طول عمري هفضل معترف بمقوله الستات فعلا دماغها صغيره والحاجه الوحيده اللي فالحين فيها إنكم تسمعو رضوي الشربيني او الستات ميعرفوش يكدبو، دا حتى المطبخ بقت الرجاله فيه احسن منكم والله...

روان بغضب: شوف شوف مين بيتكلم! لتكون مفكر نفسك الأمير هاري على كلامك دا! دا انت محصلتش حتى هاري بوتر!

ضحك آدم بخفوت ليردف بتكلمه خبيثه مثل عقله الخبيث تماماً...
وحشني اني اناغشك وتردي عليا بلسانك اللي عاوز قطعه دا اووي، عارفه يا روان انتي لو حد تاني انا كان ممكن اعمل فيكي أيه لو رد عليا بنص كلمه من كلامك دا! صدقيني والله عمري ما كنت رحيم بحد غيريك طول حياتي، من اول يوم خطفتك فيه وانا مستغرب ايه البت الهبله دي وليه انا بضحك كدا لما بتتكلمي بطريقتك المجنونه دي!

روان بمرح وهي تفرد شعرها بثقه: دا سحر الروان بقي يا آدم، محدش بيقدر يقاومني كدا علطول اعمل أيه بس في نفسي يا ربي...

آدم بضحك وخبث: ههههه طب خلي بالك بقي عشان انتي بتكتري العقاب عليكي وانتي حره...

روان بمرح: طب عاقبني كدا عشان أعاقبك انا واخليك تشيلني واوقف الدكتور اسلام السيوفي جنبنا زي محمد رمضان لما كان شايل سميه الخشاب واحمد سعد كان واقف بيضحك جنبهم ههههههه.

نظر آدم لروان بغضب شديد، اغمض عيونه بشدة قبل ان تتحول ويعود النمر لسابق عهده، ثواني وتنفس بغضب شديد بعد ذكرها هذه الاسماء وخصوصا اسم اسلام السيوفي...

روان بخوف وهي تراه مغمضاً يتنفس بغضب...
آدم! انت كويس!
آدم بغضب وما زال يتنفس بغضب وهو مغمض عيونه يحاول تمالك أعصابه...
هي كلمه واحده بس يا روااان، اوعديني متهزريش بالطريقة ال دي تاني، فاااهمه!

خافت روان بشده رغم غضبها منه بسبب هذه الشتيمه التي قالها للتو والتي لأول مره تسمعها من آدم طيله حياتها، لم تعلم روان ابداً أنه قذر ليقول مثل هذا السباب وتلك الشتيمه من قبل...

ولكن رغم كل هذا خافت من ان يتحول إلى آدم النمر مجدداً، ولهذا كلمه واحده اختصرت الموضوع بخوف شديد منها ورغبه شديده منه بتكسير رأسها...
وهي كلمه ( اوعدك ) التي قالتها روان بخوف وهي تنظر له رغم غضبها بخوف شديد، ثواني وفتح آدم عيونه لتظهر عيونه سوداء كالجحيم، عرفت روان على الفور انها في مأزق كبير...

ولكن ثواني واردف آدم بغضب وبصوت عالي...
يلااا عشان نلحققق الزززفت الطياااره...
اومأت روان بخوف، ثواني واتجهت لتقوم من مكانها حتى تذهب إلى السرير الصغير المقابل لها لتحمل أطفالها النائمين...

ولكن ثواني واوقفها صوت آدم يردف بغضب...
رااحه فين، هتمشي كدااا!
روان بغضب: في اي مالك يا آدم مش اسلوب دا والله العظيم، وبعدين انا راحه اشوف يوسف وسيف وارضعهم و...

ت، ايييه يا روووحممممممك؟
روان وقد نفذ صبرها من الغضب هي الأخري...
لا والله العظيم كدا اوووفررر اوووفررر والله العظيم ما حد يستحمل كدا يا آدم مالك في أيه هو انا بقولك انا راحه اشيل حد غريب ولا ارضع حد غررريب دول عيااالك دووول عيااالك يا اددددم...

آدم بغضب وعيون سوداء وصوت عالي هو الاخر: عيااالي مششش عيااالي انا متتتفق معاااكي من اول يوم حملتي فيه انك بعد ما تولدددي مفيش الكلااام دااا، ووو...

صمت الإثنان وهما يستمعان إلى بكاء الصغيرين بخوف من صوتهما العالي الذي ايقظهما بخضه صغيره، ليبكيا بشدة...

روان وهي تنظر لآدم بدموع وغضب: شوفت أخرت اللي انت بتعمله يا آدم! لا ولسه عيال وبتعمل كدا اومال لما يكبرو هيحصلهم أيه، اقولك انا هيحصلهم أيه! هيجيلهم عقده من امهم وابوهم زيييك بالظبط يا ادم، انت بقي عاوز تعيش عيالك في اللي انت عشته؟

قالت جملتها بغضب وحسره، ثواني واتجهت إلى الصغيرين بخوف وحذر لتردف بمرح وهي تحملهما وما زالا يبكيان...
باااس باااس يا خلاثي خلاص ماما جت يا حبايبي، باااس باااس.
حملت روان التؤامين على يديها ثواني وبدأت تهدأهم وكذلك ترضعهم بخوف شديد عليهم وهي تبكي بحسره بعدما رأت ان آدم قد خرج من الغرفة بعد شجارهم...

روان وهي تتحدث مع أطفالها حديثي الولاده وكأنهما كبار...
شوفتو ابوكو، شوفتو! ربنا يهديه يا رب عشان والله اللي معيشني فيه مش شوية يا عيال والله، يا رب تكبرو بسرعه يا حبايبي عشان لما بابا يتعصب عليا الاقيكم في ضهري وتقولوله عيب اللي بيعمله دا...

اما آدم كان قد خرج من المشفي وهو يفكر بكلام روان، معقول أنه فعلا قد يصيب اطفاله بعقدته منذ ان كان طفلاً، معقول أنه بأفعاله تلك وغيرته الشديدة تلك قد يجعل أطفاله يعيشون ما عاشه هو! يا إلهي هل هذا صحيح!

عاد آدم إلى المشفي بعد قليل وفي يديه حجاب وعبائه احضرها لروان حتى ترتديها...
دلف إلى الغرفه ليردف بإبتسامه...
يلا يا روان عشان الطياره جاهزه...
اومأت روان بغضب منه، ثواني ووضعت الطفلين في العربه برفق...
أخذت منه الملابس واتجهت إلى المرحاض لترتديها وهي تنظر له بغضب وألم...

اما هو بمجرد ان دلفت روان إلى المرحاض، اتجه لينظر إلى اطفاله بشعور أليم، شعور أنه لا يريد لهم ان يعيشو حقاً ما عاشه من صغره من تفكك اسري وأم مهمله وماضي أليم...

نظر لهم ليردف بحب كبير وهم نائمون: انا آسف ليكو اووي، اول حاجه تسمعوها من بابا هي آسف يا حبايبي بس فعلا انا آسف عشان انا غيرتي على ماما أعمتني لدرجه اني بقيت مريض غيره، انا بحب روان مامتكم لدرجه اني مستعد أموت عشانها ولا إنها تتآذي او يحصلها حاجه، بس فعلا انا غيرتي عليها افورت لدرجه اني اغير منكم كمان، وعشان كدا اوعدكم مش هغير عليها منكم لحد ما تكبرو، ساعتها يبقي واحد فيكم يقربلها كدا ويشوف انا هعمل فيه إيه...

مفيش فايده والله يا ابني دا انا كنت هعيط من شوية على كلامك وخلاص كنت هقول فعلا انك اتغيرت بس للأسف ديل النمر عمره ما هيتعدل...

آدم بضحك وهو يبتسم لها بعشق: طب انا اعمل في نفسي انا كدا في الغيره معنديش رحمه، وانتي عارفه اني مريض بالتملك والغيرة يبقي تستحملي بقي وإلا هضربك، غمز لها بخبث ليتابع، وانتي عارفه بقي ضربي وحش ازاي، فإستحملي احسنلك...

روان بغضب وهي تتجه له لتضربه في صدره العريض بشدة...
يا سااافل يا قذذذررررر، والله العظيم انت ما اتربيت، انا ماشيه وسايبالك البيت ومحدش هيعرفلي طريق...

آدم بضحك وهو يمسك يديها التي تضرب في صدره وجذبها اليه ليحتضنها بشدة: ههههههه بحبك يا مجنونه...

روان وهي تحاول الابتعاد عنه بمرح: وانا بكرهك، ابعد بقي بعد ازنك عشان الواد بيعيط، والنبي يا اخويا نسيت مين فيهم يوسف ومين سيف...

ابتعد آدم ليردف بضحك: ما انتي أم هبله، يلا عشان نرجع مصر عشان اتأخرنا...

وبالفعل وبعد ساعات كانا قد وصلا مطار القاهره في مصر الحبيبه...
استقبلتهم الأسره في القصر بفرح شديد من بينهم ياسمين ووليد الذين آتو من العمل بالشركة حتى يستقبلوهم بعد هذا الغياب الطويل، وكذلك أدهم اخو النمر الذي كان سعيداً برؤيه اخيه بعد هذا الغياب، وكذلك صفاء والده ندي واسراء ابنه خاله روان والتي صممت ان تذهب مع وليد لرؤيه ابنه خالتها التي اشتاقت لها بشدة، وايضاً والده روان وهيثم اخو روان...

كان الجميع سعيداً برؤيه الأطفال وكانو يلعبون بخدودهم بسعادة كبيره لهذين التؤامين...

ام روان بسعادة: الف مبررروووك لولووللولوولووولللي الحمد لله يا رب بنتي ولدت بالسلامه، سمتوهم أيه!

روان بإبتسامه: يوسف وسيف يا ماما بس بالبركه بقي عشان انا نسيت مين يوسف ومين سيف فيهم هو الواد اللي شعره بلوند دا شكله ابن ناس هسميه يوسف اما الواد التاني ابو شعر اسود زي ابوه دا هسميه سيف لحد ما يكبر ويبقي سكينه هقهقهقهقهق...

الأم بغضب: عمرك ما هتتغيري يا بنت بطني هتفضلي هبله وشحطه طول عمرك لما هحدفك بأبو وردة دلوقتي عشان شكله وحششك ولا نسيتي ابو ورده يا بتتت...

روان بضحك: لا والله ما نسيته يا ماما بس ابوس ايديكي مش قدام الناس الغريبه متفضحيناش يا سوسن، وبعدين اومال فين اسراء هي جت سلمت عليا ومشت من غير ما اشوفها حتي! هي فين!

قرصتها الأم بغضب لتردف بوسوسه في أذنها...
اهدي يا بت واعقلي متنسيش ان هيثم اخوكي بره من ساعه ما اسراء دخلت تشوفك وهو مدخلش ولما وليد جوزها لاحظ خدها ومشي علطول، اهدي بقي عشان هيثم زمانه جاي يسلم عليكي دلوقتي متفتحيش السيره دي خالص فاهمه.!

روان بإيماء: فاهمه ماشي ماشي...
وبالفعل سلم هيثم على آدم وروان واطفالهم بمرح لأنه اصبح ( خال العيال ) كما يقال...

رحل هيثم ووالدته بعد وقت ليتركا روان وآدم معهم صفاء وادهم وياسمين...
أدهم بجدية وهو يتحدث مع آدم...
احنا هنفضل كدا لحد امتي يا آدم معلللش! ندي هتفضل مخطوفه بعيد عننا لحد امتي يعني! وليه مفيش اي زفت اخبار عن مكانها!

آدم بهدوء وجدية هو الاخر: انا مقدر عصبيتك عشان انت اخويا لكن غصب عنك لما تتكلم معايا تتكلم بإحترام يا ادددهم فاااهم!

خافت روان بشدة وكذلك صفاء وياسمين...
نظر آدم إلى روان ليردف بإبتسامه لها...
حبيبتي، معلش هستأذنك اطلع انا واخويا مشوار صغير وهنيجي تاني...
نظر إلى صفاء ليردف بإبتسامه: خليكي مع روان بعد ازنك يا، يا طنط عشان هي لسه والده واكيد مش هتقدر تتحرك كتير معلش هتعبك...

صفاء بإبتسامه رغم حزنها: ماشي يا ابني انا معاها هي زي بنتي بسم الله ما شاء الله عليها بتفكرني ببنتي ندي والله.

ظر إلى ياسمين ليتابع بجديه...
وانتي يا ياسمين، خليكي انهاردة في البيت بلاش تروحي الشركه وابقي تابعي شغلك اون لاين...

ياسمين وهي تهز رأسها بالإيجاب: حاضر...
ابتسم آدم بهدوء، وقام من مكانه وهو ينظر لآدهم بصرامه شديدة ان يخرج معه...
بالفعل خرج أدهم معه خارج القصر...
آدم وهو يتجه إلى سيارته الفاخره: اركب...
أدهم بإستغراب وغضب: موديني على فين!
أدم وقد عاد في ثواني إلى النمر المعهود، بخبثه وتخطيطه وكل شيئ اعتاد ان يكون عليه...
اركب هوديك مكان لازم تشوفه يا أدهم، ياللي مفكررني مقصر مع ندي اختي واختك يا عبيط، اركب...

ركب أدهم بجانب ادم، ثواني وانطلقت السياره بعيداً إلى مكان ما والي واجهه يعرفها الآدم جيداً بخبث وتخطيط معهودان عليه، فهذا هو النمر وهذه هي شخصيته التي لن تتغير الا مع حبيبته فقط...

ما هو هذا المكان يا تري!

وعلى الناحيه الأخري في قصر وليد العمري...
كان قد وصل وليد واسراء إلى القصر.
اسراء بمرح: يعني انت زعلان عشان هيثم كان هناك! طب ما انا سلمت على روان ومشيت علطول والله...

وليد بغضب وغيره: مكنش المفروض اسمحلك انك تيجي معايا اصلا، انا بجد غبي عشان كان المفروض افتكر ان هيثم هيجي انهاردة...

اسراء وهي تتجه اليه بضحك وتحتضن وليد رغم صلابته...
وانا محدش يملالي عيني غيريك يا عبيط ههههه انت الوحيد اللي حبيتك والله يخربيت جمال امك...

امسك وليد يدها ليردف بعشق: بجد.! بجد يا ملاكي!

اسراء بإيماء: والله العظيم انت الوحيد اللي اكتشفت نفسي معاه وإني مقدرش اعيش من غيرك واني فعلا محبتش غيريك ونفسي انت تفهم ان هيثم دا كان زمان حب طفوله وهبل من بتاع العيال دا، انا حتى والله لما روحت جامعه القاهره وقعدت مع خالتي كنت حاساه غريب، مكنتش حاباه رغم أنه كان بيحاول يتكلم معايا لكن انا جويا فعلا كان بيقولي لا مش دا يا اسراء اللي حبيتيه، لحد ما...

وليد بإبتسامه جميله وعشق: لحد ما إيه!
اسراء بعشق: لحد ما قابلتك و...
لم تكمل اسراء جملتها حتى نظرت له بصدمه، ثواني وامسكت فمها بسرعه وجرت إلى المرحاض تتقيأ...

وليد بخوف شديد وهو يجري اليها...
اسراااء، في أيه اللي بيحصل انتي كويسه!
(بركاتك يا ست روان ههههه )
اسراء بتعب شديد: انا مش، مش كويسه يا وليد، و.
لم تكمل جملتها حتى أمسكت رأسها بألم شديد ودوخه كبيره شعرت بها، ثواني ووقعت في الحمام مغمي عليها ارضاّ...

وليد بصدمه وكأن الزمن توقف عنده عند هذه اللحظه: اسرررراااء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة