قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

مدينة كامدن بلندن..
تسير فتاة بسيارتها و لم تنتبه إلى الهاتف الذي لم يتوقف رنينه و لكن كانت هي لم تسمعه بسبب الموسيقى الصاخبة التي تستمع إليها، انتبهت إليه و فصلت الاغاني و ردت على الهاتف...
Hi
زفر والدها بحنق و قال يا بنتي هاي ايه و زفت ايه اسمها السلام عليكم.

رددت داليدا بامتعاض سوري يا بابي، تنهد محمود فهو من ترك ابنتها تعيش بمفردها مع والدتها و قال بيأس مش ناوية تيجي ليا بقالك كتير اوي يا ديدا..
هقول لمامي و ابقى اجي اقضي الاجازة عندك...
يا بنتي طب ما تيجي تعيشي معايا احسن...
لا انا مرتاحة يا بابي بليز بلاش تتضغط عليا في الموضوع دا...

محمود اضايق و قفل معاها لأنه طبعا عارف ان داليدا مش عايزة تعيش معاه، لاحظ حمزة وجوم عمه و قال خير يا عمي مالك كشرت أكده ليه؟
نظر له و قال مالك يا عمي حصل ايه؟
تنهد محمود و قال قلقان على داليدا يا ابني عايشه برا مع امها و حتى مبتجيش ليا، وانا مش عاجبني كدا حاولت معها بالذوق كتير و برضو نفس الكلام...
رتب حمزة عليه و قال بكرا تتعدل و بعدين الحق عليك ازاي تسيب بنتك كدا؟

فعلا انا اللي غلطان بس عارف ان داليدا مش هتتفق مع أخواتها..
برضو غلطتك انت سلمت كل حاجه هنا لطه و فادي..
يا ابني ما هما ولادي و داليدا هتفهم ايه في شغل الأرض و الكلام دا...
طب اديك شايل هم الدنيا اهو...
انا عايزك تتجوز بنتي داليدا، حمزة اتصدم و قال ازاي؟
يعني ايه المانع انت لسه مجوزتش و هي نفس الكلام، و بصراحه انا عايز اطمن على بنتي...

حمزة طبعا متردد مش على آخر الزمن هيتجوز واحدة مش هتوافق عليه، بس كان عايز يشوف الطفلة اللي فضل محتفظ بلعبتها لحد دلوقتي و اتمنى يشوفها و قال اللي تشوفه يا عمي...
ابتسم محمود و قال حضر نفسك لكتب الكتاب...
حمزة بتردد طب ممكن تاخد رأيها الاول...
محمود بيأس مش داليدا بنتي يا ابني، انا طالب منها أنها تيجي مصر و انا و انت و أبوك هنكتب الكتاب قبل ما تيجي هنا عشان ممكن تمشي...
خلاص اللي تشوفه...

حمزة انا عارف انك كنت عايزها، فمش عارف الموضوع اختلف ولا بس اللي متأكد منه انك حتى لو مش هتحبها فأنت هتعملها كويس، و يلا نقوم بقا عشان نقول لابوك.

لما وصلت داليدا البيت لاقيت عمر مستنيها قدام الباب و قال ايه يا ديدا كنتي فين؟
كنت برا بجيب حاجات للبيت، فتحت الباب و دخلوا، وضعت الأكياس على الطاولة و قال بقالك كتير و لا إيه؟
لا يا روحي شوية، المهم انتي محتاجة حاجه...
لا
طب يا داليدا مش ناوية نتجوز بقا انا زهقت، تنهدت داليدا و قالت بابا مش موافق يا عمر و بحاول معاه والله...

زفر عمر بحنق و قال انا مش عارف ابوكي مش طايقني ليه؟ و بعدين انتي مالك به؟، نظرت له و قالت بعتاب ابويا برضو يا عمر و كفايه أن هو اللي بيصرف عليا و مش مخليني محتاجة حاجه...
خلاص يا حبيبتي اسف، المهم اننا عايزين نتجوز لاني مستعجل اوي، و اقترب منها و قال ايه رايك نعيش مع بعض لحد ما ابوكي...
نظرت له داليدا بضيق و قالت بغضب عمر لو اتكلمت بالطريقة دي تاني اعتبر أن علاقتنا انتهيت...

ما هو يا داليدا مينفعش اللي ابوك بيعمله دا...
تنهدت داليدا بكرا بابا يوافق لكن مش لدرجة دي، انت المفروض اكتر واحد تخاف عليا
رد عليه باقتضاب اكيد طبعا انا همشي عشان عندي شغل...
تنهدت داليدا بحزن و قالت بأي
مشي عمر و تركها، ظلت داليدا جالسه و تفكر فيه و قطع أفكارها رنين هاتفها و ردت قائلة ايوه يا مامي
ايه يا حبيبتي متخانقه مع عمر ليه؟
مفيش يا مامي عادي يعني...
طيب يا روحي سلام...

ألقت داليدا الهاتف بغضب، ، ظلت داليدا على الاريكة إلى أن ذهبت في النوم و استيقظت في صباح اليوم التالي و تفحصت هاتفها وجدت رسالة من والدها يخبرها بأنه مريض و يريد رؤيتها، ، قامت داليدا مسرعه إلى غرفتها و احضرت ملابسها و اتصلت بالمطار و حجزت لها تذكرة و لحسن حظها وجدت رحلة بعد اربع ساعات
احضرت نفسها سريعا و اتصلت بعمر و أخبرته ما حدث و انها سوف تسافر إلى مصر...

و خلال ساعات أخرى كانت داليدا وصلت إلى مصر و اتصلت بوالدها و أخبرته بوصلها إلى مصر و انها سوف تستلقي تاكسي و تكون امامه
قفل محمود معها و نظر إلى شقيقه و قال خلاص جات
مهدي بحيرة اللي انت عايز تعمله دا مش صح يا محمود...
محمود بيأس عارف بس مفيش حل تاني و بعدين حمزة هيحافظ عليها و انت عارف طه و فادي و انا لو حصلي حاجه هي هتضيع و امها عايشه ملهاش لأزمة
بس هي لسه صغيرة و حمزة أكبر منها
عادي بقي عندها ٢٠ سنه.

و حمزة ٣٠ سنه الفرق بينهم ١٠ سنين و هو و هي غير بعض
وصلت داليدا و فتحت لها الخدامة و صعدت إلى غرفة والدها و قالت بلهفة بابي فين؟
اخبرتها بأنه بغرفته، تركت داليدا حقيبتها على الأرض و ركضت بسرعه إلى الطابق الثاني و دخلت إلى غرفة والدها حتى أنها نسيت ان تطرق الباب، صمت محمود و مهدي
اتجهت له و احتضنه قائلة ببكاء انت كويس؟
رتب عليها محمود و قال بعد ما شوفتك بقيت كويس، سلمي على عمك مهدي.

ابتعدت عنه و نظرت إلى مهدي و ارتسمت ابتسامة على ثغرها و مديت يدها له و قالت هاي انا داليدا
لم يحب مهدي طريقتها فمن الواضح بأنها نسيت العادات و تقاليد و قال الحمد الله يا بنتي و انتي؟
داليدا باقتضاب كويسه...
تنهد مهدي و قال انا هروح انام عشان هنسافر البلد بكرا
داليدا لم تنبه إلى حديثه و عندما خرج، جلست على طرف الفراش و قالت الدكتور قالك ايه؟

تنهد محمود و قال شوية تعب يا داليدا المهم عايز اقولك على حاجه مهمه
داليدا بدهشة ايه هي؟
تراجع محمود في قول الحقيقه لها فهو يعلم بأن داليدا عنيدة و لا يستطيع أحد أن يفرض عليها شي لا تريده
و ابتسم قائلا عايزة تقعدي معايا على طول يا حبيبتي
داليدا بحيرة بابي ممكن نأجل الموضوع.

و بالطبع محمود علم بأن داليدا من المستحيل أن توافق على طلبه و قرار جوازها من محمود، و قال انا جعان أوي تعالي ننزل ناكل مع بعض، وحشتني القعدة معاكي.

دخل حمزة إلى غرفته و كان يفكر في الخطة التي وضعها عمه و كان لم يقتنع بها فهي لست لعبه ليفعل بها هذا
و فتح خزانته و اخرج من تلك اللعبة و تذكر المرة التي رآها بها.

عشقت تلك الطفلة الصغيرة التي رأيتها صدفة مره واحده و لم تتكرر، عندما ذهبت إلى عمي في المنزل و من المعروف انه يعشق مبارزة السيف و من كان مثله هو أخيه والد حمزة، و كانوا يلعبوا المبارة مع تشجيع حمزة لهم و بعد ذلك وقف ليبارز عمه، و فجأة اقتحمت داليدا المكان و وقفت أمامهم فجأة كانت وقتها لم تتعدى الست سنوات و كانت تمسك سيف لعبه و قالت بصوتها الطفولي ابعد انا هلعب مع بابي، نظر لها حمزة و انزل سيفه و قال طب ما تلعبي معايا انا و اوعدك اني اجبلك اللي انتي عايزها، ، ابتسمت داليدا له و قالت هتجيبلي لعب كتير أوي، لسه والدها هيتعصب عليها و لكنه اوقفه حمزة قائلا معلش يا عمي، خليها تلعب، ، نظر محمود إلى شقيقه و أبتسم قائلا شكلنا هناخد داليدا لحمزة، ، ضحك مهدي و قال بس دي صغيرة قوي يا أخوي و حمزة كلها خمس سنين و هنجوزه، اندمجت داليدا مع حمزة رغم أنه يكبرها بعشر أعوام و لكنه احب تلك المداخلة فهي طفلة رائعة، و قال ايه دا خسرتني، ابتسمت و قالت ايوه مامي بتقول عليا ان انا شاطرة...

ابتسم و قال و حلوه، ، ابتسمت داليدا و أخذها حمزه بعد أن استأذن من عمه و خرج ليجلب لها بعض الحلويات و الألعاب، داليدا كانت فرحانه اوي و اول ما رجعت فضلت قاعدة تعلب..
و جاء ميعاد مغادرتهم، اتجه حمزه إليها ليودعها و قال انا همشي بقا
زمت شفتيها بحزن و قالت يعني انا مش هشوفك تاني.

قبل حمزة رأسها و قال لا هشوفك تأني اكيد و اكمل قائلا انا هاخد اللعبة دي عشان افتكرك بيها، ابتسمت داليدا مما ادهش والدها، داليدا طفلة لا تحب أن يأخذ احد أشيائه...

استيقظت داليدا من نومها و كانت تشعر بألم في جسدها
قامت و خللت اصابعها بين خصلات شعرها الذهبية و تجولت بنظرها في الغرفة و لكنها كانت تشعر بالدهشة فهذه الغرفة تبدو غريبة بالنسبة لها، و قالت هو انا فين؟
خرجت من الغرفة و بالفعل لم يكون هذا بيتها التي كان به بالأمس
نظرت على جانبها لكي ترى احد، هل ممكن بأنها تكون بحلم أو ماذا...

نزلت على الدارج و كان تنظر إلى المنزل باستغراب تمام، وجدت والدها يجلس، ركضت بسرعه و اتجهت ناحيته و قالت بابي هو احنا فين؟ ايه البيت دا و انا جيت هنا ازاي؟!
ابتسم محمود و قال اقعدي يا حبيبتي دا بيتك
لم تفهم داليدا شي، فلم يكون منطقي بأن يكون تبدل كل شي في المنزل خلال ساعات و قالت بتساؤل يعني ايه؟
احنا في أسيوط يا داليدا بلدي و بلدك
داليدا بصدمة انا جيت هنا ازاي يعني؟

المهم انك موجودة هنا؟! انا همشي فورا انت ضحكت عليا
امسكها من ذراعها بقوة و قال بغضب بكرا هتجوزي ابن عمك.

زفرت بضيق و قالت باكية يا بابي جواز ايه دا انا مستحيل أوافق على حاجه زي كدا و بعدين انا مرتبطة، ، صفعها والدها على وجهها بقوة و قال انا قررت خلاص يا داليدا مش كفاية عايشه مع أمك كل دا، ، بكت داليدا و قالت يا بابي بليز بلاش تعمل معايا كدا انا جيت اشوفك عشان بحبك يا بابي، ، وضع يده على اكتافها و قال يا بنتي انا قلبي عليكي، عجبك قعدتك مع أمك اللي كل يوم تتجوز واحد دي، و كمان شباب من سنك، يا بنتي انا ربنا كرمني بيكي و انا هجوزك حمزة ابن عمك راجل ايه واحده تحلم به...

نظرت له و الدموع تملؤ عينها و قالت مش عايزة ايه اللي يخليني اتجوز واحد صعيدي جاهل و صمتت داليدا و قالت سوري يا بابي بس حضرتك هتبقى بتظلمني كدا انا مش عايزة اتجوز و هو أكبر مني بكتير، و انا حتى مش عارفها و بحب عمر...
يا بنتي عمر دا طمعان فيكي و مش بيحبك
دخل طه إلى المنزل و سمع حديثهم و قال بنبرة حادة خبر ايه عاد، صوتكم طالع برا؟
التفت داليدا و تعجبت من تدخله و نظرت إلى والدها بعينان متسائلة عن هويته.

تنهد محمود و قال اختك داليدا مستغربة المكان؟
داليدا بصدمة اختك مين؟! مين دا...
اقترب طه منهم و قال بجدية جولتلك قبل اكدة عاد، الأشكال دا مينفعش معاها الذوق...
داليدا بعصبية انت مين اصلا عشان تتكلم معايا كدا، انا همشي و هسافر لندن تاني
امسكها طه من ذراعها و قال سيبني اتصرف انا معاها يابا
تنهد محمود باستياء و قال براحه عليها يا ابني...

سحبها من ذراعها و اتجه ليصعد الدارج و دفعها بداخل الغرفة و قفل الباب من الخارج
ظلت داليدا تصرخ و تطرق الباب بعنف، افتح حرام عليكم، يا بابي...
زفر طه بحنق و قال حاجه تخنق واصال انا مش عارف هو جبها نعمل بيها ايه عاد، و قال بصوت مرتفع اخرسي يا بت...
لم تسكت داليدا و ارتفع صوت صراخها، فتح الباب و قال بغضب انا هخليكي تصرخي على حج (حق) ربنا...
ابتعدت داليدا و قالت ابعد عني يا حمار.

طه غضب و قبض على شعرها بعنف و قال انا هعملك الأدب...
و صفعها بقوة و لم يكمل و اوقفه صوته قائلا انت عتعمل ايه يا طه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة