قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر

كانت نائمة على الفراش هادئة مثل الملاك، تفحص حمزة نبضها و استغرب لأن حتى الأودية مازالت كما هي، بدأ بتفيقها بهدوء و قال بقلق: داليدا
اتفزعت داليدا و قامت قائلة؛: في ايه؟
رتب عليها و قال متخافيش مفيش حاجه، بس انتي نايمه كل ليه؟
فركت عينها و قامت قائلة: هو انا نمت قد ايه؟ و انت من امتى؟
يومين و لسه جاي دلوقتي
اوصدت عينها و قالت طيب
ازاي متخديش العلاج كل دا يا داليدا؟

داليدا باقتضاب: انا اللي هتعب مش انت
صمت حمزة و نظر لها فهو يشتاق إليها كثيرا، يريد التخلص من ذلك المشاعر ولكنه فشل لا يستطيع أن يبتعد عنها أو يتركها هكذا يتمنى أن تريح قلبه و تنكر كل ذلك و قال: طب كلي حاجه؟
ردت داليدا باقتضاب: مش جعانه
تنهد حمزة و قال بضيق براحتك اعملي اللي انتي عايزها
خرج من الغرفة و بعد دقائق دخل و كان يحمل صينة الطعام و كوب من العصير و قال داليدا
قامت داليدا و جلست و قالت: يا نعم.

خدي اشربي العصير طيب
ابتسمت داليدا و تناولت منه كوب العصير بهدوء و انتهت منه
حمزة بقلق: تعبانة؟
كويسه
ازاي تقعدي كله دا متاكليش اي حاجه؟
ما هو انتي لو موتى مش هلاقي حد يعند معايا و يزهقني
ابتسمت داليدا وقالت لا لسه مش هموت دلوقتي وقبل ما هموت هقولك...
شعر بالضيق فهو لا يتحمل فراقها يومين حتى فكيف له بأن يتركها تموت و قال: مستحيل دا يحصل.

داليدا بحزن: على أساس أني اهمك اوي، و أكملت باكية انا اكتشفت اني مهمش حد خالص
تهمني انا يا داليدا بس انتي حتى مش مقدرة دا؟!
أدارت وجهها الناحية الأخرى و قالت: مش عايزة اتكلم معاك
تنهد حمزة و قال: تليفونك برا
مش عايزها
استندت داليدا على الفراش و قامت، و قبل أن يحاول اسندها
اوقفته قائلة مش عايزة منك حاجه.

دلفت داليدا إلى المرحاض و وقفت أمام المرأة لترى وجهها الشاحب و علامات الإجهاد و التعب عليه فقد ذبلت كثيرا، و بعد ذلك جلست على طرف البانيو وفتحت المياه...
كانت تشعر بالوهن الشديد
نزلت البانيو و لكي تهدأ المياه الدافئ جسدها المنهك...
كانت تأخذ نفسها بين الحين و الاخر و هي بداخله، كانت تريد أن تنهي مأساتها و أكن المياه علاج يزيل الألم...

شعر حمزة بالقلق من تأخيرها في الداخل و قام و فتح باب المرحاض، وجد أن المياه تغطي وجهها..
حمزة بتوجس: داليدا...؟
واتجه ناحيه البانيو، وشمر قميصه عن ساعديه لكي يحملها...
ردت عليه بخفوت و قالت انا كويسه يا حمزة، حملها بين ذراعه و خرج من المرحاض و قال بضيق: ايه اللي انتي بتعملي دا...؟
ما قولتلك مش هموت دلوقتي و بعدين مش اول مره...
انتي مجنونه.

اجلسها على الفراش برفق، و اتجه إلى شنطتها وأخرج منها ملابسها، و اتجه ناحيتها مره اخرى.
وضع حمزة يده على ملابسها لكي يساعدها في تغيرها
اوقفته داليدا و قالت: انا هغير شكرا
لم يستمع حمزة إلى كلامها فهو يعلم بأنه عنيدة و بدأ بفك أزرار بلوزتها
داليدا بضيق: كفاية يا حمزة
توقف حمزة و قال ايه اللي كفاية
انت مش هتخاف عليا اكتر مني، متخافش قبل ما اموت هقول انك ملكش دعوه..
ماشي انتي حره.

قامت داليدا من على الفراش لكي تتجاهل نظرات عينه أو بالأصح لكي لا تفضحها عينها...
حمزة بتساؤل بتحبني يا داليدا
وقفت داليدا مكانها، ظلت صامته تفكر في السؤال، هل كان يستحق كل ذلك التفكير...
حمزة بيأس بجد محتاج كل دا؟
تنهدت داليدا و اوصدت عينها و قالت: لا مش بحبك
و استدارت بجسدها و اصدمت به أمامها
قولتي ايه؟
ازدادت ريقها و قالت: انت سمعت.

كانت نظراتها عكس ما تقوله نظرت له بدهشه عتاب حب ألم عده معاني تحملها نظراتها له...
قوليها وانتي عينك عيني كدا
داليدا بضيق مش هقول حاجه؟
خليكي قد كلامك
داليدا باقتضاب: كنت انت فضلت قد كلامك
تعلقت نظراتهم ببعض لدقائق، طال بيها الصمت...
حمزة بنرفزة داليدا انا عارف ان مراتي داخله لواحد اوضته و على علاقة به و السم يتحط ليا.

داليدا بنره بها الكثير من الألم و الوجع: متكلمش عشان انا مش عايزة اسمع منك حاجه، انا وحشه و بخونك و كنت عاوزه اقتلك و اخلص منك، وكنت اي حاجه وحشه انت بتقولها. انا فعلا مش كويسه دي حقيقه قولتلك انك مش مطلوب منك تعمل حاجه عشاني ولا مطلوب منك تحبني حتى لو كنت أتخليت عني مكنتش هطلب منك حاجه انا متعودة على كدا، واكلمت بنره باكيه بس على الاقل متكسرنيش، و تذلني انا مطلبتش منك حاجه طلقني و اخلص.

كانت كلماتها مثل الأسهم تعزو قبله لتخرقه بلا رحمه فهو يتألم من أجلها، لم يريد شي سوى أن يضمها اليه..
سحبها حمزة بين ذراعه و احتضنها بقوة كادت أن تنكسر بين ضلوعه من شده قبضته
داليدا بصوت خافت: حمزة
تحكم حمزة قبضته عليها و قال كفايه كلام يا داليدا مش عايز غيرك
صمتت داليدا و هدأت انفاسها فهي الأخرى تريده بكل رغبتها العنيدة.

كان عمر يجلس مع سلمي و قال بتساؤل: هو في مشاكل في البيت
سلمي بتعجب: انت بتسأل ليه؟!
عادي خايف اكون سبب مشكلة و لا حاجه
سلمي بابتسامة لا متقلقيش.

قام حمزة و ارتدى ملابسه و قال انا همشي
داليدا باقتضاب طيب
انا مش هطلقك و اعملي اللي تعملي
داليدا بضيق: و انا مش هستحمل تصرفاتك دي يا حمزة خلاص زهقت
جلس أمامها و قال مستحيل اطلقك فاهمه
انا بكرهك و مش عايزك
حمزة بتعجب بجد لا واضح فعلا
داليدا بسخريه: اللي حصل دا عشان اثبتلك اني باثر عليك و انك بتتضعف قدامي
ايوه بحبك و بضعف قدامك و مش بقدر اشوف فيكي حاجه يا داليدا بس انتي مش مقدرة ايه حاجه من دي.

داليدا بضيق: انا اللي مش مقدرة يا حمزة
خلينا نوصل لحل وسط يا داليدا
مش عايزة اوصل لحاجه معاك كفاية اللي حصل منك يا حمزة و انا هستني ورق طلاقي
تنهد حمزة و قال اللي يريحك يا داليدا.

مر يومين، و كانت مديحة تجلس في المنزل مع لبنى و مريم و سمر يتحدثن معا
تفاجوا بدخول داليدا
لبنى بدهشه داليدا
داليدا بحدة اهاا يا مرات ابويا جايه اعيش في بيتي و لا عندكم مانع
مريم بغضب: بيتك برضو
لم تعطيهم داليدا اهتمام و صعدت إلى غرفتها و جلست على الفراش و اتصلت بعمر قائلة: انا في البيت، انت فين؟
عمر بدهشة: بتهزري صح
داليدا بجدية: مش بهزر و عايزة اتفق معاك على حاجه بس اطلعلي الاوضه حالا.

عمر بسعادة طيب يا حبيبتي...
انتظرته داليدا و قامت بترتيب ملابسها، فتحت الباب و قالت وحشتني
دخل و قفل الباب خلفه و حاوط خصرها قائلا بحبك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة