قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل التاسع

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل التاسع

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل التاسع

اسلام بصوت حنون أمام جميع الطلاب: روان انا بحبك وعاوز اتجوزك...
ليصمت الجميع مصدوما، ومن بينهم روان التي كانت في موقف لا تحسد عليه...
روان بصدمه: ...
اسلام وهو يعيد كلامه: روان تتجوزيني!
روان وقد تحول وجهها من الصدمه إلى الخجل الرهييب واحمر وجهها خجلا: ، انا، انا لازم امشي، بعد اذنكم...
اسلام بضحك على موقفها الخجول: استني يا مجنونه، قبل ما تطلعي...

وذهب إليها، تحت نظرات جميع من في قاعه المدرج منهم الحاقدين عليها، ومنهم من ينظر إليهم بفرحه شديدة متمنين موقف كهذا، ومنهم الغير مبالي...
اسلام وهو يتجه إليها: استني يا روان...
روان بخجل ووجهها احمر من كثرة الخجل: انا. احم. بصراحه انت فاجئتني. انا مكنتش متوقعه أنه انت.
ليقاطعها اسلام: أني بحبك صح!
روان وهو تنظر في الارض وام تستطيع الكلام من الخجل...

اسلام بضحك وهو يقترب منها: بصي يا مجنونه، تقدري تقولي اني مش بس حبيتك، تقريبا كدا انا عشقتك من غير ما احس، انتي اول انسانه يدق ليها قلبي بجد، حبيت جنانك وهبلك وشكلك وروحك وكل حاجه فيكي...
روان وهي تستمع لكلامه مصدومه: انا مش مصدقه بجد، يعني انت بتحبني...

اسلام بضحك: لا بهزر معاكي، يا مجنونه طبعا بحبك، حتى اليوم اللي طردتك فيه واتهمتك فيه انك بتحبي في الجامعه، انا كنت بصراحه غيران عليكي ومش مستحمل فكرة انك ممكن تكوني لغيري، فهمتي!
روان وقد تمنت أن تنشق الارض وتبلعها من الخجل: ، انا، احم، بص انا مقدرش اقولك رأيي لاني ب...
ليقاطعها اسلام مرة أخري: ومين قالك اني بطلب رأيك دلوقتي، انا مش هطلب رأيك الا لما اجي اتقدملك من اخوكي...

ثم امسك هاتفها من يدها وسجل رقمه عندها ورم على نفسه حتى يسجل رقمها.
اسلام وهو يعطيها الهاتف: هرن عليكي بالليل عشان اكلم اخوكي، يا ريت تردي يا مجنونه عشان لو مردتيش هتلاقيني عندكم في البيت...
روان بضحك وقد تناست خجلها: ههههه وماله تعالي البيت انهاردة يوم التنضيف والغسيل حتى تاخدلك سجادتين تغسلهم وانت بتطلب ايدي من ماما وتشرب الشاي وانت بتنشر الهدوم...

اسلام وقد انفجر ضاحكا من تلك المجنونه: هههههههههه وربنا انتي مجنونه فعلا، لا خلاص وعلى ايه انا غيرت رايي مش عاوز اتجوزك...
روان بمزاح: احسن خليك كدا هتعنس، ثم صمتت قليلا وهي تتذكر شيئا ما، وتابعت، صح يا اسلام احم قصدي يا دكتور اسلام. هو انا لسه مطرودة من محاضراتك اللي محضرتهاش ولا مرة...
اسلام بضحك: اه لسه مطرودة عشان اعرف اركز في الشرح...

روان بمزاح: والنبي احسن اهو على الاقل يبقي في وقت كبير افطر فيه انا والبت ميار...
اسلام بنظرة حب وهو يقول بمزاح: انا استاهل ما انا عشقت مجنونه...

كانت الصدمه حليفه الموقف، مع بكائها المستمر، كيف ستقبل شيئا كهذا وبهذا الطريقه، ولكن هي في حاجه النقود لاجل والدتها، لذا فليذهب كل شئ اخر إلى الجحيم...

رحمه وهي تنظر لعينيه التي تنظر إليها بتحدي: موافقه، بس عاوزة الفلوس انهاردة...
احمد بإبتسامه وفي داخله فرح لتحقيق اول خطوة في تعذيبها كما تخيل: موافق، ثم أخرج دفتر شيكاته، وكتب فيها المبلغ الذي طلبته. وأعطاه إليها...
احمد بخبث قبل أن تخرج رحمه: جهزي نفسك يا عروسه، بكرة هيبقي كتب الكتاب بتاعك...

رحمه وفي داخلها تلعن حظها العسير وتلعن الفقر الذي جعلها في هذا الموقف: ح. حاضر، بس انا معرفش عنوان بيتك...
احمد بنظرات تكاد تخترقها: هتلاقي تحت عم عبده السواق هيوصلك للبنك تصرفي الشيك، وبعدها هياخدك على البيت...
رحمه بإيماء: تمام، عن ازنك...
وخرجت رحمه من مكتبه وهي تبكي حزينه مقهورة هل ساتزوج حقا اكثر شخص اكرهه في حياتي...

لتتابع من بين بكائها الحزين. : بس والله ما هخليك تلمس شعرة مني لحد ما ماما تعمل العمليه وتخف أن شاء الله بعدها هرجعلك فلوسك بأي شكل وهطلق منك...
لتذهب رحمه إلى خارج الشركه لعم عبدة هذا الرجل الذي تجاوز الخمسين من العمر ومع ذلك طيب القلب...
رحمه وهي تتجه إلى سيارته الواضحه لأنها اغلي سيارة: لو سمحت يا عم عبدة. انا، انا انسه رحمه ثم تابعت بحسرة. مرات استاذ احمد...

عم عبدة بإيماء: عارف يا بنتي، استاذ احمد كلمني من شويه قالي اوصلك البنك واي مكان هتروحيه، واه صح الف مبروك يا بنتي، انا مش مصدق أن اخيرا هشوف احمد هيتجوز تاني...

رحمه بصدمه من كلامه: ايييه، قولت ايه، تاني، هو كان متجوز اولاني!
عم عبدة بإستغراب: هو مقالكيش ولا ايه يا بنتي، اه كان متجوز وعنده ولد اسمه إياد بس طلقها...

رحمه ببكاء وصدمه لم يلاحظها عم عبدة...
- يعني كان متجوز وطلقها. وكمان عندة ولد، اكيد كانت زيي واتجوزها بنفس الطريقه ورماها...
ثم تابعت في نفسها بشئ من التصميم والغضب: انا بقي هعرفك أن الله حق يا احمد، وهتشوف...

ثم ذهبت اللي البنك لتصرف النقود، وبعدها إلى المستشفي لبدء إجراءات عملية والدتها...

كانت تظن أن العمل سيكون رائعا كما توقعت، ولكن لا تسير الرياح دائما بما تشتهي السفن...

ذهبت ياسمين إلى مكان التدريب الذي كان في مكان قريب من الشركه، كان المكان عبارة عن مبني في بداياته للبناء وكان شبه مهجور. لذلك كانت خائفة جدااا وخصوصا انها اول الواصلين إلى المكان فلم يكن هنالك الكثير من المهندسين أو العمال...
ياسمين وهي تتفحص المكان بخوف: يا ماامي. ايه المكان دا، بقي دا مكان تدريب. المفروض يبقي مكان تخويف مش تدريب...

لتسمع من ورائها صوت تعرفه جيدااا...
جاسر بنبرة ساخرة: معلش، المرة الجايه هبقي ادربك في الجونه أو شرم، طالما المكان مش عاجب السنيوريتا. ونظر اليها بسخريه آلمتها...
ياسمين بنبرة حازمة: انا مقولتش أن المكان مش عاجبني، كل الموضوع أنه مخيف شويه مش اكتر...
ثم تابعت بنبرة جادة. : اقدر ابتدي التدريب امتي لو سمحت...
جاسر بلا مبالاه: اما زمايلك الباقين يتجمعو عشان تدرسو المبني كويس وتبدأو تدريب بعدها...

ياسمين بإيماء: ماشي شكرا، عن ازنك.
وجاءت لتذهب ولكن يد جاسر منعتها من الذهاب...
جاسر وهو يمسك يد ياسمين: ايه على فين؟
ياسمين وهي تلتفت بعصبيه وتوتر: انت حيوان ازاي تمسك ايد...
ولم تكمل جملتها حتى سحبها جاسر اليه حتى ارتطمت بصدره العريض...
جاسر بفحيح مخيف: على فكرة أنا لسه مأخدتش منك حق القلم اللي ضربتيهولي...
ياسمين بخوف وهي تحاول الابتعاد عن أحضانه: ا، ابعد لو سمحت عيب كدا، و. وبعدين انت الغلطان...

جاسر بإبتسامه جذابه: انا اللي غلطان، ممم، ماشي، معني كدا اني لازم اصالحك...
قال جملته الأخيرة وهو يقترب من وجهها الذي أصبح باللون الاحمر القاتم من شدة الخجل...
ياسمين وهي تحاول فك ذراعيه اللذان كانا يطبقان عليها بشدة...
لو سمحت يا استاذ جاسر، ابعد...
جاسر وهو يقترب منها مغيب العقل وقد تاه للحظه في خضره عيونها المضيئه اللتي جذبته من اول مرة رأها...

اقترب جاسر من فمها وكاد أن يقبلها، ولكن قبل أن يحدث شئ، كانت قدم ياسمين الأقرب منه، فضربته في قدمه أوقعته...
جاسر وقد وقع على الأرض من الألم: اااه يخربيتك...
ياسمين بنظرة حادة: احسن تستاهل، انت مفكر نفسك مين عشان تمسك ايدي، لا وكمان كنت رايح تبو، لم تكمل جملتها حتى احمر وجهها مجدداا...
جاسر بضحك: ما تكملي كنت رايح ايه...
ياسمين بخجل: انا ماشيه، واياك تتجرء تمسكني تاني المرة الجايه هقطعلك ايديك...

ثم ذهبت ياسمين إلى مكان تجمع المهندسين والمهندسات لبدء التدريب...
جاسر وهو ينهض من الأرض: شكلك هتتعبيني يا ياسمين، بس على مين دا انا الجاسر، ومسيريك هتقعي زي غيريك...
ثم ذهب إلى مكان التجمع هو الآخر ولكن قلبه كان مشغولا بتلك العيون الخضراء المضيئه التي قلبت له كيانه في يوم...

كان في مكتبه ككل يوم مشغولا في صفقاته التي لا تنتهي...
آدم لعلي الجالس أمامه بأنتباه: بص يا على احنا دلوقتي داخلين على صفقه ب10 مليار دولار لو اخدناها هنبقي اول شركه عالميه في انتاج وتصدير الحديد والصلب، عشان كدا عاوزك تركز معايا جااامد اوووي في اللي هقوله...
علي بجديه: تمام يا آدم...

آدم بجدية: عاوز كل العمال يشتغلو وقت أطول سواء عمال فترة الليل أو النهار في كل شركاتي ومصانعي بالذات اليومين دول الضغط هيبقي شديد عليهم، بس في نفس الوقت هتزود ليهم الحوافز والمرتبات، تمام!
علي بإيماء: تمام يا ريس، حاجه تانيه...

آدم بجدية: أيوة عاوز عينك تبقي في وسط راسك اليومين دول بالذات عشان اكيد الشركات المنافسة ليا هتدبر لحاجه، خد بالك كويس من اي ورق لأي صفقه مهمة، ثم اردف بصوت عالي بعض الشئ. فاهم يا على. مش عاوز غلطه، اي غلطه حسابها عندي الموت...
علي بخوف وتوتر فهو يعرف صديقه جيداا: ح. حاضر يا آدم عن ازنك...
آدم بجدية وهو يشير له: تمام تقدر تمشي دلوقتي وتنفذ اللي قولتلك عليه...

علي وهو يهرب من مكتب آدم كأنما يهرب من اسد...
خرج على بسرعه من المكتب وهو يتنفس الصعداء...
علي وهو يتجه لمكتبه ولكن أوقفه صوت عذب يغني غناءا جميلا جدااا بصووت اكثر من رائع...

علي في نفسه: معقول آدم فتح فرع جديد ل ذا فويس هنا، ثم اتجهه إلى مصدر الصوت وهو ينوي توبيخ من كانت تغني، ولكن انصدم أن من تغني هي حبيبه قلبه وعشقه رضوي...

وعلى الجهه الأخري رضوي كانت تغني ولم تنتبه اللي الذي كان يراقبها بعشق: يا نجوم الليل انا. وحدي لكن هناا، رافض ذنوب البكااا، تمحي اللي باقيلي، ( اغنيه محمد سعيد )
علي وهو يراقبها بعشق: وحدك ليه وانتي في حواليكي اللي هيموت وتبقي من نصيبه...
رضوي بأنتباه وقد توقفت عن الغناء، ثم اردفت بخجل: انا. انا اسفه يا استاذ علي، مكنتش اعرف ان حضرتك موجود...

علي بنظرات عاشق تكاد تخترقها حتى تخبرها أنها من نصيبه فقط حتى لو اضطر لمحاربه اعتل الاشرار من أجلها فقط، نعم يا سادة أنه العشق.

(عقبالنا كدا انا وانتي يا موكوسه ياللي بتقرأي )
علي بعشق: رضوي. انا كنت عاوز اقولك حاجه...
رضوي بتساؤل: نعم يا فندم.
علي بهيام وقلق بعض الشئ: انا، انا بحبك...
رضوي بصدمه: ايييه...
علي بتنهيدة: انا بحبك يا رضوي، بحبك من ساعه ما جيتي تشتغلي هنا، انا، انا عارف انك رافضه بس، بس...

لتقاطعه رضوي: انا اسفه جدااا يا استاذ علي، انا فعلا رافضه، حضرتك تشرف اي بنت واي عيله ترتبط بيها، بس انا اسفه مش انا البنت دي، عن ازنك. وخرجت رضوي من مكتبها في محاوله للتنفس بعيدا...

علي بصدمه بعد كلامها وخروجها: معقول، يعني رافضاني خلاص، بس لا مش هستسلم بسهوله، طالما استحملت وحبيتها كل دا من غير ما تعرف، لازم اواجهه اي حاجه عشان تبقي من نصيبي...
ثم ذهب على وفي داخله تصميم وإرادة لتحقيق مراده وهو الفوز بعشقها...
أما عند رضوي، خرجت من مكتبها تجرري بأقصي سرعتها لخارج الشركه، حتى ذهبت إلى الحديقه الكبيرة التابعه لشركه الآدم، وجلست هناك وحيدة تبكي بشدة لما وصلت إليه...

Flash backلما حدث مع رضوي في الماضي...
رضوي التي كانت في عمر التاسعه عشر وكانت جميله بحق كما هي الآن ولكن الفرق الوحيد هو أن عيونها الزيتونية لم تكن مطفيه كما هي الآن وكان شعرها في ذلك الوقت طويلا جدااا حتى وصل لكعب قدمها فكانت ملقبه بين أصدقائها ب روبانزل تلك الشخصيه الكرتونيه ذات الشعر الطويل، وايضا كانت مخطوبه لحب طفولتها كما اعتقدت، قبل أن تعلم أنه ذئب جائع لجسدها فقط...

رضوي وهي تضحك بشدة مع خطيبها الجالس امامها ينظر إليها نظرات شهوانيه حقيرة مثله، ولكنها لم تنتبه لها...
رضوي بعد ضحكها: والله العظيم يا أسامه انت هتموتني من الضحك، يا ابني حرام عليك كل شويه تحكيلي موقف تخليني افصل والله...
اسامه بإبتسامه خبيثه مثله: يا دودو انتي عارفه أن مفيش اغلي منك في حياتي. لازم اضحكك طبعا. وبعدين انا مبحبش حببتي تكشر ابدا، ثم تابع بخبث. مبحبش اشوف روح قلبي ونبضه زعلانه ابداا.

رضوي وهي تلوي شفتيها كالاطفال: ماشي يا عم خلاص عفونا عنك، بس لو كررتها تاني وحاولت تبوسني هقول لبابا...
اسامه بخبث: لا طبعا يا روحي. مش هعمل كدا تاني الا بعد كتب الكتاب...
رضوي بخجل: بس بقي عشان بتكثف...
اسامه بضحك ونظرات شهوانيه مريضة وخبيثة: يا خلاثي على روحي اللي بتتكثف...
لياتي والدها إمام الدرويشي وهو عقيد في القوات المسلحه...
الاب بنبرة حازمة: رضوي، خشي ساعدي مامتك في شغل المطبخ...

لتتجه رضوي مسرعه إلى والدتها...
الاب بنبرة غاضبه وحازمه بعد رحيل رضوي: يا ريت بعد كدا يا اسامه تاخد بالك اني لسه ممتش عشان تدخل البيت من غير اذن...
اسامه بنبرة قلقه: احم، انا اسف يا سيادة العقيد، انا كنت جاي اسلم على رضوي بسرعه قبل ما اروح المأمورية الجديدة بكرة...
إمام بنبرة حازمة: بعد كدا لو الموضوع دا اتكرر اعتبر أن الخطوبه خلاص فركشت...

اسامه وهو ينهض للرحيل وفي داخله يلعن إمام على قطع خلوته مع خطيبته: حاضر، انا اسف مرة تانيه. عن ازنك يا سيادة العقيد...
إمام بحزم: اتفضل...
ثم ذهب إمام إلى المطبخ بعد خروج أسامه...
إمام بنبرة جادة حازمة: رضوي تعاليلي اوضه المكتب عاوز اتكلم معاكي...
الام بنبرة قلقه وهي تحضر الطعام: هو في حاجه يا إمام!
إمام بنبرة جادة: لا. بس عاوز رضوي في كلمتين...
ثم ذهب اللي المكتب وذهبت خلفه ابنته الصغيرة رضوي...

رضوي وهي تدخل لمكتب والدها بخطوات قلقه وخوف كبير: نعم يا بابا، في حاجه...
إمام بنبرة حازمة وغاضبة: تقدري تقوليلي بصفته ايه خطيبك يدخل البيت من غير ما يستأذني. لا وانتي تفتحيله عاادي كدااا. انا ربيتك على كدا يا رضوي...
رضوي بخوف وبكاء شديد: والله يا بابا انا قولتله ميدخلش بس قالي خمس دقايق بس هودعك عشان عندي مأموريه بكرة وقعد والله خمس دقايق بس، ثم تابعت من بكائها: انا اسفه يا بابا مش هتتكرر تاني...

الاب بهدوء قليلا وحنان: يا بنتي انا خايف عليكي. في الزمن دا الذئاب كترت، وقصدي بالذئاب هنا الذئاب البشريه يا رضوي، لازم تاخدي بالك من نفسك، عشان صدقيني لو محطتيش عنيكي في وسط راسك وخونتي الناس هياكلوكي واولهم خطيبك دا اللي انا مش مستريحله ووافقت عليه عشانك بس وعشان انتي بتحبيه...
رضوي بإيماء: حاضر يا بابا، بس والله انت مكبر الموضوع شويه. دا اسامه بيحبني والله وانا واثقه فيه اكتر من نفسي...

الاب بحنان: ماشي يا رضوي، ربنا يسترها عليكي يا بنتي. يلا روحي ساعدي مامتك...
Back
افاقت رضوي من شرودها وهي تبكي بشدة على ما حدث لها...
رضوي في نفسها: كان معاك حق يا بابا. لازم اخون الناس، يا ريتني سمعت كلامك، بس اوعدك يا بابا اني مش هثق في اي حد ابداا، ثم تابعت ببكاء وهي نادمة بشدة، ربنا يرحمك يا رب انت وماما، يا رب تسامحوني...

خرجت من الجامعه بعد انتهاء المحاضرات الاولي لها في يومها الأول...
اسراء وهي تمشي مع صديقتها الجديدة حنين والتي تعرفت عليها في الجامعه عندما سالتها عن قاعه محاضرات الفرقه الاولي واخبرتها انها في نفس السنه معها، وتعرفو على بعضهم واصبحو اصدقاء...

حنين مصباح، لديها عيون عسليه اللون ضيقه بعض الشئ وبشرة قمحيه جميله وجسد طويل رائع وحجاب، أو دعني اقول نصف حجاب، لانها كانت تخرج بعض الشعيرات الاماميه عن عمد، ولكن لديها طبع لم تحبه اسراء بجانب حجابها الغير مكتمل وملابسها الضيقه والميكب الكثير جدااا على وجهها ورقبتها الظاهرة من أسفل حجابها العصري، وكانت ترتدي بنطال سكيني من النوع الضيق وتيشيرت اسود ملتصق بجسدها الطويل، كان لديها طبع اخر وهو انها تصادق وتكلم أصدقائها الذكور دون حدود ظنا منها أن تلك طريقه تفكير متحضرة ومتحررة...

اسراء بتنهيدة بعد خروجهم من الكليه: اخيرا خلصنا انهاردة، يلهووي يا حنين دا اول يوم لينا يحصل فينا كدا. امال بعد كدا هيعملو فينا ايه...
حنين بضحك: لا والدكتور بيقولك امتحان ميدتيرم بعد اسبوع، دا على أساس احنا في سنه رابعه يا دكتور، ما بالراحه شويه يا عم انا لسه بتعرف على الكليه...
اسراء بضحك: اه والله، بس يلا لازم نذاكر بقي من دلوقتي...

حنين بسخريه: نذاكر ايه بس انا داخله الكليه عشان ارتاح مش عشان أزاكر، ذاكري انتي وابقي غششيني...
اسراء بضحك: لا لا بجد يا بنتي في مستقبل بيضيع هناك اهو عاوزين نلحقه...
حنين بضحك: ههههههه يخربيتك طلعتي مصيبه والله. بقلك ايه صحيح انا متعرفتش بيكي كويس بسبب المحاضرات اللي ورا بعضها دي، انتي منين يا سوسو.
اسراء بجديه: انا يا ستي من الشرقيه، بس حبيت ادخل جامعه القاهرة، وساكنه هنا مع خالتي...

ولم تكمل اسراء حديثها بسبب أن هناك شخص اقترب منهم وبكل جراءة سلم على صديقتها باليد دون أي قيود بل والمصيبه أن حنين هي الأخري بادلته السلام دون حرج...
حنين بضحك ومزاح: ايه دا معتز الدمنهوري بذات نفسه حضر الجامعه اخيرا. يا ابني انا فاكرة اني بتحايل عليك من ايام ثانوي تحضر وانت كنت بتقولي لا مفيش تعب في الكليه ولا حضور...

معتز بمزاح وهو ينظر لتلك الواقفه بجانب حنين: اه ما انا قولت احضر اول يوم عشان اسلم عليكي يا حنون، ثم تابع بإبتسامه خبيثه، اه صحيح مش تعرفينا...
حنين بضحك: اه سوري نسيت، دي صاحبتي الجديدة اسراء...
معتز بصوت رجولي جذاب وهو يمد يده إليها: تشرفت يا اسراء، انا معتز الدمنهوري...
اسراء بحده وهي تنظر إليه والي يده الممتدة: اسفه مش بسلم، وأسفه برضه مش بتعرف...

ثم نظرت لحنين المصدومه أمامها: انا ماشيه يا حنين عشان غلط وقفتي كدا مع حد معرفوش، مع السلامه...
ورحلت اسراء، تاركة معتز يكاد يغلي من الغضب، كيف تجرؤ تلك الفتاه على مخاطبتي بهذا الشكل فلم تفعل فتاه ذلك في حياتها ابدا مع معتز الدمنهوري...
حنين ببعض من الغضب والحرج من صديقتها الجديدة: معلش يا معتز أصلها مش من هنا...
معتز بدهشه وبأنتباه: امال منين؟

حنين بتبرير: من الشرقيه. وانت عارف ان تقاليد الناس اللي من القري دي بتختلف عن تقاليدنا، قصدي يعني عقليتهم منغلقة من القرن العشرين مش اوبن مايند زينا...
معتز بإبتسامه خبيثه في نفسه: مممم بقي كدا، ماشي، على العموم مفيش بنت اسمها موقعتهاش، واسمك يا اسراء هينضاف قريب اووي للقايمة، وخصوصا اني بحب النوعيه الصعبه دي...

ثم التفتت إلى حنين الواقفه أمامه: عادي يا حنون. المهم انتي عامله ايه يا قمر...
حنين بضحكه رقيعة: ايه دا انت لسه بتعاكس وزي ما انت متغيرتش.
معتز بخبث: طبعا يا روحي، ما تيجي اعزمك على مشروب بوريو، وبالمرة تحكيلي عامله ايه في أول يوم ليكي...
حنين بضحك: ماشي يلا تعالي...
وذهبت معه إلى الكافتيريا...

مجنونه انتي بكل ما فيكي، حتى في غضبك وحزنك مجنونه، كيف استطعتي أن تأخذي قلبي بهذا الشكل، (حد ياخد قلب حد كدا بترجم بترجم ).

ذهبت إلى منزلها وهي في عالم اخر، كانت تفكر هل توافق ام ترفض، في داخلها يقول إنه مناسب جدااا ولكن شيئا ما في أعماقها يخبرها العكس...

وفي اليوم التالي...
روان وهي تدلف إلى المنزل بعد أن كانت عند صديقتها حتى تهنئ سعاد اخت صديقتها ميار بفرحها القادم اخر الاسبوع...

روان بصوت عالي وهي تفتح الباب غير منتبهه لهذا الشخص الجالس: يا قوووم يا اهل الدااار...
الام بنبرة حازمة: اخرسي يخربيتك هتفضحينا...
روان بخضه وهي تمزح: ايه دااا يا محاسن، انتي تعبانه ولا ايه اول مرة تقوليلي اخرسي امال فين يا اخررة صبري ولو خلفت جوز ارانب كانو نفعوني...
الام وهي تضع يدها على راسها: شوف يا استاذ اسلام انا قولتلك من الاول بنتي هبله مينفعش تتجوز انت اللي مصر...

روان بخضه: مين، انتي قولتي مين...
لتلفت روان للخلف وتجد اسلام في صالون منزلهم يكاد ينفجر من الضحك بجانب اخوها هيثم...

اسلام بضحك: لا عااادي يا طنط انا عاوزها كدا علطول...
روان بخضه: احييه انت دخلت هنا ازاي.
هيثم بضحك: هيكون من الشباك يعني يا هبله، اقعدي يا ماما هو كدا كدا عارف انها مجنونه وراضي بيها كدا. خليه يلبس بقي...
اسلام بضحك: المهم انت موافق يا هيثم...
هيثم بمزاح: طبعا يا ابني ولو ينفع تخلي الخطوبه والفرح مع بعض هبقي متشكر جدااا والله عشان ارتاح من الصداع اللي عندي...

روان بصدمه: ثانيه واحدة. انت عرفت العنوان ازاي. و، وهيثم انت وافقت تتجوزه. احم قصدي وافقت اني اتجوزه...

اسلام بضحك: يعيني دي اتصدمت، ثم تابع بجدية عرفت العنوان من شئون الطلبة في الجامعه وانا اصلا عارف عنوانك من اول يوم شفتك فيه، أما جيت ليه، فانا جيت عشان الموضوع اللي كلمتك فيه امبارح، وزي ما قولتي مينفعش تقولي رأيك الا بعلم اهلك، انا جيت وعرفتهم كل حاجه وطلبت منهم يسامحوني على اللي عملته فيكي قبل كدا، يا ريت تفكري كويس يا روان قبل اي رد عشان اجيب والدتي ونحدد معاد الخطوبه، ثم تابع بمزاح تحت نظراتها المنصدمه إلى الآن فلم تستوعب بعد فكرة أنه في منزلها الان يطلب يدها...

اسلام بمزاح: وزي ما قال اخوكي نخليهم فرح وخطوبه مع بعض...
هيثم بضحك: يا ريت يا عم والله بس انت كدا اللي هتتدبس...
اسلام بهيام: احلي تدبيسة والله...
هيثم بمزاح: انت بتعاكس البت قدامي، يلا اتكل انت يا معلم دلوقتي وسيب ست المصدومه دي لحد ما تستوعب الصدمه...
اسلام بضحك: ماشي يا عم، خليكي شاهدة يا طنط بيطردني...
الام بحنان: ولا يقدر يا ابني دا انا اطرده هو وانت تقعد...

هيثم بضحك: ماشي يا ماما شكرا على الاحراج وقصف الجبهه دا...
ملحوظه هيثم واسلام أصبحو اصدقاء بعد أن ذهب إليهم اسلام واعتذر عما بدر منه وحكي لهم كل شئ وكيف تعرف على روان...

ثم خرج اسلام، تاركا روان التي ما زالت مصدومه...
روان بصدمه: لا دا بجد ولا انا بحلم ولا ايه، ثم تابعت بصوت عالي، يخربيته دا جه فعلا البيت يتقدملي...

هيثم وهو يتجه إليها بعد أن أوصل اسلام للخارج: ايه يا مجنونه، انتي لسه مصدومه...
روان بصدمه: هيثم انا مش فاهمه حاجه...
هيثم بضحك: انا افهمك. بصي يا هبله. الراجل يعيني اتعمي وطلع بيحبك اووي، وجه لحد بيتك عشان يتقدملك. انتي بقي عليكي تشغلي الطاسه اللي فوق دي عشان تقولي رأيك اللي هو موافقه أن شاء الله عشان نخلص منك...

روان بمزاح: لا مش موافقه عشان افضل قاعدة على قلبك، وبعدين مقدرش اقول رأيي من غير ما استشير البيست فريند بتاعتي لو وافقت انا موافق ولو رفضت انا رافضه، ثم ذهبت اللي غرفتها حتى تكلم صديقتها تحت نظرات اخوها المندهشه...
هيثم بضحك: ربنا يكون في عونك يا اسلام دا انت هتجيبها تاني يوم دا لو جت معاك اصلا اشك ان بعد ما الفرح يخلص هتقولك شكرا على الفرح ابقي كررها وتيجي معانا البيت، اختي مجنونه وتعملها...

خرج من بيتها وهو في قمة السعادة، كان يسير وعقله وقلبه معها، كيف استطعتي يا حوريتي الصغيرة أن تأخذي قلبي هكذا...
اسلام في نفسه وهو يركب سيارته ويتجه نحو شركته: يا رب توافق يا رب...
ثم وصل إلى شركته وركن سيارته...
اسلام وهو يدلف المكتب: ابو حمييد عامل ايه يا معلم...
احمد بضحك: ايه يا صاحبي لسه فاكر ان ليك شركه...
اسلام بضحك: معلش يا كبير. صح مش انا هخطب...

احمد بفرحه: بجد الف مبروك يا معلم، ثم تابع بمزاح، مش تباركلي انت كمان، انا هتجوز...
اسلام بصدمة: بجد، ثم أردف بفرح، اخيرا شفت اليوم اللي هتتجوز فيه يا ابو حميد بس مين دي اللي قدرت توقعك يا احمد، دي تستاهل جايزة نوبل والله...
احمد بسخريه: لااا دي حكايه طويله هحكيهالك بعدين، المهم جهز نفسك انهاردة كتب كتابي عاوزك تبقي شاهد...
اسلام بإيماء: ماشي يا صاحبي، والف مبروك مرة تانيه...

احمد وهو يتذكرها: الله يبارك فيك، ثم تابع بجدية المهم انا عرفت انهاردة خبر حلو هيفيدنا في تدمير شركات الآدم...
اسلام بإهتمام: في ايه احكي!
احمد بجدية: موظف في مصنع آدم اتصل بيا بلغني أن آدم قالوهم أن الشغل اليومين دول هيبقي مضغوط وهيشتغلو ساعات اطول، دا معناه أن آدم مخبي حاجه اكيد في صفقة جديدة وتقيلة كمان طالما طلب كدا. بس اللي انا مش قادر اوصله صفقة ايه دي وشركة مين داخلاها مع آدم...

اسلام بجدية ونظرات حادة كالصقر: لازم نعرف، عشان آدم مبيعملش كدا غير في الصفقات المهمه اوووي عشان كدا جه دورنا ندمره، ثم تابع بتصميم، خلاص نهايتك يا آدم قربت، وهدمر امبارطورية الآدم قريب اوووي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة