قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل السادس

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل السادس

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل السادس

عاد أثير مع نور إلى المنزل وهو مبهور مأخوذ بجمالها الفتان يحاول تجنب النظر إليها عله يهدئ من النار المشتعلة بين ضلوعه ولكنه يشعر بعينيه تأبى الانصياع لأوامره وتطير رغما عنه لتغزو جمالها الآخاذ
للمرة الأولى تعصيه عيناه وقلبه ويطيحان به صريعا أمام فتنتها
دخل إلى الحمام وأشعل الماء البارد رغم برودة الجو عل الماء يستطيع أن يطفئ هذه النار
خرج بعد قليل من الحمام عار الصدر يلف منشفة حول خصره.

دخل إلى الغرفة دون أن يطرق الباب وليته لم يفعل
كانت قد خلعت فستانها ورمته على السرير واستعدت لتجهز ملابس منزلية
تقف مقابل الخزانة ولا يكسو جسدها إلا ملابس داخلية فاضحة تظهر أكثر ما تستر
وقف مذهولا لا يستطيع النطق بكلمة واحدة لا يمتلك القوة الكافية لتمنعه من الاقتراب منها وهي في هذه الحالة
ثوان قليلة مرت عليها وكأنها سنوات غرقت في بحر من الخجل والإحراج.

ولكن ملامحها تحولت إلى الخوف حين فهمت أن أثير لا ينوي الخروج من الغرفة
لقد قاوم بما فيه الكفاية وذخيرته من الصبر قد أوشكت على النفاذ، لا بل انتهت حين رآها بهذه الصورة المغرية يقترب منها رويدا رويدا وهي تبتعد محاولة الفرار من أمام عينيه التي تتفحص تفاصيلها الأنثوية بجرأة لم تظهر عليه من قبل.

ظلت ترجع إلى الخلف حتى اصطدمت بالجدار، لسانها لا يطاوعها بنطق أي كلمة وكأنه أصيب بالشلل، تحاول أن تسلم له نفسها برضا ولكن صورة والدتها وهي مغطاة بالدماء تحول بينهما
اقترب منها حتى لم يفصل بينهما أي فاصل جسده يلتصق بجسدها
رفعت يديها تحاول إبعاده عنها ولكنه كان أقوى بكثير منها ثبت يديها خلف ظهرها ممسكا إياهم بقبضته بإحكام
ويضع يده الأخرى تحت ذقنها ليرفع وجهها باتجاهه.

حتى أصبحت شفتيها المرتجفة على مرأى نظراته الجريئة
كانت نظرة الشهوة تخرج من عينيه أحست أنه لا ينوي الرجوع عن هذا الأمر بأي ثمن
أقترب منها حتى ابتلع حروف اسمه الخارجه من شفتيها قبل أن تنطقها
أغمضت عينيها باستسلام لفعلته وليتها لم تفعل
ترى بوضوح كيف قتلت أمها ضحية للجنس ترى الدماء تغطى رأسها ووجهها
قطع قبلته الطويلة حين أحس بدموعها الحارة تنساب على خديه بغزارة.

ابتعد عنها وهو لا يعرف كيف يوقف بكاءها الذي تحول إلى شهقات عالية وبدأ جسدها يرتجف
وقعت على الأرض حين افلت يديها فكورت جسدها محاولة تغطية مفاتنها بيديها
فهم ما تريده فنظر حوله ليجد شرشفا شتويا فأحضره بسرعة ولف جسدها به وهي لا زالت ترتجف وتحاول النطق ولكنها لا تستطيع
ضمها إلى حضنه وهو يردد على مسمعها كلمات مطمئنة
أثير: هششش اهدي نور إهدي بوعدك ما رح قرب عليكي بس اهدي.

تحاول استجماع حروفها المشتتة من بين شهقات بكائها
ولكن هيهات، فهمت أنها لن تستطيع التكلم الآن فقررت أن تستكين بين أحضانه علها تهدأ
ضمها إليه والنيران مشتعلة بين ضلوعه نار الحب ونار الغضب ونار الشك ونار الشهوة
ضل محتضنا جسدها حتى هدأت نظر إليها ليجد عيونها محمرة من شدة البكاء
أثير: لا تقليلي بحكيلك بالوقت المناسب أنا هلأ بدي افهم شو الي صاير
نور: خلينا نطلع من هون بترجاك.

حملها بين يديه بصورة غير متوقعة وهو يغطي جسدها
بالشرشف حتى وصل بها الى غرفة الجلوس وضعها على الأريكة ثم أحضر كرسيا وضعه أمامها وجلس عليه ونظراته الغاضبة مصوبة نحوها
أثير: فهميني شو الي عم يصير معك شو سبب هالخوف كله أحسن ما يضل عقلي عم يودي ويجيب
لم تتكلم فقط تبكي
أثير: نور اطلعي فيي صار شي بينك وبين الزفت تبع الجامعة
رفعت رأسها وقد اتسعت عيناها من اتهامه الصريح لها.

نور: لا والله العظيم لأ بترجاك لا تفكر فيي بهي الطريقة
أثير: لكن شو عطيني مبرر واحد لكل هالخوف
نور: رح احكيلك بس بترجاك صدقني
بدأت نور تروي قصتها المؤلمة لأثير وهي متأكدة أنه لن يصدق منها حرفا واحدا.

FLASH BACK
قبل إحدى عشر سنة
في منزل عدنان تجلس نادية والدة نور بجوار ابنتها
نادية: ماما إنتي من اليوم ورايح رح تنامي معنا بالغرفة
نور: ليش ماما أنا برتاح بغرفتي أكتر
نادية: بعرف حبيبتي بس هيك أحسن أنا بطمن عليكي أكتر
نور: بس يا ماما أنا كبيرة ماني صغيرة وبحب غرفتي كتير
وقفت نادية بغضب وصرخت بنور وهو أمر من النادر حدثه
نادية: خلصنا نور لا تجادليني أنا قلت بتنامي عنا يعني بتنامي عنا.

لم تفهم نور ما السبب ولكنها نفذت على مضض
في المساء حاولت نور التملص من تنفيذ أوامر والدتها وتسللت إلى غرفتها ولكن نادية لحقتها وسحبتها غصبا إلى غرفتها الزوجية
دخلت نادية وأدخلت نور خلفها فصرخ بها عدنان
عدنان: يعني مصرة تعملي الي براسك
نادية: أنا خايفة على بنتي وما رح اطمن طول ما أخوك ساكن معنا بالبيت.

صمتت نور واتجهت نحو الفراش الذي خصصته لها والدتها ومثلت النوم وفي نيتها أن تذهب إلى غرفتها حين تخلد والدتها إلى النوم
ولكن يا ليتها لم تفعل
ما إن شعر عدنان بأن نور نامت حتى اتجه نحو الخزانة واخرج منها سلكا كهربائيا لفه حول معصم يده ورسم ابتسامة صفراء على شفتيه وبدأ يجلد نادية بكل قواه
كانت نادية تحاول أن تكتم صرخاتها حتى لا توقظ ابنتها.

ولكن نور لم تكن نائمة كانت تراقب ما يحدث بخوف شديد لم تفهم ما الذي يجري
ترك عدنان السلك وهو يلهث ثم بدأ بخلع ملابسه حتى أصبح عاريا وانقض على نادية وبدأ يمزق ملابسها وهي ترجوه أن يبتعد عنها وكان ذلك كله على مرآى ومسمع نور
التي كانت تشعر بالقرف من كليهما
مر اسبوع وهي ترى نفس المشهد أمامها يوميا
حتى جاء اليوم الأخير لوالدتها
في الصباح استيقظ الجد والجدة وذهبا الى زيارة عائلية
وذهب عدنان إلى عمله.

لم يبقى في المنزل سوا نور وناديا وابراهيم اخو عدنان
رن جرس المنزل فتحت ناديا واذا بها جارتها وصديقتها المقربة لما
لما: كيفك نادية الله يوفقك أنا آخدة ابني الصغير عالدكتور وتاركة ولادي الاتنين بالبيت بس الله يخليكي كل شوي طلي عليهن شوفيهن اذا ما رح عذبك
نادية: لا حبيبتي لا عذاب ولا شي خلص ولا يهمك روحي انتي وطمني بالك
مرت نصف ساعة فحضرت نادية الفطار لأولاد جارتها وذهبت إليهم.

في هذه الاثناء توجه العم ابراهيم الى غرفة نور وأقفل الباب خلفه وبدأ يخلع ملابسه فخافت نور وبدأت تصرخ محاولة الهروب من الغرفة حتى استطاعت فتح قفل الباب وهربت وهي تصرخ
ركضت نادية باتجاه المنزل حين سمعت صرخات نور وهي تعرف ما الذي حصل فابراهيم كان قد القي القبض عليه بقضية تحرش بفتاة صغيرة ومنذ ذلك الحين ونادية تخشى على ابنتها منه.

دخلت الى المنزل وهي ترى حالة سلفها العاري يركض وراء ابنتها فبدأت بالصراخ هي الأخرى حاول أن يكممها لتسكت ولكنها عضت يده بقوة وأكملت صراخها فدفعها بقوة لتسقط على عتبة الباب الرخامية وبدأ الدم يسيل من رأسها بغزارة
ارتدى ابراهيم ملابسه وهرب من المنزل وجلست نور بجوار والدتها لا تعرف ما الذي عليها فعله
حتى بدأت نادية تنتفض بقوة ثم سكنت لم تكن تعرف نور بعمرها الصغير أن والدتها قد فارقت الحياة.

جلست بجوارها تمسح على رأسها حتى مرت ثلاث ساعات عاد بعدها الجد والجدة واكتشفا أن كنتهم فارقت الحياة
روت نور ماحدث لجدتها وجدها فغضبا بشدة ونبهاها أن تصمت وتنسى ما حصل وكأنه لم يحصل
وصل عدنان من عمله مسرعا بعد اتصال والده
ارتمى فوق جثة زوجته وأخذ يصرخ ويبكي
نظر إلى والدته وسألها ما الذي حصل وهي بدورها كذبت وقالت أنها تزحلقت ووقعت من تلقاء نفسها ولكن نور لم ترضى بهذا الكذب.

انتظرت حتى انتهوا من الدفن وذهبت إلى والدها وروت له ما حصل ولكنها تفاجأت من ردة فعله حيث اتهمها بأنها هي السبب بموت والدتها
بعد ذلك قام الجد والجدة بتهريب ابراهيم الى خارج البلاد ولم يعد أبدا بعد تلك الحادثة بل تزوج وانجب أطفالا ويعيش حياة طبيعية وكأنه لم يفعل شيئا.

بعد وفاة نادية قام عدنان بارجاع طلقيته وأم طفليه علياء التي كان قد طلقها حين تزوج من ناديا وبدأت رحلة عذاب جديدة لنور مع زوجة أبيها وأخويها
BACK.

كانت نور تروي هذه التفاصيل لأثير وهي ترتجف بين أحضانه وتبكي وتتلعثم في الكلام لم يتسنى لها رؤية دموعه التي تنهمر لأول مرة من عينيه
فلو سمعت قصة كهذه عن شخص غريب لبكيت كيف لك ألا تبكي وأنت تسمعها عن أقرب وأحب إنسان إلى قلبك
شدد من احتضانها محاولا امتصاص خوفها وألمها
عجبا لهذه الفتاة لو أنها خبأت نهرا من الدموع داخل عينيها لما بكت بهذه الغزارة.

أثير: خلص يا قلبي اهدي ياعمري اهدي هاد الحكي كله صار ماضي انا هلا معك ماتخافي من شي
نظرت نحوه وقد تجمدت الدموع في عينيها وكأنها لا تصدق ما تسمع طوال السنين الماضية حاولت أن تقول هذه القصة لأشخاص كثر ضحكوا عليها واتهموها بالجنون
هل صدقها بهذه السهولة
نور: أثير أنتا مصدقني صح
أثير: طبعا يا عمري مصدقك
نور: شكرا شكرا من كل قلبي إنك صدقتني بتعرف لو ما صدقت كنت قتلتني.

أثير: هششش بعيد الشر عنك اهدي هلأ وأنا بوعدك إني رح جبلك حقك وحق أمك
نور: كيف ابراهيم من وقتا طلع من البلد ومارجع
أثير: إنتي ما بتوثقي فيي
نور: أنا ما بوثق بحدا بهالدنيا كلها إلا فيك
أثير: لكن اطمني أنا وعدتك ورح اوفي بوعدي
نور: عرفت هلا إن خوفي مو منك خوفي من الماضي الي دائما واقف بيني وبينك صور الدم والعنف قدام عيوني طول الوقت
أثير: ورح يبقو قدام عيونك بتعرفي ليه
نور بقلق: ليه.

أثير: يا حبيبتي جروح الروح تماما متل أي جرح موجود بجسمنا إذا ما عالجناها بتلتهب وبتعفن وبتصير توجع أكتر وأكتر مع الوقت يمكن نتعود على هاد الوجع بس هاد ما بيعني إن الجرح طاب أبدا
وانتي اللي صار معك مو شي بتقدري تتجاوزي لحالك
ما تزعلي مني بس بحالتك لازم طبيب هو الي يتدخل
نور: يعني إنتا مو مصدقني بس عم تسايرني وتقول عني مجنونة.

أثير: يا عمري أنا مصدقك وحياة عيونك مصدقك بس لحتى تقدري تتجاوزي هاد الجرح وتكملي حياتك بشكل طبيعي انتي بحاجة مساعدة
نور: بس أنا عايشة حياتي طبيعي شبني
أثير: بالله جد إنتي ما بتشوفي حالك كيف بتكوني كل ما بحاول قرب منك طيب انسيني أنا انتي ما بتتمني تصيري أم ما بتحلمي يصير عندك ولد
نور تهز رأسها بأسف: مبلا
أثير: طيب وهاد كيف بده يصير وانتي انهرتي لمجرد اني بستك
نور نكست رأسها بخجل: أنا آسفة.

أثير: أنا ماعم قول هاد الحكي لتعتذري أنا بدي شوفك مرتاحة ما بحب شوفك خايفة
نور: إنتا بدك ولد صح
أثير: بدي طبعا بس بدي ياه منك إنتي بدي ولد تكوني إنتي بس أمه
نور: يعني ما رح تتخلى عني
أثير وهو يبتسم ممازحا: لو بقدر كنت تخليت بس ما بقدر
ضربته بيدها الصغيرة على صدره فضمها إلى حضنه مطمئنا
أثير: أنا بعمري ما رح اتخلى عنك بس بدي تقبلي تروحي معي عدكتور نفسي هاد لا عيب ولا حرام
نور: اذا هاد الشي بريحك بروح.

أثير: أنا الي بريحني إني شوفك مرتاحة بعدين تعي لهون
هي آخر مرة بشوفك فيها عم تبكي مو متزوج بنت أختي انا مفهوم
وضعت رأسها على صدره فوق قلبه وكأنها تكتسب منه القوة والصبر والسعادة ودت لو تستطيع أن تعيش العمر كله بين يديه فقط
مر قليل من الوقت والصمت سيد الموقف هي تستمع إلى دقات قلبه وهو يستمع إلى أصوات أنفاسها المختلطة بآثار بكائها
أثير: نمتي؟
نور: لسا بس إذا ضليت هيك دقيقة كمان بنام.

أثير: طيب قومي البسي وارتاحي بالتخت
وضعت يدها على فمها واتسعت عيناها بدهشة وخجل
نور: هااااا أنا نسيت
ابتسم لها بعفوية ثم رآها تقفز من بين يديه وتذهب راكضة نحو الغرفة
في داخله يشعر بالسعادة لكونها تأمن على نفسها بين يديه
فهو لا يريد أبدا أن تخافه أو تخشاه بالعكس تماما
يريدها أن تكون قوية به.

ارتدت ملابسها ثم لحق بها الى الغرفة واحتضنها بقوة ونامت وكأنها لم تنم من قبل وقد رمت عن كاهلها سرا حملته فوق كتفيها لسنين طويلة تشعر الآن أنها خفيفة
أنها حرة أنها أمامه كتاب مفتوح كانت تخشى أن ينعتها بالكاذبة ولكنه صدقها دون أدنى مجهود دفنت رأسها بين يديه وغطت في نوم عميق
ظل يتأمل ملامحها البريئة وعيونها المنتفخة من بكائها الطويل قبل وجنتيها ثم عينيها النائمة ونام وهو محتضنا رأسها بين يديه.

في الصباح استيقظ أثير وتناول فطاره ثم ودع نور واتجه إلى شركته
بدأت هي بتنظيف المنزل وهي تدندن اغنية فيروزية
جايبلي سلام عصفور الجناين
جايبلي سلام من عند الحناين
سمعت رنين هاتفها فأوقفت الاغتية وفتحت الخط
نور: الو تيتا كيفك
نبيلة: الحمدلله ياحبيبتي انتي كيف
نور: أنا منيحة كتير مبسوطة يا تيتا فوق ما تتخيلي
نبيلة: انشالله طول العمر بتضلي مبسوطة خير يا بنتي
نور: خبرت أثير بكل شي وهو صدقني.

نبيلة: شو كل شي يعني اوعك تكوني قلتيلو عن قصة عمك ابراهيم
نور: اي قلتله
نبيلة: يا بنتي انتي هبلة شي في وحدة فيها عقل بتقول لجوزها عمي حاول يغتصبني
لم تكن نبيلة منتبهة إلى علياء التي تتنصت عليها من خلف الباب وذهبت مسرعة إلى إيهاب
علياء: قوم بسرعة روح لعند اختك والا بتفضحنا وبتخلي سيرتنا عكل لسان
ايهاب: خير مو عاساس جوزناها لنخلص من هالقصة
علياء: مخبرة جوزها بكل شي قايلتله عن قصة عمك ابراهيم.

ايهاب بصدمة: يابنت ال...
خرج ايهاب من غرفته وقد حمل على خصره سكينا حادا وركب سيارته واتجه مسرعا إلى بيت نور وهو ينوي قتلها وفي خلال دقائق قليلة كان قد وصل
طرق الباب بقوة وهو يتوعد بقتلها بأعلى صوته
أيهاب: افتحي الباب عم قلك والله لاقتلك واشرب من دمك افتحي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة