قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل السابع

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل السابع

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل السابع

في الداخل كانت نور ترتجف من شدة الخوف فهي تعرف عواقب ماباحت به لجدتها
التقطت هاتفها وهي تتأكد من إقفال النوافذ بإحكام
وضغطت على زر الاتصال باسمه دون تفكير فهو مصدر الأمان بالنسبة لها هو البطل الوحيد في رواياتها هو المنقذ الوحيد
نور: أثير تعال بسرعة كرمالي إيهاب عالباب
لم تكمل جملتها حين تناول مفتاح سيارته وخرج يركض من الشركة.

لم يستمع لنداءات صديقه أحمد فهو لا يفكر في هذه اللحظة سوا بفتاته الرقيقة يخشى أن تقع بين أيدي شقيقها الوغد
استقل سيارته وقاد بأقصى سرعة يمتلكها تجاوز كل إشارات المرور غير آبه بها
ماهي إلا دقائق وكان أمام المنزل نزل من السيارة وصفق الباب خلفه وسار بغضب نحو إيهاب الذي لا زال يضرب على الباب بقوة
وضع يده على كتفه وأداره نحوه بسرعة والشر يتطاير من عينيه.

أثير: شو عم تعمل قدام بيتي ومين سمحلك تدق الباب بهي الطريقة
إيهاب: جاي شوف أختي ولا ممنوع
أثير: لا طبعا مو ممنوع ولو اتفضل
نادى بصوت رجولي عالي: نور افتحي هاد أنا
لم تسعها الدنيا من الفرحة حين سمعت صوته إنه لم يخيب ظنها ولو لمرة واحدة حتى
فتحت الباب فتفاجأت بأن إيهاب لا زال موجود فهي كانت تحسبه ذهب.
نظرت بعيون أثير نظرة فيها رجاء وخوف ولكنه ابتسم لها مطمئنا فهو موجود الآن.

دخل إيهاب فتوارت نور بسرعة خلف أثير تحتمي به وتمسك بمعطفه بقوة بإحدى يديها ويدها تمسك بكف يده وتشد عليه حتى آلمته ولكنه لم يظهر هذا الألم بل ترك كفه بين يديها حتى تشعرها بالأمان
هو يقف وجها لوجه مع إيهاب وخلف ظهره تختبئ تلك الصغيرة التي لا يظهر من جسدها أي شيء فقامته الطويلة ومنكبيه العريضين يغطيانها بأكملها
نصب نظره على إيهاب قائلا: نور أخوكي جاي يشوفك
انتي بقى حابة تشوفي.

لم تنطق ولكنها هزت رأسها بالرفض وهي ملتصقة بظهره فأحس برفضها حين احتك رأسها بعموده الفقري
فأكمل قائلا: فوتي على غرفتك
تركت يده ومعطفه وخرجت من خلفه لتركض نحو الغرفة ولكنها تفاجأت بإيهاب يمسك يدها بإحدى يديه ويده الأخرى مرفوعة إلى الأعلى باستعداد لصفعها
انكمشت على نفسها وخبأت وجهها بين كتفيها بعيدا عن متناول يده.

ولكن ماهي إلا جزء من الثانية وكان أثير يلتقط يده المرفوعة ويلفها حول ظهره حتى كادت أن تكسر فاضطر من ألمه أن يفلت يده التي تمسك بمعصم نور
التي بدورها هربت إلى الغرفة بسرعة قسوى
دفعه بقوة نحو الجدار وثبته
أثير: يا زلمة أنا أوقح من هيك ما شفت بدك تضرب مرتي وأنا واقف
إيهاب: مرتك بتكون أختي وأنا حقي ربيها
أثير بغضب: نور مرباية أكتر منك واذا بتجيب سيرتها علسانك بقصه.

إيهاب: المرباية ما بتروح بتفضح عيلتها قدام جوزها وبتحكيله الي بينحكى والي ما بينحكى
أثير: لكن لمين كنت بدك ياها تحكي لأخوها أخوها الي مو تارك وسيلة تعذيب إلا ومجربها عليها يا أخي إنتا ما بتخاف الله في بني آدم في عقل وقلب بطفي سيجارة بجسم بنت إذا صرخت عليها بتنام عم تبكي
إيهاب: كمان هي حاكيتلك ياها
أثير: حكتلي كل شي ولو ما خاطرها عندي كنت هلأ إنتا وأخوك بالقبر.

قرر إيهاب أن يغير خطته فهو يعرف أنه لا يجابه أثير بالقوة الجسدية فقرر أن يسايره حتى يتسنى له الجلوس مع نور على انفراد
إيهاب: إنتا انشالله مفكر إني ما بزعل على نور أنا والله بحبها من كل قلبي بس بخاف على سمعتها و سمعة العيلة لهيك بقسى عليها
أثير: هاد كان قبل ما أنا كون موجود هلا لا إنتا ولا غيرك بتقدر تلمس شعرة من راسها
إيهاب: طيب خلينا نتفاهم
أشار أثير له بالجلوس: اتفضل.

إيهاب: أنا بدي منك تنسى الي سمعته بخصوص عمي ابراهيم وما تجيب هي السيرة لحدا أبدا ممكن
أثير: وغيره
إيهاب: بدي اقعد مع نور على انفراد عشر دقايق
أثير بابتسامة: لا يا حدا قلك عني إني أهبل شي
إيهاب: أثير نور أختي وانا ما رح أذيها بعدين حتى لو بدي اعمللها شي بلاقي مية فرصة إنتا مارح تضل عامل حارس على راسها يعني
أثير: إذا نور وافقت تقعد معك كان بها بس اذا ما بدها أنا ما رح اجبرها.

دخل أثير إلى الغرفة فركضت نور ورمت نفسها بين يديه
ضمها إليه بقوة وأخذ يمسد بيديه الخشنة شعرها الأملس الحريري وهو يردد على مسامعها كلماته المطمئنة
أثير: اهدي حبيبتي شو اتفقنا مبارح اهدي
نور: أثير بترجاك ما تتركني معه بده يقتلني أنا بعرف
أثير: مارح اتركك رح اوقف على باب البيت بس تخافي فورا ناديلي
نور: مابدي كرمالي يا أثير ما تتركني لحالي
أثير: ياحبيبتي والله العظيم مارح بعد رح اوقف عالباب.

نور: وعدني أن ما تروح
وضع يديه حول خديها ورفع رأسها نحوه: بوعدك بس نادي باسمي بتلاقيني قدامك
ثم قبل رأسها وخرج إلى إيهاب
أثير: رح تقعد معك عشر دقايق بس قسما بالله يا إيهاب إذا بتفكر تمد إيدك عليها بس لدفعك التمن غالي
إيهاب: خلص يا زلمة أنا وعدتك
خرجت نور من الغرفة باتجاه أثير وإيهاب تنظر له برجاء وخوف عله يغير رأيه ويجلس معهما ولكنها فقدت الأمل حين وجدته يودعها ويخرج من باب المنزل وأغلق الباب خلفه.

دقائق من الصمت يحاول فيهم إيهاب انتظار رحيل أثير
بعدها انقض على نور أمسك شعرها بقبضة يده حتى كاد شعرها يخرج من رأسها
فبدأت تصرخ باسمه: آآآه أثييييير
أخرج إيهاب السكينة من جيبه ولكنه تفاجأ بقبضة أثير تمسك يده بقوة والغضب يتطاير من عينيه
بطحه على الأرض وانهال عليه بالضرب المبرح وهو لا يسمع ولا يرى أمامه سوا صرخات نور وارتجافها
يحاول إيهاب صد ضربات أثير بيده التي تحمل السكينة
فشطب بها كف الأخير.

لم يشعر أثير بأي ألم فهو مخدر الآن
استفاق من جنونه على صوت شهقات نور نظر نحوها ليراها تضع يديها على أذنيها وتخبىء رأسها وجسدها يرتجف بشدة
ابتعد عن إيهاب الذي تغطى جسده بالدماء من شدة اللكمات
سحب نفسه بصعوبة وخرج هاربا من المنزل
اقترب أثير بهدوء من نور فهربت بجسدها بعيدا عنه ولازالت تشهق وترتجف
سحبها بقوة نحو أحضانه وبدأ يمسح بيده النازفة على خدها حتى انتبهت إلى الدماء
صرخت حين ظنت أن وجهها قد أصيب.

تضع يديها على خديها بطريقة جنونية تتحسه لتعرف أين أصيبت
ضم أثير رأسها إلى صدره وهو يطمئنها
أثير: حبيبتي اهدي اهدي اطلعي فيي ايدي الي انجرحت إنتي مافيكي شي
سمعت كلماته التي نزلت عليها مثل الصاعقة أمسكت كف يده بهلع لترى الجرح المحفور بها
نهضت من بين أحضانه مسرعة نحو علبة الإسعافات
أخرجت معقم وشاش وبدأت بتعقيم الجرح بمهارة فهي مبدعة بهذا الأمر لطالما اضطرت لمداواة جراحها بنفسها.

أنهت تعقيم الجرح ثم لفته تحت أنظار أثير العاشقة
ما إن أنهت لف الجرح حتى سحب كفه من بين يديها واحتضنها وهي لا زالت تبكي
أثير: حبيبتي خلص كرمالي حاج تبكي
تحاول نور أن تتكلم ولكنها لا تستطيع استجماع الحروف من بين دموعها
أثير: طيب احكيلك حكاية
نظرت إليه بعيون دامعة راجية وهزت رأسها بعلامة على الموافقة
فبدأ أثير يروي لنور إحدى القصص التي قرأها في كتبه.

بعد قليل شعر بثقل نور وانتظام أنفاسها فنظر إليها ليجدها تنام كالملاك بين يديه والدموع تحفر على وجنتيها خطا واضحا
حملها بين يديه برقة واتجه نحو غرفة النوم وضعها على السرير بخفة حتى لا تستيقظ وما إن هم بالابتعاد حتى انتفض جسدها وتمسكت بقميصه بقوة
أثير: هششش اهدي نامي أنا جنبك
نور: خليك معي
أثير مبتسما: تكرمي
استلقى بجوارها وأخذها بين يديه حتى عادت الى النوم
ابتعد عنها قليلا ليتأكد أنها لن تستيقظ مرة أخرى.

قبل وجنتيه وفي سره يتوعد لذلك الوغد أن يجازيه عن كل دمعة ذرفت من عينيها
خرج إلى غرفة الجلوس ليتسنى له التحدث بالهاتف دون أن تسمعه
اتصل بأحمد
أثير: أبو أيهم كيفك
أحمد: ولك يازلمة وين طلعت هيك الصبح ساعة وأنا ناديلك ما كنت ترد
أثير: مافي شي مشكلة صغيرة بالبيت اسمعني هلا
بدي منك تدبرلي شبين يكونو ثقة وقبضايات
أحمد: موجودين لشو.

أثير: بدي ياهن يكونو بالشركة قبل المسا وفضيلي المستودع اليوم مابدي يكون في حدا فيه
أحمد: طيب تمام بس لشو فهمني
أثير: خلص إنتا اعمل الي عم قلك عليه بعدين بحكيلك
يلا سلام
خرج من المنزل متجها نحو الشركة قابل الشابين اللذين أحضرهما أحمد
أثير: هاد الموقع صار عندكن أول ما بتشوفو الشب الي معكن صورته طالع من البيت بتحطو بالسيارة وبتجيبو عالمستودع
وصلت
الشاب: تمام معلم وصلت
أثير: اتكلوا على الله.

في المساء خرج إيهاب من منزله وهو يخطط للانتقام ولكنه تفاجأ بسيارة تقف أمامه وينزل منها شابين ضخمين
كتفاه ووضعاه في صندوق السيارة تحت صراخ واستغاثة الجيران
خرجت علياء على أصوات الجيران العالية وهي تركض باحثة عن إيهاب
سألت إحدى الرجال الواقفين فأخبرها بما حدث
وقعت على الأرض وبدأت تصرخ وتلطم خديها بقوة وعنف حتى أغمي عليها وسط الشارع.

وصل الشابان إلى المستودع ومعهما إيهاب ربطوه في كرسي خشبي ثم ابتعدوا عنه قليلا
يعطيكن العافية شباب شغلتكن خلصت قالها أثير وهو يشير للشابين بالخروج
أثير: أهلا وسهلا أستاذ إيهاب مع الأسف اليوم إنتا ضيفنا
إيهاب: رح تندم يا أثير رح تندم عالساعة الي فكرت فيها تلعب معي
أثير: لا لا لا هيك رح ازعل وأنا زعلي مو حلو أبدا
أنا ما بلعب يا إيهاب لا معك ولا مع غيرك أنا طول عمري عايش بحالي لا بشاكل حدا ولا بأذي حدا.

بس، أنا ماني نذل ولا طرطور لحتى شوفك عم تعتدي على حرمة بيتي واسكتلك وأنا حذرتك من قبل وانتا الي ما سمعت بقا شوف مين فينا الي حابب يلعب
إيهاب: وأنا ماني نذل لحتى شوف وحدة مو مرباية عم تنزع سمعة العيلة واسكت...
لم يسمح له أثير بإكمال جملته بل أخرسه بلكمة قوية أطاحت به أرضا
عدل الكرسي مرة أخرى وهو يشير إليه بسبابته
أثير: لما بدك تحكي عن نور مرة تانية بتحكي بأدب وإلا بتخرس.

إيهاب: على فكرة نور أختي وأنا من حقي...
أثير: انتا من حقك تخرس وتقعد ببيتك وما تدخل بشي ما بيعنيك. بس لأ مابصير كيف بدك تثبت للماما إنك صرت زلمة
أختك يا بني آدم يعني تحميها يعني تكون سندها وظهرها يعني لما جوزها يضربها تلجألك مو العكس
أما إنتو شو عملتوا ضربتوها وأهنتوها وخليتوها تخاف من خيالها.

سكتت وقلت تمام هاد الشي صار قبل ما كون أنا موجود ما إلي فيه أما أن توصل فيك الوقاحة إنك تفوت تضرب مرتي بنص بيتي فلا وألف لأ بكسر أيدك قبل ما تعملها
إيهاب: بدك تتقاوى على واحد مربط فكني وفرجيني مراجلك
أثير بضحكة عالية: هههههههه ماكنت الصبح مفكوك شو طلع معك
إيهاب: الصبح أخدتني غدر
أثير: آه والله آسف ما انتبهت المرة الجاي ببقى باخدك وجه لوجه على كل حال أنا مالي خلق ضيع وقتي معك خليك هون للاقي فضى برجعلك.

إيهاب بصراخ: أثير تعا لهون عم قلك فكني والله لتندم أنا بفرجيك
استقل أثير سيارته عائدا إلى المنزل حين وصل فتح الباب بمفتاحه خشية أن يوقظ نور فهي عادة ما تنام طويلا بعد كل موقف صعب تتعرض له
ولكنه تفاجأ بها تقف أمامه وتشبك يديها حول صدرها
أثير: مسا الخير
نور: إيهاب وين
أثير: يكون وين ما يكون شو بدك فيه
ثم دخل إلى الحمام ولكنها اوقفته بصوتها
نور: أثير سألتك إيهاب وين جاوبني
عاد إلى الخلف حتى أصبح مقابلها.

أثير: وإذا ما جاوبتك شو بتعملي
نور: إنتا الي خطفته
أثير: أنا، عندك مانع
نور: ليش هيك عم تحكي معي
أثير: لان ما بعرف إذا منتبهة إن صوتك عالي
نور: طيب تعا اضربني شو ناطر
أثير: لا إله إلا الله، نور الله يوفقك بعدي عن طريقي هلأ لأن ماني رايق
نور: يعني شو رح تعمل إذا ماكنت رايق رح تضربني رح تعمل متلن تعال اضربني ماعندي مشكلة.

ابتسم أثير واقترب منها رويدا رويدا فانكمشت على نفسها وهي تخشى أن يضربها حقا فهي تمادت كثيرا
وصل إليها حتى أصبح على مقربة منها رفع يديه
فوقفت مدهوشة لا تدري ماذا تفعل
ولكنه صدمها حين أنزل يده بخفة خلف رأسها وشدها نحو حضنه وهو يضحك
يضحك ويهمس بأذنها: إنتي ما بتلقي كف شو نعمل بهي المشكلة
نور: مين قلك ما بلقى جرب وشوف
شدد من احتضانها مطمئنا فهو يشعر بخوفها من أنفاسها المضطربة.

رفع رأسها باصابع يده لتنظر في عينيه
أثير: إيدي انخلقت لتحميكي لتحضنك لتمسح دموعك
ولما بدها تأذيكي بقطعها قبل ماخليها تلمسك
تركها في حالة من الدهشة والسعادة ودخل إلى الحمام
ودت في هذه اللحظة لو أنها ترقص
هي كانت تعرف أنها استفزته كثيرا ولكنها تعمدت استزازه واغضابه حتى ترى لأي درجة سيصبر ويتمالك نفسه ولكنه فاجأها حين رفع بده ظنت للحظة أنه سيضربها ثم عاد ليغمرها بحنانه وحبه باحتضانه لها.

كمية مشاعر مختلطة تكاد تكسر ضلوعها وتخرج
خرج بعد حوالي نصف ساعة من الحمام واتجه نحوها
لم تتكلم ضلت صامتة لا تعرف ماذا ستقول
أثير: شبك بدك تضلي ساكتة
نور: بدي اعرف ايهاب وين
أثير: عندي
نور: أثير إنتا هيك شو فرقت عنهن
أثير: والله اذا انتي شايفة اني ما بفرق عنهن تبقي عندك مشكلة بالنظر
نور: لما تخطف حدا وتخبيه شو بتكون عم تعمل هي جريمة.

أثير: أنا ماني مجرم بس بنفس الوقت أنا ماني قصير حربة لحتى اسمحله يأذيكي واوقف اتفرج
نور: بس نحنا ماهيك اتفقنا انتا وعدتني إنك رح تنسى وتتعامل معهن طبيعي
أثير: هاد الحكي كان زمان قبل ما يفوت على نص بيتي ويسحب عليكي السكين
نور: أثير بترجاك كرمالي لا تأذي
أثير: يا حبيبتي ما رح اعمله شي بس بدي اضمن أن ماعاد يتعرضلك أنا ما بدي ابقى طول الوقت قلقان
نور: يعني رح تطلعه بكرا
أثير: لا
نور: لي لأ.

أثير: نور لا تدخلي بشي ما بيعنيكي أنا بعرف شغلي
نظرت نحوه دون أن تنطق وأشاحت بوجهها إلى الطرف الأخر
أثير: زعلتي
نور: امممم
أثير: طيب خلص أنا آسف تعي
اقتربت منه واضعة رأسها فوق صدره
نور: قلك شو تذكرت
أثير: هاتي لشوف
نور: ماما كانت دائما تدعيلي دعوة ماكنت افهمها كانت تقلي الله يبعتلك شب ما تهوني عليه، اقعد أنا فكر أن ليش يعني ماقالتي شب بيحبك أو شب معه مصاري أو حلو شو هي ما تهوني عليه.

اجيت بمرة سألتها قالتي ياماما يمكن يكون هالشب بيموت فيكي وتهوني عليه ممكن يكون معه كل مصاري الدنيا وتهوني عليه ممكن أحلى واحد بالكون وتهوني عليه
أما الي ما بتهوني عليه هو الي بيركد يصالحك أول مايشوفك زعلتي الي بيمسح دموعك قبل ما تبكي الي بيحضنك وبيطبب عليكي وبيطمنك
هلأ بعد ما تعرفت عليك فهمت شو كانت ماما تقصد بالدعوة
أثير بابتسامة: يعني بفهم من هالحكي إن الله استجاب دعوة والدتك فيي أنا.

نور: مو بس دعوة ماما إنتا استجابة كل الأدعية الي دعيتن لربي بحياتي كلها أنا حتى لما كنت اقعد احلم ما كان الحلم بجمال حياتي معك
شدد أثير من احتضانها وهو سعيد بما يسمعه فهي لأول مرة تكون صريحة معه بهذا الشكل دائما ما تكون ردة فعل لأفعاله ولكنها الآن تخبره ببداية مشاعرها وكأنها تريد أن تبدأ معه صفحة جديدة خالية من المخاوف والآلام
البلرت 7 #عشقت رجلا #إيناس جمعة.

انها الأقدار يا سادة تأخذ لتعطي وتعطي لتأخذ
فلا حزن على غائب سيعيده ولا أهلا بقادم سيبقيه
مهما تخبطت بين جدران الحياة لن تأخذ إلا ما ستعطيك إياه الحكمة الإلهية.

تسربت أشعة الشمس المتمردة من النافذة قاصدة إيقاضها من حلمها الوردي
فتحت عينيها بتثاقل وهي تبحث عنه بجوارها شعرت بالارتياب حينما اصطدمت عينيها بالفراغ
كم أنت غريب أيها القلب عجبا لك كيف تستطيع أن تتقلب هكذا أليس هو من كنت تخشاه قبل بضعة أسابيع
أليس هو من كنت تتمنى الموت على أن تكون بقربه
كيف استطعت التعلق به وكأنك خلقت بين يديه كيف حفرته بكل تفاصيله بداخلنا حتى بتنا نراه دون أن نراه.

نهضت من فراشها ومضت تبحث عنه في أرجاء المنزل ولكنها لم تجد سوا صينية الطعام المزينة بوردة جورية حمراء وبجوارها ورقة مطوية بشكل أنيق
التقطت الورقة وفتحتها بحماس وشغف واضحين ثم ابتسمت كل أساريرها حين بدأت بقراءة حروفه العذبه
صباح الخير يا بسمة صبحي المشرق يا شمعة دربي المظلم يا عمري ويا أملي، أحبك
حتى في أحلامها التي لطالما كانت تخشى الاستيقاظ منها
لم تتخيل هذا الجمال كله.

لم تتخيل أن تعشق بهذا الشكل أن تهيج مشاعرها كبركان متفجر لمجرد قراءة سطور على ورقة
إنها الآن تعترف له بعشقها حتى ولو لم تخبره ولكنها تخبر نفسها على الأقل
العشق الذي أنكرت وجوده كثيرا يثبت نفسه الآن وبقوة
نعم أعشقه ولم الخوف من العشق هكذا حدثت نفسها وهي تضع بضع لقيمات بفمها.

على الجانب الآخر كان أثير قد وصل إلى المستودع الذي يحتجز إيهاب بداخله وهو يفكر بطرقة يحل بها المشكلة دون أن يؤذي أحدا فهو في النهاية ليس مجرم
ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع المجازفة بحياة زوجته
دخل إلى الغرفة الخاصة بإيهاب فتح الباب بهدوء ثم أعاد إقفاله بهدوء أيضا
دخل بخطا متباطئة وإيهاب يرمقه بنظرات غضب وشر
أحضر من زاوية الغرفة كرسيا خشبيا وضعه قبالة إيهاب وجلس عليه.

أثير: صرلي من مبارح عم فكر بطريقة نحل فيها هي المشكلة بدون ماحدا فينا يخسر بس بصراحة عجزت قلت بجي لعندك بتساعدني
إيهاب: فكني وخليني امشي وأنا بوعدك ماعاد تشوف خلقتي
أثير: ما أنا جربت أوثق فيك مرة وشفت النتيجة ماعندي استعداد ارجع جازف مرة تانية
إيهاب: شو بدك مني لكن
أثير: بدي تعطيني ضمانة إنك ما رح تفكر تإذي نور تحت أي ظرف
إيهاب: ضمانة متل شو يعني.

أثير: ما بعرف إنتا فكر وإذا طلع معك شي نادي للشباب وهني بيعطوني خبر
وقف أثير وأزاح كرسيه ثم هم بالرحيل ولكن أوقفه نداء إيهاب
إيهاب: استنى استنى
أثير: لقيتا
إيهاب: اذا بدك بوقعلك على شيكات بس بدي وعد منك انك ما بتسخدم هي الشيكات طول ما أنا بعيد عنكن
أثير: ومين قلك إني بدي ياك تكون بعيد عنا إنتا قريبي و أخو مرتي وقبل كل هاد إنتا رفيقي
إيهاب: اللي بيسمعك بصدق بس الي بشوف شو عامل فيي بقول نحن أكبر أعداء.

أثير: اللي عملته كان رد فعل على تصرفك مو أكتر كان بدك ياني شوفك حاطط السكين عرقبتها واسكت
إيهاب: بتحبها؟
أثير: طبعا بحبها وماعندي استعداد إني أخسرها ولا أخسر ثقتها كرمال أي شي بهالدنيا
إيهاب: وأنا كمان بحبها
صمت إيهاب لبرهة من الزمن و هو يبتلع غصة مريرة علقت بحلقه
في هذه الأثناء اقترب منه أثير وفك وثاقه
إيهاب: بتعرف أول مرة شفت فيها نور كان عمري 20 سنة كنا راجعين من السفر أنا وأمي وأمين.

تخيل أن عندك أخت عمرها 13 سنة وانتا ما بتعرفها
بس بتعرف إنها قاعدة ببيتك ونايمة عتختك وسارقة منك أبوك و ستك وجدك وبيتك وغرفتك وكل شي بخصك.

ماما وبابا اطلقوا وأنا عمري 7 سنين اطلقوا بسبب أمها لنور لما بابا اتزوج ناديا بطل يشوف أي شي بالدنيا غيرها ماعاد سأل لا عنا ولا عن أمي أمي الي طول عمرها تعبانة معنا لحالها ربتني أنا وأمين لحالها ووقت ماتت ناديا اتذكر أن عنده مرة وولاد كنت راجع عالبيت وأنا حقد الدنيا كله بقلبي ومابعرف غير أن بدي انتقم بدي انتقم لكل لحظة عشت فيها ببيت خالي وتحت رحمته بدي انتقم لكل لحظة اضطريت كون فيها بعيد عن أبي وبيتي ومدرستي ورفقاتي وماكان في حدا انتقم منه إلا نور.

وماما كانت دائما تشجعنا على هاد الانتقام
نور كانت بنظرنا هي البنت الي سرقت حياتنا وأبونا
من وقت كان عمرها 13سنة ونحن منضربها ومنشغلها بالبيت متل الخدامة على أمل أن هالحقد يخف بس ما كان يخف بالعكس كان يكبر أكتر كل ماكنت حس أن بالرغم من كل شي منعمله معها هي بقيت قوية وناجحة.

كملت دراستها ودخلت عالجامعة ودرست هندسة صحيح ما اتخرجت بس هاد الشي بسببي أنا أنا الي بعتلها الشب الي حاول يتحرش فيها مشان خلي أبي يحرمها تروح عالجامعة تخيل لوين الحقد وصل فيي
اتسعت عيون أثير بصدمة ودهشة وغضب مما يسمع
فانقض عليه وأمسكه من ياقته وهو يهزه بغضب
أثير: ولك ليش آه ليش شو عملتلك بشو أذتك إذا أبوك رماك وما كان قد المسؤولية هي شو ذنبها إنتا بتعرف الي عملته شو بيتسمى بيتسمى دياثة.

إيهاب: لأ والله لأ أنا كنت متفق معه ما يلمسها
أثير: شو الفرق شو الفرق لعما بقلبك إنتا كيف متحمل تعيش بكل هالقرف الي جواك
ما أنا كمان عندي أخت أخدت مني بيتي وغرفتي وأبي وانا كمان عشت بعيد عن أبي وماكنت شوفه إلا بالمناسبات
بس بعمري ما فكرت أكره أختي أو اعمل الي إنتا عملته
إيهاب وهو يبكي: أثير خلص مشان الله انشالله مفكر إني مبسوط أنا كل يوم بموت ألف موتة وأنا عم فكر
وقف أثير وهو يرمقه بنظرات غضب واشمئزاز.

أثير: رح جهزلك الشيكات بتوقعهن ومن بعدها معد بدي شوف خلقتك وبتنسى أن إلك أخت اسمها نور
خرج أثير وصفق الباب خلفه بغضب واتجه نحو سيارته وهو يفكر بطفلته الرقيقة وما عايشته بين أخويها الحاقدين وقلبه يعتصر ألما وهو يتذكر خوفها وارتجافها بين يديه
أقلع بسيارته قاصدا المنزل عله يستطيع أن يزيل القليل من عبء ماضيها عنها
وصل إلى البيت وطرق الباب لتفتح له وهي تبتسم ابتسامة ساحرة.

وبدون أي مقدمات سحبها بين يديه برقة غير متناهية واحتضنها بقوة وكأنه يحاول أن يدخلها إلى قلبه ويخبئها بعيدا عين أعين الناس
أثير: آسف
نور: آسف على شو؟
أثير: على كل لحظة خفتي فيها وماكنت جنبك
نور: أثير صاير معك شي
ابتسم لها مطمئنا وهو يقول: لأ بس اشتقتلك
نور: شو عملت مع إيهاب
أثير: خايفة عليه؟
نور: خايفة بس أنا متأكدة إنك مستحيل تأذي صح
أثير: والله غريبة إنتي بعد كل اللي عملوا معك لساتك بتخافي عليه.

نور: أنا وهني ضحايا ضحايا لأب غير مسؤول عاش حياته كلها عم يدور على بسطه وغريزته ونسي مسؤولياته وواجباته
أثير: بس هاد مانو مبرر
نور: ماما علمتني إتعامل مع الناس بأخلاقي أنا مو بأخلاقهن
أثير: ولك دخيلو الخلوق أنا
ابتسمت بخجل وهي تنظر إلى الأسفل
أثير: نور بدي اسألك انتي ما خلصتي الجامعة يعني ما اتخرجتي
نظرت نحوه بحزن والدموع تتلألأ داخل عينيها محاولة التعرب من الإجابة
نور: حطلك تاكل جوعان صح.

أمسكها من يدها وأجلسها مرة أخرى
أثير: اقعدي لا تهربي جاوبيني عسؤالي اتخرجتي او لأ
نور بحزن وكسرة قلب: لأ
أثير: ليش
نور: بتتذكر القصة الي حكيتلك عنها عن الشب الي بالجامعة
أثير: أيه
نور: من بعد ماصارت هديك الحادثة بابا منعني روح عالجامعة أصلا خبرتك أن بعدها منعوني اطلع برا غرفتي حتى وبعدها بشهر خطبنا
أمسك أثير بيديها وضمهم بقبضة يده
أثير: حابة تكملي
نظرت نحوه وهي غير مصدقة مايقول.

نور: ياريت بس خلص ماعاد في مجال
أثير: شو هو الي ماعاد في مجال انتي قولي إنك حابة وأنا بزبطلك كل شي
نور: بس أنا ما بدي تعبك أكتر من هيك
أثير: هلأ حابة تكملي أو لأ؟ جاوبيني
نور: حابة بس...
أثير: بدون بس جهزيلي وراقك وأنا بشوف محامي يقدملك طلب استئناف وكلها كم يوم وبتلاقي حالك رجعتي عالجامعة
أنت فقط من عجز لساني عن شكره أنت فقط من وجدت نفسي آخذ منه دون أن أعطي
هل خلق الله بحرا من الحب بداخلك بدل القلب.

دمعت عيناها من شدة الفرح فهي قد نست أصلا أنها كانت تدرس في الجامعة في يوم من الأيام
نور: أثير أنا عنجد مابعرف شو بدي قلك شكرا من كل قلبي شكرا
أثير: يا حبيبتي أنا مابدي منك تقولي شي كل الي بدي يا انك تكوني مرتاحة ومبسوطة
نور: بحياتي ماكنت لا مرتاحة ولا مبسوطة متل ما أنا هلأ بس إنتا شو الي جاب موضوع الجامعة على بالك.

شرد للحظة وهو يفكر بما قاله إيهاب عن موضوع الشاب خشي أن يخبرها فيحزنها وهو يعز عليه حزنها فقرر أن يترك الموضوع سرا كأنه لم يعرفه
أثير: آه ولا شي كنت حابب تروحي تشتغلي معي بالشركة أحسن ما تبقي قاعدة بالبيت وتملي لحالك
نور: عنجد يعني بس اتخرج رح تخليني اشتغل معك
أثير: طبعا إذا حبيني ليش لأ
بتلقائية وجرأة لم تعهدها على نفسها ارتمت بين أحضانه وهي تشكره
فابتسم لعفويتها واحتضنها بقوة وهو يقول.

أثير: شكلنا رح نموت من الجوع اليوم
نور: خسى الجوع خمس دقايق وبيكون الأكل جاهز
أخرج هاتفه واتصل بصديق له يدعى عامر يقيم بالسعودية
أثير: السلام عليكم كيفك أبو عمير طمني عنك
عامر: لك هلا هلا أثير وعليكم السلام والله الحمدلله مشتقلك إنتا كيفك
أثير: بألف خير الحمدلله أبو عمير كنت لدي أطلب منك خدمة اذا مارح تقل عليك
عامر: تفضل إذا بقدر من عيوني
أثير: بدي تجمعلي معلومات عن واحد مقيم عندك اسمه ابراهيم عباس.

عامر: شو حابب تعرف عنه بالضبط
أثير: كل شي بدي لاقي طريقة خلي فيها يدخل عالبلد
عامر: طيب بشوف وبخبرك
أثير: مشكور معلم
عامر: هلا خيي بدنا خدمة تحرز
نور: الاكل جاهز
في المساء كان قد أثير جهز عقد تنازل عن جميع الأملاك الخاصة بإيهاب بحال تعرض لنور بأي أذى وقام إيهاب بالتوقيع عليه ثم أطلق سراحه
بعد أسبوع
في مكتب أثير دخل المحامي المكلف بتقديم طلب استئناف الجامعة الخاص بنور
المحامي عماد: يعطيك العافية أستاذ أثير.

أثير: أهلا استاذ عماد تفضل ارتح طمني شو صار معك
المحامي: ألف مبروك الطلب انقبل وهي البطاقة الجديدة
بامكان المدام تبدأ الدوام من الأسبوع القادم باذن الله
ابتسم أثير للمحامي كعلامة امتنان على هذا الخبر
أثير: شكرا أستاذ عماد تعبناك معنا
المحامي: لا ابدا هاد شغلي
أنهي أثير عمله على استعجال ثم خرج باتجاه محل لبيع المجوهرات انتقى خاتما ألماسيا رائعا باللون الأزرق فهو يعرف أنها تعشق هذا اللون.

ثم خرج متجها نحو محل للهدايا طلب منه تغليف الخاتم والبطاقة بعلبة واحدة
عاد إلى البيت بعد أن انهى التحضير لمفاجأته طرق الباب عدة طرقات ثم خبأ العلبة خلف ظهره وانتظر لتفتح
فتحت نور الباب وعلى شفتيها ابتسامتها المشرقة التي أضحت لا تفارقها في الآونة الأخيرة
هناك مقولة تقول أن المرأة لا تزهر بعمر معين إنما تزهر مع رجل معين.

وهاهي تزهر بين يديه تتفتح على خديها الورود الندية وتشرق من بين شفتيها ابتسامة أحلى من شمس صيفية
وقفت تنظر إليه ببلاهة وقد طال الصمت تراقب وسامته وملامحه الرجولية التي باتت تعشق النظر والغوص فيها
تشعر وكأنها نسجت بين عينيه بيتا يحميها من الخوف والبرد والحرمان باتت تجد في تأمله متعة لا تضاهى
نور: احم احم بدك تضل واقف عالباب
أثير: والله إذا بعدتي بفوت
نور: آه أسفة، اتفضل.

دخل وهو بحاول أن لا يظهر العلبة ولكنها أحست بأنه يخفي شيئا خلف ظهره
نور بخجل: شو مخبي بإيدك
ابتسم لها وأخرج العلبة ومد يده لها
أثير: هدية صغيرة
نور: إلي أنا
أثير: طبعا إلك
فتحتها بهدوء لتبهر بجمال الخاتم تقسم أنها لم ترى شيئا بهذا الجمال بحياتها
من شدة انبهارها بالخاتم لم تنظر حتى إلى البطاقة الموجودة داخل العلبة
نور: بجنن كيف عرفت إني بحب هاد اللون.

أثير: مو هو الي بيجنن إنتي الي خليتيه يصير حلو بس الهدية الأساسية مو هي
نظرت بتساؤلوهي تراه يعيد فتح العلبة مرة أخرى ويخرج منها البطاقة الجامعية وأعطاها لها
أثير: هي هديتك
نظرت إلى البطاقة وهي لا تصدق ما تراه عينيها لقد أخبرها أنه يريد أن يعيدها إلى الجامعة ولكنها ظنت أنه يقول كلاما لا أكثر
الطالبة نور عباس لطالما حلمت أن تعيد بناء حلمها الذي تعبت من أجله
وها هو يعيد بناءه من جديد.

لم تشعر بنفسها إلا وهي تتعلق برقبته وتدفن وجهها بصدره وهي تردد: شكرا شكرا شكرا
ثم انتبهت لوضعيتها فابتعدت عنه قائلة: آسفة من الحماس
غمز لها وقال: كل يوم بحمسك إذا الحماس بيعمل فيكي هيك
أخفضت رأسها وعلى شفتيها ابتسامة خجلة جعلته يضحك رغما عنه
رفعت رأسها تراقب ضحكته التي باتت تعشقها
نور: على فكرة ضحكتك حلوة
أثير: شو يعني هاد بعتبره غزل
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وهي تسب لسانها الذي بات يتصرف من تلقاء نفسه.

نور: رح حط الأكل
هربت بسرعة نحو المطبخ لتداري خجلها
ابتسم لطفلته التي أصبحت تبدو سعيدة حتى أن وزنها قد ازداد وخديها انتفخا بطريقة جعلتها تبدو بغاية الروعة
جلسا على مائدة الطعام والصمت سيد الموقف تحاول استجماع كلماتها لتفتح حديث جدي للغاية
نور: أنا موافقة
نظر لها مستغربا: موافقة على شو
نور: بتتذكر من فترة قلتلي إن روح لعند دكتور نفسي يساعدني إنسى أنا موافقة روح
أثير: شو الي غير رأيك كنتي رافضة الفكرة.

نور: أنتا معك حق أنا لحالي مارح اقدر اتجاوز الموضوع
وانتا بتستاهل ان تكون أسعد إنسان بالكون لهيك بدي اتعالج
أمسك بيدها التي تعبث بالطاولة قائلا: حبيبتي أنا بدي ياكي تتعالجي لحتى نكون نحن الاتنين أسعد اتنين بالكون
فكري بحالك وبسعادتك
نور: وانا بدي
نظر بدهشة لجرأتها: شو بدك
نور: آه، بدي بدي مي
أثير: امممم مي قلتيلي، اي صحتين
نظرت نحوه بخجل من نظراته وابتساماته الجريئة
نور: أثير بس بقى إنتا فهمتني غلط.

أثير: مين قلك أنا شو فهمت
نور: من تطليعاتك مبين
أثير: طيب إنتي حكيتي كلمة وسكتي فهميني
نور: أنا قصدت بدي كون معك بدي يصير عنا عيلة ونجيب ولاد
غمز لها ممازحا: اي وهاد الي أنا فهمته أصلا
نور: يووووه أثير خلص عم تخجلني
اقترب منها واحتضنها قائلا: طيب إنتي بتصيري بتاخدي العقل بس تخجلي شو أعملك
نور: في فيلم حلو طالع بعد شوي تشوفه معي
أثير: رومانسي؟
نور: لأ رعب
أثير: ههههه وانتي بقى بدك تسترجي تشوفي فيلم رعب.

نور: اذا انتا معي بشوفو
أثير: طيب تكرمي يا ستي منشوفه
حضرا طبقا من الفوشار مع مشروب الكاكاو الساخن وبدؤوا بمشاهدة فيلم الرعب
كانت نور كلما ما شعرت بالخوف تدفن رأسها بحصن أثير بطريقة عفوية وهو أعجب بهذا الوضع بشدة
ود لو يشاهدا كل يوم فيلما كهذا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة