قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل الأول

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل الأول

رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل الأول

إنها الذكرى العاشرة لرحيل والدتها ولكنها لن تستطيع الذهاب لزيارتها كمان كانت تفعل كل عام فهي الآن أسيرة غرفتها
هذا ماكانت تشغل بالها به حتى يمر الوقت الذي بدأ يصبح ثقيلا عليها
نور هذه الشابة البريئة الرقيقة التي لا ذنب لها سوا أن زوجة أبيها تكره والدتها كثيرا وقد علمت هذا الكره لأخويها أمين وإيهاب ولا بد لأحد أن يدفع ثمن هذا الكره.
وقد وقع الإختيار عليها فهي الأضعف في هذا المنزل.

بقيت وحيدة بدون سند بعد رحيل والدتها وإتهام والدها لها بالتسبب بموت أمها
كيف يوجه لها اتهاما كهذا وقد كانت طفلة في الثالث عشر من عمرها كيف يتهمها بقتل أمها التي لم تحب أحدا بقدرها
جلست على سريرها تصم قدميها وتتأمل جراحها والكدمات التي نتجت عن الضرب المبرح الذي تتلقاه من أخويها من شهر تقريبا
استمعت إلى صوت أمين الغاضب والذي حتما سيفرغ غضبه بجسدها الصغير كعادته.

ارتجف جسدها وانكمشت على نفسها في زاوية السرير حين سمعت صوت المفتاح يوضع بباب غرفتها معلنا عن بدىء موجة التعذيب اليومية
دخل أمين غرفتها يستشيط غضبا بعد أن لقنته والدته علياء الدرس اليومي
شوف ياماما اختك لازم تتربى وإلا لاسمح الله بتجيبلنا العار وبتحط راسنا بالطين
كلمات قليلة ألقتها الأم الحاقدة على مسمع ابنها البكر كانت كفيلة بجعله أسد ضارم يفتك بجسد تلك الصغيرة.

شو مفكرة أن خلصنا ولا مفكرة أن عملتك السودة رح تمرق على خير
قال جملته وهو يعيد اقفال الباب من الداخل
أمين ببوس إيدك يا أخي اسمعني أنا ماعملت شي والله هو الي كان عم يحاول يتحرش فيي أنا كنت عم بعده عني
قالتها وهي ترتجف وجسدها ينتفض خوفا من ذلك الوجش القابع أمامها ولكن هيهات فلا حياة لمن تنادي
أخرسي مابدي أسمع صوتك.

انهى جملته وهو يلف حزامه الجلدي على معصم يده وأمسك بيده الاخرى خصلات شعرها الناعم حتى كاد أن يقتلعها وجرها لتقع من فوق السرير وتهبط بعنف على الأرضية الخشبية بالقرب من قدميه
نحن وثقنا فيكي وبعتناكي عالجامعة تتعلمي وانتي شو رايحة تعملي ها قولي
يقول هذه الكلمات المهينة ويده تنزل عليها بأشد الجلدات
يدوي صوت الحزام مرتطما بالهواء ثم يهوي على جسدها الصغير فتنتفض بشدة متألمة صارخة مستغيثة.

كرمال الله اتركني أمين أخي والله ماعملت شي.

تصرخ وتصرخ ولكن لا أحد يستمع حتى بدأت صرخاتها تهدأ بعد أن تسلل شعور الخدر إلى جسدها بدأت تحس بانتقالها إلى عالم آخر تشعر بدوار شديد وهالة سوداء تخيم على عيونها
وذلك الوحش لا يزال ينهال عليها باشد الضربات وكأنها لا تحس ولا تتألم
تركها فقط حين أيقن أنها فقدت وعيها حملها ورماها فوق سريرها وخرج من الغرفة وكأنه لم يفعل شيئا
وأعاد إقفال باب غرفتها من الخارج.

أحضرت الجدة الحنون نبيلة طبقا وضعت بداخله طعام لحفيدتها الجريحة واتجهت بخطى واثقة نحنو حفيدها أمين
مدت يدها أمامه وقالت
هات المفتاح
تيتا الله يوفقك لا تدخلي أصلا ماحدا نزع أخلاقها إلا دلالك
رمقته الجدة بنظرة اشمئزاز ثم نظرت إلى أمه التي تقابله وتهز رأسها بالنفي نظرة أخرستها ثم أعادت كلماتها مكررة
ولا كلمة زيادة هات المفتاح
أخرج المفتاح ووضعه في يد جدته الممدودة بغضب وخرج صافقا خلفه باب الدار.

توجهت الجدة إلى غرفة حفيدتها فتحت الباب لترى تلك المسكينة تتلوى فوق سريرها ألما وجسدها ينزف من كل حدب وصوب
يا جبيبة قلبي يا بنتي شو عملوا فيكي
نظرت إلى جدتها بعيون راجية دامعة
تيتا بدي مي
حاضر ياعيون تيتا
خرجت الجدة مسرعة لتخضر كوبا من الماء لحفيدتها
أجلستها بهدوء ووضعب الكوب على شفتيها
بدأت نور تشرب بنهم شديد كأنها لم تشرب منذ مدة طويلة
بالهنا والشفا ياحبيبة قلبي كلي هلأ وبس تخلصي أكل بداويلك جروحك.

أنهت نور طعامها وبدأت الجدة بتضميد تلك الجروح الدامية ونور تئن بصمت بين يديها حتى أنهت مهمتها وأخرجت لها ملابس نظيفة وساعدتها في تبديل ملابسها ثم تركتها لتنام بعد كل العناء الذي لاقته اليوم
جلس يفكر بها كعادته لم يراها منذ شهر تقريبا أين اختفت تلك الجميلة لا بد له أن يطمئن عليها ولكن كيف
إنه يحبها منذ أن رآها حين كان يزور صديقه أمين عشقها من أول نظرة ولم تفارق خياله منذ ذلك الحين.

بعد تفكير طويل قرر أن يفاتح أخيها بطلبه لها فهذه هي الطريقة الوحيدة ليعرف أين اختفت
أثير: ألو كيفك أمين طمني عنك
أمين: هلا أثير الحمدلله إنتا كيفك وينك يازلمة عاش مين سمع صوتك
أثير: والله بمشاغل هالدنيا أنا بدي شوفك في موضوع ضروري بدي احكي معك فيه
أمين: أي قوم تعال سهرانين مافي عنا حدا بالبيت
أثير: لأ أفضل شوفك برات البيت بلاقيك عالقهوة بعد نص ساعة تمام
أمين: تمام الله معك.

ارتدي سترة شتوية بيضاء وبنطال جينز أزرق جعله يبدو بغايه الوسامة وخرج مسرعا إلى سيارته قاصدا المقهى
ألقى السلام على الجميع ثم دخل إلى الطاولة التي يجلس عليه أمين
تبادلا السلام وجلسا
أمين: خير يازلمة جبتني على ملا وشي شوفي
أثير: خير انشالله بدي تاخدلي موعد من العم عدنان بدي أطلب ايد المحروسة أختك على سنة الله ورسوله.

صعق أمين من طلبه هذا ولكنه كان مرتبكا فأخته ليست في حالة تستطيع فيها مقابلة عرسان وجهها المهشم والكدمات التي تملأ جسدها
أمين: امممم انشالله بشوف وبردلك خبر
أثير: خير في شي أنا قلت شي دايقك
أمين: لا لا أبدا يلا أنا رح أمشي مشان خبر الوالد وبخبرك شو بصير معي سلام
أثير: الله معك
دخل أمين مسرعا إلى البيت ليخبر والده بطلب صديقه
أمين: بابا لازم أحكي معك على انفراد.

نظر الأب عدنان إلى زوجته وأمه نظرة فهموها وانصرفوا جميعا
أمين: إيهاب وين يا بابا لازم يكون معنا ويسمع شو بدي قول
الأب: إيهاب بغرفة أختك روح ناديله
في غرفة نور كان إيهاب يجرها من شعرها وينهال على جسدها الصغير باللكمات والركلات وهي تستغيث وتطلب الرحمة ولكن هيهات منه الرحمة
خلع حزامه ولفه حول معصمه وبدأ يجلدها وهو يردد الشتائم والسباب.

بدك تحطي راسنا بالوحل بدك تجيبيلنا العار بدك أبوكي يموت جلطة من وراكي هااا انطقي شو كنتي عم تعملي مع إبن هال###### بنص الجامعة.

Flash back
قبل شهر
لم يبقى في المدرج غيرها وقفت تجمع اشياءها بعد أن انهت نقل ما كتبه الدكتور على السبورة
حين لمحت ذلك الوغد الذي يضايقها منذ مدة اتجهت نحنو باب الصف بخطى واسعة مسرعة حتى لا تتواجد معه بنفس المكان لوحدهما ولكنه فاجئها حين أمسكها من يدها ودفعها بقوة لتلتصق بالجدار حاصرها بين يديه وعيونه تسير بوقاحة على جسدها.

سلط نظرته على شفتيها الورديتين واقترب منها حتى لم يعد يفصل بينهما إلا سنتيميترات قليله
وضعت يديها على صدره لتدفعه عنها
بعد يا حيوان انتا ما بتفهم والله بلم عليك الجامعة كلها
أنا بحبك ليش ما عم تفهمي أنا بحبك
دخل إيهاب في تلك اللحظة ليرى أخته بين أحضان ذلك الوغد فانقض عليه وبدأ يكيل له الضربات والركلات واجتمع حولهم عدد غفير من الناس يحاولون الفك بينهما.

بعد فترة طويلة ابتعد عنه وهو يتصبب عرقا وأنفاسه المضطربة تعلو وتهبط
نظر إلى أخته بنظرة مرعبة ثم سحبها وخرج بها يضرب كل من يقف بوجهه
جلست بجاوره في السيارة تبكي وترتجف خوفا من ردة فعله فهي تعاقب بالضرب المبرح لأسباب تافهة
هو حتما سيقتلها الآن
استجمعت كل شجاعتها ونطقت بحروف مرتجفة
أنا ماعملت شي كان عم يحاول يتحر...
أخرسها حين نظر إليها والشر يقدح من عينيه واضعا سبابته على شفتيه بإشارة لها أن تصمت.

وصل بها إلى البيت وأنزلها أمامه ثم قص على أبيه وأخيه ما رآه ومنذ ذلك اليوم وهي أسيرة غرفتها تتلقى الضرب المبرح والإهانات كل يوم
Back.

أمين: اتركها وتعال في موضوع مهم لازم نحكي فيه
ايهاب: موضوع شو هلأ
أمين: تعال عالصالون بخبرك
فك قبضته عن شعرها الذي يكاد يخرج من رأسها ورمى إليها نظرات حارقة وتركها تنازع ألامها ككل ليلة
الأب: خير يا أمين شو في لحتى جمعتنا
أمين: أثير أبن جوزها لخالتي عبلة طلب مني أخدله موعد ليجي يطلب نور
إيهاب: إي تمام هاد أفضل حل هيك منجوزها ومنسترها ومنرتاح من همها.

أمين: ما اختلفنا يا فهمان بس كيف بدها تقابله وهي وجها مليان جروح وكدمات شو بدنا نقول للزلمة والله بنتنا قليلة ترباية وكنا عم نربيها
الأب: بس أنتا وياه رح تتخانقو وانا قاعد شبكن
خلص أمين خبره أن يأجل الموضوع شهر زمان قله أن نور مريضة هلأ من هون لشهر بتكون طابت وبيفرجها الله
اتفقوا على ان لا يمسوا نور طوال هذا الشهر حتى تتطيب جراحها لكي لا يكشف أمرهم.

أثير هو شاب تزوج والده من اثنتين والدته توفت وهو في سن الخامسة عشر والأخرى هي عبلة أخت علياء والتي تكون زوجة والد نور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة