قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السابع والعشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السابع والعشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السابع والعشرون

وكأنك خلقتي من عتمه الليل، قلبك قمر وعينيكي نجمتين،.

وصلت اسراء إلى الجامعه اخيرا، لتنزل من السيارة بغضب وتغلق الباب خلفها بعنف تحت نظرات الغيظ من هيثم، اتجهت اسراء إلى مدخل الجامعه لتدخل وهي قمه غضبها من هذا الاحمق هيثم، وانطلق هيثم بسيارته في غضب كبير من تلك العنيدة، وقفت اسراء تنتظر هدي صديقتها عند جامعتها وهي تلتفت يمينا ويسارا تبحث عنها، لتجد اخر شخص توقعت أن تراه قادمة اتجاهها، لم تتغير كثيرا في طريقه لبسها ومظهرها والميكب الكثير الذي تضعه، بل ازداد الأمر سوءا حيث أنها قد خلعت الحجاب نهائيا وفردت شعرها الطويل على ظهرها وربما كان مجرد اكستنشن (ايهما أقرب )، لم تتعرف عليها اسراء في البدايه ولكن عندما اقتربت عرفتها على الفور، انها حنين صديقتها القديمه التي تعرفت عليها اول يوم بالجامعه، رمقتها اسراء بإزدراء وهي لا تود التحدث معها، ولكن حنين اتجهت إليها بمياعه تتغنج بإصطناع بمشيتها...

حنين بمياعة: صباح الخير يا سوسو...
اسراء بإبتسامه متكلفة: وعليكم السلام يا حنين، خير!
حنين بقرف وتكبر وهي ترفع حاجبها: انا بس جيت اسلم عليكي واعزمك على خطوبتي...
اسراء بإبتسامه مصطنعه: مبروك يا حنين ربنا يتمملك بخير يا رب، بس معلش مش هعرف اجي...
حنين بإستعلاء: على العموم انا عملت اللي عليا وقولت اعمل بأصلي معاكي عشان برضه كنتي في يوم من الايام صاحبتي...

اسراء وهي تكاد تنفجر غيظا منها، لتردف بتهكم: عن ازنك، ورايا محاضرة...
دلفت اسراء إلى كليتها دون انتظار صديقتها هدي، تاركه حنين تكاد تغلي من الغيظ من اسراء...

لتردف في نفسها بحقد: مبقاش انا حنين إن ما جبتك الأرض يا، مش انا اللي واحدة زيك تقولي بتلبسي ضيق وتصاحبي كتير، ما كل البنات كدا اشمعنا انتي اللي عامله الخضرة الشريفه، انا بقي هعرفك، واديني اهو كمان اتخطبت قبلك لحبيبي اللي كنت ماشيه معاه، بس وربنا لأعرفك يا فلاحه...

لتذهب حنين وهي تكاد تغلي من الغيظ والحقد إلى جامعتها، لتدلف إلى حمام البنات وتضع بعض مساحيق التجميل، ثم خرجت واتجهت إلى خارج الجامعه، جلست على احدي المقاعد واخرجت هاتفها لتضغط على زر الإتصال بأحد ما...
حنين بمياعه: الو، أيوة يا زيزو، لا انا بس عاوزاك بس في حاجه ضرروي جدااا، اه بليز تجيلي انا قاعدة في كافتيريا الجامعه، اوك سلام...
اغلق الخط معه وهي تبتسم بشر وحقد كبير...

وعلى الناحيه الأخري خارج الجامعه، وصلت سيارة احدث موديل لتصطف بمكانها المعروف في احدي الأركان، نزل منها هذا الشاب المغرور الوسيم بحق أنه هو معتز الدمنهوري صاحب ال25 عاما والعضلات القوية والقوام الطويل للغايه، معتز الدمنهوري الوريث الوحيد لشركات الدمنهوري لإستيراد والتصدير، وسيما بشدة لدرجه ان فتيات الجامعه هم من يريدون التقرب منه والحديث معه ليس فقط لثروته الكبيرة والغني الفاحش، ولكن أيضا لوسامته الشديدة وأسلوبه في الغزل بهن فكان بسهوله يوقع الفتيات في عشقه، معتز لديه عيون سوداء لامعة وجذابه للغايه وشعر اسود يثبته لأعلي، وشارب وذقن خفيف جعلوه في غايه الوسامه والأناقة، ولكن رغم كل ما يميزه ويتميز به إلا أنه حقير ودنئ، بل إن تلك الكلمات لم تكن لتوصف مدي حقارته، فكان يصاحب اصدقاء السوء الذين يذهبون معه إلى كل مكان حقير لا يرضي الله، كانو يذهبون إلى ما يسمي ملهي ليلي كل ليله ليسهرو مع الفتيات العاريات، وأكثر من ذلك، كان لمعتز شقه راقيه في احدي المناطق كل ليله يستضيف فيها العاهرات والبنات الذين يقعن في شباكه ليفعل معهم كل ما يغضب الله، وكان يخدع جميع الفتيات بوهم أنه يحبها حتى يستدرجها إلى تلك الشقه، فما أكثر منه حقارة!

دلف إلى الجامعه وهو يختطف النظر إلى جميع الفتيات، ليتجه إلى كافتيريا الجامعه حيث تقبع حنين بإنتظاره، ولكن لفتت نظره بالصدفه تلك الفتاه صاحبه الفستان الأصفر التي دلفت إلى الجامعه، هل هذه هي نفس الفتاه التي نعتتني بالحقير!

في نفس الوقت، دلفت تلك الجميله المحتشمة وهي ترتدي دريس باللون الاصفر الداكن المشجر باللون الاسود جعلها غايه في الجمال والأناقة، وارتدت فوقه حجاب باللون الاسود أظهر جمالها وجمال بشرتها القمحيه اللون، وحقيبة وكوتشي باللون الاسود، كانت بسيطه ومتألقه كالعادة هي هدي عماد، تلك الجميله ذات البشرة القمحيه اللون والعيون العسليه الأكثر من رائعه، لتدلف بخطوات متمهله شاردة فيما ستفعل إلى جامعتها بإتجاه كليتها دون الإلتفات إلى هذا الواقف يحدق بها بغيظ شديد وتوعد كبير...

ليتجه إليها وهو يرسم ابتسامه خبيثه على وجهه، وقطع عليها طريقها، لتنظر هي للذي قطع عليها طريقها بإستغراب قبل أن يتحول وجهها من الإستغراب إلى الغضب الشديد...
هدي بغضب: افندم عاوز ايه!
معتز وهو ينظر لجسدها بإستفزاز: عاوز كل خير، ليتابع بخبث بعدما رأي غضبها الشديد، ما تيجي اعزمك على بوريو يستاهل شفايفك اللي عاوزة تتاكل دي...

نظرت له بشهقه قبل أن ترفع يديها وهي تنوي ضربه بالقلم مرة أخري ولكن سبقتها يده التي أمسكت بيدها بشدة وهو ينظر لها بخبث شديد...
هدي بشهقه وهي تسحب يدها: ابعد ايديك القذرة دي عني يا حيوان...

معتز وهو يضغط على يدها بشدة، ليردف بغضب: مش انا اللي بت تمد ايديها عليا، انا لسه هربيكي على القلم اللي ضربتيهولي المرة اللي فاتت، ليترك يدها بغضب ويتابع بخبث، بس انا مش هردهولك قلم زي اللي ضربتيهولي، انا هخليكي بنفسك تضربي نفسك بالقلم كل يوم على اللي هعمله فيكي، ثم تابع بإبتسامه خبيثه وهو يري دموعها، سلام يا قطه...

اتجهت هدي بدموع إلى أحد الكراسي الموضوعه لتجلس عليها وهي تبكي بشدة وتلعنه الف مرة بداخلها...
هدي ببكاء: حقير، حقير، مش مكفيه اللي عمله في فاطمه، حقييير ربنا ينتقم منك ومن ابوك، لتبكي بشدة وهي تتذكر صديقتها الوحيدة التي انهت حياتها بسبب هذا الحقير...

Flash back لما حدث قبل سنتان...
كانت فاطمه صديقه هدي الوحيدة، رغم أنها أكبر منها بسنتان إلا أنهما كانتا اعز صديقتان، كانت فاطمه في السنه الأولي لها من الجامعه حيث كانت في كليه العلوم هي أيضا، وهدي كانت في ذلك الوقت في الصف الثاني الثانوي، كانت فاطمه تسكن في الشقه المجاورة لهدي لذلك لم يكن فارق السن يؤثر على علاقتهما حيث أنهما كانتا تقضيان اغلب اوقاتهما معا ولا يفترقان إلا عند النوم...

إلي أن جاء يوم كانت فاطمه تجلس فيه مع هدي...
فاطمه بفرحة: عارفه يا سوسو، انهاردة اتعرفت على واحد موز اوووي في الفرقه الرابعه...
هدي بعبوس: يا بنتي كام مرة اقولك حرااام حرااام تتعرفي على شاب لو حتى كصديق...
فاطمه بتأفف: اوووف حاضر يا شيخه هدي اشتغليلنا في الحرام والحلال لحد ما الواحدة تعنس...
هدي بضحك: ههههههه تعنس ايه يا عبيطه انتي متعرفيش أن كدا هيجيلك أحسن الناس...

فاطمه بتأفف: خلاااص يا ست هدي عشان انا حافظه الواصله دي ومش هخلص منها...
هدي بضحك: طب يلا يا هبله احكيلي بقي عرفتي مين المرادي!
فاطمه بتسبيل: هاااح دا واااد كدا ولا بتوع السينما، يلهوووي دا شبه ظافر عابدين حاجه كدا نضيفه يا بت شبه بتوع الروايات مال ايه وجمال ايه...
هدي بضحك: هههههه استغفر الله العظيم يا رب، الواحد بيقعد معاكي يشيل ذنوب والله قومي امشي يا بت هههههههه.

فاطمه بضحك هي الأخري: ههههههههه إيش فهمك انتي يا بتاعه الثانوي في المزز، دا انتو اخركم الشباب الصايعه السرسجيه بتوع التكاتك هههههههه
هدي بضحك: ههههههه قال يعني البت في كليه عدله عشان تتكلم عن المزز، بقي بزمتك حد يدخل علوم طبيه يتنفخ فيها، انا لو مكانك هحول تجارة حاجه كدا حلوة وبيقبلو البنات علطول في اي شركه او بنك يعني ضامنه انك هتتخرجي تشتغلي هههههههه.

فاطمه بمرح: هاااح الواحد لو هيشوف زي المز اللي شافه انهاردة في تجارة انا موافقه احول من بكرة...
لتنفجر هدي ضاحكه على صديقتها المجنونه...
لتتابع فاطمه بحب: عارفه اسمه ايه!
هدي بضحك: اسمه ايه يا ست الحسن والجمال يا ملكه جمال العشوائيات...
فاطمه بضحك: لا بجد يا بت، اسمه معتز الدمنهوري، ابوة يبقي صاحب شركات ومصانع الدمنهوري لو تعرفيها...
هدي بنفي: لا معرفهاش...

فاطمه بهيام: انا بصراحه يا هدي، شكلي حبيته، وهو كمان، انا حاسه أنه بيحبني...
هدي بغضب: يا فاطمه حرااام متعلقيش نفسك بيه يا بنتي عشان دا اسمه حب حرام...
فاطمه بتأفف: تاني هتقوليلي حرام وحلال، انا ماشيه يا اختي راحه بيتنا جتك القرف بت تسد النفس...
هدي بضحك: ههههههه ابقي خدي الباب وراكي...

فاطمه وهي تخرج بمرح: ماشي بكرة اما اموت هتفتكري قعدتي دي وتعيطي وتقولي فينك يا بطه فينك تيجي تحكيلي على المزز اللي شوفتيهم انهاردة...
هدي بضحك: هههههههه يلا يا بت من هنا...
Back...
هدي ببكاء شديد وهي تتذكرها: الله يرحمك يا فاطمه، فعلا زي ما قولتيلي، هقعد اعيط واقول فينك يا فاطمه، لتتابع بحسرة وبكاء، منه لله ابن الدمنهوري، منه لله...

لتقوم من مكانها ببكاء قبل أن يراها احد، مسحت وجهها بيدها كالأطفال واتجهت إلى كليتها...

وعلى الناحيه الأخري في كافيتريا الجامعه...
حنين بترحاب: ايه يا عم نسيتنا ولا ايه!
معتز بخبث: حد ينسي القمر برضه، بس اتخطبتي يعني ومعزمتنيش حتي!
حنين بضحك: معلش بقي يا معتز اصلي مفهماه اني مش بصاحب ولاد وكدا، انت فاهم بقي...
معتز بضحك: هههههه ماشي يا حنين، ها كنتي عاوزاني في ايه!
حنين بحقد: إسراء اللي كانت صاحبتي فاكرها!
معتز بتفكير: لا بصراحه مش فاكر، اصلي بشوف بنات كتير صحباتك...

حنين بشرح: اللي هي ام عيون زرقا اللي رفضت تسلم عليك دي، افتكرتها!
معتز بتذكر: اه، أيوة أيوة افتكرتها، مالها!
حنين بحقد: انا عاوزاك تلف عليها وتاخدها الشقه...
معتز بتفاجأ: ايه.!
حنين بغل وحقد: اصلها عامله عليا الخضرة الشريفه اللي مش بتصاحب وانا شايفاها نازله انهاردة من عربيه واحد...

معتز بخبث: اه بقي الحكايه كدا، ماشي يا حنين انتي تؤمري هحاول معاها واوعدك هتبقي الضيفه الجديدة في الشقه، وخصوصا انها عجبتني انا كمان...
حنين بإبتسامه خبيثه: تسلم يا صاحبي، عن ازنك بقي عشان اتأخرت على المحاضرة...
معتز بخبث: هشوفك أمتي!
حنين بمياعه: مينفعش يا زوز أصل خطشيبي بيغير، عن ازنك بقي...
وذهبت حنين إلى كليتها وهي تبتسم بشر...
حنين في نفسها بخبث: بالهنا والشفا من إلى هتشوفيه يا، يا فلاحه...

كمريض في غرفه إنعاش سمع اقرب الناس له تقول، ألم يمت بعد ،
كانت سعيدة للغايه برفقه أخيها، ذهبا معا إلى العديد من الأماكن التي لم تري ندي مثلها في الأسكندريه...
ندي بتعب بعد المشي الطويل ورؤيه الكثير من المناطق: ولااا بقولك ايه انا جعانه، عااا معدتي بتشتمني عاوزة اكل والنبي قبل ما معدتي تمد ايديها على القولون وبطني توجعني...

ادهم بضحك كبير: ههههههههههه والله العظيم انا اللي همد ايدي عليكي لو ما اتلميتي...
ندي بضحك: لا بجد عاوزة اكل، تعالي شوفلنا عربيه كبدة كلابي عشان مبحبش الحمير...
لينفجر ادهم ضاحكا من أخته المجنونه، ادهم بضحك: ههههههههه والله العظيم انا هيحصلي حاجه بسببك انهاردة، كان لازم يعني انسحب من لساني واقولك هفسحك...
ندي بضحك: يلا بقي عشان خاطري يا سي دوني...
ادهم بمرح: ههههه ماشي يلا بس انتي اللي هتحاسبي...

ندي بمرح وهي ترفع يدها: الله اكبر...
ادهم بضحك: صلاه ايش هلأ يا ريتان ههههههههه
ليضحك الأثنان، واتجهت ندي لتركب بجانب أخيها بالسيارة لينطلق بها تجاه احدي المطاعم الراقيه...
دقائق ووصل الإثنان إلى أحد المطاعم الراقيه، ليدلفا إلى الداخل ويجلسا على احدي الطاولات...

ادهم وهو يخرج هاتفه الذي كان يرن: بقولك ايه يا بت، اطلبي انتي عقبال ما ارد برة عشان مفيش هنا شبكه، ليتابع بضحك، بس اوعي تعملي مقلب وتطلبيلي حاجه كدا ولا كدا ساعتها هخليكي انتي تاكليها...
ندي بضحك: لا يا عم استغفر الله...
ادهم بضحك: ههههههه مجنونه...
وقام ادهم ليخرج من المكان حتى يتمكن من الرد على المكالمه...
كانت تنتظر سيارة أجرة مارة، لتشير ميار إلى احدي سيارات الأجرة لتقف...

ركب ميار في السيارة من الخلف مشيرة للرجل بأن ينطلق...
ميار بجدية: عند يا اسطي، (وأملته العنوان ) ليومئ لها الرجل وينطلق في طريقه...
بينما هي ظلت شاردة طول الطريق وشعورها بالخوف يزداد كلما اقتربت ولا تعلم السبب...

دقائق ووصلت سيارة الأجرة إلى المكان، لتنزل منها ميار بعدما أعطت السائق حسابه، اخذت نفسا عميقا وهي تعبر الطريق إلى الجهه الأخري...

ادهم وهو يتحدث في الهاتف بضحك: وانت كمان يا صاحبي، هههههه أيوة ندي اختي اللي فتحتلك الباب معلش، لا هي كدا مجنونه هههههه، أيوة ال...
وهنا كل شيئ توقف عند ادهم، بل توقف الزمن به، انها هي مجددا، إذا انا لم اكن احلم بها او اتخيلها، لا غير معقول!
دون اردة منه نطق بإسمها: يمني...
وعلى الجهه الأخري من الهاتف، رد صديقه بإستغراب: يمني!

ادهم بإنتباه ليردف مسرعا: معلش يا عادل مضطر اقفل دلوقتي، سلام هبقي اكلمك بعدين...
واغلق الخط معه وهو ينظر لها بصدمه كبيرة، مستحيل أن يكون الشبه واحد بتلك الدرجه...
كانت ميار تقف على احدي حافتي الطريق بإنتظار قدوم خطيبها، لتلاحظ هي الأخري نظرات ادهم المصوبه نحوها بشكل غير طبيعي، نظرت له بحده وأدارت وجهها للناحيه الأخري...
لينتبه ادهم لما يفعله...

ادهم في نفسه: ايه اللي انت بتعمله دا، حتى لو شبه يمني هي مش يمني اكيد...

اتجه ادهم إلى المطعم مرة أخري حتى يدخل ولكن اوقفه شيئ غريب لفت انتباهه، نظر ادهم على مسافه من تلك التي تشبه يمني في نظره ليجد شخصا ما يلتفت يمينا ويسارا بطريقه غير طبيعيه أثارت ريبه، ليشير هذا الشخص لسيارة ما لتأتي بإتجاهه سيارة سوداء من جميع النواحي، اتجه هذا الشخص الذي يحمل شيئا غريبا في يده بإتجاه ميار التي كانت تقف تمسك بالهاتف لترن على خطيبها، اما ادهم كان قد وصل الشك به لدرجه اليقين لأنه طبيب عرف أن ما بيد هذا الشخص منديل به مخدر، لم ينتظر ادهم كثيرا ليجري مسرعا بإتجاهها، استغربت هي كثيرا من هذا الذي يجري هكذا ويقترب منها، ولكن سبق استغرابها منديل يوضع على أنفها، لتشهق ميار بشدة وصدمه ولكن دون إرادة منها لم تشعر بأي شيئ سوي غمامه سوداء اقتحمت عيونها، ليحملها هذا الرجل مسرعا وهو يفتح باب السيارة السوداء بسرعه حتى يضعها بها، ولكنه لم يكمل فتحها حتى وجد من يلكمه بشدة في وجهه، رجع الرجل إلى الوراء بضع خطوات كادت خلالها ميار أن تقع من يديه ولكن إلتقطها ادهم بسرعه وحملها، نظر إليها عن قرب لبضع ثواني كادت عيناه أن تدمع خلالهم، ثم وجهه نظره مجددا إلى هذا الواقع أرضا والسياره السوداء التي انطلقت بعيدا قبل أن يراها احد...

ادهم بصوت جهوري غاضب: انت مييين، وعاوز تخطفها ليييه...
نظر الرجل المرمي أرضا بوهن إلى هذا الذي يتحدث، ليجد شابا مفتول العضلات على وشك أن يفتك به، نظر الرجل بخوف إليه والي الناس التي بدأت تتجمع حوله، ليقوم من مكانه هاربا بسرعه وخوف...

نظر ادهم إليه ليجده يجري مسرعا وهو يهرب، لم يهتم كثيرا لملاحقته حيث كان شاغله الأكبر هو تلك الفتاه التي يحملها، نظر ادهم إليها مطولا، يا إلهي انها تشبه يمني كثيرا! لو لم تكن حبيبتي ماتت لقلت انها انتي! افاق ادهم من شروده على صوت أحد المارة...
-مالها يا ابني، مراتك تعبانه ولا حاجه اجبلك عربيه توديها المستشفي!
نظر ادهم بصدمه إلى ما قاله الرجل...

ليردف بتعثلم أثر الصدمه: لا. لا يا حاج، انا معايا عربيه هوديها المستشفي...
الرجل وهو يكمل طريقه غير مكترث: ماشي يا ابني ربنا معاك...
نظر ادهم إليها بصدمه قبل أن يعبر الطريق إلى الجهه المجاورة ويضعها في سيارته برفق كبير وهو ينظر لها كثيرا وما زال عقله غير مستوعب الصدمه وهل تلك الفتاه حقيقيه ام عقله شبهها ب يمني حبيبته المتوفيه!

اغلق ادهم باب سيارته، ودخل مسرعا إلى المطعم مجددا، ليجد ندي بالفعل بدءت تأكل...
ندي بمرح عندما رأته: انت اتأخرت، قولت أتسلي عقبال ما تيجي...
ادهم بسرعه وهو يحمل اشيائه ويضع العديد من النقود على الطاوله: قومي بسرعه يا ندي...
ندي بإستغراب وهي تقوم: في ايه يا ادهم، مالك!
ادهم وهو يمسك يدها ليشدها مسرعا ويخرج خارج المطعم، حتى وصل إلى سيارته...

ادهم بسرعه: اركبي ورا (في الخلف) يا ندي، ليتابع بلهفه، وخدي بالله عشان في واحده مغمي عليها...
ندي بإستغراب وصدمه: ايه! واحدة مغمي عليها!
ركبت ندي السيارة مسرعة وكذلك ادهم الذي قاد سيارته مسرعا ناحيه المستشفي التي يعمل بها...
حركت ندي جسد الفتاه بتمهل حتى تضعها على ركبتها، ثواني وشهقت بصدمه كبيرة عندما رأتها...
ندي بصدمه: يمني!
ادهم بحزن وهو يقود السيارة: لا مش يمني، واحدة شبهها بس مش هي...

ندي وما زالت في صدمتها: ازاااي، دي شبهه يمني، دي نفس الشبهه...
ادهم بحزن وهو يمسح دموعه مسرعا: لا مش هي، دي واحدة كانت هتتخطف لولا ستر ربنا وان انا لمحتها عشان ألحقها...
ندي بصدمه اكبر: كانت هتتخطف!
ادهم وقد سرد لها كل شيئ...
ليردف بحزن: فاكرة اما قولتلك امبارح انا شوفت يمني!
ندي بصدمه: ايوة فاكرة، معقول كانت هي، معقول في شبهه للدرجه دي!
ادهم بحزن: مش مهم شبهها، مهما كانت شبهها مش هتبقي يمني...

وصل ادهم بعد دقائق إلى المشفي الذي يعمل به، ليركن سيارته مسرعا، نزل من السيارة ليفتح بابها من الخلف ويحمل ميار برفق وهو ينظر لها بدموع رغما عنه...
اتجه بها مسرعا إلى داخل المشفي، ليضعها بسرعه على ترولي ويتجه بها إلى غرفه الطوارئ تاركا ندي بالخارج تغلق السيارة وتأتي خلفه...

دلف بسرعه إلى غرفه الطوارئ، ليأتي أحد الأطباء مسرعا...
- ايه اللي حصل يا دكتور أدهم، ومين دي!
ادهم وهو يفك حجابها بسرعه حتى لا تختنق، لينفرد شعرها الحريري الاصفر القصير خلفها، وهذا ما كان يميزها عن يمني حبيبته، نظر لها ادهم مطولا قبل أن يردف لصديقه الطبيب: دي واحدة كانت هتتخطف واتحط على وشها منديل مخدر...
الطبيب مسرعا: طب خليك انت وانا هكشف عليها...

ادهم وهو يمسك يد الطبيب قبل أن تمتد إليها: لا، خليك انت يا دكتور انا هقوم باللازم ليها...
هز الطبيب رأسه بإيماء وهو يخرج من الغرفه، لا يعلم ادهم لما فعل هذا، وما سر شعوره أنه لم يحب أن يلمسها أحد او أن يراها، ولكنه لم يهتم كثيرا لهذا الشعور، ليبدء عمله بفحصها وتوصيل المحاليل اللازمه لها...

وبالخارج، كانت ندى في قمه صدمتها مما رأت، هل تلك خطيبه اخي! مستحيل، لقد ماتت منذ خمس سنوات!
اتجهت ندي بعقل مشتت إلى داخل المشفي وهي ما زالت لا تصدق ما رأت...
لتمشي وهي تحدث نفسها بصدمه: ازاي شبهها كدا، مستحييل!
لتصطدم دون وعي بشخص ما...
ندي بإنتباه: انا اسفه جداا يا طنط...
ماجدة بإبتسامه باهته وعيون دامعه: ولا يهمك يا بنتي...
ندي بإستغراب من دموعها: حضرتك بتعيطي ليه!

ماجدة وهي تمسح دموعها: مفيش يا حببتي، روحي انتي كملي طريقك...
ندي بإشفاق: ماشي يا طنط ربنا معاكي يا رب...
وذهبت ندي في طريقها تبحث عن غرفه الطوارئ...

لتمر من أمام غرفه العاشق المغيب عن الوعي، اسلام السيوفي الذي كان يحلم بها مجددا، بحبيبه قلبه ذات العيون البنيه، لم يكن في أحلامه مكان لشخص سواها، عشقتك مجنونتي، احببتك لدرجه اني لا اريد ان افيق فقط من أجل أن تكوني معي، ولكن للحظه شعر بوجودها معه، شعر بها تحيط به، شعر بها تمر من جانبه، ليحرك اصابع يده في محاوله للنهوض من أجل أن يراها مجددا، ولكن دون جدوي لم يستطع النهوض...

وصلت ندي أمام غرفه الطوارئ لتجلس خارجها بإنتظار أخيها حتى يخرج، وهي تبكي وتتذكر خطيبه أخيها الراحله...

وما الحب إلا جنون يتشاركه العشاق،
فتحت الدادة فتحيه باب الغرفه لروان، لتجدها جالسه على الأرض بضجر وملل وهي تضع يدها على خدودها...
فتحيه بخوف: آدم باشا قالي افتحلك يا بنتي بس لما الست الكبيرة ترجع البيت قالي اقفلي عليها تاني...
روان بغيظ: هو فاكر نفسه مين عشان يعمل كدا، كلبه عنده انا عشان يطلعني وقت ما يعوز ويقفل عليا وقت ما يعوز...
فتحيه بخوف: الله يكرمك يا بنتي ب...

-ايوة كلبه عندي وهتعملي اللي بقولك عليه غصبن عنك...
شهقت الدادة فتحيه بخوف وكذلك روان من صوت آدم، ليدلف آدم إلى الغرفه بغرور...
آدم بجمود: اتفضلي انتي يا دادة فتحيه كملي شغلك...
اومأت الدادة فتحيه بخوف واتجهت لتكمل عملها بسرعه...
إلتفت آدم إلى تلك المحدقه به بغضب...
ليردف بجمود: كلامي يتنفذ احسنلك، وإلا هتشوفي الوش التاني...

روان بغضب وهي تقف قبالته بتحدي: وانا مش كلبه عندك يا آدم باشا عشان تقفل عليا بالمفتاح وانت خارج...
آدم بغضب هو الآخر: لأ هقفل عليكي براحتي، مش انا اللي بنت زيك تقف قدامي وتتحداني...
روان بغضب: وانا قولتهالك وهقولهالك تاني، انا أعلنت الحرب عليك وبتحداك وهكسر غرورك اللي انت طالع بيه السما دا...

آدم بغضب وهو يمسك زراعها ليشدها إليه بغضب لتصطدم بصدره العريض، وثني ذراعها خلف ظهرها بقوة، لتغمض هي عيونها بألم...
آدم بغضب وهو يلفح بأنفاسه وجهها: مش انا اللي تعملي معاه كدا يا قطه، اياكي تفكري تقفي وتعاندي قدامي، ليتابع وهو يرفع حاجبه بسخرية وينظر لما ترتدي: انتي لابسه القميص بتاعي ليه!
روان بغضب وهي تسحب يدها منه: أصل في واحد مفكر نفسه ملك العالم نسي يشتريلي هدوم...

آدم بغضب: متعاندنيش يا روااان، متخلينيش اندمك العمر كله، متنسيش انا مييين واقدر اعمل ايييه...
روان بتحدي: وانت كمان متنساش انا مييين، لتكمل بثقه، انا روان ايمن خليفه، يعني متتحدانيش أو تقف قدامي يا آدم عشان هتندم...
آدم بسخرية: بجد! تصدقي خوفت...
روان بثقه وهي تمسك ياقه قميصه الذي ترتديه: طبعا لازم تخاف، انا، ايه دا، انت بتقرب ليه عااا ابعددددددد، لتجري روان منه بخوف، عااا ياااماااع...

آدم وهو يجري ورائها بغضب: انا بقي هعرفك ازاي تتحديني يا روان الكلب...
روان وهي تجري خارج الغرفه لتنزل السلالم مسرعه وآدم ورائها ينوي تربيتها من جديد، لتردف وهي تجري منه بخوف: استهدي بالله يا آدم باشا عيل وغلط...
لتجري روان بخوف خارج القصر للحديقه الخارجيه للقصر...

روان وهي تجري وآدم يجري خلفها وهو يحاول كتم ضحكته على شكلها وملابسها وكلامها، حتى وصلت إلى حمام السباحه لتنظر ورائها لآدم الواقف غاضبا يحدق بها، لتتراجع هي بخوف...
روان بخوف: آدم بالله عليك ما تقرب عشان انا مبعرفش أعوم ورجلي مش هتطول الارض في البتاع دا...
آدم وهو يحاول كبح ضحكته، ليرسم وجهه الغضب وهو يقترب منها قائلا بغضب: ولما انتي جبانه كدا، بتتحديني ليه!

روان وهي تتراجع بخوف: ع، عشان انت اللي بدأت و، وكل شوية تحبسني...
آدم وهو يتقدم بغضب حقيقي تلك المرة حتى صار أمامها، لتقف هي عند حافه حمام السباحه بخوف حقيقي، نظر إليها آدم مطولا ولا يفصل بينهما سوي سنتيمترات...
ليردف بغضب: مش انا اللي تفكري تتحديني يا روان...
قال جملته الأخيرة ودفشها بغضب لتسقط روان في حمام السباحه، ظلت تحاول الصعود وهي تصارع المياه بشهقات متتاليه...

آدم وهو ينظر لها بتشفي: دي أخرة اللي يتحدي النمر...
روان وهي تصارع الغرق دون فائدة لتستكين يدها وجسدها داخل المياه...
لم ينتظر آدم لحظه واحدة وقفز مسرعا في حمام السباحه، ليخرجها بخوف ويضعها على البلاج الخاص بحمام السباحه...

آدم وهو ينظر لها بخوف فقد فقدت الوعي تماما، ليفك آدم اول ازار في قميصه حتى يسمح لها بالتنفس، ودون مقدمات التهم شفتاها بقبله الحياه كما تسمي وهو يجري لها تنفسا صناعيا ويضغط على صدرها ليخرج جميع المياه منه...
استفاقت روان وهي تخرج جميع المياه التي ابتلعتها من فمها...
روان وهي تبعده عنها: كح كح كح، انت عملت ايه، كح كح، يخربيتك اوعي تكون، كح كح...

آدم بإبتسامه خبيثه: عملت ايه، مش بنقذ حياتك، دا بدل ما تشكريني...
روان بصدمه: انت، انت يلاهواااي، انت اديتني قبله الحياة!
آدم بضحك: هههههههه أيوة، وبصراحة احب أجربها تاني...
روان وهي تقوم مسرعه بصراخ: اوعااا تقرب مني تاااني، انت فاااهم، اياااك يا آدم...
آدم بغضب وهو يقوم: صوووتك ميعلاااش يا روان بدل ما اكسر دماغك...
روان بغصب: وانت اياااك تقرب مني تاااني عشان مش هسمحلك...

آدم وهو يرفع حاجه بسخريه: بقي كدا! طيييب...
واقترب منها آدم، لتجري هي مجددا داخل القصر، (ودوخينا يا لمونه دوخينا ).

كانت في شقته كعادتها تخطط معه لما سيحدث...
فريدة بغضب: الأستاذ بكل برود جايبها تقعد عندي في القصر...
مجدي وهو يحك ذقنه بتفكير خبيث، ليردف بخبث: طب ايه رأيك نعملها حفله استقبال...
فريدة بتساؤل: ازاي!
مجدي بخبث: هتقولي لآدم انك عامله الحفله عشان تعرفي الناس بمرات آدم باشا، واول ما الحفله تبدء، هخلصك انا منها...
فريدة بإستغراب: هتخلصني منها ازاي!

مجدي بإبتسامه شر: سيبي الموضوع دا عليا، بس عاوزك في الحفله تحاولي تعامليها كويس...
فريدة بغضب واشمئزاز: انا فريدة هانم اعامل حثاله المجتمع دي كويس!
مجدي بمسايرة: معلش يا حببتي عشان نخلص منها حاولي تستحمليها الساعتين دول...
فريدة بغضب: هحاول، اوووف أمتي هيجي اليوم اللي ترجع فيه حياتي الطبيعيه تاني من غير شوشرة الجرايد بسبب البلوة اللي اتحدفت عليا دي...
مجدي بخبث وشر كبير: قريب، قريب اوووي...

تقابل الصديقتان في المحاضرة...
هدي بحزن: عرفتي بقي انا لازم اشتغل ليه حتى لو في السر...
اسراء بحزن: قلبي عندك يا هدي، ربنا معاكي يا حببتي...
هدي بحزن: يا رب، بس مقولتليش ايه الموضوع اللي كنتي عاوزاني فيه، لتتابع بتذكر، وآه صحيح لقيتو بنت خالتك اللي كانت مخطوفه ولا لأ...
اسراء بحزن: ما هو دا الموضوع اللي كنت عاوزاكي فيه...
هدي بإستغراب: موضوع ايه!

اسراء وقد سردت لها كل شيئ بدايه من خطف روان حتى مجيئها إلى المنزل مع هذا الشخص المدعو آدم الكيلاني...
لتردف هدي بصراخ بعدما سمعت اسمه: احيييه بنت خالتك متجوزة النمر!
اسراء وهي تلتفت يمينا ويسارا للطلبه الذين لاحظو صراخ هدي...
لتردف هدي بصوت منخفض بعدما لاحظت هي الأخري: بنت خالتك متجوزة النمر! معقوله!
اسراء بإستغراب: نمر مين!

هدي بلهفه: وربنا حظها في السما، دا من اغني أغنياء العالم، دا شركاته رقم واحد عالميا، انتي ازاي متعرفيهوش!
اسراء بلا مبالاه: مش دا المهم يا هدي، المهم عندي دلوقتي اني لازم امشي...
هدي بإستغراب: تمشي ازاي، احنا لسه ورانا محاضرة!
اسراء بحزن: لازم امشي، عشان هروحلها...
هدي بصدمه: ايه! هتروحيلها! انتي تعرفي العنوان اصلا! وفرضا عمل فيكي حاجه!

اسراء بحزن: انا واثقه انها بريئه ولازم اساعدها تثبت برائها، عشان كدا لازم اروحلها، بس انا معرفش العنوان يا هدي، تعرفي تساعديني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة