قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والستون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والستون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والستون

كانت الصدمة حليفه الموقف، صدمة هدي من سماعها صوت فتاه بداخل غرفه زوجها في هذا الوقت المتأخر جعل النيران والشك يتصاعد إلى صدرها، يا إلهي هل هو يخونني الآن! دعك مني هل يخون حبه لزوجته المتوفيه! هل هذه شخصيه باسل الملك إذا!

كل هذه الأسئله كانت بعقلها وهي فقط تستمع إلى ضحكات فتاه بغرفه من أصبح في يوم وليله زوجها...

قررت هدي ان تقطع الشك باليقين وتفتح الباب لتري من هي التي بالداخل...
فتحت هدي الباب بسرعه وغضب وهي تردف بكل غضبها...
هييي فييين...
لف باسل رأسه بخضه وغضب من الذي اقتحم عليه الغرفه...
عندما رأي انها هدي قام من مكانه واتجه اليها ليردف بغضب...
هي مين دي!

كانت هدي واقفه في مكانها فاتحه فمها من الصدمة، فقد اكتشفت للتو ان صوت الفتاه لم يكن سوي صوت الفيديو التسجيلي لزوجه باسل المتوفيه في اللاب توب الخاص به، ( ياااه على الكسفه اللي انت فيها يا حازم هههه).

نظرت هدي إلى باسل بصدمه وغضب من نفسها لتردف بخجل، هطلع انام
احم، هي فين دي انا قصدي بيها على المكسنه الكهربائيه عشان أنضف بيها الأوضه بتاعتي فوق عشان متوسخه خالص، احم، ممكن اعرف هي فين يا حضره الملك الباشا الرئيس القمور...

باسل بإبتسامه وهو يضحك رغماً عنه: القمور! ههههههه، هو بعيدا عن ان انا واثق ان حوار المكنسه دا متألف دلوقتي بس ماشي هعديه، اتفضلي نامي عشان الوقت اتأخر والخدامين بكره هينضفو الأوضه يا هدي...

هدي بخجل وهي تتجه للخروج: تمام، تصبح على...
استني؟ راحه فين!
هدي بإستغراب: هطلع انام!
باسل بجدية: مينفعش تنامي بره الأوضة مش عايز حد يشك فينا يا هدي...
هدي بغضب وخجل شديد: انت عاوز ننام انا وانت على السرير يا عديم التربية والحياء والأدب و...

باسل بغضب: لااا طبعا انتي دماغك راحت فين! انا نفسي عمري ما ارضي بكدا بس لإنك خلاص بقيتي مراتي لازم ننام في نفس الأوضه يعني انتي هتنامي على السرير وانا على الركنه في الأوضه او في اي مكان في الأوضه بس اكيد مش مع بعض زي ما انتي فاهمه...

هدي بخجل: طب وأختي!
باسل بهدوء: مالها يارا، ماهي بأمان ونايمه في اوضتها جنبنا ولو عازت حاجه اكيد هتناديكي او تنادي الخدامه من تحت دا غير ان في تليفون جنبها تقدر تتصل بالخدامين تحت يطلعولها زي الفنادق، بس لازم انتي متناميش غير في اوضتي من انهاردة لأن اسمك ارتبط بإسمي خلاص...

لا تدري هدي لماذا ولكنها شعرت بقشعريره رهيبه أثر هذه الكلمه وأثر سماعها ان اسمها أرتبط بإسمه...

نظرت له مطولاً بوله وهي تتخيل أنه زوجها حقاً وانه يحبها وبدأت احلامها وتخيلاتها الغبيه تلك تداهم عقلها وهي تنظر له وهو يتحدث لها مطولاً دون وعي، فهدي مثلنا في سن العشرين وتخيلات هذا السن هكذا للأسف.

انتي معااايا يا هدددي؟ سمعتي قولتلك اييه!
هدي بخجل وإيماء: أيوة أيوة، تمام فهمت يا باسل باشا...
نظر لها باسل بضحكه خفيفه: بصي اسمي باسل الملك وباسل بس تكفي والله بلاش باشا دي قدام حد وبالذات قدام اخويا او اختك تمام!

هدي بإيماء وخجل: تمام...
باسل بسرعه وهو يتجه نحو الأريكه...
انا هنام هنا يا هدي، نامي انتي على السرير...
هدي بسرعه وخجل. : لا لا مينفعش والله دي اوضه حضرتك انت نام على السرير وانا هنام هنا...

باسل بأمر وصرامه: انا بقول الكلمه مره واحده يا هدي، اتفضلي يلا، ولو بردتي بالليل قوليلي اجبلك بطانيه...

نظرت له هدي ب بتسامه مجدداً ووله أحمق مطولاً وهي تري اهتمامه بها هذا، ثواني واردفت بتوهان في عيونه...
يا بختها والله...
باسل بإستغراب من نظاراتها تلك وكلامها...
هي مين دي!
هدي بإبتسامه جميله وهي تغازله من احلام اليقظه تلك...
المرحومه...
باسل بغضب: نعم!
انتبهت هدي بسرعه إلى ما قالته، ثواني واردفت بخجل شديد...
انا مش قصدي حاجه والله يا باسل باشا انا، انا، تصبح على خير...

قالت جملتها وجرت بسرعه وهي تضرب نفسها على رأسها بغضب من كلامها هذا والذي يأتي لها من فراغ عاطفي بعد منتصف الليل، ولكن يا هدي لا بأس فأنتي تشبهيننا بعد منتصف الليل، اتجهت إلى السرير بخجل ونامت دون ان تنظر له وهي تؤنب نفسها على ما قالته...

اما باسل ابتسم عندما رأها تجري هكذا وتؤنب نفسها بضحك على ما فعلته وما قالته له فمنذ زمن لم تقترب فتاه منه بهذا القدر لكي تغازله او أي شيئ، فقط هدي هي من فعلت هذا وأصبحت رغماً عنه وعن أنفه وعن الجميع زوجته، وها هي الآن تنظر له بمعاكسه وتمرح معه متناسيه أي شيئ حدث بينهما...

عاد إلى وعيه بعد دقائق واتجه إلى الأريكه الموضوعه أمامه بعيدا عن السرير لينام، وقد كانت كبيره بما يكفي لينام عليها براحه...

نام كلاهما دون تفكير كثير في أي شيئ، ولكن هناك شيء واحد شغل بال باسل وتفكيره برغم كل شيئ، لماذا تنام هدي بحجابها فهو حتى الان لم يري شعرها، ولكنه لم يفكر كثيراً في هذا فهي حره لتقرر هل يري شعرها ام لا هذه حريتها وقد قرر الا يفكر بهذا كثيراً، نام كلاهما على انتظار غد أفضل وأوضاع متحسنه لكلاً منهما...
فماذا سيحدث يا تري!

لم تكن جميلة تماماً، لكنها كانت مثل الفن، لا ينبغي أن يكون جميلاً على الدوام، ولكن يجب أن يجعلك تشعر بشيء. !

كانت الصدمة خليفه الموقف، نظرت ندي بصدمه حولها وقد أدركت أنه تلاعب بها وانها ليست بمصر اولا لأن المسافه بالطائرة بين مصر وكندا تتخطي ال12 او ال18 ساعه تقريبا وثانياً لان المباني التي تراها الان غريبه وتبدو انها ليست بمصر بل هي تشبه أميركا إلى حد كبير...

ندي بغضب وهي تستدير له بعدما خرجت من الطائره...
انت كدبت عليا!
اسلام بخبث: اسف يا ندي بس كان لازم اعمل كدا، اخوكي دلوقتي زمانه قالب الدنيا على مين ضرب شركته بالشكل دا ولما يعرف ان الضربه جاتله من كندا أكيد هيعرف ان انا وانتي هناك وكان هيقلب علينا الدنيا ويدور علينا وهيلاقيكي...

ندي بغضب شديد: استغفرر الله العظيم يا رب، انا عايزة أفهم انا دخلي أيه انا ذنبي ايييه تنتقم من آدم الكيلاني ولا تعمل اللي تعمله انت وهو انا ذنبببي ايييه مش منطقي خالص عشان تنتقم من حد تخطف اخته اللي هو اصلا ميعرفهاش انت فرقت عن جمال عبد الناصر في أيه دلوقتي!

اسلام بإستغراب: مش فاهم!
ندي بغضب: اللي هو اي حد بيعمل اي حاجه تضره مثلا بيجيو صوره جمال عبد الناصر على فيسبوك ويتريقو على الشخص دا بيها ههههه وانت هتفهم منين ما انت من بتوع ان لم تنشرها أعلم ان الشيطان منعك ههههههه يختاااي هم يضحك وهم يبكي انا برضه معرفتش انا فين!

اسلام بصرامه: في لاس فيغاس، في ال United States...
ندي وهي تنظر له مطولاً بأستغراب: أيوة يعني احنا فين!

اسلام بغضب: في الولايات المتحده الامريكيه في لوس أنجلوس...
ندي بصدمه شديدة: احنا في أميركا؟ معقووول؟
اسلام بإيماء وصرامه: أيوة ويلا عشان نطلع من المطار وأي حركه يا ندي عشان تهربي مني والله ما هيكفيني فيكي رقبتك...

قال جملته وإتجه امامها حتى يخرج من منطقه الطائره إلى المطار الداخلي...
ندي وما زالت مصدومه انها في أميركا: احنا في أميركا! معقول! يعني انا ممكن اخد الجنسيه وأتجوز الشيخ مؤنس و...

ندددددددي يلااا واقفه عندك بتعملي ايييه!
ندي وهي تجري حتى تلحق به: ايوه جاييه وراك أهو في ديلك يا دكتور...
ضحك عندما اعطاها ظهره رغماً عنه من جنونها هذا الذي لن يتوقف ابداً...
وبالفعل خرجا من المطار إلى سيارة اجره ومنها إلى مكان يعرفه اسلام جيداً...
ماذا سيحدث يا تري!
وعلى الناحية الأخري بمصر، وبعد وقت طويل جاء النهار يحمل في خاطرته احداث جديدة...

استيقظت روان في غرفه قصر آدم الكيلاني التي اعتادت عليها والتي أحضرها آدم إلى القصر مجدداً بعدما سمع هذا الخبر الذي أتي له بالأمس، ولكن روان لا تعلم ماذا حدث له وما الذي جعله يغير رأيه ولا يقيمون بهذه الفيلا ولكنها مرتاحة اكثر هنا وهذا ما يهمها اكثر.

قامت من مكانها ونظرت بجانبها لتجد ان آدم ليس بجانبها، نظرت بإستغراب إلى الغرفه ولكنها لم تجده على الأريكه او في أي مكان بها.!

تذكرت روان بالأمس عندما قال لها بعدما اوصلها إلى القصر مجدداً أنه سيذهب إلى الشركه لأن هناك شيئ مهم يجب ان ينهيه، وكان واضحاً عليه علامات الغضب الشديد...

لم تفهم روان ماذا حدث بالشركه ولكنها حزنت لأنه بات ليلته هناك وتركها بالغرفه وحيده...

قامت من مكانها واتجهت إلى يوسف وسيف والذين قد بدأو البكاء في هذا الوقت المبكر بسبب الجوع...

بدأت روان ترضعهم واحداً تلو الآخر بخوف شديد عليهم وحزن بقلبها وقلق على آدم وعلى ما حدث له جعله يبقي بالشركه طول الليل...

وضعت الطفلين بمكانهم بعدما هدأو ونامو، دقائق وقامت تتوضأ وتصلي الصبح وهي تدعو الله ان يوفق آدم ويهديه...

وعلى الناحية الأخري في الشركه...
إحمرار كان يحيط بعينيه الخضرا بسبب عدم نومه طيله الليل، شكل غير مهندم وغاضب وشعر متناثر كان هذا منظر النمر آدم الكيلاني والذي لم نراه ابداً في اسوء حالاته ولكن القدر لا يترك شخصاً الا وأذاقه الحزن كوؤساً...

نظر إلى من كان أمامه من الموظفين ومن بينهم ياسمين اخته التي كانت معه طيله الليل هي الأخري في الشركه والعمل وجميع الموظفين والعمال على قدم وساق في الشركه يعملون بجد واجتهاد بعدما علمو جميعاً بأن النمر رئيسهم للتو قد خسر صفقه بالملايين وهذا قد يضر بسمعه الشركه ويخسرون الكثير...

وبمكتب آدم النمر وتحديداً بغرفه اجتماعاته...
آدم بغضب وعيون حمراء من السهر...

انا عايز أفهم يعني أيه يا على متاخدش بالك من الصفقه دي ومتحاولش تفهم هي جايه منين ولا مين صاحبها معقول تأمن لأي حد عاوز يعملنا صفقه كبيره وخلاص، انت عارف انت صرفت كام على الصفقه دي يا علللي الشركه خسرت بسبب اهمالك وتساهلك 50 مليون جنيه وسيبك من الرقم دا عادي انا ثروتي بالمليار بس انت عارف بسببك هنخسر صفقات قد ايييه! انا شركتي عمرها ما خسرت صفقه وطول عمري مركز اووول ومش مستعد اخسره بسبب غبائك يا حضره المدير التنفيذي...

علي بخوف من صديقه وببعض الغضب أيضاً...

والله يا استااذذ آدم لو مش واخد بالك محدش غيريك انت المسئول عن الصفقات ومسئول عن أنه يمضيها وانا كل مسئوليتي كمدير تنفيذي اني اراقب الموظفين جوه الشركه وإني اخد بالي من عمل الشركه الداخلي بعيدا كل البعد عن الصفقات والوصلات الخارجيه للشركه، فلما حضرتك تديني فوق مسئوليتي بحجه ان انا صاحبك مش كمدير تنفيذي زي ما انت بتقول يبقي متلومش الا نفسك لأني قولتلك في التليفون لما كنت انت مسافر اني مش على درايه كافيه يا آدم بكل صفقه وان دا حمل كبير عليا انت ساعتها قولتلي اعمل اللي تشوفه صح وحملتني فوق طاقتي بسبب اني صاحبك وإني بحبك ودا نفس السبب اللي خلاني أوافق اني اخد مسئوليتي ومسئوليتك مع بعض واشتغل الشغلتين مع بعض وأهمل في بيتي ومراتي عشان خاطرك أقوم بقي لما اغلط تحملني كل دا يا ادم، دا انت من امبارح بتقطع في فروتي زي ما بيقولو وانا ساكت مش قادر اتكلم عشان مخليش منظرك وحش قدام الموظفين، اقولك على حاجه انا مستعد اقدم استقالتي يا استاذ آدم انا اتهنت بما فيه الكفايه منك...

آدم بهدوء وصرامه: اقعد يا علي، اقعد بلاش هبل انا صحيح غلطان اني حملتك فوق طاقتك بس دا ميمنعش ان غلطتك اللي انت وقعت الشركه فيها دي ممكن تسبب افلاسنا...

ياسمين بغضب وقد كانت معهم في هذا الإجتماع: بدل ما تتخانقو مين غلطان ومين مش غلطان شوفو حل، فكرو هنعمل أيه ننقذ بيه وضع الشركه...

آدم بهدوء ورزانه وتفكير: هنعمل أيه دي بقي عليا انا...
جاسر بإستغراب: حضرتك ناوي على أيه يا بشمنهندس آدم!
آدم بهدوء وهو يضع يده مقابل بعضهم برزانه شديدة...
مبدأياً كدا، انت وياسمين مسئولين من انهاردة عن قسم الهندسه المعمارية وتدريب الطلبه وإداره شئون القسم دا من بدايته لنهايته وتقدرو تقسمو الشغل بينكم زي ما تحبو المهم الاقي نتيجه واضحه ومبهره وتطور جامد في القسم دا في أقل من شهرين، مفهوم!

ياسمين وهي تنظر إلى جاسر بصدمه وغضب من أخيها الذي وضعها معه مجدداً، ولكن الإثنان رددا بنفس واحد...
مفهوم...
نظر آدم إلى شخص اخر ليردف بأمر...
اما انت بقي يا محمد هتجبلي تقسيمه بكل قسم وكل فرع في الشركه ودي مسئوليتك من انهاردة وفي ظرف يوم يكون في خريطه واضحه قدامي لكل فرع وكل قسم في الشركه عشان شغل الكل يمسك الكل دا انا هلغيه تماماً...

قال جملته وهو ينظر إلى على صديقه بغضب والذي كان هو الاخر جالس بقربه غاضب منه ولكن بالنهايه ماذا يفعل ف على يعلم جيداً شخصيه آدم الكيلاني صديقه...

انهي آدم اجتماعه على عجاله، ثواني وخرج من مكتبه بعدما أمر بتجميع الموظفين جميعهم بسرعه في قاعة الكبيرة الإجتماعات في الشركه...

دلف إلى القاعه بهيئته تلك والتي كانت تذيب القلوب رغم أنه لم يكن بأحسن حال الا أنه كالعادة بوسامته تلك كان يخطف الأنظار والقلوب وبالتحديد من العاملات بالشركة والموظفات...

وقف آدم بكل شموخ وقوه وغضب امام المايكرفون ليردف بقوة...

انا مش هخبي عليكم حاجه، احنا حاليا محتاجين كل دقيقه من وقتكم عشان الشركه تقدر تعوض الخسائر اللي حصلتلها، وعشان كدا دا رجاء مني قبل ما يكون أمر، اشتغلو الفتره دي وقت زيادة عشان نقدر نقوم على رجلينا من جديد ونوصل زي ما بفضلكم بعد ربنا وصلنا عايزين نوصل تاني لأبعد من كدا وانا بشكر كل شخص فيكم ضحي بوقته عشان يقوم شركتي ويوقفها على رجليها في كل وقت، كل الشكر والتقدير ليكم...

كانت القاعة جميعها يشوبها الصمت الرهيب أثر تلك الصدمه التي استمعو اليها حتى شعرو انهم بالحلم وان هذا بالتأكيد ليس رئيسهم النمر، نظر بصدمه كبيرة إلى بعضهم البعض ليتأكدو انهم لا يحلمون فآدم بحياته لم يشكر أي شخص بهم بل حتى لم يهتم ان يقول اي كلمه طيبه لأي شخص مهما كان مجهوده في الشركه فقط كان يلقي عليهم الأوامر بغضب حتى خافو منه بشده خافو حتى من الاقتراب منه او من مكتبه في يوم، هل هذا هو نفس الشخص الذي يخافون منه يا تري! كيف تغير النمر بنفسه فهذه من رابع المستحيلات ان يتغير الآدم بالنسبه إليهم...

أنهي آدم اجتماعه بعدما القي استراتيجيته بهدوء ورحل...
خرج من القاعه وهو ينوي حقاً بداخله ان يتغير حتى مع كل الناس وليس مع روان فقط عليه ان يخفي قسوته تلك إلى الأبد ولكن بالطبع ليس مع أعدائه، وبالتحديد اسلام الذي يود آدم ان يقتله وبشدة...

اتجه إلى سيارته ومنها إلى القصر فهو يريد ان يرتاح بعد عناء هذا الليله الطويله...

دلف إلى القصر بعدما وصل اليه وصعد إلى الغرفه...
فتح الغرفه ليجد روان كعادتها تتكلم مع أطفاله حديثي الولاده وتشكو لهم كل شيئ وكأنهم يفهمونها، اما هم فقط يبكون او ينامون او ينظرون بالسقف ويستمعون إلى من يتحدث...

آدم بضحك وهو يدخل الغرفه ولم يرد ان يخبرها أي شيئ حدث...
يا بنتي بطلي تتكلمي معاهم لو كانو بينطقو كانو هيقولولي قول لماما تسكت وترحمنا يا باااباا هههه.

روان بصدمه عندما رأت وجهه وعيونه ومنظر التعب الواضح عليه...
آدم انت كويس! مالك! وبعدين مجتش امبارح ليه وايه اللي حصل!
آدم بهدوء: مفيش حاجه يا حبيبتي شوية مشاكل بس في الشغل وبحلها...
روان وهي تقوم وتضع الاطفال في سريرهم، ثواني واتجهت اليه لتردف بإستغراب وهي تقف أمامه...
شكلك مش بيقول انها مجرد مشاكل، هو في أيه حصل يا آدم!

نظر اليها آدم مطولاً وقد اشتاق اليها بشدة وفي نفس الوقت هو مر بما يكفي من ضغوطات في العمل وفي المشاعر التي يكبتها بداخله حتى لا يخسر روان بسببها وفي كل شيئ...

لم يتحمل آدم كتمان ما بداخله، لذلك رغماً عنه جذبها اليه وإلي أحضانه وعضلاته تلك بقوة شديدة كادت ان تفتك بها...

اما روان صدمت من فعلته تلك وقد شعرت أنه يحمل عبئاً ثقيلاً على عاتقه، ولهذا تركته يحتضنها ولكنها رفضت احتضانه فهي ما زالت على مبدأها القوي في ان يتغير اولاً قبل ان تعود اليه...

آدم بحزن شديد وهو يحتضنها بقوة: انا شايل جوايا كتير اووي يا روان، انا بجد مش قادر خلاص كفايه ضغط عليا بجد تعبت والله ولأول مره في حياتي أقولها لحد، ضغط من شركتي اللي وقعت في مصيبه بسبب صفقه كدابه خسرتني 50 مليون جنيه، ضغط من مشاعري اللي هتموت وترجعيلها زي الأول يا روان، ضغط من قسوتي ومرضي النفسي اللي بتعالج منه، ومن اختي اللي مش عارف الاقيها خالص انا بجد تعبتتتت...

روان بهدوء رغم صدمتها من معرفتها ما حدث له بالشركة: اهدي يا آدم وحاول تاخد كل حاجه واحده واحده بلاش تضغط على نفسك من كله، سيب مشاعري ومشاعرك دلوقتي على جنب وحاول تلحق الشركه قبل ما يحصلها حاجه وبعد كدا ابدأ بنفسك دور على اختك وحاول تلاقي ثغره تمسك بيها الخيط وتلاقيها، وواحده واحده على نفسك كل ما تلاقي انك هتغضب او يحصل حاجه امشي خالص من المكان اللي انت فيه وروح عند الدكتور النفساني اتكلم معاه لان صدقني برغم كل ضغوطك دي وبرغم مشاعري المكبوته الا اني والله ما رجعالك الا لما أشوفك اتغيرت قدامي يا آدم وتحرم تيجي عليا او على كرامتي ولو للحظه واحده...

آدم بحزن شديد وهو ما زال يحتضنها: وانا وعدتك مش هقربلك الا لما تعوزي انتي ولما اتغير انا بس ممكن انام في حضنك يا روان! انا منمتش طول الليل وتعبان اوووي...

روان بإيماء وحزن هي الأخري على ما يمرون به...
ماشي بس تنام بإحترامك...
آدم بضحك وخبث: لا انا هنام علطول متقلقيش...
إبتعدت روان عنه لتردف بغضب: قليل الأدب...
اتجه آدم إلى السرير ومعه روان، خلع آدم حزائه وبدلته، ثواني وأخذها بين احضانه ناحيه رقبته على السرير لتشعر روان بقشعريره وخجل في بدنها أثر هذه الحركه...

ثواني ونام كلاهما بهدوء لأول مره دون مشاكل او عراك او أي شيئ، ولكن يبقي الحال كما هو عليه، يجب على آدم ان يواجه كل هذا ويتغلب على نفسه ويحفظ كرامه زوجته قبل ان تعود اليه، وهذا بالتأكيد أجمل شيئ أقرت به روان لنفسها وله أنه يجب عليها الا يفكر حتى بأذيتها مجدداً وهذا ما سيفعله الآدم بكل تأكيد...

فتحت روان عيونها بعدما نام آدم وقامت من مكانها على رنه هاتف آدم...
فتحت روان المكالمه ليردف الخط الآخر والذي عرفته روان جيداً من صوته فهذا ماضيها وأول من عرفته من الرجال بعد ابوها وأخيها وكان في يوم من الايام سيكون زوجها لولا تدخل القدر...

أيه رأيك في المفاجأه الحلوة دي يا آدم باشا، هههههه لا ولسه اللي جاي هيبقي احسن بكتير، انتقامي منك لسه مخلصتوش وهتشوف، انا بس متصل اطمنك على اختك المسكينه وأعزيك على اللي هيحصل فيها بسببي، سلام...

قال اسلام اخر كلماته وأغلق الخط بسرعه وهو يظن ان من كان معه هو آدم الكيلاني...

اما روان كانت مصدومه بشدة مما قاله ومما حدث وقد أدركت أنه وراء كل ما حدث، فكرت روان بشيء ما، ثواني وعزمت على تنفيذه من اجل حبيبها فهي تحب آدم ولم تحب غيره طيله حياتها...

فما هو هذا الشيئ يا تري.!

استيقظت يارا في صباح يوم جديد في قصر الملك...
ثواني وكعادتها بهدوء توضأت وصلت وقرأت الوِرد اليومي لها من القرآن الكريم...
خرجت بعد قليل من الغرفة على الكرسي المتحرك، ثواني ووقفت على مقدمه السلالم تتسند عليها حتى تنزل إلى الأسفل فهي لا تريد البقاء محبوسه في الغرفه طيله النهار والليل...

وفي نفس الوقت كان هذا وقت نزول مراد من غرفته ليذهب إلى العمل...
كانت يارا تنزل السلالم ببطئ وخوف من ان تؤلمها قدمها او تلتوي فتقع هي من على السلالم...

وبالفعل تحققت مخاوفها لتلتوي قدم لها على الأرض وكادت يارا ان تقع على السلالم لولا ان هناك من نطق بإسمها بخوف وأسندها بيديه بسرعه، ولم يكن بالطبع سوي مراد...

مراد وهو يمسك خصرها بيديه وهي شبه بين احضانه، نظر في عيونها بقوة وعمق بينما هي كانت لم تكن حتى تنظر له من الخجل...

لتردف بسرعه وهي تبتعد: انا، انا بس كنت عايزة انزل اشم شوية هوا...
نظر اليها مراد بغضب ليردف بسرعه: تقومي تنزلي مشي من على الكرسي والدكتور مأكد مش هتمشي دلوقتي على رجليكي يا يارا!

يارا بغضب وتذمر: ما انا زهقت بصراحه من قعده الأوضه...
ابتسم مراد بتفكير ليردف بمرح: خلاص ايه رأيك تسيبيلي نفسك انهاردة خالص!

يارا بإستغراب: ازاي!
صعد مراد بسرعه إلى أعلي السلم واحضر الكرسي الخاص بها ونزل به إلى الأسفل...
ثواني وصعد مجدداً اليها ليردف بسرعة وهو يبتسم بحماس...
هفسحك يا يارا أحلي فسحه في حياتك، هشممك هوا لدرجه لما ترجعي هتقولي خلاص مش عايزه اطلع من الأوضه بتاعتي تاني...

نظرت له يارا بضحك لتردف بحماس هي الاخري وقد نست مبادئها أنه لا يوجد صداقه بين الولد والبنت.
يلا بينا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة