قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الحادي عشر

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الحادي عشر

دخلت عشق قصر الغمرى مع اخيها.. كانت تتأمل هذا المكان الذى شهد سعادة امها وشقاءها.. شهد حبا وظلما .. شهد فرحا ودموعا.. وشهد نمو اخيها وعمره باكمله
دخلت بهدوء ظاهرى .. وضربات قلبها تتسابق بين ضلوعها.. فهى لا تعلم ما ستواجهه ولا ما ستعيشه بين جدران هذا المكان.. ولكن يجب عليها الاتسام بالهدوء.. والقوة..
قابلها ابنا اخيها وزوجته فى الحديقة .. واثاروا صخبا هائلا خاصة ماليكا التى تعتبر نسخة مصغرة منها.. وحاولت هى دحض قلقها بالانسجام معهما ومداعبة زوجة اخيها التى قاربت على الوضع بالربت على بطنها المنتفخة...

- الكارثة اللى جاية هتكون ايه يا نودى
- ههههههههه.. انتى وحظك يا إش إش..
- لا ماهى لو زى موكا انا هنتحر
- مانتى السبب .. طلعالك
- ههههههههه ههههههههه ههههههههه.. فعلا .. الجينات جاية راكبة صاروخ من الامارات لمصر
ضحكوا جميعا.. واستمر المزاح وهم يدخلون القصر.. وصوتهم نبه الجميع لقدوم الضيفة الجديدة .. واول من انتبه كان محمد الذى خرج من غرفة المكتب ومعه محمود..

تسمرت عشق حين رأته.. وكذلك محمد..
اقترب منها ببطء يجاهد نفسه.. وهى ايضا اقتربت منه.. ورغم ارتدائها الاسود والحزن البادى على محياها.. الا ان ملامحها اشرقت حين رأته ..
- انتى عشق
اومأت بالايجاب دون حديث وهى تتأمله على ملء اتساع عينيها
- اهلا بيكى
قالت بانبهار: اخيرا شفت حضرتك.. انا بجد مش مصدقة .. كان نفسي اشوفك من زمان اوى.. ما تتخيلش اد ايه
محمد بدهشة: انا..

اومأت عشق: ايوة .. الشاطر محمد بطل كل القصص اللى اتحكتلى من وانا طفلة.. انا تقريبا اتعلمت كل حاجة منك.. وبيك.. انا اعرف حاجات عنك اكتر ما اعرف عن امى وابويا.. وطول عمرى بحلم اشوف البطل الاسطورى دا.. انا مش مصدقة انى ادام حضرتك وشايفاك بجد..

كلماتها اثارت حيرته.. فقد كان يراها امانة من والدها سيقوم بالحفاظ عليها.. دون ان ينسي انها ابنه معشوقته من رجل آخر.. وكان يظن ان ذلك سيقف حائلا بينهما ولن يستطيع التعامل معها.. ولكن تلقائتها تلك جعلته ينظر لها ويتأملها بنظرة اخرى.. انها تحمل كل ملامح راوية .. برقتها وقوتها وبراءتها.. الاختلاف فى لون البشرة والعيون الذى ورثته عن ابيها.. شعر بقلبه يرق لها..

تلك التى تحمل ملامح وروح احب شخصين الى قلبه، ودون ان يشعر ارتسمت ابتسامة حانية على وجهه، ومد يده لها، وبدلا من ان تمد يدها بالسلام ارتمت بين احضانه، فوجئ بحركتها.. ولكنه شعر وكأنه بحاجة هو ايضا لهذا الحضن .. ضمها اليه واشتم فيها معشوقته وصديقه .. واحس براحة كبيرة حين نزلت دموعه التى كان يخفيها فى قلبه.. احست به عشق فابتعدت قليلا .. مسحت دموعه باناملها.. وقالت:
- لا.. مش عاوزين دموع .. بابا وصانى بكدة.. قالى اللى يحبنى يبتسم لما يفتكرنى .. مش يبكى.. خلونى دايما ذكرى حلوة بينكم..

ابتسم محمد رغم دموعه.. واحتضنها مجددا وقبل جبينها ..
- اهلا بيكى
كانت تلك ماجدة تنزل الدرج بشموخ وخيلاء.. وتتفحص عشق من رأسها الى اسفل قدميها بعدما انتشلت نفسها من بين احضان محمد..
ايضا تأملتها عشق.. رغم المساحيق الكثيرة على وجهها يظهر عمرها بجلاء.. وتظهر ايضا ملامح الحقد والقلب المليء بالبغض..
نظرت لها عشق بثبات وقوة.. وكأنها شخص آخر غير الذى كان بين احضان محمد منذ ثوان..

- اهلا بحضرتك
- نورتى القصر..
عشق بذوق: ميرسي لحضرتك المكان منور باللى فيه
عرفت نفسها: انا ماجدة .. وتقدرى تقوليلى جيجى
عشق: اتشرفت بحضرتك يا طنط
ماجدة بحدة: انا قلت جيجى مش طنط.. عارفة انكم هناك متعودين على الالقاب.. لكن المجتمعات الراقية شالتها
عشق بقوة: الرقى مش ف شيل الالقاب حضرتك.. بالعكس.. الرقى ف الاحترام وتوقير الاكبر..

ماجدة بسخرية: مين علمك كدة .. لا طبعا.. وعلى فكرة انا مش بحب الجدال الكتير.. مفيش هنا لا طنط ولا خالتى ولا عمتى ولا الكلام دا
عشق رافعة حاجبها: اكيد مش هقول لحضرتك خالتى .. لكن ممكن عمتى لان والدى كااااان بيعتبرك زى اخته
كانت عشق تنطق كلماتها بادب ولكن مقصدها كان واضحا .. مما اثار غيظ ماجدة ..

ماجدة وقد اثارت غضبها: مش قلتلك مش بحب الجدال.. يا ريت تسمعى الكلام وما تتعبينيش من اولها
عشق بابتسامة مستفزة: اكيد طبعا لازم اسمع كلام حضرتك.. بس اعذرينى مش هقدر اشيل الالقاب وانادى حضرتك باسمك وانتى اكبر من والدتى بكتير.. لازم اوقرك واحترمك .. والدتى علمتنى كدة..
اخفى كل من محمد واحمد ابتسامتهم بصعوبة .. وتدخل احمد بسرعة كى لا يحدث شجار..

- اعرفك بمحمود اخويا .. فاكراه يا إش إش
التفتت عشق لمحمود.. لم تتعرفه حين خرج مع والده من المكتب.. فقد تغيرت ملامحه تماما.. اتسمت بالجدية والقوة والصرامة.. رغم مظهره السينمائى بشعره المصفف بعناية وملامحة الجذابة وعينيه النافذتين وبذته التى كأنها فصلت على قوامه الرياضى.. ولكن كانت ملامحه ثابتة وجامدة وكأنها صبت على هذا الشكل دون اى انفعال..

عشق بتلقائية: ايه دا.. اخوك اللى غلس عليا زمان
ضحك احمد: ههههههههه ههههههههه ههههههههه ههههههههه.. يا مفترية دانتى اللى غلستى عليه مش هو
عشق بذوق: اهلا بيك..
محمود برسمية: اهلا بيكى .. نورتينا .. هستأذن انا عندى شوية شغل
تدخل محمد
- لا استنى هنتغدى سوا
- معلش يا بابا هخلص...

- مفيش اعذار .. اتغدى وروح زى مانت عاوز .. وانت يا احمد خد عشق وريها اوضتها
احمد: هستأذنك يا بابا تقعد معايا انا والولاد يومين بس ف الجناح بتاعى عشان الولاد مستنيينها على نار
- اللى تشوفوا .. بس يلا خليها تغير وتريح من السفر عبال الغدا ما يجهز
طلعت عشق مع احمد ونادين والاولاد .. ودخل محمد مع محمود غرفة المكتب.. تاركين ماجدة بنارها من كلام عشق المهذب ذو المعانى اللاذعة .. والتى لم تستطع الرد عليها بعد تحذيرات محمد لها

فلاااااااااااش
ماحدة بقوة: البنت دى لا يمكن تدخل بيتى ابدا
نظر محمد من خلف نظارة القراءة لماجدة التى اقتحمت مكتبه صارخة بهذه الكلمات.. وقال بهدوء:
- انهى بنت .. تقصدى ايه
- اقصد بنت راوية ورمزى .. مش هتدخل بيتى ابدا..

قام محمد بروية والتف حول المكتب ليكون امام ماجدة.. وقال بصوت خفيض يحمل كل معانى الوعيد:
- لما تتعاملى معايا تتكلمى بصوت واطى.. والافضل نفضل زى ماحنا ومانتعاملش اصلا.. ودا اولا
ثانيا انتى عارفة كويس ان لولا محمود كنا اطلقنا من زمان.. وكمان بعد ما عرفت افعالك الشيطانية كان المفروض ارميكى من حياتى كلها وكمان اخد بتارى منك.. لولا ابويا وموت ابوكى.. يبقى الصح انك تحمدى ربنا اوى على كدة وتسكتى خالص ..
ماجدة بصوت واه: بس دا بيتى.. ومن حقى...
امسكها محمد من ذراعها بشراسة وقوة كادت تخلعه..

- حقك؟ حق ايه.. انتى حقك تتسجنى اصلا بعد كل الشر والظلم اللى عملتيه.. الحق انك لما تيجى البنت دى انك تعتذرى ليها على افعالك مع ابوها اللى دمرتيه وامها اللى دنستى شرفها وحرمتيها من ابنها سنين.. الحق انك تخدميها وتراعيها وتشيليها على دماغك .. واقسم بالله يا ماجدة لو حصل منك اى فعل غلط معاها لاخد بحقى منك تالت ومتلت.. ومش حقى بس.. لا حقى انا وراوية ورمزى واخليكى تكرهى نفسك..

حاولت ماجدة التملص من قبضته وهى تصيح:
- لسة بتحبها.. لسة مش قادر تنساها وعاوز بنتها تبرد نار شوقك
- لا عاوز بنتها ارد جزء من دين ابوها ف رقبتى بعد ما صدقتكم وظلمته.. اما الحب دا فللبنى ادمين والشياطين اللى زيك ما يجيبوش سيرته.. وانا انذرتك يا ماجدة.. لو حصل غير اللى قلته اقسملك هتندمى .. والاوضة دى محرمة عليكى من زمان .. هعديلك انك دخلتيها انهاردة.. لكن لو حصلت تانى وعتبتيها هكسرلك رجلك .. ومعاها رقبتك.. انتى فاهمة..

اتسعت عينا ماجدة برعب من قوة ووحشية طريقته معها.. وجرت بسرعة بعدما اطلق يدها وذهبت الى حجرة عمها تطلب عونه ودموع القهر فى عينيها
- عمى.. شايف محمد.. هيجيب بنت راوية عشان يقهرنى .. ولما قلتله بلاش كان هيضربنى .. انا جيجى الغمرى يهددنى .. وعشان البنت دى بنت الصعلوكة الى اسمها راوية..

مجدى محذرا: بلاش تحفرى قبر علاقتك بمحمد يا ماجدة.. انتى عارفة انتى عملتى ايه.. واقل حاجة دلوقتى اننا نستقبل بنتهم ونشيلها ف عنينا.. وراوية مش صعلوكة ولو صعلوكة ماكنتيش عملتى االى عملتيه فيها .. كانت هتمرمطك وتفهم الاعيبك وتقلبها عليكى .. دانتى كمان حرمتيها من ابنها سنين
تحولت لهجتها للغضب: هو انا كنت عملت دا لوحدى .. مانت كنت معايا .. وكنت شايف انها لا مستوى ولا تنفع تكون ضمن عيلتنا..

انفعل مجدى: زنك اللى خلا شيطانى يصحى واتكاتلنا على الغلبانة دى هى ورمزى.. وانا فقت.. وعرفت غلطى.. بالذات لما شفت معاملتك ليا ف مرضى .. لو راوية كانت شالتنى فوق دماغها
ماحدة بتعالٍ: تشيلك طبعا.. ماهم خدامين.. وانا بطمن عليك من تحية وبنتها.. ولو تعبت هكلم الدكتور فورا..
مجدى باحباط: مفيش فايدة من الكلام معاكى
- يا عمى انا...

مجدى منهيا الجدال: اسمعى كلام جوزك وبس.. وبلاش تخربى على نفسك.. المرادى لو محمد طلقك عمرك ما هترجعيله تانى.. حتى انا نفسي تقريبا مقاطعنى
قالت بغيظ: مانت يا عمى اللى حكيت.. انت السبب ف كل دا
- بخلص ذمتى عشان هقابل وجه كريم
قالت بتعالٍ: كنت رميتلهم قرشين وخلاص من غير ما تقول لمحمد.. وتخلى احمد يروح للست دى تانى..

- الست دى امه .. والحقيقة كانت هتظهر ولو بعد حين
- بردو يا عمى ماكانش...
انفعل مجدى: مفيش فايدة فيكى.. كلامك لا هيقدم ولا هياخر. اسمعى الكلام احسن.. واندهيلى تحية تدينى دوا الضغط وانتى خارجة

بااااااااك
تذكرت ماجدة تحذيرات محمد وعمها.. ولكن كرامتها ابت عليها السكوت.. اتصلت بهايدى ابنة اختها
- هايدى.. تجيلى حالا
- فى حاجة ولا ايه يا جيجى
- اه.. حصة تربية .. هنربى البنت اللى اسمها ايه دى اخت احمد
- شكلك مضايق اوى هو حصل ايه
- تعالى حالا وخلاص.. بس عاوزاكى باحلى واشيك حاجة عندك.. وما اوصيكيش باه فى المجوهرات
- اوكى حالا..

فى جناح احمد.. دخلت عشق غرفة ماليكا ووضع لها احمد حقائبها.. وقبل ان يخرج التفت اليها
- إش إش.. عاوز اسألك على حاجة
- عارفة السؤال
- طب هو ايه
- ليه جيت معاك هنا
- طول عمرك ذكية.. طب بصراحة.. جاية تنتقمى
- انا؟ لا خالص.. اذا كانت صاحبة الشأن سامحت
- امال ايه..

- هفهمك.. انا حاسة ان القصر دا امى خرجت منه مهزومة وموجوعة.. عشان كدة كنت عاوزة ادخله اكسر جوايا انه مكان هزيمة ..
- امال اللى حصل مع جيجي دا ايه
- ههههههههه.. لا دا من باب عاكس القطة تخربشك بس..
- طيب عشان خاطرى بلاش .. انا مش طول الوقت ف البيت وهسافر قريب مش عاوز اكون قلقان عليكى
- لو بعدت عنى مش هاجى ناحيتها.. لكن عاكستنى هخربشها.. وماتقلقش عليا احنا رجالة اوى
- هههههههههههههههه.. دانتى ست البنات .. يا برنسيستى..

- يااااااه.. وحشتنى اوى الكلمة دى.. تعرف انى كنت غيرانة انهاردة عليك
- ايه دا .. ليه..
- لانى اتعودت تكون بتاعى انا .. لما قلت اخويا على الغلس اللى تحت دا الكلمة وجعتنى
- ههههههههههه ههههههههههه .. هو اخويا لكن انتى بنت قلبى .. بس هو انتى لسة شايفاه غلس
- لا دا باه اغلس كتير .. هو مضايق منى زى مامته؟
- لااااااا.. دا مالوش علاقة بحد.. وهو مش مضايق دى طبيعته كدة..

- دا كان زمان فشته عايمة وبيضحك عمال على بطال
شرد احمد بحزن
- كان بأه.. المهم.. بلاش مشاكل
- بردو عاكس القطة تخربشك
- هتفضلى شقية ومجنونة .. بس بموت فيكى
- ربنا يخليك ليا

الجزء التانى لو لقيت تفاعل جامد اوى على البارت دا
القصة كدة بتبتدى.. والىى جاى مفاجآت وانبهارات
وعاونة فولو للاكونت بتاعى كتييييير...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة