رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السادس والعشرون
اغلق على باب قلبك، وارمى المفتاح بعيدا
اتجه ادهم إلى المشفي مسرعا بعد ما أخبروه أن اسلام حرك يده، وتلك إشارة مبشرة بأنه سيكون بخير، ليدلف مسرعا إلى غرفه اسلام بعد ما ارتدي ردائه الطبي، ليقوم بفحصه مسرعا وفحص حاله قفصه الصدري وقلبه، خرج بعد قليل من الغرفه بوجهه متهجم لتقابله ماجدة ببكاء شديد...
- اسلام ابني فاق ولا لسه يا دكتور!
ادهم بحزن: للاسف، دخل في غيبوبه...
ماجدة بصراخ: ابني، اسلااام...
ادهم وهو يحاول تهدئتها: اطمني يا مدام هو عدي مرحله الخطر، ان شاء الله هيبقي كويس...
ماجدة ببكاء: انا عاوزة ابني، انا عاوزة اشوفه، ارجوك يا دكتور...
ادهم بإيماء: حاضر يا مدام...
لينادي على احدي الممرضات، واخبرها أن تعطيها زي معقم للدخول إلى الغرفه، لتذهب معها ماجدة وهي تبكي بشدة وخوف شديد وتحسر على حال ابنها الوحيد...
أما ادهم، خرج من المستشفي ليتجه إلى منزله القريب منها، ليذهب لغرفته بعد ما تأكد أن الجميع نائم، ليستلقي على سريره وهو يفكر في حبيبته التي خطفت قلبه من اول يوم رآها تعمل في المشفي كممرضه، تذكر جميع ذكرياتهم سويا وكيف كانوا سعداء، دون وعي منه اتجه عقله إلى تلك الفتاه التي رآها في صباح اليوم، كيف تشبهها هكذا إلى هذا الحد، الشيئ الوحيد المختلف بكلاهما هو أن تلك الفتاه التي رآها اليوم محجبه عكس يمني حبيبته كانت غير محجبه، ولكن الشبه هو نفسه في كل شيئ، ليمسك رأسه من الصداع الذي اقتحمه ثواني وذهب في نوم عميق...
كانت تجلس بجانبه تبكي بشدة لما وصل إليه حال ابنها الوحيد...
ماجدة ببكاء: فوق يا اسلام، فوق يا ابني بالله عليك متتعبش قلبي، مش هتبقي انت وابوك كمان يا حبيبي انا مليش غيريك دلوقتي، لتتابع بغضب، اقول ايه بس منها لله اللي كانت السبب، منك لله يا روان، فكرتها بنت طيبه طلعت زباله، لتتابع ببكاء، فوق يا اسلام بالله عليك...
أما هو كان في عالم اخر، كان يسمع صوت والدته وهي تتحدث معه وتسب حبيبته التي لم يعشق غيرها في حياته، ليغضب بشدة وهو يحاول أن يدافع عنها ولكن دون جدوي فكان في غيبوبه لا يعلم متي سيفيق منها، ولكن ما استطاع أن يفعله من غضبه داخل أحلامه هو تحريك اصابع يده، وكأنه لم يستطع حتى أن يكون في غيبوبه ولا يدافع عنها أو يحميها، اه يا روان لو تعلمين كم اشتقت اليكي، كم احببتك، كم اشتقت لشعرك الطويل وجنونك الذي أحببته بشدة، كان في غيبوبته معها، يحلم بها، يتخيلها عروسته ويحلم بيوم زفافهم الذي لم يحدث بعد...
عندما تحترق غابة، هل يشعر الهواء بالوحدة؟
صباح جديد محمل بالعديد من المفاجات الكثيرة لأبطال روايتنا...
وكعادته المعهودة بغروره المعتاد، دلف آدم إلى شركته في غرور معهود وثقه زائده أنه كالعاده يخطف الانظار...
ليدلف إلى مكتبه في اعلي طابق في الشركه التي تشبه البرج في ارتفاعها وجمالها ايضا، لتذهب رضوي خلفه بأدب وهي تمليه مواعيد اليوم...
آدم بإيماء بعد ما انتهت رضوي من إعطاءه جدول مواعيده: تمام يا رضوي، اتفضلي انتي وابعتيلي القهوة بتاعتي...
رضوي بإيماء: حاضر يا فندم...
ثم عادت لتتذكر شيئ: اه صحيح يا فندم، استاذ وليد سأل على حضرتك...
آدم بإستغراب: وليد نزل مصر!
رضوي بإيماء: أيوة يا فندم امبارح بالليل، وسأل بالفون على حضرتك موجود في الشركه ولا لأ!
آدم بجدية: ماشي يا انسه رضوي، أما يكلمك تاني قوليله اني موجود في الشركه...
اومأت رضوي بإحترام وذهبت إلى مكتبها لمتابعه عملها...
أما بداخل مكتب آدم، كان مستغربا بشدة، بعد كل تلك المده عاد مجددا إلى مصر! ما الذي اتي به! لينفض كل تلك الأفكار من خاطره ويعود ليتابع عمله دون اكتراث...
وفي الجهة الأخري من الشركه...
دلفت ياسمين بخطوات واثقه جاده وحزينه ايضا إلى مكتبها، ليحييها عمر كعادته بهيام واضح لم تلتفت هي له، وجلست لتتابع عملها، بعد قليل دلفت لمار هي الأخري بحلتها المعتاده لم تتغير ولكن تلك المرة ارتدت نظارة طبيه دائريه الشكل زادت الطين بله واخفت جمال عينيها، لتدلف بخطوات جادة هي الأخري دون اكتراث لحديث المهندسين والمهندسات عنها وضحكهم وسخريتهم منها...
لمار بإبتسامه وهي تتجه لمكتبها: صباح الخير يا سوسو...
ياسمين بإبتسامه هي الأخري: صباح الخير يا ليمو، ايه النضاره دي انتي اول مرة تلبسيها!
لمار بجدية: لا مش اول مرة بس حبيت البسها عشان بقالي فترة مش بلبس نضارات...
ياسمين بإبتسامه: الف سلامه على نظرك يا جميلتي...
لمار بمرح: حبيبي يا صاحبي...
ليتدخل عمر في الحوار هو الآخر بمزاح: اخيرا هاري بوتر وصل...
لمار بعدم اكتراث: انا راحه اشوف شغلي يا ياسمين، سلام...
وتركته ينظر لها بإستغراب، لأول مرة لا تتعصب عليه أو تضحكه كما كانت تفعل بحركاتها المجنونه، ذهب هو الاخر إلى مكتبه ليكمل عمله، ونظر اليها ليجدها تعمل بجد دون الإلتفات إليه أو إلى اي احد...
عمر في نفسه: مالها دي! اول مرة اشوفها كدا! ثم تابع بعدم اهتمام هو الآخر، وانا مالي بيها، انا كل اللي يهمني القمر اللي قاعده قدامي دي، أمتي بقي يا ياسمين تعرفي اني بعشقك...
ليوجهه انظاره مره أخري إلى الورق الذي امامه وعاد ليكمل عمله...
أما ياسمين، كانت تعمل بعقل منشغل، حزين، لا تعلم لما يحدث لها ولقلبها كل هذا، لما ترفض فكرة أن تنسي هذا المسمي بجاسر وتتابع عملها دون أن تفكر به...
ليأتي أحد العمال من الخارج قاطعا تفكير ياسمين ونظرات عمر بهيام لها وعمل الجميع في مكاتبهم...
-البشمنهندسه لمار فين!
نظر الجميع للرجل ومن ثم إلى لمار بإستغراب، نظرت هي الأخري له بإستغراب...
-نعم، انا لمار!
العامل بجدية: في واحد بره عاوزك يا بشمهندسه بيقول أنه قريبك...
لمار بإستغراب: قريبي!
لتومئ له بإستغراب وهي تنهض من مكانها متجهه للخارج...
ليردف أحد المهندسين بالمكتب بسخرية: اخيرا لقيتي حد يعبرك...
ليضحك الجميع على كلامه من بينهم عمر الذي ضحك هو الآخر دون اكتراث لمشاعرها أو إلى اي شيئ، بينما ياسمين اردفت بغضب: مش احسن ما انت قاعد مش لاقي اللي تعبرك...
الرجل بغضب: انسه ياسمين يا ريت متتدخليش...
ياسمين بغضب: لا اتدخل و...
قاطعت لمار كلامهم وهي تردف بلا مبالاه: وانت بقي عملت ايه في حياتك غير انك قاعد تتريق عليا...
الرجل بسخرية: على اخر الزمن المنكوشه المسترجله بقي ليها لسان...
ليضحك الجميع مجددا على كلامه، نظرت لمار إليهم وهم يضحكون ومن بينهم عمر، لينكسر داخلها شيئا ما، ألهذة الدرجه انا قبيحه حتى تضحك هكذا ولا تتكلم أو حتى تدافع عني! لتخرج لمار من المكتب مسرعه وهي تتنفس بضيق ودموعها بدءت بالهطول، لتصطدم وهي تجري بشخص ما، لتقع على الأرض وهي تبكي دون توقف...
عمار بلهفه: لمار انتي كويسه!
لمار ببكاء وهي تحاول النهوض: ا، أيوة اسفه مخدتش بالي...
عمار وهو يمد يده لمساعدتها: هاتي ايديك اساعدك...
لمار بغضب: مش محتاجه مساعدتك، مش محتاجه مساعده حد، سيبوني في حااالي انا اتخنقت...
وقامت لمار بغضب تحت نظرات الإستغراب والحزن من عمار، فهو لا يعلم ما اصابها وماذا حدث لكل تلك العصبيه...
ذهبت لمار وهي تجري ببكاء إلى خارج الشركه كلما تذكرت ما قالوه عنها كانت تزيد في بكائها، من هم ليحكموا عليها من شكلها أو ملابسها أو شعرها، لماذا نحن في مجتمع يحب المظاهر لهذا الحد...
كان هذا ما يجول بخاطرها، لتتجه إلى الحديقه المحيطة بالشركه وتجلس في احدي أركانها تبكي بشدة وحزن، لم يحزنها ضحكهم أو ما قالوه عنها، ما احزنها بشدة هو عمر الذي ظنت أنه ربما سيدافع عنها، ولكن اتضح أنه مثلهم لن يتغير، يراها مثلهم ويضحك عليها مثلهم، لم تشعر بنفسها الا عندما وجدت يد توضع على كتفها...
لتلتفت لمار بغضب: انت تاني، انت عاوز مني ايه، جاي تتريق عليا انت كمان...
عمار بإبتسامه أظهرت وسامته الشديدة للغايه: بقي يا مفتريه جايلك من التجمع الخامس لإكتوبر عشان اشوفك، وادخل الشركه على أساس اني عميل عشان يرضو يدخلوني، وابعت كمان حد يناديلك على أساس اني قريبك عشان ترضي تطلعي تشوفيني، وفي الاخر تقوليلي سيبني في حالي وجاي تتريق عليا! طب احدفها بطوبه دي يا ربي ولا اعمل معاها ايه دي مش نافع معاها تلميح خالص...
رغما عنها ضحكت بشدة من وسط بكائها، لينظر لها عمار مطولا واتجه ليجلس بجانبها...
عمار بمرح: أيوة كدا خلي الشمس تطلع، ممكن بقي افهم كنتي بتعيطي ليه!
لمار بجدية: مفيش...
عمار بمرح: ومفيش مزعلك ليه!
لتضحك لمار مجددا بشدة: ههههههه بطل بقي كفايه...
عمار بضحك: لا ما انا مش هسيبك الا لما اعرف انتي زعلانه ليه...
لمار بتنهيدة: وانا اثق فيك ليه!
عمار بجدية: تقدري تقولي كدا بدايه صداقه...
لمار وهي تنظر له تستشف صدقه: وان قولت لأ!
عمار بثقه: عادي هجيلك كل يوم الشركه لحد ما كل الموظفين والمهندسين يعرفو اننا مش بس اصدقاء، وطبعا هيطلعو علينا اننا مخطوبين أو بنحب بعض، وانا بصراحه ما هصدق...
لمار بغضب: دا تهديد بقي...
عمار بضحك: يا مجنونه انتي مينفعش حد بهزر معاكي ابدا...
لمار بتنهيدة: والله يا عمار انا مش قادرة اثق في حد، حتى لو بعلاقه صداقه مش قادرة والله انا اسفه...
عمار بتفهم: طب جربي، لو مطلعتش الصديق المثالي ليكي ابقي ساعتها اتكلمي...
لمار وهي تنظر له بإستغراب: انت ليه مصمم!
عمار بثقه: مفيش، أصل بصراحه انا كمان مش بثق في حد عشان كدا مليش أصحاب كتير سواء هنا او في اسكندريه...
لمار بإستغراب: وانت واثق فيا!
عمار بإيماء: ايوة عشان شوفت جدعنتك مع ياسمين صاحبتك وعمر اخويا، من ساعتها وانا واثق فيكي...
لمار بشرود، لتردف بعدها بإيماء: موافقه، هنبقي اصدقاء بس لو فكرت تقول لحد من الشركه انك خطيبي أو حبيبي انا ساعتها هقتلك وادفنك...
عمار بضحك: متقلقيش مش هقول لحد...
لمار بإبتسامه صادقه لأول مرة يراها عمار، لينظر لها بشرود، كيف تكونين جميله هكذا بأحلي ضحكه وابتسامه رأيتها في حياتي...
لمار بإستغراب: عمار، روحت فين!
عمار بإنتباه: ها، لا مفيش، كنا بنقول ايه!
لمار بحزن: بص بما انك صديقي، انا عاوزة اخد رأيك في حاجه...
عمار بإستغراب: قولي!
لمار بتنهيدة حزينه: هو انا وحشه.! يعني للدرجاتي شكلي ولبسي وحشين!
عمار بغضب: مين قال كدا!
لمار بإستغراب من غضبه: مفيش انا اللي بسأل!
عمار وهو يحاول التحكم بأعصابه قبل أن يقتل من قال لها هذا، ليردف بهدوء نسبي: لا يا لمار، انتي مش وحشه، بالعكس هم اللي مش حلوين...
لمار بإستغراب: هم مين!
عمار وهو يتنفس بضيق في محاوله للتحكم بأعصابه: اللي قالولك كدا، او اللي شايفك كدا، ليتابع بصدق، انتي احلي منهم كلهم، صدقيني كلهم فالصو، مش شايفين غير الشكل ودا للاسف اكبر غلط، بس صدقيني انتي احلي بنت شوفتها في حياتي...
ليحمر وجه لمار من الخجل لما قاله عمار عنها، لتردف بخجل: احم، انا اتأخرت عن الشغل، لازم اروح، عن ازنك...
وقامت لمار من مجلسها ليمسك عمر بيدها مسرعا: استني، هتخلصي شغل امتي!
لمار بخجل وهي تسحب يدها: الساعه 6، ليه!
عمار بإبتسامه جذابه: ايه رأيك اعزمك على الغدا...
لمار بتفكير: مممم موافقه، بس كدا مش هعطلك!
عمار بضحك: عطليني انتي وملكيش دعوة...
لتضحك لمار بخجل وتذهب بسرعه وهي تجري كالاطفال لداخل الشركه مجددا، تاركة عمر ينظر في أثرها بحب وبدايه جديدة تنمو بداخله...
ليردف عمار في نفسه: شكلي كدا هحبك يا اوزعه يا مجنونه...
أما لمار كانت تجري لتلحق بالعمل وهي سعيدة عكس ما خرجت من المكتب، اخيرا سيكون لها شخص يفهمها صديق تتحدث معه عكس الجميع الذين يتجنبوها لأنها في نظرهم تفتقر الجمال أو تخفيه...
لتدخل لمار إلى المكتب تحت نظرات المهندسين المستغربين من ابتسامتها تلك ومن بينهم عمر الذي نظر لها مطولا بإستغراب، لتتجه لمار إلى مكتبها دون الإلتفات إليه وتتابع عملها، وهو الآخر تابع عمله وهو ينظر لياسمين بهيام من بين الحين والآخر...
يقال عن الحب، إن لم تقاتل لأجل من تحب، لا تحزن اذا خسرته،
ماذا لو اخبرتك اني احبك! ماذا لو خطفتك من العالم وخبئتك في قلبي! (والله ما هيحصل حاجه ).
استيقظت رحمه بتكاسل وهي تفتح لؤلؤتيها السوداء لتجده نائم بجانبها، نظرت له مطولا، كم انت وسيم عكس طبيعتك وانت نائم، وسيما حتى وانت نائم وتشبه الاطفال كثيرا في برائتهم، بل يشبه بالتحديد اياد ابنه الصغير الذي أخذ كل شيئ عن والده، ظلت تنظر إليه كثيرا بكل ملامحه وتفاصيله، دون اراده منها اقتربت ببطئ إليه وطبعت قبله صغيرة على فمه، ابتعدت بعدها بخجل وسرعه قبل أن يستيقظ ويراها، واسرعت إلى الحمام تختبئ بخجلها الذي كسي وجهها الاحمر...
أما احمد فتح عينيه وابتسامه كبيرة تزين وجهه، رآها وهي تتأمل به وبوجهه، شعر بها وبفمها الصغير وهي تقبله، كان يود لو يلتهمها حينما فعلت هذا ويثبت لها عشقه وأنه ليس كما عرفته في السابق، ولكنه أراد الا يحرجها اكثر من هذا، ليضحك احمد بشدة وهو يتذكر خجلها وكيف جرت بسرعه إلى الحمام لتختبئ منه...
ليردف احمد بتنهيدة: لحد امتي هصبر عليكي يا رحمة، لحد امتي!
ثواني وخرجت رحمه من الحمام لتجد سريرها فارغا وأحمد غير موجود بالغرفه...
لتردف في نفسها بإستغراب: هو راح فين!
ثواني وسمعت صوت شجار بالأسفل، لتنزل رحمه مسرعه وهي في قمه خوفها على احمد من ان يحدث له شيئ، لتجده يتشاجر مع شخص غريب...
الرجل بخوف: والله يا استاذ احمد أنا مليش زنب، انا بس جاي ادي لحضرتك جواب الاستدعاء مش اكتر...
احمد وهو يمسك الرجل بغضب: استدعاء ازاااي، يعني ايه تاااخد ابني...
الرجل وهو يحرر نفسه: المحكمه هي اللي هتقرر يا احمد باشا...
ليتركه احمد بغضب، ليجري الرجل بسرعه هربا منه...
استند احمد على الباب بوهن وهو يبكي بشدة لأول مرة، لتجري رحمه بخوف اتجاهه لتسنده بخوف شديد...
احمد ببكاء: عاوزة تاخد ابني مني يا رحمه، بنت ال كان لازم اموتها مسيبهاش...
رحمه وهي تحاول تهدئته: اهدي يا احمد، ان شاء الله مش هتاخده، اهدي بس المحكمه اكيد أما تعرف اللي كانت بتعمله في ابنها زمان عمرها ما هتسمح أنها تحتفظ بيه...
احمد بغضب: انا بكرههااا، لو اطول اموتها هموتهااا، اللي زي دي كلبه فلوس بتعمل اي حاجه عشان الفلوس...
رحمه بإستغراب: وهي مستفيدة ايه من احتفاظها بإياد...
احمد بغضب: مستفيدة انها هتساومني عليه، هتطلب فلوس مقابل ابنها عادي بالنسبالها...
رحمه بصدمه، كيف يعقل أن تفعل أم هذا بإبنها!
لتردف بغضب هي الأخري: وانا مش هسمحلها تمس شعره من ابني...
احمد وهو ينظر لها بإستغراب وتساؤل...
لتكمل هي بغضب: إياد مش ابنها، صحيح هي ولدته بس انا امه وهفضل امه اللي هربيه العمر كله...
احمد بحب وهيام كبير حاول إخفائه: وهتفضلي مراتي طول عمرك!
رحمه بخجل وتعثلم: ه، هو اياد فين!
احمد بضحك على خجلها وتهربها منه: إياد في المدرسه...
رحمه بإيماء: احم، ماشي، لتردف وهي تتذكر شيئا، علفكرة يا احمد، احم قصدي يا استاذ احمد المحكمه بتخير الطفل يروح مع مين قبل ما تحكم...
احمد بإبتسامه ساحره جعلته في غايه الوسامه: انا عارف، وعلفكرة مفيش واحدة بتقول لجوزها استاذ...
رحمه بخجل وتهرب كعادتها: طب انا هروح اجهز الفطار...
وقامت مسرعه تتهرب منه بينما هو كان يضحك بشدة عليها وعلى خجلها الذي يعشقه بشدة، كيف اصبحت اعشقك هكذا، انا الذي آمن أن جميع بنات حوي خائنات لا يستحقون الحب فقط يريدون المال، كيف اصبحت اراكي مختلفه هكذا، كيف دق قلبي مرة أخري لفتاه وكأنه يخبرني أنها هي تلك هي التي ستعشقها طيله حياتك دون أن تشعر انك حتى وقعت وتقع كل يوم في حبها، بخجلها.
بجنونها وطفولتها وكل شيئ فيها، كل ما اشعر به الآن هو اني فقط اريد منذ الآن أن اكون لكي والي الابد يا رحمه قلبي...
كان احمد يشعر بشعور مختلف تلك المرة، كانت بدايه عشق، بدايه لشعور جديد يتولد بداخله تجاه رحمه عكس كل شعوره وطنونه تجاه بنات حوي، ولكن هل سيستمر شعوره هذا وينمو بداخله للعشق! ام للقدر رأي آخر!
وأعذرني إن تركتك، صنع يداك صدقني
نظر لها نظرة فهمتها جيدا...
ليردف ببرود: خلصتي عشان اوصلك!
اسراء بنظرات تحمل العتاب: انا مش محتاجه حد يوصلني شكرا بعرف اروح الجامعه لوحدي...
هيثم بغضب: اسراااء متعصبينيييش، اتفضلي يلااا عشان اوصلك...
انتفضت اسراء بخوف من صوته، لتومئ بخوف...
هيثم ببرود وهو يتجه للباب: هنزل اجيب العربيه من الجراچ تكوني خلصتي وحصلتيني فاااهمه...
اومأت اسراء بحزن، ليذهب هيثم بعدها...
-معلش يا بنتي، انتي عارفه هيثم
كان هذا صوت خالتها التي خرجت من المطبخ لتسمع شجارهم...
اسراء بحزن: انا مش زعلانه منه يا خالتو، انا بس متضايقه أنه مش بيحب يسمع حد، لتتابع بحزن وغضب، بيسمع نفسه وبس، عمره ما فكر في غيره...
الام بتهدئه وحزن: معلش يا حببتي، هو عمره ما كان كدا، مش عارفه بس ايه اللي حصله غيره كدا...
لم ترد اسراء أن تجعلها تحزن، لتردف بإبتسامه. : متزعليش يا خالتو، اوعدك اني هحاول اغيره...
ام روان بإبتسامه: ربنا يريح قلبك يا حببتي ويسعدك يا رب...
اسراء بتنهيده حزينه: امين يا رب، عن ازنك عشان متأخرش يا خالتو...
لتذهب اسراء إلى الاسفل وفي داخلها تقرر شيئا مهما...
بينما في الاعلي، اردفت ام روان بدعاء وبكاء وهي تتذكر ابنتها المجنونه التي لم تغب عن عقلها ساعه واحدة: ربنا يحميكي يا بنتي وتبقي بخير وبألف سلامه، لتردف ببكاء، يا رب صحيح البت غلطت بس في الاول او في الاخر هي بنتي، يا رب متورينيش فيها حاجه وحشه...
وفي الاسفل، ركبت اسراء في سياره هيثم في الخلف...
ليردف هيثم بغضب: تعالي اقعدي قدام، انا مش سواق الهانم...
اسراء بغضب: والله دا اللي عندي عجبك عجبك مش عاجبك انزل عادي وامشي لوحدي...
ليضرب هيثم على المقود بغضب: اسراااء لمي لسانك متخلينيش احبسك في البيت ومتروحيش حتى الجامعه...
اسراء بغضب: مش من حقك تقولي اعملي ايه ومتعمليش ايييه، انت ابن خالتي وبس يعني مش من حقك تتحكم بحياتي...
هيثم بغضب: لا من حقي عشان انا بح...
اسراء بإستغراب: ما تكمل، سكت ليه...
هيثم بخبث: ماشي يا اسراء مش انا مش من حقي اتدخل في حياتك عشان انا ابن خالتك، انا بقي هتدخل في حياتك بس مش بصفتي ابن خالتك وبس، انا هعرفك...
قال جملته الأخيرة وانطلق بالسياره وهو يبتسم بخبث وغضب في نفس الوقت، أما هي كانت تنظر له بتساؤل واستغراب، لم تفهم جملته الأخيرة تلك وماذا يعني مش بصفتي ابن خالتك وبس، ولكنها لم تهتم كثيرا بل جلست تفكر فيما ستفعله وفيما قررت بعد ما تصل للجامعه...
وعلى الناحيه الأخري في منزل هدي عماد صديقه اسراء...
كانت هي الأخري تستعد الجامعه بوجهه حزين، كانت حزينه للحال الذي وصل إليه حال منزلها ورفض والدها ان تعمل لتصرف على نفسها حتي، لترتدي ثيابها هي الأخري وهي تقرر فعل شيئ ما، يجب عليها أن تبحث عن عمل حتى لو ستعمل دون علم والدها...
هدي في نفسها بتصميم: لازم اشتغل حتى لو بابا معرفش، مينفعش أفضل قاعدة حاطه رجل على رجل وانا شايفه البيت مفيهوش فلوس...
لترتدي ثيابها وهي تقرر ذلك ولكنها لا تعلم اين ستعمل، بل وعدت نفسها أن تبحث عن عمل بعد الجامعه مباشرة دون علم أحد...
لتقتحم يارا عليها الغرفه...
يارا بحزن هي الأخري: خلاص قررتي يا هدي!
هدي بإيماء: أيوة، لازم اعمل كدا عشانك وعشان البيت، اول مرتب هيفرق كتير متنسيش أن الثانوي ليه مصاريفه والجامعة برضه ليها مصاريفها...
يارا بحزن وهي تحاول اقناعها: طب ما انا ممكن ماخدش دروس واذاكر في البيت عادي، خليكي عشان خاطري بلاش شغل...
هدي برفض: مينفعش، انتي في علمي رياضه يعني اصعب قسم في الثانوي، لتتابع بحزن، متحاوليش تقنعيني عشان انا خلاص اخدت القرار ومش هرجع فيه...
يارا بإيماء: ماشي يا حببتي، متتأخريش طيب وانا هقولهم ان عندك محاضرة متأخرة عشان ميقلقوش...
هدي بإيماء: ماشي يا حببتي، خدي بالك من البيت يا يارا مش هوصيكي...
يارا بمرح: في عينيا يا اسطي، اتكل انت بس على الله...
هدي بضحك: والله ما عارفه انتي في ثانوي عام ولا صنايع بالكلام دا ههههه يلا انا همشي بقي عشان الحق المحاضرة...
لتذهب هدي مسرعه إلى الخارج حتى تلحق بمحاضراتها وفي نفسها تقرر البحث عن اي عمل بعد محاضراتها مباشرة...
منذ أن عرفتك، عرفت ان للغرق أنواع أخري غير الماء،.
كعادته دائما، ذهب ككل يوم إلى شركه M. K للحديد والصلب الذي ورثها اسلام السيوفي من والده السيوفي باشا، ولكنه للأسف راقد في المشفي، ولحسن حظ اسلام أن لديه ابن عم مثل فارس الدسوقي الذي لم يترك شركه اسلام يوما بعدما عرف ما حدث لإبن عمه، كان يذهب لزيارته وزيارة زوجه عمه بإستمرار ومن ثم يعود إلى شركه اسلام ليكمل عمله، بجانب عمله الاصلي في شركته الخاصه...
لتدخل عليه السكرتيرة نعمه بوجه حزين لأول مرة بعد ما طرقت الباب: لو سمحت يا فندم في اجتماع مهم مع الموظفين بعد ساعه عشان تحدد الحوافز والمرتبات الجديدة ليهم...
ليومئ فارس بإيجاب: ماشي يا انسه نعمه، اتفضلي انتي على شغلك...
نعمه بإيماء حزين على غير عادتها: ماشي يا فندم تؤمرني بحاجه تانيه!
فارس بإستغراب: انتي في حاجه مزعلاكي يا انسه نعمه! في حاجه حصلت وانا مش موجود!
نعمه بإبتسامه باهته: لا يا فندم مفيش حاجه...
فارس بلا مبالاه: ماشي اتفضلي على شغلك...
لترحل نعمه وتغلق الباب خلفها، ليباشر فارس عمله من جديد...
أما نعمه ذهبت إلى مكتبها بحزن شديد ودموع كثيرة تتجمع في عيونها لتهبط بشدة، لتغلق باب مكتبها عليها وهي تبكي بشدة لم تستطع منع نفسها تلك المرة من البكاء على من ظنت أنه يحبها وفي النهايه تركها لأجل أخري، ( لا مش فارس دماغكو متروحش لبعيد وارجعو لتاني فصل هتفتكرو نعمه اللي كانت بتعاكس آدم، افتكرتو! اني اسف ).
كانت تبكي بشدة وهي تتذكر خطيبها الذي انفصلت عنه ليله امس فقط، تركها دون أن يلقي لها بالا فقط من أجل أنه كان يحب فتاه أخري وخطب نعمة كي ينساها بها ولكنه رجع لحبيبته تلك وترك نعمة دون اكتراث لمشاعرها، كيف يوجد بشر مثله في هذا العالم...
لتردف نعمة في نفسها ببكاء: حقير، حقير، ربنا ينتقم منك على كسرة نفسي وقلبي بسببك...
تحطم قلبها بشدة وهي تتذكر برود خطيبها السابق وهو يلقي لها بدبلة خطبتهما بكل برود وجمود، لتبكي هي وتدفع ثمن بروده بدموعها التي تخرج من عيونها الرماديه الجميله...
كانت نعمه تمتلك اجمل عيون في الكون كما يقال، تلك العيون الرماديه الممزوجه بالاخضر الغامق ليعطيها لونا لم يسبق لأحد أن رآي مثلهما في حياته، وبشرتها السمراء الناعمه بشدة والتي جعلتها في غايه الجمال فمن لم يعشق السمراء فهو عن العشق جاهل، وفمها الممتلئ وانفها الصغير جعلها غايه في الجمال ولكن ما زادها جمالا تلك الشامه التي تزين جانب خدها الأيمن، وايضا شعرها الغجري الاسود الطويل الذي يصل إلى خصرها بتمويجاته الساحره، وخصرها النحيل الممتلئ قليلا من أسفل جعلها تمزج بين الأنوثه والجمال، وكان الجميع يشبهونها بالممثله ياسمين صبري لأنها تشبهها كثيرا في معادا عيونها الجميله...
وعلى الناحيه الأخري في مكتب فارس الذي يرجع لإسلام السيوفي، كان يتحدث في الهاتف بحب وهيام شديد...
فارس بحب: يا حبيبه قلبي انا عيوني ليكي يا علا، ايوة طبعا هجيبلك اللي انتي عاوزاه، متشيليش هم حاجه يا نور عيني، ليتابع بضحك، انتي ناسيه اني بعشقك من واحنا في رابعه ابتدائي يا بت، طبعا يا قلبي اجهزي انتي بس وانا هوديكي احلي دريم بارك في الدنيا يا بنوتي، على الله بقي حماتي ترضي عننا ونتجوز قبل ما نموت ههههه، ماشي يا روحي مع السلامه...
ليغلق الهاتف معها وهو يتنهد بحب كبير، كم يعشق تلك الطفله التي تربت على يده، ما زال يذكر ضفائرها التي عشقها بشدة منذ الطفوله والي الآن، يتمني لو يخطفها من العالم لتكون له فقط، قلبه لا ينطق الا بإسمها فقط، علا هي علاه وارتفاعه وكل شيئ في حياته، ليكمل عمله بسرعه حتى يخرج هو وحبيبته الصغيرة...
Seni deli buldu um eyden sonra e lenceli bir yol bilmiyordum،
لم اعرف للمرح طريقا الا عندما وجدتك مجنونتي،
استيقظت روان بتكاسل لتنظر في الساعه لتجدها الثانيه عشرة ظهرا، لتنهض بتكاسل وهي تحك برأسها وشعرها الذي أصبح عبارة عن شجرة...
روان وهي تحدث نفسها: والله طول ما انتي بتصحي الضهر كدا ابقي قابليني لو اتجوزتي، ثواني كدا، انا فعلا متجوزة! خلاص هوصل لليفل الوحش بقي واصحي العصر عشان ابو طويله يطلقني واخلص منه، ( انا في الليفل دا من قبل ما اتجوز يا روان (.
لتتجه روان إلى الحمام لتأخذ حماما منعشا، ثواني وخرجت وهي ترتدي ثيابها، لتتجه لغرفه الملابس بغضب فلم تجد شيئا ترتديه يناسبها، او بالأحرى يناسب الفتيات فكل الملابس كانت لآدم، لترتدي قميصا له لا يكاد يصل لنصف فخدها ليبرز أنوثتها الطاغيه بشدة وجسدها الرائع حد السحر بمنحنياته التي تسحر من ينظر إلى جسدها الرائع فوق الوصف، ارتدت القميص بغضب وهي تنوي مشاجرته على عدم شراء ملابس لها، لتكمل بحثها عن بنطال يناسبها ولكن جميع البناطيل كانت أكبر منها بكثير واطول منها بمراحل، ارتدت بنطال بيجامتها على مضض ليصبح شكلها مضحكا بشدة بقميص آدم الواسع عليها وبنطال من اللون الوردي الذي لا يتناسب بتاتا مع القميص أو مع اي شيئ، لتتجه إلى باب الغرفه لتفتحه ولكنها وجدته موصد من الخارج، لتحاول مرارا وتكرارا فتحه ولكن دون فائده، زفرت في ضيق وهي تشتم هذا المغرور في سرها...
ثواني وخطرت ببالها فكرة مجنونة مثلها، نظرت إلى الاعلي لتجد فوق باب الغرفه الأنيق شباكا صغير طويلا إلى حد ما ولكنه ضيق...
روان في نفسها: انا هجرب وامري لله...
ذهبت روان لتبحث في ارجاء الغرفه عن كرسي او اي شيئ تصعد عليه لتجد كرسي صغير في ركن من أركان الحجرة، أخذته مسرعة إلى باب الغرفه، لتضعه بثبات وتصعد عليه. ولكنها لم تطل حتى نصف الباب فكان الباب اطول منها بكثير...
لتردف بغضب: اوووف يعني مش كان زماني اتولدت طويله زي بقيه الخلق، لا ويقولك على الفيس بوك البت القصيرة دي عامله زي الشوكولاته، تعالي يا اخويا شوف الشوكولاته اللي انا فيها، منكم لله يا بتوع الفيس بوك...
لتنزل روان من على الكرسي تبحث عن شيئ اخر يوصلها لذلك الشباك، لتحضر كرسي اخر وتضعه فوق الكرسي الاول، لتصعد عليه بحذر، ولكن للاسف لم تصل إلى الشباك بعد، جائت لتنزل من على الكرسيين بحذر ولكن للأسف وقع الإثنان بها لتقع على الأرض متألمه...
روان بصراخ: عااا، اااه يا انااايااامااا، هو مش المفروض حد يلقطني زي كوشي وارناف في المسلسل الهندي، اشمعنااا انااا أقع على الأرض وهي مهما تقع ارناف يشيلها، لتكمل بنحيب، منكم لله يا بتوع الهندي انتو وبتوع الفيسبوك...
وفي الناحيه الأخري من شركه آدم...
كان في اجتماع مع شركه عالميه من تركيا...
آدم بإبتسامه جذابه: Anla m
gerçekle ecek ve elbette senin erefin، (حسنا الصفقه ستتم ولكم الشرف طبعا، )
الرجل بإيماء: Elbette Bay Adam، Aladam gibi küresel bir irketle ba a ç kmak bizim için büyük bir onur...
(اكيد سيد آدم، شرف كبير لنا ان نتعامل مع شركة عالميه مثل شركة الآدم، ).
آدم بفخر: Tabi، Anla ma imzalamak için daha sonra g rü ürüz...
(حسنا، نتقابل فيما بعد لإمضاء العقود، )
ليقوم الجميع من مكانهم مودعين آدم بهيبه واحترام كبير فهو النمر الذي لا يرحم كما يطلق عنه، ثواني وأتي له اتصال هاتفي من المنزل، عندها توقع آدم ان تلك المجنونه فعلت شيئا مجددا...
ليرد بغضب: روان صح!
فتحيه بخوف: ه، هي كانت بتخبط من شوية يا آدم باشا على باب الاوضه، ودلوقتي سكتت اعمل ايه!
آدم بغضب، فهو يعلم أنها لن تسكت بالطبع وستفعل ما بوسعها للخروج مجددا...
ليردف آدم بغضب: هي فريدة هانم عندك!
فتحيه بنفي: لا يا باشا، مجتش البيت من امبارح...
آدم بإستغراب: مجتش من امبارح.!
ليتابع بغضب: خدي بالك من روان يا دادة فتحيه وافتحيلها الباب بس لو فريدة هانم جت دخليها الاوضه واقفلي عليها حتى لو بالعافيه فاااهمه!
فتحيه بخوف: فاهمه، فاهمه يا آدم باشا، عن ازنك...
اغلق آدم الخط وهو يتنهد بغضب من تلك المجنونه التي ستؤدي به إلى مشفي المجانين قريبا من تصرفاتها، ليذهب آدم إلى مكتبه وهو ينوي بدء العمل، ولكن عقله لم يسمح له بالتفكير في اي شيئ سواها، بل لم يسمح له بالبدء في اي شيئ من كثرة التفكير فيها وفيما يمكن أن تفعله تلك المجنونه بنفسها...
قطع تفكيره دخول على صديقه...
علي بمرح: ايه يا عم بقالك اسبوع مختفي ليه!
آدم بغضب: والنبي ما نقصك يا على انا حرفيا على أخري...
علي بتساؤل: ليه ايه اللي حصل!
آدم بغضب: مفيش، خير كنت جاي ليه.!
علي بإستغراب: انت ناسي أن وليد جه من السفر...
آدم وهو يتذكره: أيوة، بس انا مستغرب ايه اللي جابه بعد ما قال إنه هيستقر في ألمانيا...
علي بإستغراب هو الاخر: مش عارف والله، بس في الاول او في الاخر دا ابن عمك يعني مضطر تستقبله رغم كل الخلافات اللي بينكم...
آدم بتنهيدة حزينه وهو شارد في ما مضى، ليردف بحزن: أيوة معاك حق، بس تفتكر ايه اللي ممكن يحصل!
علي بمرح: معرفش، تفتكر يعني ممكن يخطف منك روان!
قال جملته الأخيرة بمرح ولكنه لم يعلم أنها ربما ستكون نهايته، اشتغلت عيون آدم بغضب شديد ليمسك على من قميصه ويسدد له لكمه وقع أثرها أرضا...
آدم بغضب شديد يكاد يفتك بالاخضر واليابس: اياااك تجيب اسمها على لسانك سااامع اياااك اسمعك بتقول كدا تاني فاااهم...
علي بخوف شديد، فلا احد أيا كان يقدر على صديقه النمر، حتى هو يكاد يموت خوفا منه...
ليردف بخوف وإيماء: حاضر يا آدم، اهدي يا صاحبي...
آدم وهو يحاول الهدوء: علي، انت صاحب عمري، متخليش صداقتنا تنتهي بسبب كلامك حتى لو بهزار، وبالذات عن مراتي...
علي بإستغراب: مراتك! ليتابع بغضب، آدم انت ناسي انت اتجوزتها ازاي وليييه!
آدم بشرود وحزن: لا مش ناسي...
علي بغضب: اوعي تكون مش ناوي تطلقها زي ما قولت! انت متجوزها انتقااام مش اكتررررر وهترجع تاني لإبن السيوفي متنساااش...
آدم وهو يكاد يختنق بغضب وحزن من كلمات صديقه التي جعلت قلبه يخفق بشدة لا يعلم خوفا عليها ام خوفا من الوحده بعدما تذهب، ام لأن على أفاقه على الواقع المرير الذي لا يريده أن يأتي بعد، هو يعلم أنه سيطلقها بالنهاية فلم هذا الشعور، وبالذات شعوره عندما قال إنها ستكون لإبن السيوفي...
ليردف آدم وهو يحاول تغير الموضوع: متعرفش حاجه عن ابن السيوفي!
علي بحزن: عمل حادثه ومرمي في المستشفي...
آدم بصدمه: إيه!
علي بإيماء: بقاله اسبوع عامل حادثه، وسمعت أنه مفقش منها لحد دلوقتي...
آدم بصدمه: ومقولتليش ليه!
علي بسخرية: هو انا كنت بشوفك اصلا...
آدم بتنهيدة: مستشفي ايه!
علي بنفي: مش عارف...
آدم بأمر: اعرفلي عنوان المستشفي دي بسرعه...
علي بتساؤل: حاضر، بس ليه يا صاحبي!
آدم بتفكير وابتسامه خبيثه، ليردف بغضب: ومن أمتي وانا بقول اللي بفكر فيه يا على! اتفضل يلا على مكتبك...
علي بخوف وهو يخرج: حاضر يا آدم باشا، ليخرج بسرعه من مكتبه...
علي في نفسه بعد خروجه: ربنا يستر منك يا صاحبي، انا عارفك لما حد يفكر يتحداك بتعمل ايه...
وعلى الناحيه الأخري، كان آدم يفكر بخبث وهو ينوي شيئا...
آدم في نفسه بخبث: تفوق بس يا ابن السيوفي، وانا محضرلك مفاجأة هتعجبك...
خرج ادهم من غرفه العمليات وهو يأخذ نفسا عميقا، فقد قضي اكثر من 3 ساعات في غرفه العمليات للقيام بعمليه للقفص الصدري لإسلام حتى لا يؤذي قلبه، ولكنه للأسف ما زال في غيبوبته...
ليردف الطبيب الذي بجانبه بتساؤل: هو لسه في الغيبوبه يا دكتور أدهم!
ادهم بضيق: للاسف أيوة، والمشكلة أنه داخل في الغيبوبه دي بمزاجه يعني مش بسبب مشكله عضوية...
الطبيب بإستغراب: بس ايه السبب اللي يخليه مش عاوز يفوق يا دكتور!
ادهم بحزن: تقريبا كدا هو عنده اشتياق لشخص مش موجود معاه في الحقيقه، ودماغه بتخليه يشوفه في أحلامه عشان كدا هو متعلق بيه ومش عاوز يسيبه في أحلامه ودا السبب الوحيد أنه دخل في الغيبوبه دي بمزاجه...
الطبيب بحزن: تفتكر نقول لوالدته يمكن هي عارفه مين دا أو دي المتعلق بيه او بيها ونجيبه المستشفي!
ادهم بإيماء: أيوة يا ريت، وجوده أو وجودها هيفرق معاه جداا في أنه يرجع للواقع ويقدر يفوق من الغيبوبه، ليتابع بحزن وشرود، بس لو الحد دا ميت ومش موجود في الحقيقه هتبقي مشكله كبيرة...
الطبيب بلا مبالاه: على الاقل هنبقي عملنا اللي علينا، يلا سلام يا دكتور دلوقتي...
ادهم بشرود ودمعه سقطت رغما عنه وهو يتذكر حبيبته، ليردف بهدوء: مع السلامه يا دكتور...
اتجه ادهم إلى غرفه تبديل الملابس ليبدل ملابسه وهو شارد الذهن وعقله لا يكف عن التفكير بها بحبيبته يمني وتلك الفتاه التي تشبهها بدرجه كبيرة، كان مشتت الذهن حقا من تلك الفتاه اهي من نسيج خياله ام هي حقيقه!
بدل ملابسه وخرج من المستشفي بوجه متهجم، ليذهب إلى المنزل وتفتح له الباب تلك المجنونه ندي...
ندي بمرح: ما لسه بدري يا سعادة البيه، انت مش حاسس انك سايب بني ادمه في البيت!
ادهم بضحك: سايب قردة مش بني ادمه...
ندي بضحك: طب اوعي بقي يا خفيف من هنا عشان مطلعش فوقك وانت شبه الشجرة كدا...
ادهم وقد انفجر ضاحكا: هههههههه شجرة ايه يا زعافه ما تبصي لنفسك يا ابو طويله هههههههه
ندي بمرح وهي تخرج له لسانها: الطول هيبه ياباااععع وبعدين بيقولو في الفيس بوك البت الطويله دي شبه الشوكولاته، وانا شوكولاته في نفسي اصلا يا اخويا...
ادهم بضحك: هههههه الله يخربيت بتوع الفيس بوك اللي خربو دماغكم، افهمي يا عبيطه دول بيقولو اي حاجه عشان يشقطوكو هههههههه
ندي بمرح: بقولك ايه سيبك انت من بتوع الفيس بوك دول وخرجني بقي انا جايه هنا عشان اتحبس ولا ايه...
ادهم بضحك: طب يلا يا عبيطه اجهزي عقبال ما البس انا كمان وهخرجك يا هبله...
ندي بمرح: بجد هيييه، فوريرة فوريرة وهتلاقيني عندك يسطي...
لتجري مسرعه إلى غرفتها، تاركة ادهم يضحك بشدة عليها...
ومن قال إن العشق يأتي مره واحدة، ومن قال إن جروح العشاق تدوم،
كانت ترتدي ثيابها، لتدخل عليها والدتها بغضب...
-شو ناوية تقابليه مرة تانيه!
ميار بهدوء: أيوة يا ماما بس انهاردة اخر مقابله...
الأم بإستغراب: شو قصدك اخر مقابله!
ميار ببكاء: يعني خلص يا إمي، راح افسخ خطوبتي معه...
الام بفرحه: عن جد! لتتابع بحزن وهي تري ابنتها تبكي، يا بنتي لو انتي حابتيه ليش بتفسخي خطوبتك منه، خليكي معه يا روحي انا ما بدي غير سعادتك...
ميار بحزن: لا يا ماما، انا ماعد بدي إياه، صليت استخارة وحاولت اتقبله بس مو قادرة...
الام بإستغراب: لكان ليش بتبكي!
ميار بحزن: خايفه على مشاعره هو، ما بعرف كيف بدي أقوله!
الام بسخط: خايفه على مشاعره وهو ما عندو مشاعر اصلا...
ميار بحزن: خلص ماما بالله عليكي ما تقولي هيك عنه، كل واحد بيروح لحاله وخلص...
الام بفرحه: احسن، بالله بكرة الله راح يعوضك بالأحسن منه ميه مرة...
ميار بإبتسامه: انا ماعد بدي ارتبط هلأ امي، خليني الاول بكفي دراستي وجامعتي وبعدين بفكر بالجواز...
الام وهو تخرج من غرفتها بغضب: هاد البنت راح تجنني، وينك يا روان تجي تعقلي صديقتك...
ميار بضحك: يا ريتها تيجي يا امي، لتتابع بحزن، يا ريتها تيجي بس وينها هلأ...
قطع تفكيرها رنات تصدر من هاتفها...
لترد بنبرة عاديه: الو، ايوا يا محمد، لا هتنقابل بعد ساعتين، اه عارفه الكافيه دا، ماشي ساعتين وهكون هناك أن شاء الله، سلام...
أغلقت الخط معه وهي تزفر في ضيق، فحتي اتصالاته باتت تضايقها وتكرهها، ولكن تلك المرة كانت تشعر بشعور مختلف، كانت تشعر بالخوف ولا تعلم السبب...
وعلى الناحيه الأخري...
محمد بخبث: ها جهزت كل حاجه!
الرجل بخبث هو الآخر: أيوة يا كبير، كله جاهز، اول ما تقرب من الكافيه هحط المنديل المخدر على وشها واجيبهالك الشقه...
محمد بخبث: وكله بتمنه...
الرجل بخبث وهو ينظر لصورتها حتى يعرفها: بقولك ايه يا ريس، ما تفوكك من الفلوس وخليني ادوق الشهد انا كمان وبصراحة البت مزة وتستاهل...
محمد بضحكة خبيثه: وانا موافق، بس بعدي عشان انا اللي خططت وخطبت وكل حاجه ترجع ليا...
الرجل وهو ينظر لصورتها بنظرات شهوانية مريضه: بعدك قبلك مش هتفرق، انا عاوزاها وخلاص، يلهووي يابا دي طلعت جمدة طحن مش زي الغفر اللي متجوزهم...
كااات
طب يا جماعه احب ارد على شوية حاجات كدا زعلتني الفترة اللي فاتت وتقريبا معظم الكومنتات عنها، وفي الاول او في الاخر كومنتاتكم على راسي والله سواء بالمدح أو الذم والنقد على راسي برضه والله بس عاوزة ارد على اسئله كل بارت تتسألي...
- الفصل صغير اوووي ومش طويل والأحداث صغيرة طولي الفصل شوية، ومواعيد التنزيل مش مظبوطه وبتتأخري...
الفصل مش قصير ولا حاجه والله انا بكتب في أقل فصل 3000 كلمه يعني مفيش كاتبه هتنزل كل يومين فصل وتكتب الفصل في 3000 كلمه تمام! وياريت كمان نراعي الفرق بين اللي بيقرأ واللي بيكتب وبيتعب في ترتيب الأحداث والتفكير وكل دا والله العظيم بياخد معايا وقت طويل مش أقل من 6 ساعات...
أما بالنسبه لمواعيد التنزيل، انا نزلت انتباه اني هتأخر شوية وكل ما هتأخر هقولكم والله في انتباه، إنما مواعيد التنزيل زي ما هي كل يوم او يومين لو الفصل محتاج يومين، اكتر من كدا مش بتأخر.
- آدم وراوان مش واخدين حقهم في الروايه رغم أنهم الابطال!
هقولك يعني آدم وروان ابطال، وأحمد ورحمه مش ابطال، طب عمار وعمر وياسمين ولمار مش ابطال!
حبايبي دا حتى معتز الكلب بتاع البنات دا بطل في الروايه الروايه دي مختلفه شوية تعتبر 5 روايات في بعض فمحدش يقولي دا بطل ودا مش بطل لأن كلهم ابطال، وعلفكرة احتمال كمان يبقي ليها جزء تاني عشان دي روايه والروايه معروف عنها انها طويله مش مجرد قصه اقرأها في يوم او اتنين وخلاص، لا دي رواية من النوع الطويل وكله فيها واخد حقه ولسه في احداث كتير هتحصل سواء لأدم وراوان أو باقي الشخصيات فبالله عليكم ما تستعجلوش.