قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل العاشر

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل العاشر

- قومى يا إش إش... يلا حبيبتى عشان نحضر الفطار لبابا
قامت إش إش وتثاءبت بتثاقل..
- يا يويو دانا ماصدقت اخلص امتحانات .. قولى لميزو هنام شوية
- يويو وميزو ف عينك .. قومى يلا بدل ما اجى بالبخاخة انتى عارفة..

قامت إش إش بتثاقل .. دخلت الحمام وتوضأت وصلت فرضها .. وخرجت لوالدتها:
- بذمتك مش حرام كدة .. دانا لو ف سجن ابو غريب يا جدعان مش هصحى كدة ف اول يوم اجازة بعد طحنة الثانوية
- اجازة ايه ان شاء الله.. انتى وراكى حاجات كتير اصلا.. نسيتى انك هتعملى معادلة .. نسيتى تحضير الورق ولم الشقة .. نسيتى ..
- خلاص خلاص يا يويو.. انا اسفة .. هطلعلك المصباح السحرى من الدولاب حالا وافركه يعملك كل دا..

- بتتريقى؟ طب انتى حرة ابقى ارجعى نامى تانى وشوفى اللى هيجرالك
- دا كله عشان هنرجع مصر وتشوفى ابو حميد كل يوم..
- ايوة .. عندك اعتراض
- وانا اقدر اتكلم .. ماهو من ساعت ما رجع وانا بقيت نمرة اتنين .. وابو حميد ومالك وماليكا الدنيا كلها..

- اااااه.. وحشونى اوى .. بالذات ماليكا اللمضة دى.. بس استنى هنا .. ايه ابو حميد دى .. مش كان ابيه احمد
- دا لما كنت زئردة مش باينة من الارض وبيشيلنى لما يشوفنى.. دلوقتى بقيت مزة زيك يا مزة
تأملتها راوية بحب، فقد صارت شابة يافعة، ذات جسد ممشوق وبشرة بيضاء نقية، عيونها تحير من يراها فى لونها ولكن اقرب لون لها هو الزيتونى، وشعرها الكستنائى الطويل الذى تعقصه فى شكل ذيل الحصان مع طرتها الطفولية يعطيانها سنا اصغر ويوسمان وجهها بالشقاوة المحببة ..

- طب روحى كلمى ابو حميد يا هانم واتلقى وعدك.. اتصل بعد ما نمتى وهيعلقك عشان ما طمنتيهوش.. وماليكا مخاصماكى
- يا لهوووووى.. اناملى شوية يحصل انقلاب عائلى عليا.. طب انتى واحمد سهلين.. انما ماليكا دى كارثة
- طالعة لعمتها
- قصدك ايه يا يويو .. اكيد قصدك عسل زيي مش كدة
- يووووه .. مش هخلص من رغيك.. امشي ورايا ميت حاجة
ذهبت إش إش للاتصال باخيها عبر النت..

- حبيبى واخويا وخال عيالى.. صباحو عسل يا شق
- بتتصلى ليه.. كلنا مخاصمينك
- يا خراشى وانا اقدر .. نمت غصب عنى وعارفة انك اجازة انهاردة.. سماح يابو سماح
- يا بت انتى متربية فين.. يا شق ويا خراشي ويابو سماح.. دانتى لو من حوارى دبى مش هتتكلمى كدة
- فكك م الحوار دا دلوقتى يابو حميد.. فين موكتى .. انا مرعوبة منها
- ههههههههههههه.. ايوة كدة القوى فى الاقوى منه..

- فرحان فيا؟ بدل ما تقف جنبى وتصلح العلاقات
- خلصوا انتوا اموركوا يلا وانزلوا باه .. اتهريت سفر رايح جاى وبتوحشونى اوى
- مش انت لوحدك يا استاذ.. ازيك يا إش إش
- نووووودى القمر .. عاملة ايه يا نادو واحشانى
- وانتى كمان وماما راوية .. مستنيين نزولكم بفارغ الصبر.. يلا باه..

- يا جدعان دانا خلصت امبارح.. ماكملتش ٢٤ ساعة وماما تقولى يلا المعادلة وانتوا تقولوا يلا ننزل
- ايوة انجزى.. والا والله اقول لموكا انك مش عاوزة تيجى
- لااااااا... الا موكا.. انا رايحة اركب الطيارة حالا .. بس تبقى واسطة عشان تصالحينا يا نادين
- ههههههههههههههه..

انهت نادين الاتصال والتفتت لاحمد:
- فرحانة اوى انهم هينزلوا
- وانا كمان .. مش متخيل انى هبقى اشوفهم وقت ما احب
- الفيلا بتاعتهم خلصت
- خلاص على وشك.. الوقت طول عشان عمى رمزى صمم يبنى دور لينا هناك
- يعنى هنسبب هنا ونروح نعيش معاهم ؟ دا باباك وجدك ممكن يروحوا فيها..

- والله يا نادين ما عارف.. انا برتاح اكتر مع ماما وعشق وعمى رمزى .. بس بردو مقدرش ابعد عن بابا .. وجدى كمان بيموت ف الولاد
- يبنى دا حتى طنط ماجدة متعلقة بيهم .. رغم جمودها مع الكل
شرد احمد..
- ومحمود كمان .. بيشوفهم قليل بس متعلق بيهم اوى
- واخد بالك ان الكلام كله على الولاد.. شكلى انا وانت برة الموضوع يا حمادة
- انتى اساس اى موضوع يا حبيبتى .. اساس دنيتى كلها
واحتضنها بحب.. ونزلت هى للاطمئنان على الاولاد..

وشرد احمد فى حال اخيه.. لقد تغير كثيرا.. تغيرت ملامحه داخليا وخارجيا.. من يراه يظنه الاكبر من احمد رغم فارق السن الذى يتعدى الست سنوات.. حياته صارت للعمل فقط.. حقق طفرة هائلة لمجموعة الغمرى فاقت كل التوقعات.. ولكن غابت ابتسامته وروحه المرحة حتى ان احمد نسى ملامحه وهو مبتسم.. صار آلة لا تعرف الا العمل..
تنهد بحزن على شقيقه.. ودعا الله ان يستطيع تخطى حزنه ويحيا حياة طبيعية .. رغم صعوبة ذلك..

- احمد الحقنى
- فى ايه يا ماما خير
- رمزى وقع مننا فجأة .. ودخل العناية المركزة .. رمزى بيموت يا احمد بيموت
- اهدى يا ماما .. هركب اول طيارة واجيلكم
- بسرعة يا احمد .. هو طالبك وعايزك بسرعة..

سافر احمد سريعا .. ارتمت راوية بين ذراعيه تبكى وتنتحب
- كان تعبان من زمان وماقالش يا احمد.. وحالته متأخرة اوى
- اهدى يا ماما باذن الله خير
- اهدى ازاى.. عايشة معاه سنين واتارى قلبه تعبان وانا معرفش.. اد كدة انا وحشة وما اخدتش بالى بس هو اللى ما قاليش ولا عرفنى
- اهدى طيب وانا هشوف الحالة..

- ادخله الاول .. هو طول الوقت بيسال عليك
- طيب فين عشق
- البنت مصدومة ولا بتنطق يا احمد .. هى راحت تجيب حاجات من البيت وجاية.. خايفة عليها اوى
- طيب هدخله اشوف عاوزنى ف ايه وبعدين اطمن على عشق

دخل احمد.. وجد رمزى شاحب الوجه تحيط به الاجهزة من كل جانب.. تتابع حالته من خلال خراطيم متصلة بجسده
اقترب منه وكأنما احس به .. ففتح عينيه المتعبتين
- اخيرا جيت.. مستنيك من بدرى
- الف سلامة عليك يا عمى..
- الله يسلمك يا حبيبى .. بس خلاص ما بقاش فى سلامة .. وعشان كدة طلبتك
- باذن الله هتقوم بالف سلامة .. انا تحت امرك..

- مفيش قومة تانى يا احمد يبنى .. انا تعبان من سنين .. مامتك فاكرانى تعبت قريب وخبيت عليها.. انا خبيت فعلا انى تعبان.. بس تعبى بدأ قبل ما اتجوز والدتك بكام سنة .. اكتشفته وقت المشكلة اللى حصلت .. واتلهيت ف اللى عمله جدك وانى احسن صورتى عند باباك واحمى والدتك ف نفس الوقت.. الفترة دى لو كنت اهتميت يمكن ما كنتش تعبت كدة .. بس عموما هو النصيب..

- طيب اهدى وارتاح .. انا هروح اشوف الدكتور واتابع الحالة و...
- ما تتعبش نفسك .. انا عارف انها النهاية .. وعشان كدة طلبتك.. خلينى اقولك بسرعة اللى عاوزك فيه
هتلاقى مفتاح ف علبة خشب مصدف ف درج مكتبى .. دا مفتاح الخزنة.. فيها وصيتى.. انا بعت كل املاكى وكتبت الفلوس لراوية وعشق.. واللى ف مصر كتبتهولهم بيع وشرا.. وعشق تحت وصايتك انت.. خفت احسن حد من قرايبى ف مصر يقربلهم
- هو حضرتك ليك قرايب ف مصر..

- اه.. بس معظمهم من نوع القرايب عقارب .. وعشان كدة خفت على بنتى منهم.. وحتى الفيلا اللى طلبت منك تشتريهالى خليت المحامى يعملها باسمك
- اسمى انا
- اه .. عشان ما يقربوش ليها.. وانا واثق انك هتديها حقها وزيادة..

احمد.. خلى بالك من عشق.. انا بعدت عنها كتير زمان ولولاك كنت هفضل كدة.. يومها كلامك فعلا فوقنى .. بس مش انها تضيع لانى واثق ف تربية راوية وانك كمان هتكون معاهم.. بس لانى افتكرت وقتها انى ممكن اموت اى لحظة وما تفتكرنيش بنتى الا بزعل ويمكن تدعى عليا بدل ما تدعيلى..

- يمكن يا عمى الظروف بس لخبطت حضرتك.. لكن انا واثق انك كنت هترجعها لحضنك سواء بيا او من غيرى.. من حنيتك معايا ووقفتك جنب والدتى وتحملك ليها
- يبنى انت من وقت ماتولدت بعتبرك ابنى .. ابوك كان اكتر من اخويا .. وموقفى مع مامتك طبيعى كنت اقفه.. وانا شايفها مظلومة ومقهورة وبطولها وحواليها الجبروت دا كله.. حتى جوازى منها ماكانش بطولة.. كنت عرفت انى صعب اتجوز بحالتى الصحية دى.. والدكتور قالى هتظلم اللى تتجوزها .. يعنى انا ومامتك كنا محتاجين لبعض .. هى محتاجة سند وانا محتاج ونس..

- بردو دا ما يقللش منك .. بالعكس ..
- سيبك من الكلام دا.. المهم انى عاوز منك طلبين
- اؤمرنى يا عمى
- اول حاجةحاجة.. عشق وراوية ف عنيك.. عشق تحت وصايتك لحد ما توصلها بيت جوزها.. نزلهم مصر زى ما كنا متفقين وخليهم دايما معاك.. امانة عليك ما تخلى دمعة حزن تنزل من عين حد فيهم .. راوية اتظلمت كتير.. وعشق حياتها تركيبتها كلها ملخبطة وكانت تستحق حياة احسن .. بس اهو نصيبها..

- اكيد يا عمى .. دى امى.. وعشق بنت قلبى وانت عارف انا متعلق بيها ازاى
- تانى طلب صعب.. بس ساعدنى فيه عشان اموت مرتاح
- بعد الشر عنك.. اتفضل وانا هعمل اللى اقدر عليه
- عاوز اكلم ابوك.. نفسي اقوله بنفسي انى مظلوم واسمع منه انه مسامحنى..

احتار احمد ماذا يفعل.. فهو لم يفتح حوار الماضى مرة اخرى مع والده .. ولا يعلم رأيه الذى كونه بعد حكايته قصة انجاب عشق.. ولكن وامام عيون رمزى المتوسلة وحالته الحرجة.. اخرج احمد هاتفه وطلب رقم والده
- ايوة يا احمد .. انت فين قالولى سافرت فجأة
- بابا.. فى واحد عاوز يكلمك
- مين
اعطى احمد رمزى الهاتف
- انا يا محمد
- انت مين
- انا رمزى

- محمد مش لازم تتكلم .. بس انا عاوزك تعرف انى ما خنتكش.. وراوية ماكانش ولا هيكون ليها زوج غيرك.. انا غلطت مرة بس وكانت بدون وعى والله..
- احمد حكالى
- ومصدقنى ولا لا
- مصدقك يا رمزى
- يعنى مسامحنى وعارف انى ما خنتكش
- عارف .. وانت تستحق الشكر ويا ريت انت اللى تسامحنى
- بججججد.. يااااااه يا محمد.. اد ايه شلت حمل من على قلبى.. كنت خايف اموت قبل ما اسمع منك كدة..

- تموت؟ تموت ايه؟ فى ايه يا رمزى.. طمنى
- كلنا هنموت يا محمد.. وانا تعبان من زمان .. عارف يوم ما كلمتنى تسأل على راوية عشان ما بتردش عليك ف الفيلا... كنت هقولك يومها ان كشفت وعرفت ان عندى تعب ف القلب.. بس انشغلنا ف اللى حصل
- طيب وحالتك دلوقتى ايه..

- مش مهم.. المهم بنتى يا محمد.. دى بنتك اكتر ماهى بنتى.. تعرفك اكتر منى من قصص امها.. اوعدنى تخلى بالك منها.. وماتحسش باليتم ابدا.. لو صحيح عرفت الحقيقة وعرفت انى كنت مظلوم رد ظلمى دا ف حماية بنتى .. عاهدنى يا محمد خلينى اموت مرتاح
- اعاهدك يا رمزى.. بنتك بنتى وف عنيا .. وربنا يقومك ليها بالسلامة
- الحمد لله .. انا كدة ارتاحت لانى عارفك لما تعاهد.. اشهد ان لا اله الا الله وان سيدنا محمد رسول الله
- رمزى .. رمزى.. رمززززى
وسالت الدموع كالانهار فى مصر والامارات..

- ماما.. انا لازم انزل مصر عشان الشغل انتى عارفة
- توكل على الله يا حبيبى .. كفاية الفترة دى عطلتك
- عطلتينى ايه بس .. دا عمى رمزى ابويا التانى
نزلت دموعها صامتة .. ونقلت بصرها لعشق التى تجلس فى سكون حزين
- الله يرحمه ويخليكم ليا
- ويخليكى لينا.. بس انا مش هنزل لوحدى.. هتيجوا معايا
- نيجى ازاى يا احمد..

- انتوا كدة كدة كنتوا هتنزلوا الايام دى .. وعمى مصفى معظم شغله
- بس انت ناسى العدة .. وبقية شغل رمزى.. ما ينفعش انزل
- طب هتقعدوا لوحدكم ازاى .. ودراسة عشق
- وفاء وليلى مراتات اخوالك هييجوا يقعدوا معانا.. وعشق ممكن تأجل السنادى
- تأجل ايه.. تضيع سنة من عمرها؟
- طب اعمل ايه .. مش عارفة افكر
نظر الى عشق الصامتة دوما هذه الفترة .. وقال:
- رأيك ايه يا إش إش
- اللى تشوفه يا احمد..

- انا شايف ما دامت ماما مش هتكون لوحدها.. تنزلى انتى معايا
- تنزل فين يا احمد.. وتعيش لوحدها
- تعيش لوحدها ازاى .. هروح اقعد انا معاها فترة ف الشقة لحد ما نكمل الفيلا وبعدين نروح مع بعض تكونى حضرتك نزلتى
- وتسيب مراتك وولادك؟ لا طبعا.. لا انا ولا عشق نرضى بكدة
- ولا انا ارضى ان سنة تضيع عليها.. ولا عمى رمزى الله يرحمه كان هيقبل كدة
- انا عندى الحل..

التفتا اليها الاثنان .. ليجدا حزما واصرارا فى عيونها وهى تقول:
- هنزل معاك يا احمد .. واعيش ف فيلا الغمرى
- انتى اتجننتى
- استنى بس يا ماما نفهم وجهة نظرها
- استنى ايه.. دى عاوزة تعيش مع ماجدة ف بيت واحد.. دى ممكن تقتلها..

- لا طبعا محدش يقدر يقرب منها .. واصلا بابا فعلا كان طلب منى كدة بعد وصية عمى رمزى ليه وكنت هقول لعشق وخفت ترفض
- وانا مليش رأى .. المهم رأيك انت واختك وبس
- لا يا حبيبتى طبعا انتى الخير والبركة.. بس فاكرك واثقة فيا وف بابا اننا مش هنقبل حد يمسها
لانت راوية قليلا..

- يا حبيبى واثقة فيك اكيد وعارفة محمد لما يعاهد بينفذ ولو على رقبته.. بس ما اوديش بنتى تعيش تحت رحمة ماجدة
- بعد اذنك يا ماما.. انا مش هعيش تحت رحمة حد.. انا رايحة ملك امى.. واللى هيكون تحت سقفه هيبقى تحت رحمتى انا..
وانطلقت الطائرة حاملة احمد وعشق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة