رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والعشرون
هدي ببكاء هي الأخري: إن شاء الله محلوله يا ماما، أ، أنا، انا هنزل ادور على شغل...
الاب والام بصدمه: إيه!
هدي بتأكيد من بكائها وهي تحاول اقناعهم: أيوة يا ماما دا اللي لازم يحصل، انا هنزل اشتغل جنب الجامعه بتاعتي...
الاب بصرامة: انا لسه مموتش يا هدي عشان تقولي كدا...
هدي ببكاء: ربنا يديمك لينا يا بابا انا مش قصدي حاجه، ا، انا بس عاوزة اساعد شوية في مصاريف البيت...
الاب بحزم: مفيش شغل لما اموت ابقي انزلي اشتغلي...
الام بحزن: ما تسيبها تشتغل يا عماد على الاقل تصرف على نفسها وجامعتها...
الاب بحزم وصوت عالي: انا قووولت كلمه مفيش حد هيشتغل هنا او هيصرف على البيت غيري، انا لسه عايش مموتش يا منااال...
هدي بحزن وهي تحاول تهدئه والدها الحزين بشدة والمنكسر: اللي تشوفه يا بابا، عن اذنكم...
ثم ذهبت إلى الحمام لتتوضئ وتصلي الضحي وهي تدعو الله أن يوفق ابوها ويجد عملا جديدا...
وفي داخل غرفه ابويها...
الام بضجر: ما كنت تسيبها تشتغل يا راجل فيها ايه يعني ما دا الطبيعي دلوقتي عادي البت تشتغل وهي في الجامعه وتصرف على نفسها وتجيب اللي هي عاوزاه...
الاب بحزم: عاوزاني ارمي بنتي في النار يا منال واقول دا الطبيعي، انتي عارفه أن ممكن حد يضايقها أو يتحرش بيها لفظيا وجسديا وهي بتشتغل، عاوزاني ارميها في النار واقول عادي، وبعدين بنتك لسه صغيرة دي لسه 19 سنه يا مفتريه عاوزاني احرمها من زهرة شبابها...
الام بحزن: طب هنعمل ايه يا عماد، البنات كبرت وليها مصاريفها دا غير الاكل والشرب وغير أن هما بنات وعاوزين نجهزهم، دول كبرو خلاص على وش جواز لو جه حد اتقدم هنقول ايه!
الاب بحزن: معرفش يا منال، انا هنزل ادور على شغل تاني انهاردة وربنا يكرم...
الام ببكاء وحزن شديد: يا رب يا اخويا يا رب...
وبكل أسف سأقول، سامحيني يا مجنونة قلبي،.
استيقظ آدم في الصباح لينظر إلى تلك النائمه بجواره على سريره، ثواني ليتذكر كل ما حدث بالأمس وكم الألم الذي عاناه كلا منهما هي كانت تتألم لفقدان عائلتها وطردهم لها بتلك الطريقه، وهو يتألم لما حدث معها رغم أنه السبب الرئيسي لما سببه لها من آلآم واحزان، ظل ينظر لها بعض الوقت قبل أن يقوم من مكانه ويتجه لحمامه الملحق بغرفته ليأخذ حماما باردا منعشا، ليخرج بعد قليل وهو يلف المنشفه حول خصره تاركا عضلاته بارزة بشدة فهو يكاد يكون ملاكما بتلك العضلات التي لم يراها احد من قبل في حياته أو لم يستطع أحد مهما فعل من تمارين رياضيه أن يأتي بمثل تلك العضلات البارزة بشدة، ليتجه آدم إلى غرفت ثيابه ولكنه تسمر مكانه بشدة عندما رأي تلك المجنونه تنام ورأسها واقع من على السرير وقدميها معلقتين على احرف السرير وفاتحه فمها بطريقه مضحكه ناهيك عن شعرها الذي لم يعد مجعد جميل، بل أصبح كالشجرة مرفوع لفوق بطريقه مضحكه جدا، لينفجر آدم ضاحكا من شكلها هذا وهو يكتم ضحكته بيده حتى لا تستيقظ، ولكنه شعر بعيونها التي تفتح لتستيقظ تلك المجنونه وهي تتثائب بطريقه جعلته ينفجر ضاحكا لم يستطع كبح ضحكاته، وما زاد ضحكاته وقوعها من على السرير...
روان بألم ونعاس: اااه ليه يا دنيا بتصبي عليا احزان وانتي عارفه اني معنديش خزان...
آدم بضحك: عشان انتي هبله...
روان وهي تنظر له محاوله تحديد ملامحه أو اين هي: انت مين يا ابو عضلات!
ثواني لتتذكر كل شيئ وما حدث لها بالأمس واين هي...
لتردف بحزن: هو مكنش حلم!
آدم بألم اخفاه خلف قناع البرود والغرور: لا.
لتبكي روان بشدة فلم تستطع اخفاء بكائها تلك المرة من فراق عائلتها وطردهم لها، إلى تعذيبها وتهديدها من الشخص الذي دمرها ودمر حياتها...
لتنظر لآدم الواقف أمامها محدق بها ببرود ظاهري وبداخله شيئ اخر، قبل أن تردف بكره وغضب: انا بكرهك...
آدم ببرود وغرور: وانا مقولتلكيش حبيني...
ليتركها ويتجه إلى غرفه الثياب تاركا روان تبكي بشدة وتتحسر على حالها...
أما هو بالداخل كان غاضبا بشدة فتلك الكلمه جعلته غاضبا بشدة ومتألم كثيرا أثر تلك الكلمه فقط، لا يعلم السبب لهذا الألم الشديد الذي يشعر به في قلبه أثر كلمتها الصغيرة تلك انا بكرهك ...
آدم في نفسه بغضب: انت لازم تجمد اوعي تنسي انت مين وابن مين، اوعي تنسي انها مجرد انتقام يا نمر، لازم تبقي عبرة لأي حد يفكر أنه يقرب من النمر...
ليكمل ارتداء ملابسه وهو غاضب بشدة، ليرتدي بدله من اللون الجملي التي جعلته غايه في الروعه والأناقة والرجوله، تحتها قميص ابيض ناصع وصفف شعره أمام تلك المرآه الموضوعه في غرفه ملابسه الفخمه وارتدي من قسم الأحذية في تلك الغرفه جزمه سوداء وساعه بنيه اللون، كان وسيما بحق، بل اقسم أنه اجمل رجل في العالم بتلك الوسامه الساحقه والساحرة بشدة وعيونه الخضراء المضيئه تلك مع وسامه بشرته القمحيه...
ليخرج من الغرفه متجها للخارج دون أن يعيرها انتباه...
لتوقفه هي قائله بغضب: انا عاوزة امشي من هنا...
آدم ببرود كالثلج: مفيش خروج برة الاوضه حتي...
روان بغضب: يعني ايه هتحبسني!
آدم بجمود كالصقيع: أيوة هحبسك...
وفي الاسفل كانت فريدة مستيقظه تتحدث مع مجدي في الهاتف لتخبرة لما حدث في الامس...
فريدة بغضب: هو دا اللي هتصرف يا مجدي!
مجدي بخبث: يا حببتي انا بعت امبارح حد يفتحلها الشقه واتفاجئت أن العمارة حصل فيها حريق...
فريدة بشك: وانت عرفت منين مكانها!
مجدي بتعثلم: ما هو، في واحد كنت باعته يراقب ابنك عشان اعرف مكانها واخلصكم منها، ليتابع بخبث، بس حصل ماس كهربي في العمارة لسوء الحظ...
فريدة بتأفف: اوووف، طب هنعمل ايه دلوقتي دي المصيبه دي هتعيش معانا من دلوقتي، وآدم مشدد اي حد هيقربلها هيموته، دا حتى كان بيبصلي وكأنه بيقولي انا...
مجدي بخبث: هدي نفسك انتي بس يا حببتي انا هتصرف...
فريدة بغضب: ماشي يا مجدي بس يا ريت المرادي فعلا تعمل حاجه...
وأغلقت الخط معه وتنتفست بضيق شديد...
وعلى الناحيه الأخري، كان مجدي يضحك بخبث وهو يتذكر ما حدث...
Flash back...
مجدي وهو يتحدث في الهاتف ليردف بخبث: أيوة عاوزك تعملي ماس كهربي في العمارة وتقول إنه عن طريق الخطأ، متخفش من آدم باشا انت في السليم، أيوة كله بتمنه ظبط انت بس وهديلك اللي انت عاوزه، لا لا انت هتعمله في الدور التاسع بعيد عن شقه آدم عاوزه بس يعرف أن في حريق في العمارة...
ليغلق الخط معه ويتنفس بخبث وهو يردف في نفسه: ابقي عرفني بقي يا آدم هتعمل ايه لما تعرف أنها في خطر!
Back...
مجدي بخبث: قربت اوووي منك يا ابن الكيلاني، خلاص هي خطوة واحدة...
روان بصوت عالي: يعني ايه تحبسني! انت مفكر اني هسكتلك واقول ماشي دا انا اصوت والم عليك البيت كله واقولهم الحقيقه...
آدم ببرود وهو يرفع حاجبه: تمام، اعملي كدا يلا مستنيه ايه، بس ساعتها متلوميش الا نفسك وانتي فاهمه قصدي كويس...
روان ببعض الخوف: انا، انا مش خايفه منك...
اقترب منها آدم ببضع خطوات حتى صار أمامها، ليردف بغضب: انتي لو باقيه على حياتك وحياة عيلتك تبطلي تتحديني يا روان احسنلك، فاااهمه...
روان بخوف: انا، انا...
آدم ببرود وهو يقاطعها: الخدامين هيدخلولك بالاكل وقت الفطار والغدا لحد ما ارجع من الشغل مفيش خروج برة الاوضه، فاااهمه
روان في محاوله أخيرة للخروج: طب انا عاوزة اقعد مع ياسمين...
آدم ببرود: ياسمين في الشغل دلوقتي، مفيش خروج يا روان ريحي نفسك...
روان بتنهيدة: طب عاوزة اقعد مع مامتك اتعرف عليها...
هنا نفذ صبر آدم ليردف بغضب شديد وهو يمسكها من كتفها ويرفعها فوق لترتفع قدمها عن الأرض بعض السنتيمترات، ليردف بغضب: دي بالذات يا روان لو شوفتك بتتكلمي معاها أو قربتي ليها انا هموتك فاااهمه...
روان بخوف وهي تهز رأسها بموافقة: حاضر حاضر...
لينزلها آدم ويدفعها بشدة لتقع متألمة، ثم ذهب آدم واغلق الباب عليها بالمفتاح من الخارج تاركا روان تبكي بشدة...
لينزل على السلم ويتجه إلى غرفه الخدم...
آدم بغضب: دادة فتحيه، تعالي عاوزك...
لتتجه اليه فتحيه بخوف وهي امرأة في منتصف الستينات تعمل كبيرة الخدم في قصر آدم...
فتحيه بخوف: في حاجه يا آدم باشا!
آدم بأمر: خلي مفتاح اوضتي معاكي، اطلعي وقت الفطار والغدا بالاكل لروان فوق فاهمه...
فتحية بإستغراب: روان مين يا ابني.!
آدم: روان مراتي، يا ريت تنفذي اللي بقولك عليه من غير اسئله، وبعدها ابقي اقفلي الباب تاني بالمفتاح لحد ما اجي فاااهمه يا دادة...
فتحيه بإيماء وتفاجأ في نفس الوقت: حاضر يا آدم باشا، اي أوامر تانيه!
آدم ببرود: لا اتفضلي على شغلك، ومش عاوز اي حد يطلع لروان فوق، وخصوصا فريدة هانم لو عملت اي حاجه تبلغيني فورا يا دادة...
فتحية بإيماء: حاضر يا ابني...
لتتجه دادة فتحية لتكمل عملها، وكذلك آدم الذي خرج من المنزل بأكمله ليتجه لعمله هو الآخر...
كذب من قال، وما الحب إلا للحبيب الأولي،
استيقظت مجنونتنا الأخري على صوت والدتها صفاء...
صفاء بغضب: ندي قومي يا بت انتي من ساعه ما جيتي وانتي نايمه قومي ساعديني في البيت...
ندي بتأفف: حاضر يا ماما جايه وراكي اهو في ديلك في ديلك على طول...
لتذهب الام وهي تتمتم بغضب من تلك المجنونه، أما ندي عندما تأكدت من خروج امها من غرفتها، عادت للنوم مجددا...
وفي المشفي...
ادهم بغضب: زود الكهربا يا ابنننني القلب بيوووقف...
ليزيد أحد الممرضين كهرباء القلب لإنعاشه، وفي ثواني بسيطه عاد مجددا لينبض...
ادهم بتنهيدة: ربنا ستر المرادي لو قلبه وقف المرة الجايه مش عارف ايه اللي ممكن يحصل...
ليخرج آدم من غرفه اسلام وهو يتنهد بتعب، لتقابله ماجدة والدة اسلام ببكاء...
ماجدة ببكاء: اسلام ماله يا دكتور، فاق ولا لسه!
ادهم بحزن: للاسف يا فندم لسه مافقش، ادعيله أن شاء الله هيفوق قريب، عن ازنك...
ليرحل ادهم تاركا ماجدة تبكي بمرارة شديدة وهي تدعو الله أن يحمي ابنها ويرده إليها مجددا...
صفاء بغضب وهي تدلف الغرفه مجددا: انتي لسه نااايمه يا بنتلجزمه...
ندي بخضه: عااا مين اللي مات...
صفاء بغضب: انتي اللي هتموتي يا بنتلمجنونة نفسي مرة تصحي من اول ما انده ( يا مااامااا ام ندي بتسلم عليكي )...
ندي بضحك: يماما نفسي مرة تصحيني من غير ما تخضيني انتي عارفه احنا لو في كوريا أو اليابان كنتي لبستي قضيه، عندهم هناك قانون محدش يصحي حد من النوم، هروح ابلغ عنك رئيس كوريا يمكن يضربنا بقنبلة نووية ونخلص بقي، على الاقل هنام في الجنة براحتي...
الام بغضب وهي تتجه إليها: ماشي يا ندي انا بقي هوديكي الجنة تنامي براحتك...
ندي بصراخ وهي تجررري: اعااا لو عشت اديني رنه هتلاقي الدنيا جنه...
الام بضحك: ههههههههه يا بت المجنونه اخرسي الجيران لو سمعوكي هيبلغو عننا...
ثواني ليسمع كلا من ندي ووالدتها جرس الباب، لتتجه ندي لتفتح الباب دون وعي لما ترتدي فكانت ترتدي بيجامه سلوبت على شكل باندا...
ندي وهي تفتح الباب ظنا منها أنه ادهم: ايه يا عم ادهم أطلقت من الشغل ولا اي...
بترت اخر كلماتها عندما وجدت الطارق ليس ادهم، بل وجدت شابا يبدو من ملابسه أنه طبيب ايضا...
ندي بإستغراب: مين حظرتك، قصدي حضرتك!
الشخص بإحراج: هي دي مش شقه الدكتور ادهم!
ندي بجنون كالمعتاد: أيوة دي شقة الدكتور ادهم، وانا مراته الجديدة...
صفاء بنداء من الداخل: مين يا ندي!
ندي بصوت عالي: مفيش يا ماما دا واحد بيسئل على شقه الدكتور ادهم...
لتأتي صفاء بخوف ظنا منها أن هذا الشخص تابع لفريدة، لتردف بخوف: مين حضرتك!
الشاب بحرج: انا صديق دكتور أدهم، ولما عرفت أنه نقل القاهرة قولت اجي اسلم عليه بس شكلي غلطت في العنوان انا اسف...
صفاء بسرعه: لا يا ابني هي شقته، بس ادهم مش موجود هو في المستشفي دلوقتي...
الشاب بحرج: خلاص شكرا يا طنط هبقي أجيله وقت تاني يكون موجود فيه، عن ازنكم...
ليرحل الشاب وتغلق الام الباب...
الام بشهقه: انتي راحه تفتحتي الباب وانتي كدا!
ندي بإستغراب: كدا ازاي! اوبااا يفضيحتشك يا ندي دا شافني وانا باندا ياماااع...
الام وهي تمسك رأسها من الصداع: ربنا يصبرني على ما بلاني...
ندي بمرح: طلقني لو مش عاجبك طلقني...
لتجري ندي بضحك وهي تدلف إلى الحمام، أما والدتها كانت تضحك على تلك المجنونه ابنتها...
صفاء بتنهيدة: ربنا ما يحرمني منكم ابدا يا ولادي ويحميكم ويحفظكم من كل شر ويبعد عنكم فريدة خالص ومتعرفش انكم موجودين...
أحبّك بقدر إطمئناني معك، و بقدر ما أشعُر أن هذه الحياة بأكملها بين يديك عند سماع صوتك،.
فتح عيناه بألم وهو يتذكرها ويتذكر ما قالته له بالأمس...
Flash back...
رحمه بغضب: انا بكرهك وهفضل اكرهك طول عمري، انت حقير واناني...
احمد هو الآخر بغضب: رحمه لمي لسانك انا مش عاوز أذيكي، كفااايه...
رحمه بسخرية: ليه هو انت فعلا مأذتنيش، لترحل من أمامه تاركة احمد يتألم بشدة لما قالت وما يعلم قصده، ليعاتب نفسه كثيرا على فعلته وأفعاله معها...
Back...
احمد في نفسه بحزن: غبي، ازاي عملت كدا فيها، بنتقم من سارة فيها ليييه...
ليسمع صوت صراخها في تلك اللحظه يأتي من المرحاض الملحق بغرفته، ليتجه إليها مسرعا وخائفا بشدة عليها، ليفتح باب المرحاض مسرعا، ليجدها ترتدي بشكير يغطي شبه جسدها وشعرها المبلل ينسدل على ظهرها بشكل مثير، وتقف متكورة على نفسها في ركن من اركان المرحاض...
احمد بقلق وهو يتجه إليها: رحمه انتي كويسه!
رحمه بخوف وهي تتشبث به: الحقني يا احمد في. في...
احمد بسرعه وخوف شديد: في ايه مالك يا حببتي...
رحمه بخوف: في برص في البانيو...
احمد بإستغراب: ايه!
رحمه بخوف وهي تتشبث به: والله العظيم هناك كدا، كنت بستحمي وشوفته...
احمد وقد فقد أعصابه: يعني أنا هموت من الخوف عليكي عشان في الاخر يطلع برص، ليتجه إلى البانيو ويضرب بقدمه هذا الكائن الصغير ليقتله...
احمد بغضب: اتفضلي اهو قتلته...
رحمه بصوت عالي وغضب هي الأخري: علفكرة انا مطلبتش منك حاجه، اتفضل اطلع برة...
احمد بغضب وهو يتجه إليها لتبتعد هي حتى اصطدمت بالحائط: بتقولي لمين يطلع برة...
رحمه بخوف: اا، انت...
احمد بهدوء قليلا حتى لا يفقد أعصابه ويندم على ما يمكن أن يفعله: بقي انا كنت هموت من الخوف عليكي يا مجنونه وفي الاخر تطلعي خايفه من برص...
رحمه بغضب: مطلبتش منك تخاف عليا واتفضل يلا بر...
وقبل أن تكمل كلامها حاصرها هو بشفتيه لتبتلع كلامها بين خاصته، ليقبلها احمد بشوق ولهفه وكأنه يخبرها كم كان خائفا عليها تلك المجنونة التي تلعب بأعصابه يوما بعد الآخر وتجعله يتشبث بها كالطفل، دون إرادة منها وجدت نفسها هي الأخري تقبله بشدة وكأنها تثبت له أنها مشتاقه إليه كثيرا رغم ما فعله معها، ليتعمق كلا منهما في قبلته مع الآخر، ودون وعي مع احمد امتدت يده لترفعها من الأرض لتكون بمستواه ليقبلها بعمق اكبر ويده الاخري تمتد لتزيل هذا البشكير القصير من على جسدها، كانت رحمه متقبله تلك المرة ما حدث وما سيحدث وكأنها هي الأخري تريده وبشدة، هل أحبته يا تري! ولكن قبل أن تمتد يده لتزيل البشكير، تذكر وعده لها أنه لن يقترب منها سوي بإرادتها وموافقتها على هذا، لينزلها بسرعه على الأرض ويبتعد عنها وهو يلتقط أنفاسه، لتنظر له رحمه بصدمه وخجل كبير...
ليردف هو بأسف: احم، انا اسف، ليخرج مسرعا من الحمام تاركا رحمه في دوامه مشاعر عاصفه لا تدري لما تريد الاقتراب منه والا يبتعد عنها ابدا...
لتردف في نفسها بغضب: غبيه يا رحمه، هيقول ايه عليكي دلوقتي، اوعي تستسلمي بسهوله كدا اوعي تنسي اللي عمله معاكي...
لتنزل دموعها بشدة وهي تتذكر ما فعله معها، لتقرر في نفسها الا تدعه يقترب منها مجددا...
أما احمد، كان هو الآخر غاضبا مما فعل، ليقرر عدم الاقتراب منها ابدا الا بإرادتها...
ليردف في نفسه بغضب: اوعي تنسي انك وعدتها، لازم تفضل بعيد عنها عشان تسامحك، ليردف بحزن، يا تري هتسامحيني يا رحمه!
ماذا لو تحولت الغيرة يوما ما إلى حب،.
دلفت ياسمين إلى المكتب بخطوات متمهله واثقه كعادتها، لتلفت أنظار جميع من في المكتب بجمالها وثقتها كانت ترتدي سلوبت جينز وتحته تيشيرت ابيض نصف كم مع كوتشي ابيض، واسدلت شعرها القصير، تلك الملابس البسيطه جعلت منها رائعه وايقونه جمال متحركه...
ليردف عمر بإنبهار عند رؤيتها: اوبااا القمر نور يا سوسو...
ياسمين بضحك: شكرا يا عمر دا من زوقك...
عمر بهيام: من زوقي ايه بس انا خايف عليكي والله حد يخطفك وانتي قمر كدا...
لم يكمل جملته حتى وقع عليه كوب قهوة ساخن مجددا من تلك القصيرة المجنونة لمار...
لمار بأسف مصطنع: معلش يستا مخدتش بالي...
عمر بغضب وألم: اسطي ايه بس انتي القهوة بتاعتك مبتقعش غير عليا لييه...
لتضحك ياسمين بشدة على كلامه، لينظر لها عمر بهيام...
عمر بهيام: بت يا اوزعه ابقي وقعي عليا قهوة كل يوم ميهمكيش...
لمار بغيظ: المرة الجايه هبقي اجيب ميه بتغلي متقلقش...
عمر بضحك على لمار، وهو ينعكش شعرها المموج بشدة: ابقي سرحي دا الاول وبعدها تعالي اتكلمي يا اوزعه...
لمار بغيظ: متقولش يا اوزعة احسنلك...
عمر بضحك: يا بنتي مش زنبي اني كل شوية ادور عليكي في الارض عشان اتكلم معاكي...
لمار بغضب: بقي كدا يا عمر، طيييب...
لتدوس لمار بقوة على قدمه، وتهرب مسرعه تاركة عمر يصيح بشدة من الألم الذي سببته تلك المجنونة القصيرة...
عمر بألم: اااعااا يا اوزعه يا مجنونة وربنا ما هسيبك...
ياسمين بضحك: ههههههههه معلش يا عمر انت اللي غيظتها بردة استحمل بقي...
عمر بهيام: عشان خاطرك بس يا قمر هستحمل اي حاجه...
لينتبه الجميع على صوت جاسر الذي دلف للتو، ومن بينهم ياسمين التي كان يدق قلبها بشدة عندما رأته ولم تعرف السبب...
جاسر بجدية وهو ينظر للجميع ويتحاشي النظر إليها: انتباااه يا جماعه، بعد ساعه أن شاء الله عاوز الكل في مكان المشروع الجديد عشان هنبدأ شغل فيه، مفهوووم!
الجميع بصوت واحد: مفهوووم...
ليرحل جاسر دون أن يعيرها انتباه، اما هي كانت تشعر بالحزن ولا تعلم السبب، ودقات قلبها لم تتوقف عن الطرق...
ليقاطع سكوتها عمر الذي أردف بغيظ: مش عارف ليه بس مش بستلطف جاسر دا...
ياسمين بإيماء: يلا عشان نخلص الشغل اللي هنا ونلحق المكان...
عمر بإيماء هو الآخر: ماشي يلا...
ليتجه كلا منهما إلى مكتبه لينهي عمله، أما ياسمين كانت تفكر به لا اراديا عقلها شرد به وبما فعله منذ قليل من تجاهله لها وكأنها غير موجودة أصلا، لتتابع عملها بعد قليل من الوقت، وهي لا تعلم ما الذي يخبئه لها القدر بعد ساعه...
أما لمار...
كانت تجلس على مكتبها كعادتها غير مهتمه لحديث الآخرين عنها وعن شكلها وملابسها الصبيانيه، ولكن في داخلها كان غاضبا حزينا من هذا الاحمق الذي يسمي عمر، الذي يراها كالأولاد ويعاملها كالصبيان ليس كما يعامل ياسمين او اي فتاه...
ولكنها قررت ايضا عدم الالتفات له أو لأي شخص...
لتكمل عملها هي الأخري حتى تذهب للموقع المحدد لبدء المشروع...
نعم اغار، ولو وصل بي الحال لقول هذا أمام الملأ سأقولها لك يا احمق...
دلفت كارولين تتمشي بإغراء لفت أنظار جميع العملاء لينظر لها الجميع بإعجاب، لتدلف هي إلى مكتب على الذي نظر لها بإشمئزاز واضح...
كارولين وهي تتمشي بإغراء لتلفت أنظاره: ازيك يا علوشي...
علي بإشمئزاز وهو يضع عيونه في الورق الذي أمامه: الحمد لله، خير جايه ليه.!
كارولين بحزن مصطنع: احنا مقعدناش مع بعض امبارح، كنت جايه اقعد معاك شوية ونتغدي مع بعض، ايه رأيك!
مرفوووض!
كانت تلك رضوي التي دلفت لمكتب على مسرعة عندما سمعت صديقتها تخبرها أن هناك فتاه اجنبيه في مكتب علي، لتجري مسرعة بغيرة وغيظ إلى مكتبه...
علي بإستغراب: رضوي.!
رضوي بغيرة واضحه: أيوة، ايه قطعت عليك خلوتك!
كارولين بإشمئزاز: ايه اللي جاب الموظفه دي هنا! المفروض يا ماما تكوني في شغلك...
رضوي بغيرة: والمفروض برضه حضرتك متجيش الشركه غير في الشغل وبس، ولا انتي جايه عشان حاجه تانيه...
علي وهو يحاول كتم ضحكاته: انسه رضوي، كارولين كانت جايه تسلم عليا وانا كرئيس تنفيذي سمحت ليها بكدا، ليردف بجدية، وحضرتك سبتي شغلك ليه اتفضلي على شغلك...
رضوي بصدمه، فلم تتوقع ما قاله على للتو، اهو يطردها، لتنظر لكارولين لتجدها تنظر لها بشماته...
رضوي بخجل وصدمة: احم حاضر يا استاذ علي، انا اسفه اني عطلتك، عن ازنك، وذهبت رضوي وهي تغلق الباب خلفها تتنهد بضيق، لتجري لمكتبها قبل أن يراها احد وهي بتلك الحاله، لتدلف لمكتبها بسرعه وهي تبكي بشدة لما حدث معها وما فعله على معها، اهو بلا قلب، ام هي المخطئه من البدايه...
أما بداخل مكتب على...
كارولين بشماته: يا ريت تطرد الموظفه دي يا علوشي، دي مش محترمه ومحدش علمها الادب...
علي بغضب: اياااكي فاااهمه اياااكي يا كارولين تشتميها أو تجيبي سيرتها على لسانك، انتي لو مش بنت انا كان هيبقي ليا تصرف تاني معاكي، اياااكي اسمع لسانك القذر بيقول بس اسمها، فاااهمه...
كارولين بخوف: حاضر حاضر...
علي بغضب: اتفضلي اطلعي بررررررة...
كارولين بإستغراب وخوف: بس...
علي بغضب: برررررة...
لتخرج كارولين مسرعه بخوف خارج المكتب والشركه بأكملها، وهي تتعهد لرضوي بالكثير، فمن هي هذه حتى يفعل على كل هذا من أجلها...
لتتعهد على معرفه السبب وراء هذا...
كارولين في نفسها بشك: لو اللي في بالي صح يا على وفعلا بتحبها، يبقي زي ما بتقولو هنا، هتقري عليها الفاتحه قريب...
لتبتسم بشر وهي تمضي إلى سيارتها الغاليه...
كان آدم جالسا في مكتبه يعمل بعقل منشغل، كان يفكر بها، كان يضحك احيانا عندما يتذكر مشاغباتها، ويغضب احيانا عندما يتذكر انها تحدته...
ليأتيه في تلك اللحظه اتصال هاتفي من المنزل...
ليرد آدم بإستغراب: في حاجه يا دادة فتحيه!
لترد روان على الطرف الآخر بغضب: هو أنت مفكر اما تحبسني مش هعرف اطلع، هاااع انا روان والأجر على الله يا ابني...
آدم بإستغراب: روااان!
روان بضحك: أيوة روان اللي خرجت من الاوضه وهتمشي في القصر اللي قد مصر الجديدة كلها دا وهخالف كلامك...
آدم بغضب: روووااان متستعبطيييش وربنا لو ما رجعتي الاوضه لحد ما اجي محدش هيشيلك من ايدي...
روان بإستفزاز وتحدي: مش روان اللي تقولها كدا يا ابو الفصاد، يلا بقي هقفل تيك كير يا بيبي عشان الحق اهرب منك، هاااع هاااع هاااع (ضحكات شريرة متقطعة )، لتغلق الخط معه وتتنفس بضحك شديد...
اما آدم قام من مكتبه بغضب ليخرج خارج الشركه وهو ينوي تأديبها من جديد...
ليردف في نفسه بغضب: انا بقي هربيكي يا روان عشان تفكري تتحديني ومتنفذيش كلامي...